كتب: سلامة عبد الحميد
بعيدا عن الأسباب والدوافع التي جعلت الرئيس مبارك يدعو ثمانية ممثلين ونقيبهم أمس لمجالسته في مقر رئاسة الجمهورية ويلتقطون معه الصور ويتبادلون معه أطراف الحديث ليخرجوا بعدها بتصريحات من عينة ما قاله الدكتور الفخراني أو مدام يسرا.
وبعيدا عن توقيت الزيارة الذي تزامن مع حكم تخفيف الإعدام عن هشام طلعت مصطفى في قضية مقتل سوزان تميم، وارتفاع أسعار كل شيء خصوصا الطماطم والسكر كسلع شعبية بسيطة.
لكن المتأمل لصور السيد الرئيس مع الفنانين التي تم توزيعها من قبل مؤسسة الرئاسة تثير الكثير من الأمور التي لابد من التعليق عليها، بعيدا بالطبع عن كونها لا سمح الله "تعبيرية"، ومع كامل الإحترام طبعا للمصور ولكل الأشخاص في الصورة.
بداية بدا الرئيس متماسكا، بينما نحن في وضع حرج جدا في حال تدهورت صحته فجأة وبلادنا التي لا تملك خيارا إلا نجله كبديل للرئيس لن تمر الأمور فيها بهدوء لو غاب مبارك الأب فجأة.
لكن توزيع الأشخاص في الصورة يفتقر الكثير من التفاصيل التي أعتبرها هامة من وجهة نظري، أولا الضيوف تسعة وبالتالي كان هناك أمر غائب في توزيعهم على جانبي الرئيس.. أربعة على شماله وخمسة على يمينه.
لكن الأكثر إثارة للإنتباه كان وقوف الفنان عزت العلايلي إلى جواره مباشرة وليس الفنان يحيى الفخراني، ليس لأن الفخراني أهم أو العلايلي أقل أهمية لا سمح الله، ولكن لأن العلايلي أطول كثيرا من الرئيس وبالتالي كان الأفضل أن يقف الفخراني إلى جواره باعتباره الأنسب طولا وهو أمر يحرص القائمون على البروتوكول عليه دوما.
السن كان عاملا مميزا أيضا في الضيوف فالرجال جميعا غادروا مرحلة الشباب بينما الإناث عدا يسرا من الشابات، فأين النجوم الشباب وهم كثر، وأين النجمات الكبيرات وهن كثر أيضا.
أيضا كانت كفة الرجال أرجح في الجانب الأيسر، العلايلي والفخراني ومحمود ياسين، وإن تم خلخلة الوقفة الرجالية بالفاتنة منة شلبي التي تركت كل زميلاتها في الجانب الأيمن لتنضم إلى قائمة الرجال الكبار، في حين حرصت يسرا على أن تكون إلى جوار الرئيس مباشرة في الجانب الأخر دون غيرها، وربما هذا ما فعله العلايلي أيضا "ولا يعطيني هذا تبريرا لكونه أطول كثيرا".
في الجانب الأيمن كان حسين فهمي "هارون الرشيد" وسط الجميلات يسرا ونيللي كريم ومنى زكي وإن اندس وسطهم أشرف زكي بلا داعي، لكن نظرة مدققة تجعلك تشعر بمدى السعادة التي غمرت المجموعة في لقاءهم بالرئيس والبسمة التي علت شفاههم.
لكن أيضا ظهرت واضحة صرامة العلايلي في الصورة لأنه بدا رسميا جدا، وظهر ارتباك نيللي كريم التي لم تكن تدرك ما هي فيه وربما لم تدرك حتى الأن من هول المفاجأة ولها العذر طبعا.
ارتدى الجميع ملابس رسمية "فورمال" وإن تخفف حسين فهمي بعض الشيء كون اللقاء صباحيا ورفض الفخراني كعادته ارتداء "كرافت" وله الحق، لكن ألوان منى زكي الفاقعة "وإن كانت مناسبة للصباح" كانت السمة الأبرز في الصورة التي سيطر عليها الأسود والرمادي بينما منى "فواتح مبهجة".
أخيرا، شخصيا لم أستسغ موضوع إعادة الإحتفال بعيد الفن، فالضيوف جميعهم ممثلون، والفن ليس تمثيلا فقط حيث لم يظهر مطرب ولا مؤلف ولا مخرج، "باعتبار أن أشرف زكي نقيب الممثلين".
اللقاء كان أشبه باحتفاء بأبطال مسلسلات رمضان أو رد على استقبال الرئيس لطلعت زكريا الذي لا يجد له أحد تفسيرا حتى الأن.