لن
أقول إن بلال فضل (بنكاته) مع أحمد آدم، وترقيص حواجبه مع خروف الممثل هاني رمزي
في برنامجه، مع فردة كاوتش (إبراهيم عيسى) التي كتب عليها (الاستبن) في الأستديو،
مع استعانته بمجموعة من السواطير والشواكيش، مع حليفهم باسم يوسف، لن أقول إنهم
كانوا الفرشة الناعمة لإزاحة محمد مرسي المنتخب الشرعي، ولكن المسألة كانت أكبر من
ذلك بكثير.
هناك
من حشد بالملايين وشركات السياحة (العاطلة عن العمل) في منتجعاتها السياحية، بعدما
أملوا عليهم أن مرسي وأعوانه سيكونون أسّ البلاء عليكم، وساويرس اشترى نصف
المجموعات الثورية والأدبية والفكرية والتنظيرية والصحافية، من مراكزها ومقاهيها
ومنتدياتها بفلوسه وجوائزه وعملائه، وموّل حزبين على الأقل، وجعلهم في صفوف
المعارضة، وحوّل ثائرات أسياخ وثائرين، لا يشق لهم غبار، في يوم وليلة، إلى
مهاجمات ومهاجمين على مرسي ليل نهار (ريم ماجد وخالد تليمة وأحمد دومة وأماني
الخياط)، من أسند إليه عملاً بالقطعة، أو من تم تعيينه، وهذه عينة بسيطة لقناة
واحدة، حتى إن صديق بلال الحميم في دستوره الأول، حمدي عبدالرحيم، كان له نصيب،
وآخرون يصعب حصرهم تنقلوا من طقس إلى آخر، من دون كلل أو ملل، وهذه جهود رجل أعمال
واحد..
لم
ننتقل إلى باقي رجال الأعمال وقنواتهم، أو القنوات العربية الصديقة، ولا إلى
القضاء الشامخ، ولا إلى ثلاثة وزراء من وزراء الداخلية (منصور العيسوي ومحمد
إبراهيم وأحمد جمال الدين) كانت أياديهم مع كل أيادي ثوار 6 إبريل مع الاشتراكيين
الثوريين، مع كل نوادي المجتمع المدني، مع أولاد عبد الناصر وأحفاده مع التجمع مع
"الحزب الوطني" مع "الوفد" مع عمرو موسى وحمدين صباحي، مع
نكات بلال فضل مع زغاريد يسرا وفيفي عبده وليلى علوي مع كوادر الحزب الوطني مع
(تسلم الأيادي) ونقابة المحامين (العاملون عليها والمؤلفة قلوبهم)، كلهم معا في
حزمة واحدة (ودع الأجهزة الأمنية على جنب)..
وعلى
الرغم من ذلك نقول إن الوحيد من هذه الشبيبة، وتعدّى الأربعين بقليل، وفضّل المنفى
هرباً، خوفاً على دماغه وموهبته، وهو موهوب حقاً، هو بلال فضل.
وإن
كنا نقول إن الموهبة تكفي صاحبها أن يلعب سياسة بذيل واحد، فما بال بلال، اليوم،
يحاول بعدما دفع الثمن، على الأقل غربة، أن يلعبها بذيلين؟
في
مقاله (تجريم عبد الفتاح السيسي) يقول عن السيسي إنه (يستغل خطايا وجرائم
الإخوان)، فأي جريمة يا سيد بلال؟ إلا إنْ كانت جريمة الاتحادية التي استُشهد فيها
تسعة من شباب الإخوان في ليلة (النستون يا معفنين) التي كتبت فيها زبدة ضحكاتك
ونكاتك؟
أما
عن "سيئ الذكر"، كما تقول عنه الآن محمد مرسي (من قتل مئات المتظاهرين)،
فهات لي قائمة بهذه المئات، يا أخي، لكي نقارنها بمذابح السيسي التي كانت هينة
ورقيقة جداً إلى درجة أنك تساوي بين الاثنين بسهولة مرنة.
يا
بلال سترجع، لا تخف أبداً على (خالتك فرنسا) وبرامجك، وما حققته على الشاشة
الصغيرة والكبيرة، فالنظام يسامح أبناءه، وأنت، يا أخي، موهوب، وتستطيع أن تلعب
بذيل واحد في مساحة صغيرة جدا، فلا تكلف نفسك عناء اللعب بذيلين.
لا
تخف، ستعود، قريباً، بكامل ذنوبك، والسلطة التي لم تتغير، تسامح الأبناء الضاحكين،
لأنها لا تأخذهم على محمل الجد (ومحمود السعدني الذي يعد قدوتك عاد وصهلل ثانية،
وأنت من تلاميذه أو محبيه).
الباب
موارب دائماً يا بلال، وأنت سيد العارفين.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق