الأحد، 11 مارس 2012

لماذا يكرهوننا؟!




قبل قيام الثورة المصرية عام 1952 لم يكن معروفا في العالم العربي دول قوية أو مؤثرة بشكل حقيقي على المستوى العالمي لتتوالى الدول العربية المستقلة القوية بعد الثورة بدعم لا نهائي من حكومة الثوار في مصر ورئيسها الراحل جمال عبد الناصر الذي عشقه كل العرب من المحيط إلى الخليج ولازالوا. لكن منذ وقع الرئيس المصري الراحل أنور السادات معاهدة كامب ديفيد والعرب يتهمون مصر بالعمالة والخيانة ولازالو حتى اليوم يكررون تلك التهم ويزيدون عليها كل حين تهمة جديدة، حتى وصلنا حد التشكيك في نصر أكتوبر 1973 والزعم أن أخر الحروب المصرية كانت في 1956 وأن مصر باعت العرب لأمريكا واسرائيل في كامب ديفيد.
منذ صار لدى العرب وخاصة الأخوة في الخليج أموال عقب فورة النفط والكل يناطح ليكون له صوت ودور في المنطقة وكأن دور هؤلاء لن يظهر إلا بخفوت الصوت المصري وكأن مصر تعطل بروز دور هؤلاء الأشقاء، ورغم أن البعض استغل المال ليعلم شعبه وينمي بلاده إلا أن أخرون فهموا المال سلطة وسطوة ودور فقط.
خفت الصوت المصري بالفعل كثيرا بسبب عوامل عدة أولها السياسة الخارجية المتخبطة في كثير من الأحيان والظروف الإقتصادية التي أثرت في كل المجالات بدءا من التدهور المتفاقم في التعليم الذي وصل بالبلاد إلى ما هي فيه الأن من أزمات.
خفوت الصوت المصري وتراجع الدور القيادي للقاهرة ساهم في تصاعد أدوار دول أخرى في الجوار تربطهم بمصر علاقات وصداقات ولغة ودين وثقافة ومنطقة جغرافية واحدة، لكن يبدو للأسف أن البعض داخل تلك الدول بات يسعى للمطالبة باختفاء مصر من الخارطة والمطالبة بنسيان أنها أم الدنيا وقلب العرب والشقيقة الكبرى وألقاب غيرها كثيرة أطلقها الإخوة العرب أنفسهم عبر سنوات طوال من المحبة المتبادلة، والأمثلة كثيرة ومتكررة ولن تتوقف لمن يتابع فقط الأخبار اليومية.
قبل يومان وتحديدا صباح الثلاثاء نشر هنا في "الأزمة" تقريرا مطولا خرجت منه شخصيا بضرورة مناقشة السؤال عنوان هذا المقال "لماذا يكرهوننا؟".
وعلى مدار يومين أدرت وشاركت في نقاش مطول مع العديد من الزملاء والأصدقاء من بلدان عربية حول السؤال قبل أن أسطر حرفا من هذا المقال، ولا أخفيكم أن شكوكي حول الكراهية التي كنت أحاول طردها دائما من مخيلتي رغم قيام أدلة عليها تزايدت بشكل مخيف لكن النقاش طور الفكرة كثيرا.
لم يعد السؤال "لماذا يكرهوننا؟" بل تطور إلى "لماذا نكره بعضنا الأخر؟" فالمصريين أيضا باتو متشنجين فيما يخص أي لفظ أو أي تصرف يخرج عن شقيق عربي والردود الجاهزة المعلبة لدى الطرفين باتت مكررة إلى الحد الذي يجعلها عدائية وليست خاضعة للنقاش.
شخصيا وبحكم عملي وعلى مدار السنوات العشر الأخيرة تحديدا أعيش نقاشات شبه يومية مع مواطنين عرب من أعمار وثقافات ومستويات اقتصادية متباينة، بعضهم يعيش في الداخل العربي وأخرون مغتربون والعقلاء بينهم يجمعون على أن العرب يعيشون شقاقا يتزايد على المستوى الرسمي والشعبي.
كنا دائما نتلذذ بالحديث عن وحدة الصف على المستوى الشعبي وكونه منفصل تماما عن الحكومات المتناحرة، لكننا اليوم نعيش تناحرا شعبيا لا تتدخل الحكومات لوقفه وعندما تتدخل تسعى لزيادته إما بدعم المتشنجين أو بترك المتطرفين دون عقاب.
كنا في البداية "ناقر ونقير" يقول المصري إن العرب يشعرون تجاهه بالدونية لأنه صاحب التاريخ والحضارة والمكانة وهو يرى أنه محرر العرب ومعلمهم وطبيبهم ومهندسهم قبل أن يشبوا عن الطوق ويظهر لهم صوت أول ما استطاع أن يرتب الكلام هاجم مصر قبل غيرها.
بينما الأخوة في دول عربية أخرى متفقون على أن المصريين فعلوا كل ما سبق وقت انتفاضة النهضة في بلادهم لكن كل ذلك كان بأجر مجزي ساهم في بناء الدولة المصرية نفسها وأن ما كان في الماضي لا يمكن تطبيقه اليوم على ما هو كائن.
فعلا تقاضى المصريون أجرهم عن أداء دورهم في التعليم والبناء ولا يحق لهم معايرة الأخوة به لأنهم في النهاية لو كانوا كما يرددون الكبار فهذا دورهم وتخليهم عنه عار عليهم، لكن أيضا لا يمكن أن يتجاهل الأشقاء غير المصريين أن الحصول على أجر لا يعني نكران الجميل ونسيان ما كان.
جدلية قد لا تنتهي تلك التي دخلت فيها مع الاشقاء والتي أوجزتها لكم في الفقرة السابقة، لكنها تظهر فعليا تصدعا تعاني منه العلاقات العربية يتزايد بشكل مطرد بسبب تراكم المشكلات دون حل حقيقي أو تدخلات واعية من قيادات حقيقية إضافة إلى طابور خامس من المستفيدين وطابور سادس من الأغبياء والجهلاء والمدعين وطابور سابع وثامن يمثله عدو متربص ليل نهار.
يظن البعض أن الخلافات المصرية العربية هي الوحيدة لكنها نموذج واضح وصريح للكثير من الخلافات العربية المشتركة فما بين السعودية وليبيا لا يقل بحال عما سبق ذكره فيما يخص مصر، والوضع المتأزم بين العراق والكويت فضيحة مدوية لجامعة الدول العربية والتدخلات العسكرية والسياسية بين السعودية واليمن وبين سوريا ولبنان وبين مصر وحزب الله وقبلها حماس وحتى بين حماس وفتح كلها تؤكد شعور الكراهية القائم بين العرب شعوبا قبل الحكومات.
Salamah.abdulhameed@gmail.com



التعليقات

rania elgayed said: 

لماذا يكرهوننا ....؟
ليه كده ياسلامه ..... قلبت علينا المواجع
 
مايو 20, 2010
أصوات: +1

Rola Fawaz said: 

لا يعتبر كره بقدر ما هو عتب و تحامل 
والله يا سلامة المقال متوازن و فاجائني المضمون لان العنوان اخافني كثيرا من ان يطرح مجالا لاثارة النعرات والحساسيات الموجودة بين جميع البلاد العربية حاليا بسبب سوء استخدام السياسة.. انا على يقين ان الشعوب اذا تركت لشعورها لن تكره بعضها البعض انما تغذيتها بالكره عبر الاستفزازات السياسية هو الذي يؤدي بنا الى هذه المرحلة و خصوصا موضوع فلسطين الذي يسبب ... See Moreتشنج للمنطقة العربية كلها و بسبب العجز العام ترى كل دولة تتحين الفرصة لاتهام الدول الاخرى بالتخاذل والعجز بينما في الحقيقة كلنا عاجزون و كلنا مخطؤون..
انما هذا الشعور من المصريين يا سلامة اظن انه متحامل و يضع المصريين في خانه الاحباط يعني لا يمكن اعتبارهم مكروهين بقدر ما عليهم عتب و خصوصا بعد مرحلة عبد الناصر كما ذكرت..
على العموم المقال جيد و بالتوفيق دائماً
 
مايو 20, 2010
أصوات: +0

David Rohana said: 

...
لفد احب العرب عبد الناصر واحبوا مصر وكل ما هو مصرى من خلاله وفى تلك الفترة كانت القاهرة مركز الاشعاع العربى فى كل شىء --السياسة الفن بكل فروعه الادب الرياضة وبعد اتفاقية كامب ديفيد وخروج مصر من دائرة الصراع لم يعد للعرب انياب فمصر هى العرب ولا عرب بدون مصر-
الشعب المصرى غير راض عن سياسة حكومته ويهاجمها صبح مساء فلا يعقل ان يرضى العرب عن سياسة الحكومة المصرية وهم يرون المصريين من خلال سياسة حكومتهم
الخكومة المصرية لا تحترم المواطن المصرى ولا تحافظ على كرامته فتتركه مهانا فى طابور العيش وبلا ماء وكهرباء او تترك المياه تتلوث بمياه المجارى وكثيرون يحاولون الهرب وهم فى وضع متدنى الى البلدان العربية بحثا عن العيش الكريم
الطبقية حتى فى مصر الموظف الكبير ينظر الى الانسان العادى باستهزاء حتى اننى سمعت مذيعا تلفزيونيا يسال احد كبار الموظفين اذا كان ينزل الى الشارع ويختلط بالمواطن العادى --انه خطأ التربية وهو يشمل كل البلاد العربيه
تعامل الاعلام المصرى مع مباراة مصر والجزائر كان سيئا جدا واساء الى مصر اكثر من الجزائر --هذا الى ما ذكرته حضرتك والبحث قد يطول ولكننى اظن ان هناك عربا كثيرين يحبون مصر وشعب مصر وانا واحد منهم 
 
مايو 21, 2010
أصوات: +0

نادية هارون said: 

...
اخي الفاضل
مقالك رائع وفيه الكثير من الموضوعية خاصة انه اعتمد على رأي الكثيرين ممن تحدثت معهم قبل نشر المقال
ولكن وبموضوعية دعنا ننسى ان هناك خلاف ونسأل ماذا حققت مصر على المستوى الداخلي والخارجي خلال الفترة السابقة، تلك الفترة التي احسن فيها الكثير ولن اقول الكل من الدول العربية النفطية استغلال ثرواتهم في بناء اجيال متعلمة واعية بل وفي تطوير دولهم والارتقاء بها وكذلك الارتقاء بشعوبها.
لقد ظلت مصر رائدة ولكنها ظلت ساكنه في مكانها في حين هرول الاخر نحو التقدم والتطور وسوف اطرح لك مثالا بسيطا فمصر لديها اهم سياحة في العالم وهي السياحة الاثرية ولكن في حديث لي مع اعلاميين اجانب قالوا ان بالفعل مصر تتميز بهذا النوع من السياحة لكنها تفتقر الى الخدمات التي تقدم للسائح في حين ان مدينة كانت بالامس بدوية وهي دبي اصبحت رائدة في ماذا؟ في سياحة الترفيه التي تدر عليها عشر اضعاف ما ترده السياحة الاثرية في مصر وذلك من اهتمام تلك الامارة بما تقدمه من خدمات للسائح.
يمكنك ان تقيس على هذا ما تبقى من قضايا وعلى راسها الاعلام فانظر كيف تدار مدينة الانتاج الاعلامي المصري وكيف تدار مدينة دبي للاعلام.
نحن دولة عريقة ولا يمكن لعاقل ان يكون غير ذلك، وشعب رائع صاحب نفس طيبة وعظيمة ومؤمنة بالعروبة واخميتها للعرب جميعا، ولكن لاننكر ايضا على الشعوب الاخرى انها اصبحت شعوبا واعية ولا يحق لاي منا ان يقلل من شأن الاخر.
وسوف اسألك سؤال لن اجيب عليه: لو ان مصر ظلت بقوتها وهيبتها ومكانتها جالسة على كرسي الريادة هل يستطيع احد ان يحركها؟
 
مايو 21, 2010
أصوات: +0

سلامة said: 

مصر لازالت تملك قوتها وهيبتها
الاستاذة نادية
لا يمكن لعربي أو أجنبي واعي أن يتجاهل دور مصر ومدى قوتها وهيبتها
مصر فقط تحتاج لإنتفاضة أو نوع من التغيير في فكر قادتها
عندها تتحول سريعا إلى دولة كبرى
ندعو الله ألا يتأخر ذلك
 
مايو 21, 2010
أصوات: +0

mostafa hamdy said: 

ضعف دبلوماسي
الازمة لها شقين الاول متعلق بادمان العرب للخلافات العربية العربية وسيطرة العصبية والقومية على لغة الخطابات السياسية وهو ماتسعى له الكثير من الانظمة بمداراة سقطاتها وفشلها باعلاء نبرة التعصب الوطني او القومي في خطابها الاعلامي وامام هذا لم يعد مقبولا لدى كثير من الشعوب قبول فكرة الريادة المصرية ولا مصطلحات على شاكلة الشقيقة الكبرى اضافة الى بحث الكثير من الانظمة العربية عن ادوار سياسية لم تكن تلعبها من قبل مستخدمة الان سلاح المال الذي اصبح الورقة الاولى التي تلقى بها هذه الدول بحثا عن حلول مؤقته لاتخرج عن كونها مجرد فرقعات دعائية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية اما التيار الاخر وخاصة القطر الغربي او دول شمال افريقيا فتسعى للعب الدور نفس الدور ولكن بسلاح المزايدة الاعلامية والسياسية تماما كما فعلت الجزائر بفتح ملف تدويل منصب امين جامعة الدول العربية مؤخرا.
وعلى صعيد اخر يظل ترهل الدبلوماسية المصرية وعدم قدرتها على مجاراة تلك المستجدات على الساحة سببا رئيسيا في تفاقم الازمة خاصة وان النظام المصري رد عبر اعلامة بلغة خطاب مشابهة ركزت على المعايرة والانتقاص والاصرار على بقاء الريادة وهو خطاب لايجد تفسيرا سوى عبارة موتوا بغيظكم وهذا في حد ذاته فشل خاصة وان نفس المنطق اتبعه النظام المصري في تعامله مع القضايا الافريقية مثل ازمة دول حوض النيل .
 
مايو 21, 2010
أصوات: +0

خميس عز العرب said: 

...
عندما كانت مصر تصدر الثورة إلى العالم العربى كله و تنفق من الموارد و الأرواح الكثير فى سبيل إنشاء وطن قومى مستقل اقتصاديا و غير خاضع عسكريا للقوى العظمى و عندما كان المعلم و المهندس و الطبيب المصرى هو عماد بناء العقل و الجسم و المدن العربية و عندما كان الفن المصرى هو الأساس فى تشكيل وجدان و ثقافة العرب و عندما كان أبناء مصر هم أول الشهداء فى كل المعارك كانت مصر هى الشقيقة الكبرى سواء أرغب العرب فى ذلك أم كرهوه فهو أمر واع يفرض نفسه , أما الواع المزرى الآن منذ أن عقد السادات اتفاقه المنفرد مع إسرائيل حتى اشترك مبارك فى عزل الفلسطينين عن العالم ببناء الجدار و أدار أذنا من طين و تتنكر لدور مصر التاريخى فلا لوم على العرب إذا كرهوا صورة مصر الجديدة المتخلية المتخاذلة و لا عجب فنحن كمصريين نكره هذه الحكومة و ننتقد مواقفها و لكن .. من من الحكام العرب إختار أن يملأ مكان عبد الناصر الخالى.. من من الدول العربية قررت أن تخوض المعارك التى كانت مصر تخوضها؟ إنى لأنظر حولى فأجدهم بين بائع للقضية أو مبايع لكل الخطط الصهيو-أمريكية و مشارك بالصمت أو بالفعل فى إنجاح هذه الخطط .. أقول لكل من يكره المصريين من العرب : لآ تنه عن فعل و تأت بمثله..عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
و قبل أن نوجه اللوم كمواطنيين إلى غيرنا فلنداوى جرحنا جتنا ستين نيلة
 
مايو 21, 2010
أصوات: +0

فوزى الرملاوى said: 

...
سيدى الفاضل .. مما لاشك فيه أن مصر بعد عبد الناصر شئ ومعه كانت شئ آخر فنحن قد تركنا ريادتنا طواعية وحاو ل الأعلام فى مصر أن يؤصل للشعب أننا فراعنه ولسنا عرباً برغم كل مافعله العرب لنا فى أمور عديده وعادينا الجميع وإتجهنا إلى أوروبا وحتى أفريقيا تركناها ومررنا على علاقاتنا بها بأستيكه ونحن الآن على وشك حرب المياه كما تقول صحافتنا وبرغم كل ذلك فالشعب المصرى غير مكروه ويحترم من الأكثريه وعلينا أن نبحث عن كرامة المصرى فى وطنه قبل البحث عنها فى خارجه وشكراً
 
مايو 21, 2010
أصوات: +0

مراد بوزريبة said: 

لماذا يكرهوننا
إن كلمة لماذا يكرهوننا ،بحد ذاتها وبهذا الشكل الحاد تعطي أن المتسائل أصبحت له قناعة راسخة بأنه مكروه أو يتوهم ذلك لكي يستريح من ذنب إرتكبه أو هيئ له أنه إرتكبه وبذلك يقنع نفسه وأهله بأن أولاد عمومته حاقدينا عليه لنجاحاته ولالتعامله مع مايغضب الرب والأهل ،أما في مايخص الدولة المصرية فهي تتعامل مع واقع المائة مليون التي تربيهم من شعبها ورعاياها لذلك إن أبدت إستعداد على أن تتعامل حتى مع الشيطان نفسه كما قال فهد للقذافي فهذا أمر يخصها ويخص رعاياها بداعي توفير اللقمة,اما في ما يخص القدوة والإقتداء فلم تطلع على العرب والعروبيين والعرب العاربة والمستعربةشمس يوم إتفقوا على رجل منهم كقائد وإجتمعوا حوله وداروا في فلكه ،لكن خطورة الخطاب تبدء عندما نبدء بالإتكاءعلى الأخلاق والدين كرابط لا كأساس ونستعمل ورقته متى نشاء للضحك على عقول الغلبنين إلي نتهمه بعد ذلك بأنهم إرهبيين كت هذا التمزق بين العروبة والإسلام أفرز مسوخ غير سوية لاتعترف بإلا ولاذمة أخيرا أذكر بأن زمن الفوارس غار كما أقنعنا الفيشاوي في إحدى مسلسلاته وعلمنا أن نخون أقرب الإقربين
 


نشر في موقع الأزمة

 الخميس, 20 مايو 2010




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق