في عام 1992 بدأت المذيعة الشابة، وقتها، بثينة كامل، برنامجها الإذاعي المثير للجدل "اعترافات ليلية"، جاء البرنامج تاليا لوقف برنامج سابق لها باسم "أجراس الخطر"، ردا على حوارات جريئة أجرتها مع أطفال الشوارع، الظاهرة المصرية التي لا تنتهي.
استمر "اعترافات ليلية" حتى عام 1998، وكان البرنامج الأشهر وقتها، جماهيريا وإعلاميا، خاصة مع الحملة المصاحبة التي لازمته، واتهامه بأنه يروج لإثارة الغرائز ويفضح المجتمع، لكن ولأن الممنوع مرغوب كان للبرنامج جماهيرية كبيرة.
بعد وقف "اعترافات ليلية"، بدأت بثينة تتحدث عن القمع الذي تتعرض له، وأنها مضطهدة بسبب نجاحها، وبعدها لم يعرف لها برامج مشهورة، حتى عادت ببرنامج "أرجوك افهمني" على قناة أوربت، لكن مع تصاعد الحركات المعارضة في مطلع الألفية الثالثة كان لها دور حقوقي بارز، بدأ بحركة "شايفنكم" التي راقبت الانتخابات في مصر على مدار سنوات وفضحت الكثير من التزوير والمخالفات، مع غيرها من الحركات.
بعد ثورة يناير كانت بثينة ناشطة في الشارع ومشاركة في التظاهرات، وتدون على فيسبوك وتويتر يوميا، وفي نهاية 2011، أعلنت ترشيح نفسها للرئاسة، كأول إمرأة مصرية تترشح لهذا المنصب، لكنها لم تتمكن من استكمال شروط الترشح.
مواقفها في أحداث نهاية العام الأول من الثورة كانت غريبة وأحيانا متناقضة، خاصة موقفها من أحداث محمد محمود، وتذبذب مواقفها من حكم العسكر الذي هاجمته بقوة قبل أن تبدأ التطبيع معه لاحقا.
عادت بثينة كامل إلى التليفزيون المصري في 2012، لتقرأ نشرة الأخبار، ويذكر لها أنها أول من كسر كل القواعد المهنية ببدأ نشرة الأخبار الرئيسية بالقول: "والآن مع نشرة الأخبار الإخوانية"، رغم أن المهنية تتيح لها أن تعتذر عن قراءة النشرة التي لا تناسب توجهاتها، وهو أمر فعلته في بداية حياتها الإعلامية، حسب قولها شخصيا.
مع وصول الإخوان إلى الحكم في انتخابات 2012، تحولت بثينة كامل كليا إلى معارضتهم، وهو أمر لها كل الحق فيه، لكنها استخدمت في المعارضة كل الوسائل التي تخالف الحق والمنطق، وخالفت كل مبادئها السابقة، خاصة في ما يخص تطهير مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء، وكثيرا ما رصد ناشطون مواقفها المتناقضة، خاصة على تويتر، والتي تحولت بالكامل من اعتبار سيطرة المؤسسة العسكرية على مقاليد الحكم في البلاد هو الخطر الذي يجب إنهاءه، إلى المطالبة بعودة الجيش إلى الحكم مجددا.
تبدوا حياة بثينة كامل مثيرة فعلا، وتحولاتها أيضا، لكن كل ما سبق لا يقارن أبدا بتحولها الأخير.
قبل أسبوعين أعلنت بثينة على فيسبوك أنها اضمت إلى قناة "العاصمة"، ولمن لا يعرفها، فهي قناة النائب والإعلامي وتاجر الأعشاب الطبية سعيد حساسين.
في قناة حساسين التي كانت لفترة طويلة تنافس قناة توفيق عكاشة "الفراعين"، ستقدم المرشحة الرئاسية السابقة بثينة كامل برنامجها الأشهر "اعترافات ليلية"، وهو بالطبع مناسب جدا لقناة تاجر الأعشاب. كما أنها قناة مناسبة جدا لتختم فيها مشوارها المهني الطويل.
ولا ننسى أبدا أن بثينة كتبت قبل عام، وتحديدا في 29 أغسطس 2015، أنها تلقت اتصالا من "الزميلة مرفت خيرالله رئيسة البرنامج العام مستبشرة "حتيجي تعترفي تاني عندنا امتي"، وأجبت "أنا تحت النظر". وأضافت "اعترافات ليلية يعود علي موجات بيتي وأصلي وفصلي إذاعة جمهورية مصر العربية..من القاهرة".
بقي فقط أن نسأل إن كانت بثينة تمتلك حقوق بث "اعترافات ليلية" المملوك للإذاعة المصرية، أو إن كانت قناة حساسين حصلت على موافقة كتابية من اتحاد الإذاعة والتليفزيون لاستغلال اسم البرنامج.
خناقات تويتر... نوارة نجم وعلاء عبد الفتاح- وبثينة كامل وعلاء- وجيهان شعبان وبثينة
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق