الاثنين، 7 يناير 2019

نص حوار السيسي مع برنامج 60 دقيقة كاملا



ترجمة: هاني إسحاق





مقدم البرنامج: دافعوا الضرائب الأمريكيون يرسلون المزيد من المساعدات الخارجية إلى مصر أكثر من أي دولة أخرى باستثناء إسرائيل، ولكن الأمريكيين يدفعون مليار ونصف المليار دولار في السنة لنظام يتورط في أسوأ حالات الإساءة في تاريخ مصر الحديث.
معارضو الرئيس عبد الفتاح السيسي يتعرض الألاف منهم للسجن. السيسي  خنق حرية التعبير، وقواته قتلت المتظاهرين.
كما قد تتخيل، الرئيس السيسي يظهر في كثير من الحوارات التلفزيونية، وكنا مندهشون عندما جلس معنا، وأيضاً إندهش السيسي عندما طرحنا أسئلتنا لأن حكومته طلبت منا عدم إذاعة الحوار.


مقدم البرنامج للسيسي: هل لديك فكرة جيدة عن عدد السجناء السياسيين الذين تحتجزهم؟

السيسي: ليس لدينا سجناء سياسيون ولا سجناء رأي. نحن نحاول الوقوف ضد المتطرفين الذين يفرضون أيديولوجيتهم على الناس. الآن هم يخضعون لمحاكمة عادلة. وقد يستغرق الأمر سنوات، لكن علينا اتباع القانون.

مقدم البرنامج: سيدي الرئيس ، منظمة هيومن رايتس ووتش (منظمة رصد حقوق الإنسان) تقول إن هناك 60 ألف سجين سياسي تحتجزهم اليوم بينما نحن نجلس هنا.

السيسي: لا أعرف من أين حصلوا على هذا الرقم. قلت لا يوجد سجناء سياسيون في مصر. كلما كانت هناك أقلية تحاول فرض عقيدتها المتطرفة. علينا أن نتدخل بغض النظر عن أعدادهم.

صوت المعلق: "المتطرفون"، كما يسميهم هو، هم الإخوان المسلمون، أكبر حزب سياسي في مصر. جماعة الإخوان المثيرة للجدل. هدفها المعلن هو السعي السلمي لتحقيق حكومة إسلامية، ولكن على مدار 90 عاما، ارتكب أعضائها العنف.
في عام 2013 ، قام السيسي بحظر الإخوان وأعلن أنها منظمة إرهابية. ولكن الرئيس ترامب لم يصفها بمنظمة إرهابية، وأيضاً الرئيس أوباما عندما كان أندرو ميلر المسئول عن الملف المصري في مجلس الأمن القومي آنذاك.

ميلر: بينما لجأ أفراد في الإخوان المسلمون بشكل واضح إلى العنف، غادر العديد منهم الجماعة قبل القيام بفعل ذلك، وتحديداً لأنهم كانوا مستاؤون من النهج السلمي التدريجي لكبار قادة الإخوان المسلمين.

صوت المعلق: كانت الإخوان واحدة من أكبر الجمعيات المصرية في مجال التعليم، الجمعيات الخيرية وجمعيات الرعاية الصحية. العديد من الأعضاء هم من فئة الطبقة المتوسطة، أكاديميين وأطباء ومحامين.
التاريخ المصري الحديث هو عبارة عن حلقة من التوتر بين الجنرالات والإخوان. في يومنا هذا يقول النقاد إن السيسي ذهب بعيداً وتمادى لأبعد الحدود.

ميلر: بدأ السيسي بإعتقال الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين. ومدد اعتقاله للمعارضة العلمانية. وهو الآن يطارد الشعراء والفنانين والمدونين، وأناس لا تفكر بهم عادة كناشطين سياسيين أو نخب عامة.

مقدم البرنامج: لماذا يفعل ذلك؟

ميلر: لأنه يرى أي معارضة تشكل تهديدا له ولمكانته وخطر على أهدافه.
علينا أن نتذكر، هو ضابط عسكري. لقد أمضى كامل حياته المهنية في الجيش قبل أن يصبح رئيسًا. فكرة أن شخص ما لا يطيع أو يستمع لأوامره هي لعنة بالنسبة له.

صوت المعلق: السيسي نهض في الربيع العربي في 2011 بعد أن قام المصريون بإطاحة دكتاتور، وانتخبوا محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين.
مرسي عين السيسي وزيرا للدفاع. لكن كانت حكومة مرسي في حالة فوضي.
لقد افترض مرسي إنه ممسك بزمام السلطة. ولكن بعد عام، كانت هناك ثورة أخرى.
وبقدر كبير من التأييد الشعبى، وسيطر السيسي على الدولة.

السيسي: رفض الشعب المصري هذا الشكل من الحكم الديني المتشدد. من حق الشعب المصري أن يرفض أن تغير هويته بهذا الشكل. 

مقدم البرنامج: هم أيضا المعارضة السياسية الرئيسية لك. هل هذا هو السبب في حظرهم؟

السيسي: لا. لا. لا. نحن نتعامل فقط مع الإسلاميين المتطرفين الذين يحملون السلاح. نحن نرحب بهم للعيش بين الناس، لكننا لا نريدهم أن يحملوا السلاح ويدمروا الاقتصاد المصري.

الدرديري: للأسف الجنرال السيسي، خطف الديمقراطية. خطف حلمنا بالحرية.

صوت المعلق: عبدالموجود الدرديري كان عضوا في البرلمان الذي سيطر عليه الإخوان المسلمون.

مقدم البرنامج: لكنه يقول إنه ليس لديه أي خيار. كان يقود ثورة شعبية ضد حكومة مرسي. هذه هي حجته.

الدرديري: هذه ليست مسؤوليته كجنرال في الجيش. كان وزير الدفاع، وخان رئيسه. أدى اليمين أمام الرئيس لحماية الدستور. لا يعطيه الدستور أي حق في تمثيل الشعب. لم يمثل شعب مصر أبداً، ولن يمثل شعب مصر.

مقدم البرنامج: سيدي الرئيس، لقد تحدثت إلى عدد من مواطنيك الذين يرفضون الإعتراف بأنك رئيسهم، لأنهم يقولون إنك دكتاتور عسكري.

السيسي: (ضحك ضحك ضحك‬‎) لا أعرف مع من تحدثت. لكن 30 مليون مصري خرجوا إلى الشوارع لرفض النظام الحاكم آنذاك. كان لا بد من الاستجابة لإرادتهم. ثانيا: صون السلام بعد هذه الفترة تطلب إجراءات أمنية.

صوت المعلق: ما يدعوه السيسي "تدابير لاستعادة الأمن" ضم مذبحة في أغسطس 2013 لما لا يقل عن 800 من مؤيدي الإخوان المسلمين في ميدان رابعة بالقاهرة.
بعد أسابيع من الاحتجاجات، تحركت القوات المصرية. من بين الناجين المصري-الأمريكي محمد سُلطان، الذي كان مسجونا بتهم بينها ترويج "أخبار كاذبة"، وأطلق سراحه بعد 21 شهرًا عقب تدخل إدارة أوباما.

محمد سلطان: لقد استُهدفت. لقد استُهدفت لأنني أمتلك كاميرا. كان لدي هاتف وكنت أغرد (تويتر).

مقدم البرنامج: هل أطلق الرصاص عليك؟

محمد سلطان: تم إطلاق النار على ذراعي الأيسر. تم نقلي إلى المستشفى الميداني حيث كان هناك دماء وأجساد وجثث مصابة في كل مكان. مكدسة فوق بعضها البعض.

صوت المعلق: السيسي كان مسؤولاً عن الأمن وقت الاعتداء على ميدان رابعة.

مقدم البرنامج للسيسي: هل قُمت بِأعطاء الأوامر؟

السيسي: اسمح لي أن أسألك سؤالاً. هل تتابع عن كثب الوضع في مصر؟ من أين تحصل على معلوماتك؟ كان هناك آلاف المسلحين في الاعتصام لأكثر من 40 يومًا. حاولنا بكل الوسائل السلمية تفريقهم. 

مقدم البرنامج: أصدرت هيومن رايتس ووتش (منظمة رصد حقوق الإنسان) تقريراً، ربما تكون قد رأيته، تصف رابعة وتقول، وأقتبس: "باستخدام ناقلات الجنود المدرعة والجرافات والقوات البرية والقناصة، هاجم رجال الشرطة والجيش معسكر الاعتصام، ومئات قتلوا بالرصاص مباشرة في رؤوسهم وأعناقهم وصدورهم". هل كان ذلك ضروريًا للسلام واستقرار مصر؟

السيسي: أنت تطلق على تقرير هيومن رايتس ووتش بيانا سليما. وهذا غير صحيح. كان هناك أفراد من الشرطة، وكانوا يحاولون فتح ممرات سلمية لكي يذهب الناس بأمان إلى منازلهم.

صوت المعلق: رغم أن السيسي أخبرنا أن آلاف المعتصمين كانوا مسلحين، فإن حكومته لم تجد أكثر من 12 قطعة سلاح لدى المعتصمين.

مقدم البرنامج: أنت رجل عسكري. لقد تلقيت تعليمًا من الجيش الأمريكي. هل هذا يبدو وكأنه قوة متناسبة؟

السيسي: لا أعرف كيف كان لديهم 15 أو 16 سلاحًا ناريًا. أود أن أخبر الشعب الأمريكي بأن الوضع على الأرض كان يمكن أن يدمر الدولة المصرية، ويسبب عدم استقرار هائل أكثر مما يمكن تصوره. من الصعب السيطرة على الوضع وتحديد من الذي قتل من.

صوت المعلق: السيسي هو من يسيطر على السجون في الوقت الحالي، وفيها وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، يستمر القتل والتعذيب.

محمد سلطان: في الأشهر الستة الأخيرة من سجني، كنت في عزلة تامة. كنت بشكل منهجي أتعرض إلى التعذيب النفسي.

مقدم البرنامج: ماذا تقصد؟

محمد سلطان: تحكم ضوئي، شعاع مكثف من الضوء.

مقدم البرنامج: لمنعك من النوم؟

محمد سلطان: نعم، لإبقائي بدون نوم 36 ساعة. ضوء متوهج ساطع، حتى دخلت في نوبة صرع. كان الحراس الذين تم تعيينهم خارج زنزانتي يقومون بتمرير شفرات الحلاقة تحت الباب، وكان الضباط الأطباء يقولون لي: "يا محمد، لا تقطع (شريان يديك) رأسيًا، أقطعه أفقيًا حتى تتمكن من إنهاء حياتك بشكل أسرع".

صوت المعلق: السجن أداة سياسية في مصر. السيسي حين رشح نفسه لاعادة انتخابه العام الماضي، اعتقل أحد المنافسين الرئيسيين، وفاز بالإنتخابات بنسبة 97 في المائة من أصوات الناخبين.
السيسى يرى نفسه كحارس الفوضى التي دمرت سوريا وليبيا واليمن. ولكن النقاد، بما فيهم "أندرو ميلر مسؤول الملف المصري في مجلس الأمن القومي في عهد أوباما" يقولون، إن القمع يقف كمساعد ليجعل مصر أكثر إنفجاراً، وليس أقل.

ميلر: هذه هي الحكومة الأكثر قمعية في التاريخ المصري الحديث. لديك وفرة في أحكام الإعدام ومحاكمات جماعية. إنه أمر يدعو إلى بالغ القلق.

مقدم البرنامج: لكن السيسي سيخبرك أنه السبب في أن مصر مستقرة.

ميلر: إنها طريقة غريبة لوصف مصر بأنها مستقرة. منذ أن تولى السيسي منصبه، انخفضت مستويات المعيشة. البلد تنهار. أصبحت مشكلة التمرد في سيناء أسوأ، ومدعومة من "تنظيم الدولة الإسلامية" وتدخل عامها السادس. ورأيت السجن الجماعي للنشطاء المسالمين إلى جانب الجهاديين المتصلبين، مما يهدد بتحويل المزيد من المصريين إلى إرهابيين. يبدو أن هذه وصفة عدم الاستقرار الذي يدعي السيسي أنه يمنعها!

صوت المعلق: الرئيس السيسي يحارب الإرهاب. الشهر الماضي حافلة سياحية تفجرت بالقرب من الأهرامات. في اليوم التالي، قتلت القوات المصرية 40 مشتبها بهم. في عام 2017 ، قتل مسيحيون في كنيسة على يد منتمين لداعش و311 مسلماً في مسجد. في حوارنا، كشف السيسي رسميًا للمرة الأولى، أن قواته العسكرية تتعاون مع إسرائيل في سيناء.

مقدم البرنامج: هل تعتقد أن هذا هو أعمق وأقرب تعاون قمت به مع إسرائيل؟

السيسي: هذا صحيح. في بعض الأحيان يحتاج سلاح الجو إلى العبور إلى الجانب الإسرائيلي. ولهذا السبب لدينا تنسيق واسع مع الإسرائيليين.

مقدم البرنامج: لقد قُدر وجود حوالي 1000 إرهابي في سيناء. مع أكثر من مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية كل عام، لماذا لم تبيدهم؟

السيسي: ولماذا لم تقم الولايات المتحدة بإزالة الإرهابيين في أفغانستان بعد 17 سنة وإنفاق تريليون دولار؟

صوت المعلق: اجتمع الرئيس ترامب والسيسي والملك سلمان في عام 2017 لفتح مركز سعودي ضد التطرف. يالها من سخرية، بعد قتل جمال خاشقجي علي يد ضباط سعوديين، قالت وزارة الخارجية الأمريكية: السيسي مسؤول عن الاختفاء القسري والتعذيب في مصر.

مقدم البرنامج: لماذا يجب على الشعب الأمريكي أن يستمر في الاستثمار في حكومتك؟

السيسي: إنهم يستثمرون في الأمن والاستقرار في المنطقة. الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الأمن في جميع أنحاء العالم.

مقدم البرنامج: سيدي الرئيس، نقادك، والنقاد في الكونجرس الأمريكي، والنقاد داخل الأمم المتحدة، يقولون أنك تحتجز عشرات الآلاف من السجناء السياسيين. ومئات الأشخاص العُزَّل قُتلوا في شوارع القاهرة. يدعون أن يدك ملطخة بالدماء. كيف تشرح كل هذا؟

السيسي: نحن نتعامل مع أصوليين ومتطرفين تسببوا في الأضرار وقتلوا أناس في السنوات الأخيرة. لا أستطيع أن أطالب المصريين أن ينسوا حقوقهم أو ينسوا شهداء الشرطة والجيش والمدنيين الذين قتلوا.

صوت المعلق: الآن، في حسابات البيت الأبيض "مكافحة الإرهاب أشد إلحاحا من التهديد بأن قمع السيسي سيثير  ثورة أخرى.
يناقش البرلمان المصري الحد من القيود المفروضة (تعديل الدستور) للسماح للسيسي بالاستمرار في بناء مصر حديثة لم تعرف من قبل.






يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق