الأحد، 20 أبريل 2014

سلامة عبد الحميد يكتب: نساء مدرب الكراتيه



مدرب الكاراتيه بعد القبض عليه


شاهدت بعضا من فيديوهات "مدرب كاراتيه" مدينة المحلة المصرية التي يضاجع فيها بعضا من سيدات نادي رياضي واجتماعي كبير في المدينة العمالية الهادئة، والتي انتشرت مؤخرا كالنار في الهشيم، واستخدمتها الفرق السياسية المتبارزة في مصر بطرق مختلفة، ما بين نظام حكم مغتصب استخدمها للتعمية على كوارثه المتواصلة وإجرامه الفج، ومعارضون صوتهم أعلى من فعلهم استخدموها للتدليل على أن هذا ما يروج له هذا النظام من فجور وفسق وانحلال.
وبعيدا عن التفاصيل الهامة الخاصة بكون بعض السيدات اللاتي تظهرن في لقطات الفيديو زوجات ضباط شرطة وجيش أو قضاة، وهو ما ركز البعض عليه كثيرا لأسباب سياسية واضحة، وبعيدا أيضا عن توقيت ظهور تلك اللقطات وأسلوب ترويجها المشكوك فيه كونه تم بطريقة مبالغ فيها يبدوا وكأن وراءها جهة أو جهازا ما يعمل على ترويجها، كما جرى سابقا في وقائع عدة شبه مماثلة.
إلا أن ما لفتني كان أكثر تعقيدا من هذا، المدرب ضاجع أكثر من خمسين سيدة باعترافه، خمسين سيدة وافقت على أن تعيش تجربة محرمة مع الرجل، ومعظمهن كما تظهر اللقطات لم تكن تلك المرة الأولى لهن معه، خمسين سيدة في مدينة صغيرة كمدينة المحلة، وفي مجتمع صغير كنادي "بلدية المحلة" رقم لا يمكن أن يتم تجاهله أبدا.
إن دلالة الرقم خطيرة في التعبير عن أمور كثيرة، ربما أولها أنه مؤشر لحالة التحلل الأخلاقي في مجتمع يدعي دوما أنه محافظ، وللحقيقة فإن أي متابع موضوعي لما يجري في مصر وللمجتمع تحديدا خلال العقود الأربعة الأخيرة يمكنه أن يدرك أن النفاق المجتمعي والإدعاء وصل مرحلة خطيرة.
تعيش السيدة، أو السيدات، مع أزواجهن حياة روتينية كئيبة، ترسم ابتسامات صفراء كعلامات للرضا والسعادة، تزعم أمام أقرانها أن زوجها يمنحها السعادة الكاملة وأنه في الفراش "سبع الرجال"، وأنه يعاملها أمام الناس كملكة متوجة، بينما الواقع يخالف ذلك بالكلية.
إن معظم العلاقات العاطفية لهؤلاء يمكن وصفها بأنها "قضاء واجب"، لا مشاعر فيها ولا أحاسيس ولا إشباع لرغبات غريزية، ولا تواصل فيها بين الرجل والمرأة، لأسباب كثيرة يطول شرحها.
حالة النشوة والشبق التي تظهر على السيدات في اللقطات مع "مدرب الكاراتيه" تظهر مقدار احتياجهن لإشباع شهواتهن، ومدى النقص الذي تشعرن به تجاه قيام أزواجهن بسد هذه الحاجات، ويظهر على بعضهن واضحا خلال العلاقة المحرمة أنهن يقارن بوضوح بين الرجل الذي يضاجعهن وأداءه الجنسي وبين قدرات أزواجهن، لتنتهي المقارنة بفوز شريك العلاقة المحرمة.
ملمح ثان لا يمكن إهماله أو تجاهله: ما كل هذا التدني في الممارسة الجنسية؟، لماذا تصل المرأة بنفسها إلى هذا المستوى وتترك نفسها لتعامل كسلعة رخيصة بهذا الشكل؟.
أفهم جيدا أن يكون بين الرجل وزوجته بعضا من الملاطفات الزائدة، ومحاولة استخدام أوضاع جديدة أو اللجوء إلى كتب أو أفلام لمعرفة أمور يمكنهما بها تحسين العلاقة، لكني أدرك أيضا أن العلاقات المحرمة ليست ممتدة حتى يشعر المشاركان فيها بفتور العلاقات الزوجية ويبحثان عن وسائل للتغيير وتجديد الشوق.
لكن الواضح في الفيديوهات، فيما يخص النساء، أنهن جميعا لا يجدن أي غضاضة في فعل أي شيء يطلبه شريك الحرام، حتى ولو كن غير مقتنعات به لأسباب معظمها مجتمعية، إنهن خاضعات تماما لرغباته، وكأنهن جواري لدى الرجل الذي يعاملهن بجلافة شديدة ويفعل بهن ما يحلو له دون تلطف أو استئذان.
والأكثر ريبة وغرابة في عينة السيدات اللاتي ظهرت في اللقطات أنهن ترتدين ما اصطلح في مصر على تسميته بالحجاب، غطاء رأس لا يستر ولا يضفي وقارا، كعادة مجتمعية بالية لا علاقة لها بالتدين، ترتدي الفتاة أو السيدة طرحة الرأس لتبدوا أمام الأخرين باعتبارها محجبة، بينما ملابسها تخالف كل ما تزعمه من التزام بالمعتقدات الدينية، هي بالأساس لا ترتدي "الطرحة" لتوافقها مع المعتقدات الدينية، وإنما للمشاركة في النفاق المجتمعي المتواصل.
تمارس السيدات الجنس مع الرجل في الحرام مرتدية غطاء الرأس "الحجاب"، خلعت كل ملابسها ليستمتع شريك الحرام بجسدها، وأبقت على تلك القطعة التافهة من القماش التي تدعي من خلالها العفة والوقار أمام الأخرين.
ربما تظن أن هذا المسمى بالحجاب فوق رأسها، الذي يمنع عادة عقلها من التفكر والتدبر والتعقل، هو "حزام العفة"، ترتدي حزام العفة فوق رأسها التي دمرتها حياة في مجتمع فاسد وتعليم فاشل وأعراف أساسها النفاق والإدعاء والكذب، بينما تخلع كل ما يسترها حقيقة وتلقي بجسدها في أحضان الحرام.
أمور بديهية لا تخفى على كثيرين نشاهدها يوميا في العمل وفي الشارع وفي العلاقات العائلية والإجتماعية تؤكد أن المجتمع يعاني خللا أخلاقيا واضحا، لكن تدهشني شخصيا محاولة البعض، مع كل ظهور لمثل هذه الفضائح التي باتت متكررة جدا، لاستنكار الأمر والإدعاء بأنه وقائع فردية وأحداث شاذة على المجتمع لا تعبر عن حقيقته ولا يمكن أن نجعلها نموذجا لوصف أفراده.
لا أدري لماذا يواصلون الإدعاء والكذب، لماذا لا يعترفون بالكارثة لنبدأ مواجهتها وتصحيح الأوضاع القائمة بشكل حقيقي بدلا من الإلتفاف على المعاني الواضحة بسرد معاني أخرى لا علاقة لها بالحقيقة.
أحاول الفهم دائما لكني لا أصل إلى نتيجة ترضيني، عادة ما أكرر أن ما يعيشه هذا المجتمع يستحقه، وأن المجتمع لن يكون أفضل أبدا لأن أفراده لا يريدون ذلك، وربما يخلف الله ظني.  



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق