كلنا يعلم أن الدعارة أقدم مهنة في التاريخ، وبالتالي أول وكر دعارة في التاريخ كان في مصر، وتحديدا في مركب شمس صغيرة يمة الكيت كات، وكان من روادها عيال فراعين من المنطقة هناك، وكانت عيال سو بتنيم معابد منف من المغرب، والعيال دي كانت مسيطرة على العجلات الحربية "التوك توك" اللي كانت ماسكة خط الكيتكات- أم المصريين.
وبما إن العيال دي كانت لبش وكانت عاملة مشاكل مع طوب الأرض، وبالتالي كانوا دول أقدر ناس على وضع حجر الأساس لثاني أقدم مهنة في التاريخ، ألا وهي مهنة التعريص.
ولكن دعونا نتأمل شخصية المعرص المصري القديم، ومتطلبات مهنة التعريص، فضلاً عن مسؤوليات المعرص تجاه مهنته. المعرص المصري القديم قوي، مفتول العضلات، برنس في نفسه، يجيد استخدام العجلات الحربية، وضارب الكحل في عينيه والسكس باك عامل أساسي في بنيانه، ويرتدي على رأسه قناع الثور رمز الفحولة، وده بالمناسبة أصل كلمة "قرني" التي يتم استخدامها في اللغة العامية الحديثة، لأن قناع الثور كان ليه قرنين، وساهم المؤرخون في الربط بين القرون ومهنة التعريص بوجه عام.
أما بالنسبة للمهنة فكانت تتطلب القوة الجسمانية والعزوة والسيطرة في المنطقة علشان مافيش حد تسول له نفسه إنه يستخدم الخدمة ويستضعف البت أو يرسم عليها دور الحنية والحب علشان يخلع من غير ما يدفع. المعرص المحترف كان لازم العيال دي يعلم عليها، وبالتالي كان المعرص المصري القديم له احترامه، خاصة أن من خصائص المهنة إن معظم الشعب كان بيعدي عليه سواء من مقدمين الخدمة أو من مستقبليها. في تلك المرحلة كان التعريص أكاديمي أو مهني، ومختص فقط بالمهنة، ولم يتطرق لأبعاد خارج حدود المهنة.
المعرص المحترف لا يشغله بطبيعة الحال ما يحدث خلف الأبواب المغلقة أو المفتوحة حتى. المعرص المحترف يعمل بمبدأ "أبجني تجدني وظرفني تعرفني"، وبالتالي طالما الزبون بيدفع يقوم المعرص بما يطلبه الزبون من ثم ظهرت مقولة “إدبح يا زكي خفرع.. يدبح زكي خفرع”.
ساعد إنتشار هذا المبدأ، خاصة بعد كثرة ارتياد رجال الدولة من فراعنة ورهبان، في استقطاب بعض ممن يمتهنوا مهنة التعريص للتوجيب معاه في حملات إنتخابات "البار لي مان"، خاصة وجه بحري قبل ما مينا يوحد القطرين، ويتم انتشار التعريص شمالا وجنوبا بين قطري مصر البحري والقلبي.
لعب دور التعريص دورا هاما في حياة وتكوين التاريخ المصري القديم، وكان من الطبيعي حصول بعض المبدعين في المجال على الألوهية كما كان المتبع في العادات المصرية القديمة، فكان معرص مصر الأول "قور آه ني" هو إله التعريص عند المصريين، وتمت مراسم تتويجه في عهد الملك "ماي ختش شيش"، وبناء معبد خاص له في مبنى في وسط منف أعلى قسم "عا جو زا" على ضفاف النيل.
وبطبيعة الحال، وباعتبار مصر مهد الحضارات تم تصدير فكر التعريص للحضارات المحيطة، وبالتالي ظهر "قورانيوس" إله التعريص عند الإغريق و "قورانييه" عند الكنعانيين و"قورانيو" عند الرومان، وانتشر الفكر حتى تبنته الحضارة الهندية القديمة من خلال المعرص الفقير "سانديب كوراني"، والحضارة الصينية القديمة التي جسدت التعريص عن طريق الحكيم "كور آن يي"، وهكذا صدرت مصر أم الدنيا وأم التاريخ التعريص للعالم مما طور المهنة وأضاف لها كثير، حيث برع الكنعانيين في أكاديمية المهنة وبرع الإغريق والرومان في تسييس التعريص، أما الهند فقدموا للعالم التعريص السلمي الذي تم استخدامه بتوسع شديد في فن صناعة السينما الهندية والمعروف ببوليوود، حتى أصبح المشاهد للأفلام الهندية لا يستطيع أن يتمالك نفسه بدون أن يقول "إيه التعريص ده؟"، وأخيرا الصين قدمت للعالم التعريص الصناعي بعد الثورة الصناعية، حتى أصبح كل منزل في العالم لديه منتجات صناعية صينية لا يستطيع أي مستخدم لها أن يصفها بأي صفة أخرى غير أنها منتجات "بنت عرص"، وده أيضا قمة التعريص الصناعي.
هكذا عرف العالم التعريص، وكله بسبب مصر أم الدنيا، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد أضافت الحضارات المصرية الكثير للتعريص. لم يتوقف إنتشار التعريص عند الحضارات المنتشرة في البلاد بل تطور ليشمل الشخصيات الخارقة، فظهرت شخصية "بكري مان" منذ بدء التاريخ، ويتم توارث هذه الشخصية عبر الأجيال، وأكثر علماء الأرض في التعريص يرجحون وجوده في مصر باعتبارها موطنه الأصلي، والجدير بالذكر أن شخصية بكري مان لها قصص وروايات مكتوبة في مجلدات يتم تداولها و تكاد تصل بعض الروايات إلى مستوى الأساطير من كثرة الإتقان في التعريص الذى يصل لمرحلة السوبر هيرو الذي لديه إمكانية التعريص عن بعد، علاوة على القدرة على التعريص على الموضوع وعكسه في آن واحد.
الفصل الثاني: التعريص والدولة
أدى تطور التعريص من مهنة مربوطة بالدعارة و زنقة المعرص ما بين مقدمة الخدمة و مستقبليها إلى زمن إنفتاح التعريص الذي بدأ باستخدام رجال الدولة للمعرصين إلى حدوث أمرين غاية في الأهمية:
١- إدراك المعرصين الأكاديميين أو الرعيل الأول للتعريص المعروف بأسرة المعرصين الأولى للفرصة خارج نطاق بيوت الدعارة من سياسة و أدب و فنون و أعمال حرة و ما إلى ذلك من مجالات الحياة المختلفة. كما أدرك ذلك الجيل أن هناك طلب لا يستهان به خاصة في السوق المصري
٢- ساهم كبر حجم السوق و الطلب المتزايد للمعرصين لمجاوبة الطلب إلى دخول بعض الهواة (الغير أكاديميين) للمهنة طلبا للمال و الشهرة من ناحية و حبا في المهنة من ناحية أخرى فأصبحت مزاولة التعريص صفة و ليست بالشرط مهنة و ساعد في ذلك ضعف مستوى الخريجين كل عام من تعريص عين شمس و تعريص القاهرة مما دفع وزارة التعريص لإنشاء معاهد تعريص متوسطة يحصل منها الخريج على دبلوم تعريص بعد دراسة سنتين و أضافت الوزارة مدارس ثانوية تعريصية متخصصة تؤهل جيل جديد من المعرصين هذا بالإضافة لتكوين منتخب مصر للتعريص الذي يبدأ من معرصين ناشئين تحت ١٦ سنة لغاية الفريق القومي للتعريص اللي بيمثل الدولة في دورة الألعاب التعريصية كل أربع سنين و الذي يقام في مصر مسقط رأس بكري مان الأول.
ساهم إدراك المعرصين الأوائل لفرصة التوسع في التعريص بالإضافة لجهود الدولة المصرية القديمة في تنمية المهنة و وضع أسس علم “التعريصولوچي” بفكر و كتابة نخبة مصرية من رواد النهضة التعريصية حتى تصبح مصر الدولة التعريصية الأولى في التاريخ في النهوض بالتعريص للعالمية مع التركيز على رد الجميل لرجال الدولة الذين ساهموا في النهوض بالمهنة و من ثم جرى العرف أن يحيط أي مسؤول مصري نفسه بلفيف من المعرصين كل معرص حسب تخصصه يعني المعرصين خريجي تعريص روماني أو إغريقي دول تلاقيهم تخصص تأليه و ده بيستدعي تنزيه أي مسؤول أو “معرص له” عن أي خطأ باعتبار المسؤول نصف إله يعني بشر و مش بشر تنزع عنه الإلهية بزوال المسؤولية. يعني لو مسؤول طلع معاش ما يبقاش “معرص إليه” إلا لو تولى مسؤولية أو إشتغل في أعمال حرة مرتبطة بمسؤول. المعرصين خريجي تاريخ تعريص جامعة حلوان شعبة حضارة هندية دول بيبقوا منتظرين علاوة أو مكافأة أو رستقة في الشغل و بس “معرصين أورديحي" بخلاف خريجي تعريص حضاري و تكنولوجيا في شبرا دول دارسين تعريص صيني و دول طموحاتهم كلها كسر معظمها هدايا عينية. أما المعرص اللي بدون شهادة ده بيبقى المعرص الموهوب اللي غالبا بيبقى مزيج من كل المدارس التعريصية ده لأن الجينيات التعريصية متأصلة في تكوينه و نسبة إفراز إنزيم التعريص في الجسم عالية جدا نظرا لنشاط الغدد المفرزة للإنزيمات التعريصية و كمان نسبة التعريص في الدم دايما عالية عندهم دول أمل مصر في التعريص و غالبا هي دي المهارات اللي الدولة بتنقي منهم منتخب مصر و بيجيبوا كاس العالم كل أربع سنين. العيال دي راضعة تعريص تحطه من رئيس يدي معاك تشغله مع سياسي يشخلعه تعريص تحطه مع رجل أعمال ما يقولش لا و هكذا و دول مش محتاجين مؤهل علشان يثبتوا نفسهم و يحتلوا مكان المعرص المفضل و غالبا ده يرجع لأن أصولهم تمتد إلى أسرة الفراعين بتاعت الكيت كات في الدولة المصرية القديمة نقطة بداية علم التعريصولوچي.
الفصل الثالث: تصدير المعرصين المهرة الآستانة
بالرغم من أن مصر مرت عليها حضارات ياما من فراعنة لهكسوس لإغريق لرومان لعرب لأتراك لمماليك لفرنساويين لإنجليز .. إلا إن المعرص المصري اللي التعريص بيجري في دمه أبا عن جد ما تأثرش و لا فرق معاه بل بالعكس لعب على كل لون يا بطسطة و مع تغيير الحاكم و جنسيته و ملته و لغته و اللي جابوه كان ده بيمثل تحدي جديد للمعرص المصري. بسرعة كان لازم يعرف لون فصه و مقاساته و يجيله منين و يروح له فين علشان يفصل له التعريص اللي مش بس على مقاسه لا و اللي يليق عليه كمان بالرغم من فروق الأصل و الفصل و اللغة. علشان كده إتقال في الأمثال “دور عالمعرص يا عبد الباقي .. غيرش المصري لن تلاقي”
بلغ التعريص أشده و ذاع صيته في عهد محمد علي باشا الكبير و حب يجامل السلطان العثماني وقام مصدر خيرة معرصين مصر للسلطان في تركيا مما عرف تاريخيا بتصدير المعرصين المهرة للآستانة. نتج عن ذلك إزدهار التعريص في تركيا و منها لأوروبا و العالم و مرت مصر بأزمة شديدة في التعريص أثرت عليها جدا لدرجة إن الناس فقدت أملها في عودة بكري مان مرة أخرى و الشغلانة لمت و بقى أي حد مالوش في أي حاجة يجرب يعرص و فقد التعريص بريقه و إبداعه فترة طويلة تعتبر من الفترات التعريصية المظلمة في تاريخ مصر الحديث و تعتبر تاريخيا أزمة مصر التعريصية الأولى. لم يساعد مصر في تخطي هذه الفترة العصيبة إلا إن التعريص في مصر ليس مهنة أو هواية بل هو جزء من نسيج و جينات المواطن المصري حيث يتوارثه جيل بعد جيل منذ نشأة المعرص المصري الأول في الدولة المصرية القديمة. بالإضافة إلى ذلك إحتفظت الأسر و العائلات التعريصية الأصيلة بالتراث التعريصي المتوارث عن طريق البرديات المتوارثة من الزمن الفرعوني و المعروفة “بالتعاريص” و مزيج من مخطوطات قديمة بها مبادئ و تعاليم التعريص غير تعليم الأجيال لأبنائها أغاني و مواويل و أمثلة شعبية أصيلة تنمي الروح التعريصية من الصغر حتى عاد التعريص و ازدهر مرة أخرى و بلغ آفاق لم يبلغها من قبل حتى أوائل سبعينيات القرن العشرين حيث واجهت مصر التحدي الثاني في تاريخها أمام فقدانها ثروة قومية من خيرة معرصيها
الفصل الرابع: التعريص والخليج
عانت مصر بعد وفاة جمال عبد الناصر الذي كان له الفضل في الوصول بالتعريص المصري لمدي لم يصل له التعريص منذ بدء التاريخ، فقد أحاط نفسه بأكبر وأرقى من أنتجت مصر من المعرصين، وبالتالي كان أول من يقدم لمصر إضافة "تعريص ما بعد الخيال" أصحاب تعريصة مصر تبدأ حرب الفضاء، وترسل صاروخ للفضاء في خلال عامين، وصواريخ تصل لتل أبيب، وطيارات حربية مصنعة في مصر، فاستفاد من الجرائد والمجلات، وكان من رواد استخدام التعريص في الإذاعة، وقدم لمصر التليفزيون مما أدي إلى سهولة توصيل التعريص للمنازل صوت وصورة، والناس صدقت كل الكلام ده، وده اسمه الإعجاز التعريصي.
لم يحلم معرص مصر الأول فرعون فراعين الكيت كات أنه في يوم ما بعد ييجي سبعتلاف سنة حد ييجي يطور المهنة بالشكل ده. الجيل ده هو اللي شال مصر عشرات السنين لحد ما الدنيا زنقت و ظهر بترول الخليج و بالتالي ظهر معاهم شيوخ و أمراء معاهم “فلوس زي الرز” و تاريخيا كان فيه إحتياج للتعريص بكل أنواعه بما فيهم التعريص المهني و الأكاديمي اللي يرجعنا تاني لنشأة فن و مهنة التعريص و إرتباطهم بالدعارة. عقود العمل إنهالت على معرصين مصر بالعملات الصعبة في الخليج و لم يصمد المعرصين أمام العروض المغرية و بالتالي فقدت مصر خيرة معرصينها للمرة التانية في تاريخها لدول الخليج الشقيقة و كان المعرص من دول يسافر الخليج يرجع بعد شهر يبني بيت ملك و يتجوز على مراته إتنين .. فلوس فلوس يعني. المعرص المصري فهم حاجات جديدة كتير بقى يقول “تتصبح بالخير يا طويل العمر” و "يتصل عليك” و يركب “السيارة” و يمشي “سيدا” و مع ذلك مصر كانت قد تعلمت الدرس من المحنة الأولى لتصدير المعرصين المهرة للآستانة و بالتالي حرص معرصين مصر في الخليج أن يتركوا وراءهم جيل قوي يقدر يشيل البلد في غيابهم خاصة إن مبارك كان عامل شغل جامد جدا في مصر وقتها و تزامن الكلام ده مع تحقيق نبوءة المصريين و ظهور بكري مان أصلي سليل عائلات سوبر هيرو و ذهب البعض إلى إن أصله يصل إلى الإله “قور آه ني” إله التعريص عند قدماء المصريين فجمع بين صفة سليل الآلهة و سوبر هيرو التعريص في آن واحد و ده أكيد مش قليل على مصر بعد رحلة العطاء في مجال التعريص منذ بدء التاريخ.
الفصل الخامس: التعريص والإيمان
علاقة التعريص بالأديان بدأت من قديم الأزل و كانت البداية عندما لافت أول مزة على واد فرعون صغير و طلعت في الآخر أخته علشان أبوه الفرعون الكبير كان عطاط و الفرعون قفش على كبير الكهنة علشان يكتب كتابه عليها وقتي و الكاهن قال له ما تجوزلكش يا مولانا و الفرعون قال له ماليش فيه تتصرف ياجيب رقبتك. الكاهن اتزنق زنقة التنين و ما كانش قدامه إلا إنه يميل على حد من شلة فراعين الكيتكات معرفته من أيام الخربشة. الولا سخمت تعريص ما كدبش خبر و قام لابس بدلة كاهن و جاب دماغه زلبطة عند الواد هيما مسلات و قام مظبطه بشوية كحل في عينيه لما الواد تشوفه تقول عليه كاهن بن كاهن دايس المعابد كلها. الولا سخمت قام داخل عالفرعون و قال له عدم اللامؤاخذة الفرس ده يلزمك في الحلال لازمن؟ الفرعون رد عليه و قال لازمن و وقتي! قام سخمت تعريص مطلع البخور و الجاوي و مكحل الولا و البت و كاتب عليهم و ظرف واد من اللي بيسرحوا على باب مجمع الأهرامات بشوية عرضحال بردي حتتين دهب للولية على برنيطة ملوكي و قال أقعد اترزع قرفص و اكتب الكتاب هنا لاجيب وشك. الواد فضل قاعد لحد ما الفرعون عمل له تمثال و هو قاعد مقرفص بيكتب كتابه عالمزة. و دي كانت أول حالة تعريص ديني في التاريخ و لكن التعريص الديني تم تصديره لحضارات أخرى و أخد منحنيات كتيرة و بقى فيه تخصصات يعني ممكن تبقى معرص ديني تخصص سياسة و اقتصاد و ممكن تبقى معرص ديني حر يعني مع نفسك فريلانسر كده و طبيعة و أصل الدين ما يفرقش. طالما هو دين إنت تديه للمعرص و هو يطلع لك منه قماشة حلوة و تفرد معاك بس المهم يكون معرص معرص يعني أصلي مش مضروب حاكم التعريص الديني ده مش موضوع شهادات ده عايز سينس كده و ده ليه بقى كارير تاني يعني ممكن تحصل على درجات زي شيخ المعرصين و إمام المعرصين و المعرص العلامة و فيه بقى المجلس الأعلى لمعرصي الأديان و دول ليهم مكاتب تمثيل في كل بلد فيه منهم ناس درر زي بتاع إرضاع الكبير و نكاح الوداع و حرمانية الزنا بدون عوازل. معرصين أجلاء و ليهم وقار و ليهم بصمة في التعريص الديني.
الفصل السادس: عولمة التعريص
اقتصر التعريص عبر التاريخ على فئة من الناس متوارثة المهنة أو دارساها أو موهوبة فيه، وبتكسب مقابل ممارستها عائد مادي أو معنوي، ولكن بحلول القرن الواحد والعشرين وبالتطور التكنولوچي دخلت مصر عصر جديد من التعريص. التعريص بقى مش مهنة ولازم يكون لها مقابل بقى فيه حاجة اسمها معرص بالحتة يعني ممكن يعرص النهاردة ليك و يعرص بكرة لغيرك و مافيش مشكلة في كده لأن ده متوافق مع الإعلان الدولي للتعريص المشترك. ظهر كمان المعرص الهاوي يعني ممكن يعرص بدون مقابل علشان منه يربي زبون و منه يكتسب خبرة و دي شغلانة ظهرت مع إزدياد حجم البطالة و عملا بمبدأ "الإيد البطالة نجسة” و أحسن تعرص بدل ما أنت قاعد عالقهوة. و بدخول و إنتشار الإنترنت و السوشيال ميديا و السمارت فون بقى التعريص "أوبن سورس” يعني أي حد عايز يمارس التعريص من حقه و مش لازم يكون ليه مقابل. تكنولوچيا المعلومات خلقت طبقة المعرصين المبدعين اللي بيساهموا في النهضة التعريصية التكنولوچية الحديثة. النهارده ست البيت ممكن تعرص من بيتها على الأيباد .. طالب الجامعة ممكن يعرص بين المحاضرات.. سواق التاكسي بقت قدامه فرصة يعرص من أي صايبر لما بياخد راحته .. مهن كتير و فئات كتير ما كانتش واخده فرصتها في التعريص عرفت تمارس هوايتها و تطلق طاقات مكبوتة متوارثة في الچينات. بل أكثر من ذلك بقى فيه "معرص لهم” بيجربوا حظهم في التعريص و بقى فيه “معرص عليهم” برضه عندهم الفرصة للتعريص. كمان التعريصة من دول تكتبها من هنا و ألف من يشيرها عالفيس.
كان لازم زي ما حصل تطور في وسائل التعريص الحديثة يحصل تطور كمان يجابه السمارت فون و الأيباد و الكمبيوتر مش هينفع حد يقول بنصنع صواريخ و بنطلع الفضاء لأن كله موجود عالنت و التعريصة هتفقد رونقها. كان لازم تظهر نظرية المؤامرة الكونية المتمثلة في مجلس إدارة العالم .. إبداع تعريصي على أعلى مستوى .. مين يقول و مين يزيد؟ فيه إيه أكتر من كده؟ دور يا عم النت زي ما انت عاوز هتلاقي فين تعريص أعلى من ده و بعدين قماشة حلوة تدي معاك زلازل و براكين و عبث في قشرة الأرض و نيازك و شهب و ميغة. لذلك كاس العالم للتعريص إحنا محتفظين بيه للأبد نظرا لفوزنا بيه سبعتلاف سنة متتالية
في النهاية أحب أن أوجه الشكر للمعرص المصري الأصيل الصامد عبر الأجيال منذ فجر التاريخ و حتى قمة التكنولوچيا و الحداثة .. المعرص المصري الدحلاب المطاط اللزج الزيبق الدائم و اللانهائي الإبتكار. مصر ولادة يا ولاد مصر بلد الإله “قور آه نى” مصر بلد بكري مان
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر