كشف تحقيق صحافي ضخم عن اسماء زعماء ونجوم رياضيين وسينمائيين وعشرات
من اصحاب المليارات في فضيحة ربما تكون الاضخم في التاريخ.
وتغطي الوثائق التي سربت 40 عاما من الرسائل الالكترونية والسجلات المالية
وتفاصيل جوازات السفر، في التحقيق الذي شاركت فيه أكثر من 100 مجموعة اعلامية، ويظهر
ان عددا من اكبر الاشخاص المؤثرين والمشاهير في العالم هربوا اموالهم من بلادهم الى
ملاذات ضريبية امنة.
كشفت وثائق مسربة نشرت بعض فحواها جريدة "ذي غارديان" البريطانية بالتعاون مع جريدة "لوموند" الفرنسية والعشرات من الصحف العالمية، عن تورط عدد من قادة الدول والرياضيين في تهريب الأموال نحو بنما التي تعد جنة لتهريب الأموال، ومن بين المتورطين في هذه العملية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أظهرت التحقيقات أنه يتوفر على ثورة تقدر بنحو 2 مليار دولار مع الأشخاص المحيطين به، فيما بات يسمى بـ"بنما ليكس".
التحقيق تم بإشراف المنظمة الدولية لصحافة التحقيق واستمر لسنوات، بعد الحصول على أكثر من 11,5 مليون ملف من أرشيف وكالة "موساك فونسيكا" البنمية، والتي تعد من أكبر مكاتب الاستشارات المالية وتوظيف الأموال عن بعد، وشملت الوثائق أرشيف الوكالة منذ عام 1977 إلى 2015.
وتعود تفاصيل بناء بوتين لإمبراطوريته المالية في الخارج إلى سنة 1990، عندما قام بتأسيس شركة رفقة عدد من المقربين منه، من أجل بناء مساكن في القرى الروسية، وتدعى الشركة "كوبيراتيف أوزيرو"، ليصبح بعدها كل الذين شاركوا بوتين في هذا المشروع من أغنياء روسيا ووزراء أيضاً.
وتظهر الوثائق أن بوتين ورفاقه اعتمدوا العديد من الوسائل من أجل تهريب الأموال إلى الخارج، من بينها قروض ممنوحة من قبل مؤسسات بنكية عمومية روسية دون أن تجري إعادة هذه القروض، وأخرى تم تحويلها من حساب إلى حساب إلى أن اختفت، بالإضافة إلى عمليات بيع أسهم وهمية، وتحويل العملة إلى الخارج بذريعة عمليات تجارية وهمية، ما جعل الأموال التي تم تهريبها من قبل العاملين مع بوتين إلى بنما تصل إلى أكثر من مليار دولار خلال الفترة ما بين 2009 و2011 عبر شركات وهمية.
وتعود تفاصيل بناء بوتين لإمبراطوريته المالية في الخارج إلى سنة 1990، عندما قام بتأسيس شركة رفقة عدد من المقربين منه، من أجل بناء مساكن في القرى الروسية، وتدعى الشركة "كوبيراتيف أوزيرو"، ليصبح بعدها كل الذين شاركوا بوتين في هذا المشروع من أغنياء روسيا ووزراء أيضاً.
وتظهر الوثائق أن بوتين ورفاقه اعتمدوا العديد من الوسائل من أجل تهريب الأموال إلى الخارج، من بينها قروض ممنوحة من قبل مؤسسات بنكية عمومية روسية دون أن تجري إعادة هذه القروض، وأخرى تم تحويلها من حساب إلى حساب إلى أن اختفت، بالإضافة إلى عمليات بيع أسهم وهمية، وتحويل العملة إلى الخارج بذريعة عمليات تجارية وهمية، ما جعل الأموال التي تم تهريبها من قبل العاملين مع بوتين إلى بنما تصل إلى أكثر من مليار دولار خلال الفترة ما بين 2009 و2011 عبر شركات وهمية.
كانت وسيلة بوتين من أجل توضيب تهريب الأموال هي المؤسسة البنكية "بانك روسيا"، والتي يتم تسييرها من قبل مقربين من بوتين بالتعاون مع فريق من المحامين السويسريين، ووصف البيت الأبيض هذه المؤسسة البنكية بأنها "مؤسسة الأصدقاء"، على اعتبار أن من يسير المؤسسة البنكية هو يوري كوفالتشوك، الصديق المقرب من بوتين، والذي كان أيضاً من بين المساهمين في الشركة "أزيرو" التي أطلقها بوتين في سنوات التسعينيات.
مقرب آخر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متورط أيضاً في عمليات تهريب الأموال، هو عازف الكمان المحترف سيرغي رولدوكين، والذي يعد من أعز أصدقاء بوتين، وهو عراب ابنة بوتين الكبرى. وعلى الرغم من تصريح عازف الكمان الروسي بأنه لا يمتلك إلا بيتاً في روسيا، وسيارة، وبيتاً في إحدى القرى الروسية، فإن الوثائق تظهر أن لدى سيرغي سبع شركات مسيرة عن بعد في بنما.
وعلى الرغم من أن الوثائق لم تحسم مسألة مصير الأموال التي يتم تهريبها إلى الخارج، فإنها رجحت أن هذه الأموال تجري إعادة استثمارها في قطاعات صناعية استراتيجية في روسيا، حيث حاول الفريق المقرب من بوتين، والذي يقوم بالصفقات نيابة عنه، اقتناء حصة من مصنع الشاحنات الروسي 'كاماز"، وهي نفس الشركة التي تصنع شاحنات عسكرية لفائدة الجيش الروسي.
ومع ذلك، فإن مسار الأموال يظهر أنه يتم استخدامها لصالح أعضاء مجموعة بوتين، بحيث قام يوري كوفالتشوك بتحويل ما قيمته 8 ملايين دولار إلى روسيا من أجل اقتناء يخت لابنه، كما أن بوتين نفسه استعمل هذه الأموال من أجل محطة ترفيهية للتزلج البحري بقيمة 11 مليون دولار، وذلك استعداداً لحفل زفاف ابنته الكبرى.
كشفت التقارير المسربة من أرشيف وكالة "موساك فونسيكا" البنمية للخدمات القانونية، والتي تعد من أكبر مكاتب الاستشارات المالية وتوظيف الأموال عن بعد في العالم، عن تورط عدد من القادة والسياسيين، إلى جانب رياضيين وشركات أموال ومحاماة، في تهريب الأموال وغسلها والتهرب من الضرائب.
ويعد التسريب، الأضخم حتى الآن في تاريخ تسريب الوثائق الحساسة، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذي غادريان" البريطانية. وهنا بعض الأرقام والحقائق الأولية التي كشف عنها حتى الآن، حول "بنما ليكس":
- 11.5 مليون وثيقة عدد الوثائق التي سربت
- 2.6 تيرابايت حجم الوثائق إلكترونيا
- تحتوي الوثائق على: 4.8 ملايين إيميل، 3 ملايين قواعد بيانات، أكثر من 2.1 ملف بي دي إف، أكثر من 1.11 مليون صورة، ونحو 320 ألف وثيقة نصية.
- تغطي الوثائق فترة أربعين عاما بين 1977 - 2015
- 370 صحافيا من 100 مؤسسة إعلامية و80 دولة عملوا على مراجعة الوثائق
- سنة كاملة
- 214 ألف شركة مرتبطة بسياسيين ورياضيين وأثرياء لها علاقة بالفضيحة
- 72 رئيس دولة حاليين وسابقين وردت أسماؤههم، كان للعرب نصيب منهم: نائب الرئيس العراقي الأسبق إياد علاوي، الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك ونجله علاء، الرئيس السوري بشار الأسد، رامي وحافظ مخلوف
- 143 سياسيا وعدد من عائلاتهم ارتبطت أسماؤهم بعمليات تهريب أموال
- مليارا دولار مرتبطان باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
- سياسيون آخرون مثل: رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف، بنازير بوتو، الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، ابن اخت رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما
- إيان كاميرون والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وستة من مجلس اللوردات وردت أسماؤهم أيضا
- ممثلون ولاعبون من أشهرهم: الممثلان الهنديان أميتاب تشان، وايشواريا راي، ولاعب الكرة الشهير ليونيل ميسي، لاعب الكرة الفرنسي السابق وعضو إدارة الفيفا، ميشيل بلاتيني
وفيما يلي عدد من الامور التي كشفت عنها تسريبات الاحد بناء على الوثائق
التي سربها مجهول من مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" الذي يعمل في
مجال الخدمات القانونية:
- قامت بنوك وشركات ومساعدون مقربون
من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يرد اسمه هو شخصيا في التحقيق، بتهريب اموال
تزيد عن ملياري دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية، وهو ما اكسبهم نفوذا خفيا لدى
وسائل الاعلام وشركات صناعة السيارات في روسيا. واتهم الكرملين "الاتحاد الدولي
للصحافيين الاستقصائيين" الذي قام بالتحقيق بشن "هجوم تضليلي".
ولم يبث التلفزيون الرسمي الروسي اي شيء عن هذه المزاعم.
- استخدمت عائلات عدد من كبار المسؤولين
الصينيين -- من بينهم الرئيس - ملاذات اوفشور امنة لاخفاء ثرواتها. واشار التحقيق الصحافي
الى تورط ثمانية على الاقل من اعضاء المكتب السياسي الصيني، اقوى جهاز في الحزب الشيوعي
الحاكم.
- امتلك رئيس وزراء ايسلندا سيغموندور
ديفيد غونلوغسون سندات بنوك بملايين الدولارات خلال الازمة المالية التي كانت تعاني
منها بلاده، عندما انهار النظام المالي للبلاد واضطرت البنوك الى طلب مساعدة انقاذ
مالية. واشار التقرير كذلك الى ان رئيس الوزراء وزوجته امتلكا شركة اوفشور "وينتريس
انك" لاخفاء استثمارات بملايين الدولارات في ثلاثة بنوك كبرى خلال الازمة المالية.
ونفى غونلوغسون ذلك، الا انه يواجه تصويتا بعدم الثقة هذا الاسبوع.
- كان لعائلتي زعيمين عالميين تعهدا
بالمزيد من الشفافية هما الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون،
علاقات بشركات اوفشور.
- يسيطر عدد من الزعماء ومن بينهم
رئيس وزراء باكستان والعاهل السعودي وابناء رئيس اذربيجان، على شركات اوفشور.
- ثلاثة من ابناء رئيس الوزراء الباكستاني
نواز شريف الاربعة -- مريم التي يعتقد انها ستكون خليفته السياسية، وحسن وحسين اللذان
تظهر السجلات انهما تملكا شركة عقارية في لندن من خلال شركات اوفشور ادارها مكتب المحاماة.
- عمل مكتب "موساك فونسيكا"
مع 33 شخصا وشركة على الاقل تدرجها واشنطن على القائمة السوداء بسبب علاقاتها بتجار
مخدرات مكسيكيين ومنظمات ارهابية او دول خارجة عن القانون الدولي ومن بينها كوريا الشمالية.
وقامت احداها بتزويد الوقود لمقاتلات تقول الولايات المتحدة ان النظام السوري استخدمها
لقصف مواطنيه.
- اشار التحقيق الى ان شركة بنمية
وهمية ربما ساعدت في اخفاء ملايين الدولارات من سرقة "رينكس-مات" التي سرقت
فيها سبائك ذهب بقيمة 40 مليون دولار من مطار هيثرو في لندن في تشرين الثاني/نوفمبر
1983 اصبحت من كلاسيكيات السرقات العالمية. وينفي مكتب "موساك فونسيكا" هذه
المزاعم.
- من بين عملاء الشركة محتالون وزعماء
عصابات تهريب مخدرات، واشخاص متهربون من الضرائب، ورجال اعمال اميركيون مدانون بالتوجه
الى روسيا لممارسة الجنس مع ايتام قاصرين وقعوا اوراقا لشركة اوفشور بينما كانوا في
السجن.
- كما كشفت الملفات عن شخص مدان
بتبييض الاموال زعم انه رتب لحملة جمع اموال غير قانونية لجمع 50 الف دولار استخدمت
لدفع اموال للاشخاص الذين قاموا بالسرقة في فضيحة ووترغيت في الولايات المتحدة، و29
ملياردير من قائمة فوربس للاغنياء، وبطل افلام الحركة جاكي تشان.
- خوان بيدرو دامياني العضو في لجنة
الاخلاق في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) له ارتباطات اعمال بثلاثة رجال متهمين
في فضيحة الفساد التي تحيط بمجلس الفيفا وهم اوجينو فيغيريدو نائب رئيس الفيفا اضافة
الى هوغو جينكيز وابنه المتهمان بدفع رشاوى تتعلق بحقوق بث في اميركا اللاتينية، الا
انه نفى ارتكاب اي خطأ في بيان لوكالة فرانس برس.
- الارجنتيني ليونيل ميسي، افضل
لاعب كرة قدم في العالم الحائز مرات عديدة على "كرة الفيفا الذهبية"، شريك
مع والده في ملكية شركة وهمية مقرها في بنما تدعى "ميغا ستار انتربرايزز"
لم تكن معروفة في السابق لدى المحققين الاسبان الذي يحققون في مخالفات ضريبية للاعب
برشلونة.
- ميشال بلاتيني الموقوف عن العمل
بسبب دفعة مالية بمليوني دولار من رئيس الفيفا سيب بلاتر، طلب خدمات مكتب "موساك
فونسيكا" لمساعدته في ادارة شركة اوفشور اسسها في بنما في 2007.
- عمل اكثر من 500 بنك والفروع والشركات
التابعة لها مع مكتب "موساك فونسيكا" منذ السبعينات لمساعدة العملاء على
ادارة شركات اوفشور. وساعد بنك يو.اس.بي في تاسيس اكثر من 1100 شركة بينما اسس بنك
اتش.اس.بي.سي وفروعه اكثر من 2300 شركة.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق