القاهرة/ عبدالغني محمد/ الأناضول
قبل أيام شهدت شبه جزيرة سيناء المصرية، هجوماً "مسلحاً" مزدوجاً، استهدف حاجزا أمنيا بمدينة العريش، وأسفر عن مقتل 8 شرطيين ومدني وإصابة آخرين، ليصل إجمالي تلك الهجمات في سيناء وحدها إلى 1068 حادثاً، سقط خلالها نحو 1441 قتيلا منذ صيف 2013، وحتى الآن، وفق إحصاء خاص بالأناضول استنادا لمصادر امنية.
وتناول الرصد أبرز العمليات "الإرهابية المسلحة" في سيناء خلال 42 شهراً، في الفترة الممتدة من الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً بمصر، في 3 يوليو/ تموز 2013، حتى أحدث عملية، مع الإشارة إلى أن تلك المنطقة الملتهبة عادة في مصر تتعرض بشكل شبه يومي لعمليات منذ هذا النوع.
وبالحديث إلى أكثر من مصدر عسكري وأمني مسؤول رفض أي منهم تفصيل الحصيلة النهائية بشكل دقيق لكل من الجيش والشرطة تحديدا، بسبب ما أرجعوه إلى "اعتبارات تخص الأمن القومي".
فيما قال مصدر أمني بسيناء للأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه، كونه غير مخول للحديث للإعلام، إنه منذ الإطاحة بمرسي وحتى نهاية 2016 بلغ عدد ضحايا الجيش والشرطة في سيناء نحو 1150، وبرصد للأناضول لـ 8 عمليات إرهابية حدثت الشهر الحالي أسفرت عن مقتل 19 (18 شرطة + مجند جيش) يكون الإجمالي حتى اليوم 1169.
وأوضح المصدر أن عدد القتلى من المدنيين خلال العمليات الإرهابية نحو 45 حتى نهاية العام 2016 بخلاف ضحايا الطائرة الروسية (224)، فيما رصد مراسل الأناضول مقتل 3 مدنيين الشهر الجاري، ليكون إجمالي ضحايا العمليات الإرهابية من جيش وشرطة ومدنيين نحو 1441.
ومن أبرز الجماعات المسلحة التي تعلن مسؤوليتها عن غالبية تلك العمليات "أنصار بيت المقدس" الذي أعلن في نوفمبر/تشرين ثان 2014، مبايعة تنظيم "داعش" الإرهابي، وغيّر اسمه لاحقًا إلى "ولاية سيناء"، وتنظيم "أجناد مصر".
وفيما يلي عرض لما رصدته "الأناضول" لأبرز 20 عملية إرهابية في سيناء، بحسب بيانات رسمية وتصريحات لأمنيين منذ صيف 2013 وحتى يناير/كانون ثان الجاري أسفرت عن مقتل 450 فردا بينهم 241 مدنيًا (من ضمنهم ركاب الطائرة الروسية)، و36 من الشرطة، و173 من الجيش.
حوادث 2013
مذبحة رفح الثانية
وقعت في 19 أغسطس/آب، وأسفرت عن مقتل 25 مجنداً بالجيش، وأصيب ثلاثة آخرون، كانوا في طريقهم إلى معسكر ''الأحراش'' (تابع للجيش) بسيناء لإنهاء إجراءات فترة تجنيدهم الإجبارية.
ومعسكر الأحراش هو أكثر المناطق العسكرية التي تعرضت للقصف من قبل المسلحين بسيناء، وبحسب تقارير محلية، تعرض ذلك المعسكر للضرب أكثر من 100مرة خلال ثلاث سنوات مضت.
واتهمت جهات التحقيق وقتها عادل حبارة، بقتل الجنود، وأصدرت محكمة جنايات القاهرة حكما بإعدامه هو و6 آخرين، ونفذ الحكم عليه في 15 ديسمبر/كانون أول الماضي، وسط تشكيكات حقوقية ومن جانب هيئة الدفاع عنه في "سلامة إجراءات محاكمته".
ويشار إلى أنه في 6 أغسطس/ آب 2012، وقعت مذبحة رفح الأولى على الحدود بين مصر وإسرائيل بالقرب من معبر كرم أبوسالم، ونفذتها جماعة أنصار بيت المقدس (ولاية سيناء)، والتي أسفرت عن مقتل 16 ضابطاً وجندياً مصرياً، وإصابة 7 آخرين.
وكان من تداعياتها العملية الأمنية الموسعة للجيش المصري في سيناء، وهي أول تحرك منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في عام 1979، تطأ فيها أقدام الصاعقة والدبابات وطائرات الأباتشي المصرية هذه المنطقة من سيناء.
تفجير كمين الريسة
في 10نوفمبر/ تشرين ثان، شن مسلحون 8 هجمات متتالية خلال 24 ساعة، بسيناء كان أبرزها تفجير انتحاري استهدف كمين الريسة (تابع للجيش) بالعريش، ما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة 5 آخرين.
تفجيرات رفح
قًتل 6 جنود وأصيب 17 آخرون بينهم 10 عسكريين عقب استهداف سيارتين ملغومتين لعناصر تأمين بمدينة رفح، في 11سبتمبر/أيلول، ولحق بهم 5 قتلى من الجنود وأصيب 50 في 7 أكتوبر/تشرين الأول، في تفجير بسيارة مفخخة استهدف مديرية أمن محافظة جنوب سيناء.
وفي 20 نوفمبر/ تشرين الثاني قتل 11 جنديًا وأصيب 37 آخرون، عقب تفجير لحافلة لنقل جنوداً على طريق رفح-العريش.
2014 وتصاعد العمليات
لم يكد الشهر الأول من ذلك العام ينتهي حتى وقع هجوم مسلح على حافلة للجنود، كانوا في طريقهم لخارج سيناء، في 26 يناير/كانون ثان، قتل على أثرها أربعة جنود وأصيب 11.
وفي الثاني من سبتمبر/ أيلول من نفس العام قتل ضابط و10 جنود في انفجار لغم أرضي في مدرعة قوة أمنية، بطريق الشيخ زويد - رفح (شمال سيناء).
بعدها بأيام وبالتحديد في 16 سبتمبر/ أيلول قتل 6 من رجال الأمن، وأصيب اثنان آخران، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بجوار إحدى المدرعات على طريق رفح - العريش.
كرم القواديس
24 أكتوبر/تشرين أول، كان أكثر الأيام دموية في مصر خلال العام 2014، وقع خلاله عمليتان إرهابيتان بالعريش قتل في الأولي 30 من أفراد الجيش، وأصيب 26 آخرون، في هجوم انتحاري، استهدف كمين "كرم القواديس" جنوب الشيخ زويد، واستخدمت فيه سيارة مفخخة، أعقبته اشتباكات بالهاون والأسلحة الثقيلة مع مسلحين نصبوا كمينًا للقوات واستهدفوا سيارات الإسعاف.
وبعدها بساعات قتل 3 جنود في هجوم ثان على نقطة أمنية، ليرتفع عدد القتلى لـ33 بحسب بيان لوزارة الصحة وقتها.
وإثر الحادث، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرار رقم 367 لسنة 2014 أعلن فيه مد حالة الطوارئ في بعض مناطق سيناء لمدة ثلاثة أشهر، وشمل الإعلان فرض حظر التجوال بها، من الساعة الخامسة مساءً (17 ت.غ) وحتى الساعة السابعة صباحاً (5 ت.غ).
ويشار إلى أن مجلس النواب المصري (البرلمان) وافق في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 الماضي على قرار الرئيس السيسي بتمديد حالة الطوارئ للمرة التاسعة، ببعض مناطق شمال سيناء، لمدة 3 أشهر بدأت من 31 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
مذبحة رفح الثالثة
في 28 يونيو/حزيران 2014، قتل أربعة من جنود الأمن المركزي (قوة تابعة للشرطة) بمدينة رفح شمالي شرق سيناء، وأطلقت وسائل إعلام محلية عليها مذبحة "رفح الثالثة"، والتي وقعت بمنطقة سيدوت، في أولى ليالي شهر رمضان، بعد أن نصبت مجموعة من العناصر الإرهابية كمينًا وهميًا عند منطقة باب سيدوت.
خط الغاز.. 30عملية تفجير
لم يستهدف المسلحون الحواجز الأمنية بسيناء فقط، لكنهم صوبوا نيرانهم لخط الغاز الممتد عبر صحراء المحافظة الساحلية أيضاً الواصل حتى الأردن وإسرائيل، ووصلت التفجيرات لنحو 30 مرة، 14 منها كانت قبل وصول مرسي للحكم، وواحدة فقط خلال فترة ولايته، من منتصف 2012، حتى 3يوليو/ تموز 2013، والباقي عقب الإطاحة به.
ووقع الانفجار رقم 20 في 11 فبراير/شباط عام 2014، وبعدها بأسبوعين انفجر الخط مرة أخري، وفي مايو/أيار، وأغسطس/أب، وأكتوبر/تشرين أول، وديسمبر/كانون أول، واصل المجهولون تفجير الخط.
وانفجر خط الغاز للمرة الـ 28 في 3 فبراير/شباط 2015، وبعدها بخمسة أيام في 8 من نفس الشهر.
2015
وصلت العمليات المسلحة في ذلك العام وحده نحو 585عملية منها 124 في يناير/كانون أول فقط.
تفجير الكتيبة 101
يعد أبرز العمليات، خلال ذلك العام، حين هاجم مسلحون منتمون لولاية سيناء، بسيارة مفخخة الكتيبة 101، إحدى أهم النقاط التابعة للجيش المصري بسيناء في 29 يناير/ كانون ثان 2015، من الجهة الشمالية قرب المتحف القومي بالعريش، وحاول وقتها جنود الحراسة إيقاف السيارة بإطلاق الرصاص عليها إلا أنها انفجرت داخل المعسكر، قرب استراحة الضباط والجنود، ما أسفر عن مقتل 29 شخصا وإصابة 80 آخرين.
تفجيرات إبريل/نيسان
ومع قدوم إبريل/نيسان قتل 17شخصا من قوات التأمين (جيش وشرطة) في هجمات متعددة وقعت خلال النصف الأول من الشهر، وقتل جندي آخر في 16 أبريل/نيسان وأصيب جندي، إثر تفجير عبوتين ناسفتين في إحدى المركبات التابعة للجيش.
اغتيال قضاة العريش
في 16مايو/أيلول شهدت منطقة المساعيد عملية إطلاق نار، على حافلة تقل مجموعة من القضاة المصريين من محكمة شمال سيناء، وأسفر الحادث عن مقتل 3 قضاة وسائق الحافلة وأحد وكلاء النيابة، وأعلن تنظيم ولاية سيناء مسئوليته عن الحادث.
تفجير نقاط التفتيش
في مطلع يوليو/ تموز 2015 قتل 17 من أفراد الجيش، بينهم 4 ضباط، وأصيب 13 آخرون منهم ضابط، في عدة هجمات استهدفت 19كمينا للقوات المسلحة والشرطة في توقيتات متزامنة، من خلال 3 عمليات انتحارية طالت نادى ضباط الشرطة بالعريش، وكميني السدرة و أبو رفاعي بالشيخ زويد من خلال 3 سيارات مفخخة.
إعدام الرهينة الكرواتي
تغيرت استراتيجية الهجوم لدى المجموعات المسلحة بسيناء مع مطلع أغسطس/أب، وأعلنت حسابات تابعة لتنظيم داعش سيناء ذبح الرهينة الكرواتي، "توميسلاف سلوبك" بعد انتهاء المهلة التي حددها التنظيم للحكومة المصرية للإفراج عن سجينات تابعات لتنظيمات متشددة ومبادلتهن معه.
اغتيال مرشح حزب النور (السلفي)
في 24 أكتوبر/ تشرين الأول2015 قتل مرشح من حزب النور السلفي للبرلمان، عن دائرة العريش مصطفى عبد الرحمن بطلق ناري من مجهول شمالي سيناء.
مقتل قضاة الانتخابات
هاجم مسلحون أحد الفنادق بمدينة العريش وقت انعقاد المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية المصرية في 24نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وقتلوا اثنين من القضاة وثلاثة من أفراد الشرطة، بعدما نجح أحد المسحلين الذي كان يرتدي حزاما ناسفا في الدخول للفندق، وأصيب في العملية 12آخرين.
الطائرة الروسية
وفي 31 أكتوبر/ تشرين الأول سقطت طائرة ركاب روسية على متنها 224 شخصًا، قتلوا جميعًا، وتبنت جماعة "ولاية سيناء" المبايعة لتنظيم داعش الحادث، فوق سيناء شمال شرقي البلاد.
ومن تداعيات العملية تعليق عدة دول رحلاتها إلى الأراضي المصرية، خاصة المتجهة لمنطقة سيناء وشرم الشيخ (جنوب سيناء) من بينها "ألمانيا وإسبانيا، تركيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وبلجيكا، وهولاند وروسيا".
وحظرت عدة دول على رعاياها أثر الحادث السفر لمصر.
تفجيرات 2016
لم تكن السنة الماضية أفضل حالا من سابقاتها وإن كان عدد العمليات تراجع فيها، بحسب إحصائية لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (حكومي) صادرة مطلع ذلك العام، والتي قدرتها بـ199عملية على مستوى مصر، 175منها وقعت بسيناء وحدها.
أكثر الأحداث دموية بالعام كانت في مارس/ أذار فانفجرت عبوة ناسفة بكمين الصفا بمدينة العريش بشمال سيناء، وأسفر الانفجار عن مقتل 18 فردا، بينهم 4 ضباط، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن العملية.
تفجير شارع البحر بالعريش
في السادس من أغسطس/ آب قتل 9مدنيين في انفجار عبوة ناسفة في منطقة شارع البحر بالعريش، وأصيب 5 مواطنين آخرين، أثناء وجودهم في المنطقة أثناء عملية التفجير.
كمين زغدان
وتبني تنظيم "ولاية سيناء" هجوما وقع في 14أكتوبر/تشرين أول الماضي، على كمين "زغدان" بمنطقة العريش، وبحسب المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية السابق محمد سمير، خلف الهجوم 12 قتيلا من الجيش، و6 مصابين.
كمين المطافئ
وصباح الاثنين 9 يناير/ كانون ثان الجاري، شهدت شبه جزيرة سيناء، هجوماً "مسلحاً" مزدوجاً، استهدف حاجزي أمن بمدينة العريش، وأسفر عن مقتل 9 شرطيين ومدني وإصابة آخرين، تبناه جماعة ولاية سيناء، المبايعة لداعش.
وشهد العام الجاري 2017 بداية مبشرة للأمن المصري، وتحولا نوعيا بإعلان فرع تنظيم "داعش" الإرهابي في سيناء عبر مقطع فيديو منسوب له على موقع "تويتر"، صده لمداهمات من الأمن، بعد أشهر من اقتصار إعلاناته على ما يُشن من هجمات على الأمن المصري.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية