الأربعاء، 21 ديسمبر 2016
Famous Jews in Hollywood
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
حرس رئيس أوغندا منعوا حراس السيسي من الدخول خلفه. بعد تشابك بالأيدي
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الاثنين، 19 ديسمبر 2016
اغتيال السفير الروسي في تركيا
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الأربعاء، 7 ديسمبر 2016
سباق الأخبار- مأساة حلب والطفلة بانة العابد
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016
100 Photographs | The Most Influential Images of All Time
100 Photographs | The Most Influential Images of All Time
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الأربعاء، 30 نوفمبر 2016
أزمة "ملاك" السعودية.. خطوة في طريق التغيير الطويل
ارتدت الفتاة العشرينية ملابسها الأنيقة، ووضعت زينتها، ومشطت شعرها القصير، ثم تعطرت وانتعلت حذاءها، وخرجت إلى الشارع لشراء حاجيات شخصية، قبل أن تعود إلى منزلها بسلام بعد قضاء مصالحها.
قصة عادية مكررة تقوم بها ملايين الفتيات
والسيدات حول العالم يومياً، لكنها باتت أزمة لأنها وقعت في العاصمة السعودية الرياض الأحد الماضي، رغم أن الفتاة ارتدت ملابس محتشمة، ليس فقط بسبب برودة الطقس، وإنما أيضا بسبب خشيتها من سطوة العادات والتقاليد المتعارف عليها في بلادها.
انتقد كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي فعل الفتاة التي تنتمي إلى إحدى أشهر قبائل جنوب البلاد. استنكر البعض
أن تتخلى عن "عباءتها" وغطاء رأسها في الشارع، ووصل الأمر حد التحريض على
القبض عليها ومحاكمتها. ولم تخل الانتقادات من اتهام البعض لها بالفسق والفجور.
ألقت
الفتاة، وإسمها "ملاك"، حجراً جديداً في بركة يظنها البعض ساكنة رغم أنها
عرفت مؤخراً إلقاء كثير من الأحجار، في قضايا المرأة خصوصاً، والحريات عموماً. يمكنك مطالعة التغريدات في هاشتاج #نطالب_بالقبض_على_المتمرده_انجل_الشهري لتكتشف الكثير من المتغيرات في الشخصية السعودية لأسباب كثيرة بينها التعليم.
في يوم تالي، الثلاثاء، قامت مواطنتها "رنيم" بتكرار الأمر نفسه، ولكن هذه المرة في جدة،
والمدينة الساحلية معروفة بأنها أكثر تحرراً بفعل التجارة والسياحة.
اليوم الأربعاء، وبينما أزمة "ملاك" مشتعلة، قال الأمير السعودي الوليد بن طلال، في بيان: "حان الوقت أن تقود السعودية سيارتها ونطوي هذه الصفحة وننهي الجدل حولها مثلما فعلنا حيال عشرات التحولات التي فرضها التحول الكبير الذي شهدته البلاد والعالم خلال المائة عام الأخيرة".In Jeddah today. I went out to a meeting then our for lunch and I'll out for dinner later. No one is trying to kill me. pic.twitter.com/6v8HJFB2Wa— Raneen Bukhari (@neenoism) November 29, 2016
بيان الوليد يبدو تطوراً أخطر من لجوء النساء إلى تحدي العادات
والتقاليد، خاصة عادات المظهر، حيث أنه يتحدث عن أزمة مشتعلة في البلاد منذ سنوات وتتسبب
لها بانتقادات حقوقية دولية.
تتغير السعودية إذن، وإن بشكل بطيء، فمع كل أزمة مجتمعية في أغنى بلد عربي يتجاوب مئات آلاف السعوديين. بات "تويتر" متنفساً حقيقياً في بلد لا يعرف الكثير من وسائل التنفيس المجتمعي، وفي مواجهة الأغلبية المتحكمة من المحافظين، بات دعاة التغيير أيضاً رقماً ملموساً.كفى نقاش:— الوليد بن طلال (@Alwaleed_Talal) November 29, 2016
حان وقت قيادة المرأة للسيارةhttps://t.co/BBgyF8i1Gs
Stop the debate:
Time for women to drivehttps://t.co/6KAniFa4BT
في السجال المحتدم حول "ملاك"؛
دافعت كثير من النساء عن مواطنتهن التي ضربت عرض الحائط بكل القيود.
لو أن أحداً تحدث عن تعيين سعوديات في هيئات حكومية مثل مجلس الشورى قبل عشر سنوات، لاتهمه البعض بالجنون، وربما طالب آخرون بمحاكمته، لكن مجلس الشورى حالياً ثلث عدد أعضائه من النساء، حتى أن النساء أتيح لهن التصويت في الانتخابات البلدية، كمقدمة لمنحهن المزيد من الحقوق السياسية.صور جداتنا من الأسرة الهاشمية الكريمة اهداء لملاك الشهري— منال مسعود الشريف (@manal_alsharif) November 30, 2016
#نطالب_بالقبض_على_المتمرده_انجل_الشهري pic.twitter.com/j8DBJAB718
ولم يكن في السعودية من يجرؤ قبل خمس سنوات فقط، على الدعوة لتدشين هيئة
حكومية للترفيه، ولو فعلها أحد لسخر كل من يعرفون طبيعة المجتمع منه، لكن الهيئة باتت
واقعاً ولها مشروعات رائجة.
تتغير السعودية بلا شك. وستتغير أكثر في السنوات القليلة القادمة.
طالع أيضا: وثائقي إعدام الأميرة السعودية
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016
وثائقي إعدام الأميرة السعودية>> حقائق تكشف لأول مرة
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الاثنين، 28 نوفمبر 2016
الوثائقي موت في الخدمة - يرصد الانتهاكات ضد أفراد الأمن المركزي في مصر
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
فيلم العساكر.. حكايات التجنيد الإجباري في مصر
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
على هامش وثائقي "العساكر" الذي يتناول قضية التجنيد الإلزامي في مصر
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016
"عيش سكر وطن".. أصالة تبكي الحياة في سورية
عن العربي الجديد
عائلة عربية بسيطة مثل ملايين العائلات العربية. زوج وزوجة مهمومان بمعاشهما ومستقبل أطفالهما. لكنهما أيضاً يتابعان ما يجري من حولهما، وإن كانا مثل الملايين لا يملكان إلا التعاطف.
يسأل زوجته عبر الهاتف إن كانت تتابع ما يجري في سورية؟ فترد قائلة إنها ستهتم بشؤون أطفاله ومنزله، وتطلب منه أن يحضر معه "عيش، وكيس سكر، وجبنة"، وألا يتأخر في العودة إلى المنزل.
تفاجئه ردودها التي تبدو منها حالة من اللامبالاة بأهمية ما يقوله، وتركيزها على شؤونها الشخصية دون اهتمام ببلاد "تموت عشان الكل قال نفسي".
تواصل الزوجة التجول في بيتها الذي تكشف لنا الصورة بهدوء كم هو بسيط؛ محاولة إنجاز بقية مهامها المنزلية، ثم تفاجئه مجددا: "حبيبي خلاص العيد قرب. بأشيل كام جنيه على جنب. بلاش كالعادة تتهرب. وتقولي إن وضعك صعب".
ويبدو الحديث عن العيد في أغنية أصالة الأخيرة لافتا، وخصوصاً أنه تم طرحها في العيد، وهي خطة ترويجية ذكية لا شك أن طارق العريان مسؤول عنها، وهو الذي عرف عنه مهارة في الترويج لأعماله.
يعاود الزوج استنكار محاولات زوجته التملص من مشاركته الحديث عن ما يجري في سورية، "مين جاب بس سيرة العيد. وليه مش حاسة بالموضوع؟ بلد بتموت عشان الكل مش حاسس".
لن تستوقفك كثيرا رمزية أن مكان التصوير منزل مصري، أو حتى استخدام المفردات المصرية مثل "العيش" الذي يسمي المصريون به الخبر، أو العملة المصرية، وغيرها، فمؤلف الأغنية التي تتجاوز مدتها الحقيقية الدقيقتين بقليل هو المصري محمود طلعت.
وتذكرنا الأغنية الجديدة بتاريخ من الأغنيات الحوارية المصرية الرائعة، والتي برع فيها كتاب أبرزهم حسين السيد، ورغم أن أصالة هي صاحبة الأغنية، والمطرب المصري أحمد فهمي ضيف شرف فيها، لكن اختيار طريقة الديالوغ الحواري لتقديم الفكرة كانت الأنسب لتجسيد الحالة.
مع تكرار الضغط عليها تخرج عن هدوئها، لتنفجر كل الهموم المكبوتة داخلها، وبالتزامن مع تصاعد حدة الموسيقى في اللحن الذي صاغه إيهاب عبد الواحد وتولى توزيعه موسيقيا نادر حمدي، تتصاعد نبرة صوتها لتعلن أنها تتصنع تجاهل ما يجري "ما أنا من كتر أوجاعي. باخاف أوصف مشاعري لحد (...) وقلبي مات على فكرة. لكنه مصر يفضل حي".
يتحول اللحن من الهدوء الحزين الذي بدأت به الأغنية إلى ما يشبه موسيقى نشرات الأخبار، وهي حالة مناسبة تماما لحالة الغليان التي تعبر عنها الكلمات، والتي تصف مشاعر أغلب العرب تجاه الأوضاع في سورية، بل والعراق واليمن. وفلسطين.
"وهو يا سورية دا الموضوع. وطن بيموت عشان الكل. مش سامع. مش فاهم. مش حاسس. عشان الكل قال نفسي"، تصل الكلمات بنا إلى خلاصة القصة، فلا أحد يهتم بالضحايا الذين يسقطون يوميا على مدار أكثر من خمس سنوات، هؤلاء الذين باتوا وقودا لحرب مستعرة لأن أمراء الحرب يريدون أن تستمر.
ولا يمكن في الحديث عن الأغنية تجاهل حالة التمازج بين الشعوب العربية، بطلة الأغنية أصالة سورية وزوجها مخرج الأغنية طارق العريان فلسطيني، وشريكها في الغناء أحمد فهمي مصري، وكذا المؤلف والملحن والموزع، وبينما لم تمنحنا الأغنية أي مؤشر على إمكانية أن يكون الزوج مصريا والزوجة سورية، إلا أن استخدام الغربة في الحوار معبر، وربما كان مؤشرا على ذلك.
جزء من المأساة السورية يتمثل في النزوح واللجوء. ملايين السوريين خرجوا من بلادهم إلى بلاد مختلفة بسبب الأوضاع القائمة. ما يجعل من تجاهل ذلك خطيئة، ولحسن الحظ أن صناع الأغنية انتبهوا إلى ذلك. "فيه ناس الغربة كاسراها. وناس الغربة كارهاها. وناس مضطرة فبتبعد. وشايلة بلدها جواها".
يمكن اعتبار "الكوبليه" نموذجا حقيقيا لما يعيشه ملايين العرب اللاجئين والنازحين والمطاردين في أنحاء الكون، وليس السوريون فقط. وإن كان وجوده داخل النص الذي يصور المأساة يجعله يبدو هامشيا. إلا أن حديث الغربة لافت ولا يمكن تجاهله.
لا تبشر الأغنية بتغير الوضع، لكنها فقط تعيد التذكير بالمأساة الماثلة. الكارثة ليست في الحرب الدائرة فقط، وإنما في لجوء الأخرين ممن يتابعون فصولها إلى تجاهلها، أو بالأحرى تصنع التجاهل. تقول لزوجها بعد فاصل من النحيب: "فهمت حبيبي؟"، فيرد مستسلما: "فهمت خلاص. هاجيب العيش والسكر. ومش هاتأخر".
الخلاصة وفق صناع الأغنية مزعجة، لكنها واقعية، كلنا تزعجه الأحداث الدامية التي تجري من حولنا، بعضنا يشتبك معها بشكل أو بآخر، لكن معظمنا يتصنع تجاهلها ليواصل ممارسة حياته اليومية.
جزء من المأساة السورية يتمثل في النزوح واللجوء. ملايين السوريين خرجوا من بلادهم إلى بلاد مختلفة بسبب الأوضاع القائمة. ما يجعل من تجاهل ذلك خطيئة، ولحسن الحظ أن صناع الأغنية انتبهوا إلى ذلك. "فيه ناس الغربة كاسراها. وناس الغربة كارهاها. وناس مضطرة فبتبعد. وشايلة بلدها جواها".
يمكن اعتبار "الكوبليه" نموذجا حقيقيا لما يعيشه ملايين العرب اللاجئين والنازحين والمطاردين في أنحاء الكون، وليس السوريون فقط. وإن كان وجوده داخل النص الذي يصور المأساة يجعله يبدو هامشيا. إلا أن حديث الغربة لافت ولا يمكن تجاهله.
لا تبشر الأغنية بتغير الوضع، لكنها فقط تعيد التذكير بالمأساة الماثلة. الكارثة ليست في الحرب الدائرة فقط، وإنما في لجوء الأخرين ممن يتابعون فصولها إلى تجاهلها، أو بالأحرى تصنع التجاهل. تقول لزوجها بعد فاصل من النحيب: "فهمت حبيبي؟"، فيرد مستسلما: "فهمت خلاص. هاجيب العيش والسكر. ومش هاتأخر".
الخلاصة وفق صناع الأغنية مزعجة، لكنها واقعية، كلنا تزعجه الأحداث الدامية التي تجري من حولنا، بعضنا يشتبك معها بشكل أو بآخر، لكن معظمنا يتصنع تجاهلها ليواصل ممارسة حياته اليومية.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
في وداع محمود عبد العزيز...أفلام طغى عليها "رأفت الهجان"
شكل المسلسل التليفزيوني "رأفت الهجان" جزءا مهما من مخيلة عدة أجيال عربية، إذ كان نموذجا لحالة مفتقدة تمثل الانتصار على العدو الصهيوني، وقت أن كان العرب يعادونه صراحة شعبيا ورسميا، ولا شك أن المسلسل منح بطله محمود عبد العزيز جزءا كبيرا من بريقه كنجم.
لكن التعاطي مع النجم الراحل باعتباره صاحب "رأفت الهجان" فيه الكثير من الظلم لممثل موهوب قدم عشرات الأعمال المهمة، وتجول في أدوار متنوعة مخالفا قوالب التصنيف الشائعة في الفن العربي.
حظي المسلسل بنجاح واسع، وما زال، لكنه حظي أيضا بإمكانات لم تتوفر لغيره من الأعمال، حيث وفر له منتجه التليفزيون المصري كل عوامل النجاح؛ ميزانية مفتوحة، ونجوم أمام الكاميرا وخلفها، ودعاية ضخمة، وكان كل ذلك ضمن أسباب نجاحه إلى جانب نص مهم للكاتب المتمرس في أعمال الجاسوسية والمخابرات صالح مرسي وإدارة المخرج الكبير يحيى العلمي.
وبغض النظر عن بعض المبالغات الدرامية والأخطاء التاريخية، فإنها تظل هامشية في مسلسل طويل من ثلاثة أجزاء يستعرض سنوات ممتدة شهدت أحداثا كثيرة.
يبقى "رأفت الهجان" درة محمود عبد العزيز جماهيريا، لكن المتتبع لتاريخ الفنان الراحل يدرك جيدا أنه ليس أهم أعماله، وربما ليس ضمن الأعمال العشرة الأهم في مسيرته.
بدأ عبد العزيز مشواره الفني منتصف السبعينيات من القرن الماضي، حيث قدمه المخرج المبدع نور الدمرداش، والذي مرت يوم السبت ذكرى ميلاده في صمت (1925- 1994)، في مسلسل "الدوامة"، قبل أن يقدمه المخرج عاطف سالم في فيلم "الحفيد" الذي يعد واحدا من أبرز كلاسيكيات السينما المصرية.
لكن بدايته الحقيقية مع النجومية كانت في الثمانينيات، رغم أنه قدم في السبعينيات أكثر من 25 فيلما، بينها أفلام من بطولته، استغل معظمها وسامته بدلا من موهبته الطاغية.
في مطلع الثمانينيات انتبه محمود عبد العزيز إلى محاولات حصره في أدوار الشاب الوسيم، فقرر التمرد على هذا التصنيف. في فيلم "العار" للمخرج علي عبد الخالق، وهو أحد أفلام قائمة المائة الأهم في تاريخ السينما المصرية، قدم شخصية الطبيب النفسي الذي يصاب بلوثة عقلية بعد أن يضحي بكل مبادئه لصالح خطة مزعومة لإنقاذ العائلة من الفضيحة، ويبقى مشهد نهاية الفيلم الذي يغني فيه "الملاحة.. الملاحة" شاهدا على ميلاد جديد لنجم كبير.
في العام التالي 1983، وبينما كان لم يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره، قام بتأدية دور والد فتاة مراهقة، قدمتها النجمة شريهان في فيلم "العذراء والشعر الأبيض" إلى جوار نبيلة عبيد. وبعد عامين، قدم خلالهما أفلاما متباينة، استعاده المخرج علي عبد الخالق مجددا في "إعدام ميت"، والذي كان بداية جديدة للنجم الموهوب، حيث قدم الملحمة الوطنية المغلفة بالكوميديا، كما كان مقدمة للاستعانة به لبطولة "رأفت الهجان".
في العام نفسه، قدم أحد أشهر أعماله على الإطلاق "الكيف"، والذي ثبت فيه أقدامه كنجم كوميديا حقيقي في السينما المصرية التي لم تكن تعترف بالكوميدي الوسيم، فالوسيم عادة هو نجم أفلام الرومانسية، منذ أنور وجدي ورشدي أباظة وكمال الشناوي وعمر الشريف وأحمد رمزي، بينما نجوم الكوميديا هم علي الكسار ونجيب الريحاني وإسماعيل يس.
بعد النجاح الواسع لفيلم "الكيف" الذي شاركه بطولته يحيى الفخراني، واصل محمود عبد العزيز البطولات الجماعية رغم أنه بات اسما مطلوبا للبطولات الفردية، حيث قدم دور العقيد توفيق شركس في فيلم "البريء"، وهو أيضا أحد أفلام قائمة أفضل مائة فيلم مصري. وهذه المرة ظهرت بوضوح موهبته المتفردة في دور غاية في الصعوبة، أجاد كتابته وحيد حامد واختاره له المخرج عاطف الطيب، رغم أنه قبل عام واحد قدم في "الكيف" دورا لا يتصور معه القسوة والانفصام النفسي، الذي يتطلبه دور ضابط السجن السادي متقلب المزاج.
قدم محمود عبد العزيز أفلاماً عدة، تتطلب موهبة غير عادية، خاصة تلك التي تعالج مشكلات النفس البشرية، ومنها فيلم "الحدق يفهم" الذي يدور حول شخصية المجرم الهارب الذي يتنكر في زي شيخ، فيظنه أهل قرية مصرية بسيطة شيخا حقيقيا صاحب كرامات.
ولا يمكن في السرد، تجاهل فيلم "الدنيا على جناح يمامة" لوحيد حامد وعاطف الطيب، حيث تظل شخصية "بلحة" نزيل مستشفى الأمراض العقلية في الفيلم، رغم أنها لم تظهر على الشاشة إلا دقائق معدودة، أحد أهم أدواره الكثيرة المتميزة، وربما هي أيقونة الفيلم الذي لم يحظ بنجاح واسع.
استثمر محمود عبد العزيز نجاح "الكيف" في تقديم الأفلام الكوميدية والساخرة، وبينها "السادة الرجال" الذي قدم فيه بعفوية حالة الاضطراب التي تصيب رجلا تجري زوجته جراحة حديثة فتتحول إلى رجل مثله بعد أن رفض طلاقها، وفيلم "سمك لبن تمر هندي" الذي يتناول اتهام الشرطة لأي شخص بالإرهاب دون أدلة، وفيلم "سيداتي آنساتي" الذي تقرر فيه ثلاث صديقات الزواج من رجل واحد يخترنه معا، والأفلام الثلاثة من إخراج رأفت الميهي.
لكن درة أفلامه الكوميدية يظل "الكيت كات" من إخراج داوود عبد السيد، فدور الشيخ حسني تجاوز به محمود عبد العزيز نجاحه المدوي في دور المطرب الشعبي في "الكيف"، وإن كرر فيه الأداء الغنائي المحبب للجمهور، وبينما لا ينسى الجمهور أغنية "يا قفا" وتعبير "أحبك يا ستاموني" في "الكيف"، فإن كثيرين يحفظون أغنية "يلا بينا تعالوا" وتعبير "بتستعماني يا هرم" من "الكيت كات".
وعلى عكس فورة النشاط والتميز التي شهدتها مسيرة محمود عبد العزيز في ثمانينيات القرن الماضي، فإن التسعينيات لم تكن على نفس القدر من الوهج، فبعد عرض الجزء الثالث والأخير من "رأفت الهجان" في 1992، تراجعت أسهمه كثيرا خلال هذا العقد، وإن واصل تقديم فيلم بشكل شبه سنوي. ربما حافظ على شيء من بريقه في فيلمي "سوق المتعة" و"الساحر" مطلع الألفية الثالثة، لكن هذا العقد لا يقارن أبدا بسابقيه.
أما الفيلمان الأخيران في مسيرته "ليلة البيبي دول"، و"إبراهيم الأبيض"، فيمكن اعتبارهما محاولتين شبه ناجحتين لاستغلال اسمه في التسويق، الفيلم الأول توفرت له أغلب عوامل النجاح لكنه لم يحقق النجاح، والفيلم الثاني طغى فيه دور محمود عبد العزيز القصير على دور بطله أحمد السقا.
وكما تم استغلال اسمه في الفيلمين السابقين، فإن المسلسلات الخمسة الأخيرة التي قام ببطولتها كانت نوعاً من المشروعات التجارية التي اعتمد تسويقها على اسمه وتاريخه، دون أن تقدم له شخصيا أي إضافة فنية، وإن دعمت موقفه المالي.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
بوب ديلان.. قراءة في صهيونية الفتى العجوز
في البداية، انشغل العالم بمنح "الأكاديمية السويدية" المغنّي الأميركي، بوب ديلان (75 سنة)، "جائزة نوبل للآداب" لعام 2016، باعتباره أوّل مطرب ينال الجائزة البارزة التي تُمنح للأدباء والشعراء. بعد الإعلان بأيام، بات الاهتمام بتجاهل ديلان لها وعدم تواصله مع الأكاديمية، حتى أنه في يوم إعلان فوزه كان يقدّم حفلاً في لاس فيغاس، ولم يأت على ذكر الجائزة.
إلى الآن، لا أحد يعرف إن كان ديلان سيحضر حفل تكريمه في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل أم لا، حتى الأكاديمية نفسها لا تعرف، وقالت السكرتيرة الدائمة للأكاديمية، سارة دانيوس، "إذا لم يرد أن يحضر، فلن يحضر، سيكون هناك حفلا كبيرا في كل الأحوال، وتكريم له".
وكتب كثيرون حول العالم عن منح الجائزة العالمية الأشهر في مجال الآداب لمطرب. ليس لصوته أو تميّزه في الغناء، وإنما لأشعاره المختلفة. اتفق البعض واختلف آخرون حول جدارته، وربط البعض بين حصوله عليها وبين جوائز كثيرة حازها في مسيرته، أبرزها 11 جائزة "غرامي" وجائزة "أوسكار" وجائزة "غولدن غلوب".
في العالم العربي، ظهرت كتابات متناثرة حول ديلان ونوبل، عن شعره وموسيقاه. كان معظمها يسخر من منح مغن الجائزة المرموقة، وبعضها يطرح أسماء آخرين أحق منه، مع إشارات محدودة وباهتة إلى علاقته الوثيقة بـ "إسرائيل"، وهجومه على المقاومة الفلسطينية في بعض مراحله.
في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 1983 أصدرت "تسجيلات كولومبيا" ألبوم بوب ديلان الجدلي الشهير "الكفّار" (Infidels)، وكان ثاني ألبوماته، وضمّ أغنيته الأكثر دعماً لـ "إسرائيل"، حيث سخر فيها من كل من يؤكّد أنها دولة احتلال، وهي أغنية "فتوة في الجوار" (Neighborhood Bully).
عند صدور الأغنية، كان العالم لا يزال تحت وقع المشاهد الدموية لمذبحة "صبرا وشاتيلا"، في 16 أيلول/ سبتمبر 1982، والتي قُتل فيها نحو 3500 لاجئ فلسطيني وعدد من اللبنانيين، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ العزّل.
وقتها، وصف ناقد صحيفة "نيويورك تايمز" الفنّي، ستيفن هولدن، الأغنية بأنها "دفاع صريح عن إسرائيل"، وأن ديلان "معتوه غاضب يكرّر الرواية الإسرائيلية الخاصة بأنها بريئة ومظلومة ومضطهدة"، وكتب أن ألبوم "الكفّار" يعبّر عن "فنان مضطرب فقد القدرة على التواصل مع العصر الحديث".
في العام نفسه، 1983، زار ديلان "إسرائيل" مجدّداً، لكنه هذه المرة سمح بتصويره هناك وهو يرتدي ملابس اليهود المتشدّدين، بحسب الناقد نفسه. لكن الهجوم الواسع على الأغنية جعله يبرر لهجتها بأنها وجهة نظر تضمّنتها أغنية من آلاف الأغنيات التي قدّمها، حسب قوله في حوار عام 2004.
في أيار/ مايو الماضي، كتب غابي فريدمان في "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تحت عنوان "استعادة أغنية بوب ديلان المنسية الداعمة لإسرائيل"، أن مواقف ديلان الداعمة لإسرائيل "تم اختبارها مرّات عدة، وأثبت فيها جميعاً أنه داعم صلب". وكتب عن زيارات ديلان التي لم تتوقف إلى "إسرائيل" منذ الستينيات، وعن حفلاته الثلاث في تل أبيب في 1987 و1993 و2011.
وكشف فريدمان أن ديلان كان صاحب فكرة حفل فريق "رولينغ ستون" الأول في "إسرائيل" عام 2014، نقلاً عن تصريح عازف الغيتار في الفريق، روني وود، وقتها للقناة الثانية الإسرائيلية.
ولا تتوقّف علاقة ديلان بـ "إسرائيل" عند الدعم المعنوي أو الزيارات، حيث أن هناك إشارات عدّة إلى علاقته باللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وكذا جماعات متشدّدة في دولة الاحتلال، من بينها حزب "شاس".
الحديث حول ذلك ليس جديداً طبعاً، لكنه متكرّر، حيث كتب أنتوني سكادوتو في "نيويورك تايمز" عام 1971 قائلاً: "اهتمام ديلان بإسرائيل قاده قبل عام إلى علاقة غير متوقّعة مع الحاخام مئير كاهانا واللوبي الإسرائيلي". ولاحقاً، تداول كثيرون حضوره بعض اجتماعات اللوبي الإسرائيلي وتبرّعه له بالمال أحياناً، بحسب موقع "الانتفاضة الإلكترونية".
الحديث حول ذلك ليس جديداً طبعاً، لكنه متكرّر، حيث كتب أنتوني سكادوتو في "نيويورك تايمز" عام 1971 قائلاً: "اهتمام ديلان بإسرائيل قاده قبل عام إلى علاقة غير متوقّعة مع الحاخام مئير كاهانا واللوبي الإسرائيلي". ولاحقاً، تداول كثيرون حضوره بعض اجتماعات اللوبي الإسرائيلي وتبرّعه له بالمال أحياناً، بحسب موقع "الانتفاضة الإلكترونية".
الغريب أنه وعوض قراءة المعنى السياسي لفوز ديلان بجائزة نوبل للآدب، راح كثر يتداولون مقطعاً صوتياً للمغنّي الأميركي على موقع "ساوند كلاود" يتحدّث فيه عن أم كلثوم، كما تداول مهتمّون حواراً قديماً طويلاً له مع مجلّة "بلاي بوي" يتحدّث فيه عن شغفه بالموسيقى الشرقية، وأم كلثوم، وكأن "كوكب" الشرق بحاجة إلى شهادات، أو أن في كلام ديلان أي جديد يُضاف إلى أسطورتها.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الاثنين، 17 أكتوبر 2016
مناصب عيلة الريس #بلحة
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
برتغالي يجسد مأساة حلب السورية بإعادة رسم لوحة "غورنيكا" لبيكاسو
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الجمعة، 14 أكتوبر 2016
قصيدة "يقول الدم العربي".. وداعا فاروق شوشة
غلاف مجلة "الهلال" المصرية.. يونيو 2011 |
أخيراً،
يقول الدم العربيُّ:
تساويْتُ والماءَ. أصبحتُ لا طعْمَ، لا لوْنَ، لا رائحة!
أخيراً،
يقول الدم العربيُّ:
أسيلُ. فلا يتداعى ورائي النخيلُ
ولا ينبتُ الشجرُ المستحيلُ
أسيلُ. أُروّي الشقوقَ العطاشَ،
وأسكبُ ذاكرتي للرمالِ،
فلا يتخلّقُ وجهُ المليحةِ،
أو حُلمُ فارسها المستطارِ،
وأنزفُ حتى النخاعِ، وينحسرُ المدُّ،
تنبُتُ فوقي حجارتُكم،
مدناً تتمدّدُ أو تستطيلُ
وتأكل ما يتبقّى من الأرضِ،
لكنها أضرحة!
****
أخيراً،
يقول الدمُ العربيُّ: اكتفيْتُ
تجاوزتُ جسْرَ الشرايينِ،
أسرجتُ خيلي بقلبِ العراءِ،
وخيّمْتُ في نُقطةِ الجدْبِ
أحكمْتُ أغنيتي وانتشيتُ لنفسي
وقلتُ:
أطاولُ كلّ الدماءِ التي أنضجتْها الحرائقُ،
كلّ الدماءِ التي أهرقتها الملاحمُ،
كلّ الدماءِ التي اعتصرتْها المآدبُ،
فاخرْتُ أني الوحيد الذي
جعلوا من بقاياهُ خاتمة ً للبكاءِ
وفاتحة ً للغناءِ
ومن رئتي مذبحة!
****
أغوص بذاكرةِ الرمل،
وجهي عروسُ تخطّفها الموتُ،
والقاتلُ الهمجيُّ
تغيبُ ملامحُها
ويغيبُ الهوى العربيُّ
قاومْتُ، فانفلتت فيّ فُقَّاعةُ،
وانطفْأتُ، تشاغلْتُ،
أحكمتُ فوق ملامحها قبضتي
واسترحْتُ، أغوصُ بذاكرةِ الرُّعبِ،
وجهي سحابةُ يُتْمٍ، تُعشّشُ في كل بيتٍ
وتتركُ بعض عناكبها في تراب الملامحِ
وجهي الذي يتشكّلُ في كل حالٍ،
ويلبسُ أقنعةً لا تبوحُ،
وينظرُ في رحمِ الغيْبِ،
ماذا تُجنُّ الغيومُ؟ وماذا تقولُ البروقُ؟
وماذا تخبّئُ عاصفةُ في العروقِ،
ودمدمةُ في الرؤوسِ
وأشبهت الليلةُ البارحة!
****
أخيراً،
يقول الدم العربيُّ المسافرُ عَبْرَ العواصمِ
والمتجمّعُ خلْفَ الحواجزِ
والمتناثر في كل أرضٍ:
تعبتُ وهذي بقيةُ لحمي،
وهذي هويّةُ جلدي
وبعض ملامح أرضي التي سكنتْ في العيونِ،
تعبْتُ، فمن يحمل ُالآن عني بقية يومي،
وأشلاء حُلمي، ويمضي..
تعبتُ..
الدروبُ يُلاحقها الموتُ،
يسكنُها الصمتُ
والقلبُ يملؤهُ القهرُ،
والشّاحنات الرجيمةُ ترتدُّ عبْرَ الزوايا
شظايا
تعبتُ..
المدى.. لا يُبينُ
الصدى.. لا يُبينُ
ووجهيَ مازال مُنسحقاً
في جبين المرايا..
تلاحقهُ اللعنة الجامحة!
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
السبت، 1 أكتوبر 2016
الأربعاء، 28 سبتمبر 2016
تشييع بيريز عربيا.. عندما توصف الخيانة بالخيابة
كارلوس لطوف |
توجه عدد من حكام العرب علناً إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالعزاء في وفاة شيمون بيريز.
بعض حكامنا سيحضر الجنازة يوم الجمعة، وآخرون سيوفدون مسؤولين كبار للمشاركة، بيريز أحد كبار مجرمي إسرائيل ويداه ملوثتان بدماء العرب، لكن ذلك لا يعنيهم.
في السياق، لا يخجل مسؤولون عرب من حديث ممجوج عن ضرورة احتواء إسرائيل عربياً، وبعضهم يتحدث عن ضمها إلى جامعة الدول العربية.
تتبادل المزيد من الحكومات العربية بشكل يبدو ممنهجاً؛ علاقات تجارية وأمنية وسياسية مع إسرائيل، وتغض بعضها الطرف عن زيارات متكررة لشخصيات شبه رسمية إلى تل أبيب، أو لقاءات مع مسؤولي الاحتلال.
يتشدّق العرب يومياً، حكاماً ومحكومين، بأن فلسطين قضيتهم الأولى. لا يمر يوم دون أن تسمع حاكماً هنا أو سياسياً هناك يردد تلك المقولات المحفوظة عن القضية والعدو، والأقصى والأسرى وحق العودة، وتهويد القدس وجدار الفصل.
لكن مواقف هؤلاء تجاه فلسطين وشعبها لا تتجاوز الحناجر؛ مجرد دغدغة للعواطف لتحقيق مكاسب سياسية أو انتخابية، وربما تترجم في أحيان قليلة إلى تبرعات، بالأحرى فتات أموال لا يقارن بما ينفقه البعض ببذخ على اللهو والملذات والنساء والرحلات.
يستخدم معظم العرب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ستاراً لإخفاء جبنهم وضعفهم، أو ربما خيبتهم، أو لنقل خيانتهم.
تظل فلسطين تستغيث بالعرب دون مجيب، ويظل الأقصى ينتظر العرب بلا جدوى، لا يتوقف العرب عن الحديث. لكنهم لا يتحركون إلا باتجاه التطبيع مع العدو.
أكثر من نصف قرن مرت ولم يطلق العرب رصاصة لتحرير فلسطين، رغم أن بعضهم يلوك شعارات المقاومة والممانعة ليل نهار.
ومن المؤسف أن بعض العرب يحرّض العدو على المقاومة الفلسطينية، وبعضهم يتهم المقاومة بالإرهاب متماهياً مع العدو، وهناك من يقاطع المقاومة أو يعتقل عناصرها تودداً للاحتلال الذي باتت تربطه بمعظم حكام العرب علاقات وثيقة.
يحفظ جيلي كثير من الشعارات التي تؤكد أن تحرير فلسطين يمر بدمشق، أو يمر ببغداد أو القاهرة أو الرياض، والواقع المؤكد بعد كل هذه السنوات أن تحرير العواصم العربية من فساد واستبداد الحكام، وجبن وتخاذل المحكومين، يبدأ من القدس.
الواقع أن تحرير القدس وإخراج الشوكة الإسرائيلية من خاصرة العرب؛ يبدو الحل الوحيد كي ينصلح حالهم.
لا شك أن الربيع العربي المغدور كان جرس إنذار لهؤلاء جميعاً، ولذلك تحالفوا ضده وتكالبوا عليه.
يتكرّر أن تلمح في أعينهم فرحة النصر، وتسمعهم يتبادلون التهاني بقتل ربيع العرب في مهده.
هكذا يظنون. لكنهم واهمون، فالربيع لم يأت بعد.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الأربعاء، 21 سبتمبر 2016
بثينة كامل.. من "اعترافات ليلية" إلى رئاسة الجمهورية إلى قناة حساسين
في عام 1992 بدأت المذيعة الشابة، وقتها، بثينة كامل، برنامجها الإذاعي المثير للجدل "اعترافات ليلية"، جاء البرنامج تاليا لوقف برنامج سابق لها باسم "أجراس الخطر"، ردا على حوارات جريئة أجرتها مع أطفال الشوارع، الظاهرة المصرية التي لا تنتهي.
استمر "اعترافات ليلية" حتى عام 1998، وكان البرنامج الأشهر وقتها، جماهيريا وإعلاميا، خاصة مع الحملة المصاحبة التي لازمته، واتهامه بأنه يروج لإثارة الغرائز ويفضح المجتمع، لكن ولأن الممنوع مرغوب كان للبرنامج جماهيرية كبيرة.
بعد وقف "اعترافات ليلية"، بدأت بثينة تتحدث عن القمع الذي تتعرض له، وأنها مضطهدة بسبب نجاحها، وبعدها لم يعرف لها برامج مشهورة، حتى عادت ببرنامج "أرجوك افهمني" على قناة أوربت، لكن مع تصاعد الحركات المعارضة في مطلع الألفية الثالثة كان لها دور حقوقي بارز، بدأ بحركة "شايفنكم" التي راقبت الانتخابات في مصر على مدار سنوات وفضحت الكثير من التزوير والمخالفات، مع غيرها من الحركات.
بعد ثورة يناير كانت بثينة ناشطة في الشارع ومشاركة في التظاهرات، وتدون على فيسبوك وتويتر يوميا، وفي نهاية 2011، أعلنت ترشيح نفسها للرئاسة، كأول إمرأة مصرية تترشح لهذا المنصب، لكنها لم تتمكن من استكمال شروط الترشح.
مواقفها في أحداث نهاية العام الأول من الثورة كانت غريبة وأحيانا متناقضة، خاصة موقفها من أحداث محمد محمود، وتذبذب مواقفها من حكم العسكر الذي هاجمته بقوة قبل أن تبدأ التطبيع معه لاحقا.
عادت بثينة كامل إلى التليفزيون المصري في 2012، لتقرأ نشرة الأخبار، ويذكر لها أنها أول من كسر كل القواعد المهنية ببدأ نشرة الأخبار الرئيسية بالقول: "والآن مع نشرة الأخبار الإخوانية"، رغم أن المهنية تتيح لها أن تعتذر عن قراءة النشرة التي لا تناسب توجهاتها، وهو أمر فعلته في بداية حياتها الإعلامية، حسب قولها شخصيا.
مع وصول الإخوان إلى الحكم في انتخابات 2012، تحولت بثينة كامل كليا إلى معارضتهم، وهو أمر لها كل الحق فيه، لكنها استخدمت في المعارضة كل الوسائل التي تخالف الحق والمنطق، وخالفت كل مبادئها السابقة، خاصة في ما يخص تطهير مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء، وكثيرا ما رصد ناشطون مواقفها المتناقضة، خاصة على تويتر، والتي تحولت بالكامل من اعتبار سيطرة المؤسسة العسكرية على مقاليد الحكم في البلاد هو الخطر الذي يجب إنهاءه، إلى المطالبة بعودة الجيش إلى الحكم مجددا.
تبدوا حياة بثينة كامل مثيرة فعلا، وتحولاتها أيضا، لكن كل ما سبق لا يقارن أبدا بتحولها الأخير.
قبل أسبوعين أعلنت بثينة على فيسبوك أنها اضمت إلى قناة "العاصمة"، ولمن لا يعرفها، فهي قناة النائب والإعلامي وتاجر الأعشاب الطبية سعيد حساسين.
في قناة حساسين التي كانت لفترة طويلة تنافس قناة توفيق عكاشة "الفراعين"، ستقدم المرشحة الرئاسية السابقة بثينة كامل برنامجها الأشهر "اعترافات ليلية"، وهو بالطبع مناسب جدا لقناة تاجر الأعشاب. كما أنها قناة مناسبة جدا لتختم فيها مشوارها المهني الطويل.
ولا ننسى أبدا أن بثينة كتبت قبل عام، وتحديدا في 29 أغسطس 2015، أنها تلقت اتصالا من "الزميلة مرفت خيرالله رئيسة البرنامج العام مستبشرة "حتيجي تعترفي تاني عندنا امتي"، وأجبت "أنا تحت النظر". وأضافت "اعترافات ليلية يعود علي موجات بيتي وأصلي وفصلي إذاعة جمهورية مصر العربية..من القاهرة".
بقي فقط أن نسأل إن كانت بثينة تمتلك حقوق بث "اعترافات ليلية" المملوك للإذاعة المصرية، أو إن كانت قناة حساسين حصلت على موافقة كتابية من اتحاد الإذاعة والتليفزيون لاستغلال اسم البرنامج.
خناقات تويتر... نوارة نجم وعلاء عبد الفتاح- وبثينة كامل وعلاء- وجيهان شعبان وبثينة
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016
أساتذة العلوم السياسية.. دولجية ومصلحجية وأمنجية
شعار فريق فني على يوتيوب |
يعاني كل من ينتمي إلى الثورة المنقلب عليها أو الذين يطمحون إلى التغيير في مصر، من كثير من العقبات والمعضلات. بينها الإستبداد والفقر وقلة الوعي وضيق الأفق. كان ينبغي أن يتجاوز أساتذة العلوم السياسية تحديدا، تلك المعضلات، ويمثلون وسيلة ليتجاوزها غيرهم بما لديهم من وعي ودراية بالسياسة كعلم.
لكن، ومع الأسف الشديد، ظهر أن أساتذة العلوم السياسية في مصر، أقل وعيا وأكثر فقرا على المستوى العقلي ويعانون من ضيق أفق مركب ينافسون به أكثر أنواع المتشددين في البلاد. هم مجرد "دولجية" بأشكال مختلفة.
اكتشفنا مبكرا بيع العديد من أساتذة العلوم السياسية أنفسهم للنظام، ليعملوا كمحللين لكل كوارثه (جهاد عودة ومحمد كمال مثالا لما يمكن تسميته الأمنجية)، كما أن أساتذة آخرين كانوا يلعبون على الحبل، فلا هم يعادون النظام ولا هم يعملون لصالحه مباشرة (حسن نافعة وعمرو حمزاوي مثالا، ويمكن تسميتهم المصلحجية).
بعد الثورة ظهر فصيل جديد (معتز عبد الفتاح مثال معبر عنه)، نموذج بلا هوية، أو بالأحرى هويته مصلحته، أيا كان من يوفرها له، وبالتالي هو يتقلب بين كل التيارات (وحيد عبد المجيد أيضا مثال مناسب) وهؤلاء يمكن اعتبارهم دولجية.
لكن بحلول عام 2013، باتت الأمور أكثر وضوحا، فظهرت التباينات الصارخة، حيث انخدع أغلب أساتذة العلوم السياسية المفترض فيهم الوعي بالأكلاشيهات الرائجة، وصدقوا الشائعات، حتى أن بعضهم بات يبرر الانقلاب على الديمقراطية، (يمكنك هنا استحضار الدكتور سيف الدين عبد الفتاح في التصريح الشهير الذي يقول فيه إن 30 يونيو موجة ثورية جديدة).
بعد الانقلاب أيضا ظهر نوع جديد من أساتذة العلوم السياسية، هؤلاء الذين أظهروا أنهم يعارضون الحكم العسكري، بينما هو كانوا ضمن معاوله للإنقلاب على الديمقراطية، وإلى هؤلاء ينتمي كل الأساتذة السابقين، والذين ينتمي معظمهم إلى جيل كان ينبغي للثورة أن تحجمه قبل أن تفكر في النجاح، والذين انضم إليهم مجموعة من الشباب أمثال (أحمد عبد ربه الذي اعترف بالمشاركة في وضع خطة مصر 2030 بعد الانقلاب، والذي غادر مصر منذ عام) أو (عاطف بطرس الذي كان أحد المروجين لحملة تمرد والممنوع من دخول مصر حاليا).
من حق أي شخص أن يختار ما يشاء في مجال السياسة، وعليه أن يتحمل نتيجة اختياره، سلبا أو إيجابا، لكن أساتذة العلوم السياسية لا يملكون تلك الرفاهية، رفاهية مخالفة كل المبادئ التي يدرسونها للطلاب، ثم الإعتذار عنها بعد فوات الآوان بحجة الخطأ، (اعترافات عمرو حمزاوي الأخيرة مثالا، وهو الذي خرج من مصر بشق الأنفس).
للأسف.لا جدوى من التنظير السياسي في الوضع المصري لأن معظم من يتحدثون لا يفقهون في علم السياسة، أو يغلبون مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، ويتجاهلون النظريات والمبادئ التي يدبجونها في الكتب، والتي لم تعد حتى تنطلي على طلابهم الذين اكتشفوا بشكل متكرر كيف أن أساتذتهم بلا مبدأ، أو على الأقل بلا وعي.
لا يعني هذا أبدا أنه لا يوجد أساتذة علوم سياسية يمكن احترامهم، أو الاستفادة من رأيهم، لكنهم أقلية للأسف.
لا يعني هذا أبدا أنه لا يوجد أساتذة علوم سياسية يمكن احترامهم، أو الاستفادة من رأيهم، لكنهم أقلية للأسف.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الاثنين، 5 سبتمبر 2016
حارس السيسي يسأل جون كيري بالعربية: معاك موبايل بكاميرا؟
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
السبت، 3 سبتمبر 2016
بكيني وبوركيني
الصورة من فرانس برس |
عن العربي الجديد
في عام 2012، كانت صديقة سابقة تكرّر في مناسبات متعددة أنها ضد حكم الرئيس، وقتها، محمد مرسي، لأنه سيمنعها من ارتداء لباس البحر ذي القطعتين "بكيني"، وأنه حقها وجزء من حريتها الشخصية التي لن تسمح لأحد بالاقتراب منها أو المساس بها.
كانت تردف كلامها الغاضب المتشنج قائلة بدلال: "أنتم كرجال أكبر الخاسرين من منعي ارتداء البكيني لأنكم ستحرمون من رؤية جسدي الجميل".
كنت عادة أجادلها بأن البكيني ليس من عادات المجتمع المصري، وأن عدد المصريات اللاتي يرتدين البكيني محدود جداً لأسباب عدة بخلاف الأسباب الدينية، بينها ترهل الأجساد والفقر الذي يمنع الغالبية العظمى من متعة الوصول إلى البحر، وكذا خشية التحرّش أو الاغتصاب.
في الوقت ذاته، ظهرت على "فيسبوك" صفحة شعارها "حماية المايوه المصري من الإخوان"، وكان الأمر رائجاً ضمن كثير من الشائعات التي تم ترويجها في تلك الفترة على نطاق واسع كمقدمة للانقلاب على أول رئيس منتخب في التاريخ المصري الحديث.
غادرت الصديقة الحريصة على ارتداء البكيني مصر عقب الانقلاب العسكري للعيش في الولايات المتحدة؛ تذكرتها عند تفجر أزمة حظر ارتداء لباس البحر المحتشم "البوركيني" في فرنسا، حيث اكتشفت أنها إحدى المدافعات عن ضرورة حظره، ليس في فرنسا فقط، وإنما في كل البلدان.
خسرت فرنسا في أزمة البوركيني ورقة التوت التي كانت تتستر بها لادعاء أنها واحة الحريات الشخصية في العالم. ظهر الوجه التمييزي في أوضح صوره، وعلى لسان مسؤولين كبار، ولولا أن غالبية الشعب الفرنسي تصدت بأشكال مختلفة لقرار الحظر، والذي استهدف المسلمات بالأساس؛ مدركاً أنه ربما يكون مقدمة لمزيد من قرارات مشابهة، لتم تمرير القرار، وربما لحقته قرارات أخرى مشابهة.
في الأيام اللاحقة لصدور قرار حظر البوركيني، لاحظت ارتفاع نبرة الغضب عند كثير من المتغربين العرب، وهم قلة عالية الصوت تحتكر منابر الرأي، وقد خالف هؤلاء في تنظيراتهم حول البوركيني، كل ما يدعون إليه من إطلاق الحريات الشخصية، بمزاعم واهية معظمها أمني وبعضها شكلي، تنسجم كثيراً مع وجهات النظر الرسمية في بلدانهم.
في أعقاب قرار مجلس الدولة الفرنسي بتعليق حظر البوركيني، اختفى بعضهم، واختلفت لهجة البقية، إذ ليس بمقدورهم اتهام مجلس الدولة الفرنسي بالرجعية أو الداعشية، أو غيرها من التهم الرائجة في عالمنا العربي.
فضحت أزمة البوركيني مزاعم دعاة الحريات الشخصية، فالحريات بات يتم تفسيرها وفق الأهواء، وليس وفق الأعراف والقوانين، على الرغم من أن المنطق يؤكد أن ما يصلح في بلد قد لا يصلح في غيره.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الثلاثاء، 30 أغسطس 2016
الملحمة النونية.. شعر الشيخ يوسف القرضاوي
1- ثارَ القريضُ بخاطري فدعوني
|
أفضي لكمْ بفجائعي وشجوني
|
2- فالشعرُ دمعي حينَ يعصرني الأسى
|
والشعرُ عودي يومَ عزفِ لحوني
|
3- كم قال صحبي: أين غرُّ قصائدٍ
|
تشجي القلوبَ بلحنها المحزونِ؟
|
4- وتخلّد الذكرى الأليمةَ للورَى
|
تُتلى على الأجيالِ بعدَ قرونِ
|
5- ما حيلتي والشعرُ فيضُ خواطرٍ
|
ما دمتُ أبغيهِ ولا يبغيني
|
6- واليوم عاودني الملاكُ فهزني
|
طربًا إلى الإنشادِ والتلحينِ
|
7- أُلهمتُها عصماءَ تنبُع مِن دَمِي
|
ويَمُدُّها قلبي وماءُ عيوني
|
8- نونية والنونُ تحلو في فمي
|
أبدًا فكدتُ يُقال لي ذو النونِ
|
9- صَوَّرتُ فيها ما استطعتُ بريشتي
|
وتركتُ للأيامِ ما يعييني
|
10- ما هِمْتُ فيها بالخيالِ فإنَّ لي
|
بغرائبِ الأحداثِ ما يُغنيني
|
11- أحداثِ عهدِ عصابةٍ حكموا بني
|
مصرٍ بلا خُلق ولا قانونِ
|
12- أنستْ مظالِمُهُمْ مظالمَ مَن خلَوْا
|
حتّى ترحمَنا على نيرونِ
|
13- حَسِبوا الزمانَ أصمَّ أعمى عنهمُ
|
قد نوَّموه بخُطبة وطنينِ
|
14- ويراعةُ التاريخِ تَسْخَرُ مِنهمو
|
وتقومُ بالتسجيلِ والتدوينِ
|
15- وكفى بربكَ للخليقةِ مُحْصِيًا
|
في لوحِهِ وكتابِهِ المكنونِ
|
16- يا سائلي عن قصتي اسمعْ إنها
|
قَصصٌ مِن الأهوالِ ذاتُ شجونِ
|
17- أَمْسِكْ بِقَلْبِكَ أنْ يطيرَ مُفَزَّعًا
|
وتولَّ عن دُنياكَ حتى حينِ
|
18- فالهولُ عاتٍ والحقائقُ مُرةٌ
|
تسمو على التصويرِ والتبيينِ
|
19- والخطبُ ليس بخطبِ مصرٍ وحدَها
|
بلْ خَطْبُ هذا المشرقِ المسكينِ
|
20- في ليلةٍ ليلاءَ مِن نوفمبرٍ
|
فُزِّعْتُ مِن نومي لصوتِ رنينِ
|
21- فإذا كلابُ الصيدِ تَهجمُ بغتةً
|
وتحوطُني عن يسرةٍ ويمينِ
|
22- فَتَخَطَّفوني عن ذَوِيَّ وأقبلوا
|
فرحًا بصيدٍ للطُّغاةِ سمينِ
|
23- وعُزِلتُ عن بصرِ الحياةِ وسمعِها
|
وقُذفتُ في قفصِ العذابِ الهونِ
|
24- في ساحة "الحربي" حَسْبُكَ باسمِه
|
مِن باعثٍ للرعبِ قدْ طرحوني
|
25- ما كدتُ أدخلُ بابَه حتى رأتْ
|
عيناي ما لم تحتسبْه ظنوني
|
26- في كلِّ شبرٍ للعذابِ مناظرٌ
|
يَندى لها -واللهِ- كلُّ جَبينِ
|
27- فترى العساكرَ والكلابَ مُعَدَّةً
|
للنهشِ طوعَ القائدِ المفتونِ
|
28- هذي تَعَضُّ بِنابِها وزميلُها
|
يَعْدُو عليكَ بِسَوْطِه المسنونِ
|
29- ومضتْ عليَّ دقائقٌ وكأنَّها
|
مما لقيتُ بِهِنَّ بِضْعُ سِنينِ
|
30- يا ليت شعري ما دهانِ؟! وما جرى؟
|
لا زلتُ حيًّا أم لقيتُ منونِ؟
|
31- عجبًا! أسجن ذاك أم هو غابةٌ
|
برزت كواسرُها جياعِ بطون؟
|
32- أأرى بناءً أم أرى شقَّيْ رحًى
|
جبارةٍ للمؤمنين طحونِ؟
|
33- واهًا! أفي حُلْمٍ أنا أم يقْظةٍ
|
أم تلك دارُ خيالة وفتونِ؟!
|
34- لا.. لا أشك.. هي الحقيقة حية
|
أأشُكُّ في ذاتي وعينِ يقيني؟!
|
35- هذي مقدمة الكتاب فكيف ما
|
تحوي الفصولُ السودُ مِن مضمونِ؟!
|
36- هذا هو الحربي معقل ثورةٍ
|
تدعو إلى التحرير والتكوينِ
|
37- فيه زبانيةٌ أُعِدُّوا لِلْأَذَى
|
وتَخصصوا في فنِّه الملعونِ
|
38- متبلّدون عقولُهم بِأَكُفِّهِمْ
|
وَأَكُفُّهُم للشرِ ذاتُ حنينِ
|
39- لا فرقَ بينهمو وبين سِياطِهم
|
كلٌّ أداةٌ في يدي مأفونِ
|
40- يتلقفون القادمين كأنهم
|
عثروا على كَنزٍ لديك ثمينِ
|
41- بالرِّجل بالكرباج باليد بالعصا
|
وبكل أسلوب خسيس دُونِ
|
42- لا يقدرون مفكرًا ولو انه
|
في عقل سقراط وأفلاطونِ
|
43- لا يعبأون بصالح ولو انه
|
في زهد عيسى أو تقى هارونِ
|
44- لا يرحمون الشيخ وهو محطم
|
والظهر منه تراه كالعرجونِ
|
45- لا يشفقون على المريض وطالما
|
زادوا أذاه بقسوة وجنونِ
|
46- كم عالم ذي هيبة وعمامةٍ
|
وطئوا عمامته بكل مجونِ
|
47- لو لم تكن بيضاء ما عبثوا بها
|
لكنها هانت هوان الدينِ
|
48- وكبيرُ قومٍ زيَّنتْه لحيةٌ
|
أغرتهمو بالسب والتلعينِ
|
49- قالوا له انتفها بكل وقاحة
|
لم يعبأوا بسنينه الستينِ
|
50- فإذا تقاعس أو أبى يا ويله
|
مما يلاقي من أذى وفتونِ
|
51- أترى أولئك ينتمون لآدمٍ
|
أم هم ملاعين بنو ملعونِ؟
|
52- تالله أين الآدمية منهمو
|
من مثل محمود ومن ياسينِ
|
53- من جودة أو من دياب ومصطفى
|
وحمادة وعطية وأمينِ
|
54- لا تحسبوهم مسلمين من اسمهم
|
لا دين فيهم غير سب الدينِ
|
55- لا دين يردع لا ضمير محاسِب
|
لا خوف شعب لا حمى قانونِ
|
56- من ظن قانونًا هناك فإنما
|
قانوننا هو حمزة البسيوني
|
57- جلاد ثورتهم وسوط عذابهم
|
سموه زورًا قائدًا لسجونِ
|
58- وجه عبوس قمطرير حاقد
|
مستكبر القسمات والعرنينِ
|
59
|
في خده شجٌّ ترى مِن خلفه
|
60- متعطش للسوء، في الدم والغ
|
في الشر منقوع به معجونِ
|
61- هذا هو الحربي معقل ثورة
|
تدعو إلى التطوير والتحسينِ!
|
62- هو صورة صغرى استُعيرتْ مِن لظى
|
فى ضيقها وعذابها الملعونِ
|
63- هو مصنع للهول كم أهدى لنا
|
صورًا تذكرنا بيوم الدين!
|
64- هو فتنة في الدين لولا نفحة
|
من فيض إيمان وبرد يقينِ
|
65- قل للعواذل: إن رميتم مصرنا
|
بتخلف التصنيع والتعدين
|
66- مصر الحديثة قد علت وتقدمت
|
في صنعة التعذيب والتقرينِ!
|
67- وتفننتْ -كي لا يمل معذب-
|
في العرض والإخراج والتلوينِ!
|
68- أسمعتَ بالإنسان يُنفخ بطنه
|
حتى يرى في هيئة البالونِ؟!
|
69- أسمعتَ بالإنسان يُضغط رأسُه
|
بالطوق حتى ينتهي لجنونِ؟!
|
70- أسمعتَ بالإنسان يُشعل جسمه
|
نارًا وقد صبغوه بالفزلينِ؟!
|
71- أسمعتَ ما يَلقى البريء ويصطلي
|
حتى يقول أنا المسيء خذوني؟!
|
72- أسمعتَ بالآهاتِ تخترق الدُّجى
|
رباه عدلك إنهم قتلوني؟!
|
73- إن كنتَ لم تسمع فَسَلْ عما جرى
|
مثلي.. ولا ينبيك مثل سجينِ
|
74- واسأل ثرى الحربي أو جدرانه
|
كم من كسير فيه أو مطعونِ
|
75- وسلِ السياطَ السود كم شربتْ دمًا
|
حتى غدت حمرًا بلا تلوينِ
|
76- وسلِ العروسة قُبَّحَتْ من عاهر
|
كم من جريح عندها وطعينِ
|
77- كم فتية زُفوا إليها عنوة
|
سقطوا من التعذيب والتوهينِ
|
78- واسألْ زنازينَ الجليدِ تُجبْك عن
|
فن العذاب وصنعة التلقينِ
|
79- بالنار أو بالزمهرير..فتلك في
|
حين ، وهذا الزمهرير بحينِ
|
80- يُلقى الفتى فيه ليالي عاريًا
|
أو شبه عارٍ في شتا كانونِ
|
81- وهناك يُملى الاعتراف كما اشتهوا
|
أَوْ لا..فويل مخالفٍ وحرونِ
|
82- وسل المقطم وهو أعدل شاهد
|
كم من شهيد في التلال دفينِ
|
83- قتلته طُغمةُ مصرَ أبشع قِتلةٍ
|
لا بالرصاص ولا القنا المسنونِ
|
84- بل علقوه كالذبيحة هُيئتْ
|
للقطع والتمزيق بالسكينِ
|
85- وتهجدوا فيه ليالي كلُّها
|
جلدٌ، وهم في الجلد أهل فنونِ!
|
86- فإذا السياط عجزن عن إنطاقه
|
فالكي بالنيران خير ضمينِ!
|
87- ومضت ليالي والعذاب مسجر
|
لفتى بأيدي المجرمين رهينِ
|
88- لم يعبأوا بجراحه وصديدها
|
لم يسمعوا لتأوه وأنينِ
|
89- قالوا: اعترف أو مت فأنت مخير
|
فأبى الفتى إلا اختيار منونِ
|
90- وجرى الدم الدفاق يسطر في الثرى
|
يا إخوتي استُشهدتُ فاحتسبوني
|
91- لا تحزنوا إني لربي ذاهب
|
أحيا حياة الحر لا المسجونِ
|
92- وامضوا على درب الهدى لا تيأسوا
|
فاليأس أصل الضعف والتوهينِ
|
93- قولوا لأمي:لا تنوحي واصبري
|
أنا عند خالقيَ الذي يهديني
|
94- أنا إن حُرمت وداعكم لجنازتي
|
فملائك الرحمن لم يَدَعوني
|
95- إن لم يصلِّ عليَّ في الأرض امرؤٌ
|
حسبي صلاتهمو بعليينِ
|
96- أنا في جوار المصطفى وصحابه
|
أحظى بأجر ليس بالممنونِ
|
97- أنا في رُبا الفردوس أقفز شاديًا
|
جذلان كالعصفور بين غصونِ
|
98- ولدانها في خدمتي، وثمارها
|
في قبضتي، ونعيمها يدعوني
|
99- وإذا حُرمت العُرسَ في الدنيا فلي
|
ما شئت فيها من حسان عِينِ
|
100- أماه حَسْبُكِ أن أموت معذبًا
|
في الله لا في شهوة ومجونِ
|
101- ما خُنتُ ديني أو حماي ولم أكن
|
يومًا على حرماته بظنينِ
|
102- فليسألوا عني القناة ويسألوا
|
عني اليهود فطالما خبروني
|
103- سحقًا لجزارين كم ذبحوا فتى
|
مستهترين كأنه ابن لبونِ!
|
104- فإذا قضى ذهبوا بجثته إلى
|
تل المقطم وهو غير بطينِ
|
105- لفوه في ثوب الدجى وتسللوا
|
سارين بين مَغاورٍ وحزونِ
|
106- واروه ثم محوا معالم رَمْسِه
|
فغدا كسرٍّ في الثرى مكنونِ
|
107- أخفوه عن عين الأنام وما دروا
|
أن الإله يحوطهم بعيونِ
|
108- والليل يشهد والكواكب والثرى
|
وكفى بهم شهداء يوم الدينِ
|
109- قالوا: محاكمة، فقلت: رواية
|
أعطوا لمخرجها وسام فنونِ!
|
110- هي شر مهزلة ومأساة معًا
|
قد أضحكتني مثل ما تبكيني!
|
111- أَوَعَتْ سجلات القضاء قضية
|
كقضية الإخوان؟أين؟ أروني
|
112- الخَصم فيها مدَّعٍ ومحققٌ
|
وهو الذي يقضي بلا قانونِ!
|
113- إلا هواه وما يدور برأسه
|
من خلط سكير ورأي أفينِ
|
114- أرأيت محكمة ترأَّسَها امرؤٌ
|
يدعوه مَن عرفوه بالمجنونِ؟!
|
115- أرأيتَ أحرارًا رَمَوْا بهمو لدى
|
قاضٍ عديمٌ دينُه مأبونِ؟!
|
116- أرأيتَ إنسانًا يُدان لقوله:
|
الله ربي، والحنيفة ديني!
|
117- أو قال: يا قومِ ارجعوا لكتابكم
|
طوقِ النجاة لكم بكل يقينِ؟!
|
118- يا سوء حظ فتى رأوا بسجله
|
شرف الجهاد لعصبة الصهيونِ!
|
119- أو كان يومًا في كتيبة فتية
|
شهرت بنادقها على السكسونِ!
|
120- أو كان حافظ آل عمران فقد
|
ظفروا ببرهان عليه مبينِ!
|
121- هذي الجرائم عند محكمة الردى
|
هي غرة تزهو بأي جبينِ
|
122- والويل لامرئ استباح لنفسه
|
إظهار تعذيب ودفع ظنونِ
|
123- سيعود للحربي يأخذ حظه
|
وجزاءه الأوفى من البسيوني
|
124- أنا إن نسيت فلست أنسى ليلة
|
في ساحة الحربي ذات شجونِ
|
125- عُدنا المساءَ مِن المحاكمة التي
|
كانت فصول فكاهة ومجونِ
|
126- ما كاد يعرونا الكَرَى حتى دعا
|
داعي الردى ..وكفاك صوت أمينِ
|
127- فتجمع الإخوان ممن حوكموا
|
ذا اليوم من طنطا إلى بسيونِ
|
128- أنما الأولى سيحاكمون فأُحضروا
|
لِيَرَوا يقينًا ليس بالمظنونِ
|
129- وإذا بقائدنا المظفر حمزة!
|
في عسكر شاكي السلاح حصينِ
|
130- حشد الجنود وصفَّها بمهارة
|
وكأنه عمرو بأجنادينِ!
|
131- وأحاطنا ببنادق ومدافع
|
فغرت لنا فاها كَفِي التنينِ!
|
132-طابور "تكدير" ثقيل مرهق
|
في وقت أحلام وآن سكونِ
|
133- نعدو كما تعدو الظباء يسوقنا
|
لهب السياط شكت من التسخينِ
|
134- ومضت علينا ساعتان وكلنا
|
عرق تصبب مثل فيض عيونِ
|
135- من خر إغماءً يفق عجلًا على
|
ضربات صوت للعذاب مهينِ
|
136- ومن ارتمى في الأرض من شيخوخة
|
أو علة.. داسوه دوس الطينِ
|
137- لم يكفِ حمزة كل ما نُؤْنا به
|
من فرط إعياء ومن توهينِ
|
138- فأتى يوزع بالمفرَّق دفعه
|
بالسوط من عشرين للخمسينِ
|
139-كل ينال نصيبه بنزاهة
|
في العد والإتقان والتحسينِ!
|
140- وإذا نسيت فلست أنسى خطبة
|
ما زال صوت خطيبها يشجيني
|
141- إذ قال حمزة -وهو منتفخ- فلم
|
يترك لفرعون ولا قارونِ:
|
142- أين الألى اصطنعوا البطولة وادّعوا
|
أني أعذبهم هنا بسجوني؟!
|
143- أظننتمو هذا يخفف عنكمو
|
كلا، فأمركم انتهى، وسلوني
|
144- أم تحسبون كلام ألف منكمو
|
عنكم وعن تعذيبكم يثنيني؟!
|
145- إني هنا القانون، أعلى سلطة
|
من ذا يحاسب سلطة القانون؟!
|
146- متفرد في الحكم دون معقب
|
من ذا يخالفني ومن يعصيني؟!
|
147- فإذا أردتُ وهبتُكم حرية
|
أو شئتُ ذقتم من عذابي الهونِ
|
148- من منكمو سامحتُه فبرحمتي
|
وإذا أبيتُ فذاك طوع يميني
|
149- ومن ابتغى موتًا فها عندي له
|
موت بلا غسل ولا تكفينِ!
|
150- يا فارسَ الوادي وقائدَ سجنِه
|
أبنو الكنانة أم بنو صهيون؟!
|
151- هلا ذهبتَ إلى الحدودِ حميتَها
|
وأريتَنا أفكار نابليون؟!
|
152- اذهبْ لغزة يا هُمام وأنسنا
|
بجهادك الدامي صلاح الدين!
|
153- أفعندنا كبش النِّطاح.. ونعجة
|
في الحرب جماءٌ بغير قرون؟!
|
154- أعرفت ما قاسيت في زنزانة
|
كانت هي القبر الذي يئويني؟!
|
155- لا بل ظلمتُ القبر، فهو لذي التُّقى
|
روض، وتلك جحيم أهل الدينِ!
|
156- هي في الشتاء وبرده ثلاجة
|
هي في هجير الصيف مثل أتونِ
|
157- نُلقى ثمانيةً بها أو سبعة
|
متداخلين كعلبة السردينِ
|
158- هي منتدانا وهي غرفة نومنا
|
وهي البوفيه وحجرة الصالونِ
|
159- هي مسجد لصلاتنا ودعائنا
|
هي ساحة للعب والتمرينِ
|
160- وهي الكنيف وللضرورة حكمها
|
ما الذنب إلا ذنب من سجنوني
|
161- هي كل ما لي في الحياة فلم يعد
|
في الكون ما أرجوه أو يرجوني
|
162- الأرض كل الأرض عندي أرضها
|
أما السماء فسقفها يعلوني
|
163- فيها انقطعتُ عن الوجود فلم أعد
|
أعنيه في شيء ولا يعنيني
|
164-لا أعرف الأنباء عن دنيا الورى
|
إلا من الأحلام لو تأتيني!
|
165- يبكي الأقارب غيبة حسبوا لها
|
شهرين فامتدت إلى عشرينِ
|
166- ولَكَمْ وَفَيٌّ زار أهلي سائلًا
|
عني برفق علهم عرفوني!
|
167- والأهل لا يدرون: هل أنا ميت
|
فقدوه أم حي فيرتقبوني!
|
168- كم شاعر فقد الرجاء بعودتي
|
فأعد فيّ قصيدة التأبينِ
|
169- هذا نصيبي يا أخي من ثورة
|
قد كنت أحسبها أتتْ تحميني
|
170- حظي بها زنزانة صخرية
|
سوداء مثل قلوب من أسروني
|
171- كم من ليالٍ بتُّها أشكو الطوى
|
والبرد، لكن أين من يُشكيني؟
|
172- هم كدروني لا طعام أذوقه
|
لاشيء من برد الشتاء يقيني
|
173- فإذا انقضى التكدير جاء طعامهم
|
دكنًا كأفكار الألى اعتقلوني
|
174- ضرب من التعذيب إلا أنه
|
لابد منه لسد جوع بطونِ
|
175- ففطورنا عدس مزين بالحصى
|
إن الحصى فرضٌ على التعيينِ
|
176- قد عِفتُه حتى اسمه وحروفه
|
من عينه أو داله والسِّينِ!
|
177- وغداؤنا فاصوليةٌ ضاقتْ بها
|
نفسي فرؤية ُصَحْنِها تؤذيني
|
178- وعشاؤنا شيء يحيرك اسمه
|
فكأنما صنعوه من غسلينِ
|
179- لا طعم فيه ولا غذاء وإنما
|
يحلو لنا من قلة التموينِ
|
180- طبق يُكال لسبعة أو نصفه
|
وعليَّ أن أرضى وقد ظلموني
|
181- لو أن لي في جوفها حرية
|
لرضيت.. لكن أين ما يرضيني؟
|
182- من أجل ضبط وُرَيقة أو إبرة
|
ولغير شيء..طالما استاقوني
|
183- وتجمعوا حولي ضواري هَمُّها
|
نهشي .. وما لي حيلة تنجيني
|
184- إن نمت توقظني السياط سريعة
|
فالنوم ليس يباح للمسجونِ
|
185- وإذا تحدثنا لنذهب بالكرى
|
حظروا الحديث عليَّ كالأفيونِ!
|
186- وإذا شَغلنا بالقراءة وقتنا
|
أخذوا جميع الكتب للتخزينِ !
|
187- وإذا تلونا في المصاحف حرموا
|
حمل المصاحف وهي خير قرينِ
|
188- وإذا تسلينا بصنع مسابح
|
جمعوا المسابح من نوى الزيتونِ
|
189- هذي سياستهم وتلك عقولهم:
|
عيشوا بغير تحرك وسكونِ!
|
190- إياكمو أن تشتكوا أو تتألموا
|
موتوا بغير توجع وأنينِ!
|
191- يا ويل من قد مسه لهب الظما
|
فدعا بلطف للجنود:اسقوني
|
192- فهناك يُسقى المر من أيديهمو
|
كم كل مسعور عليك حرونِ
|
193- فالسوط حلال المشاكل، لم يضق
|
يومًا بطول مآرب وشئونِ
|
194- من راح يشكو الجوع فهو غذاؤه
|
ومن ابتغى رِيًّا فأيُّ مَعينِ!
|
195- ومن اشتكى الإسهال يجلد عشرة
|
هي وصفة الثوار للمبطونِ
|
196- ومن اشتكى وجع الصداع فمثلها
|
أو ضعفها بمكان الاسبرينِ
|
197- ومن اشتكى من سكِّر فبنحوها
|
يجد العليل أعزَّ أنسولينِ
|
198- هذا اكتشاف الثورة الفذ الذي
|
فخرت به مصر على برلينِ!
|
199- يا عصبة الباستيل دونكمو، فلن
|
آسى على الإغلاق والتأمينِ
|
200- سدوا عليَّ الباب كي أخلو إلى
|
كتبي، فلي في الكتب خير خَدينِ
|
201- وخذوا الكتاب، فإنَّ أنسي مصحفٌ
|
أتلوه بالترتيل والتلحينِ
|
202- وخذوا المصاحف، إنَّ بين جوانحي
|
قلبًا بنور يقينه يهديني
|
203- اللهُ أسعدني بظل عقيدتي
|
أفيستطيع الخلق أن يشقوني؟!
|
204- لحساب من هذا الأتون مسجر
|
يلقى له بالفحم والبنزينِ؟
|
205- لحساب من بطشوا بأطهر ثلة
|
روَّت دماها أرض فلسطينِ؟
|
206- لحساب من ضربوا بطولةَ فتيةٍ
|
بَعثوا صلاح الدين في حطينِ؟
|
207- لحساب من مكروا بإخوة غانم
|
وابن المنيسي والفتى شاهينِ؟
|
208- لحساب من شنقوا المجاهد يوسفًا
|
والفرغليّ محاربَ السكسونِ؟
|
209- لحساب من غدروا بعودة جهرة
|
من غير سلطان عليه مبينِ؟
|
210- لحساب من قتلوا وما قد شوهوا
|
من أوجه أو أظهر وبطونِ
|
211- من عذبوا، من شردوا، من جوعوا
|
ومن استذلوا من ليوث عرينِ؟
|
212- ألمصر؟ كيف ونحن صفوة جندها
|
في يوم حرب للعدو زَبونِ
|
213- أم للعروبة في قضيتها التي
|
أغنى بها الشهداء عن تبييني
|
214- أم يا تُرى لقضية الإسلام في
|
أوطانه من طنجة لبكينِ؟
|
215- ألمسلمي الأحباش أم لأرتريا
|
من كل مرتقب لعون معينِ
|
216- أم للألى يُفنَون في القوقاز أو
|
من ذُبِّحوا في الهند أو في الصينِ؟
|
217- لا لا وربي، إنني لَأقولها
|
بالجزم لا بالخرص والتخمينِ:
|
218- لحساب من هذا أتدري يا أخي؟
|
لحساب الاستعمار الصهيوني
|
219- أرضى بنا الطاغوتُ سادتَه لكي
|
يَعِدوه بالتثبيت والتأمينِ
|
220- فالقوم يخشون انتفاضة ديننا
|
بعد الجمود وبعد نوم قرونِ
|
221- يخشون يعرُب أن تجود بخالد
|
وبكل سعد فاتح ميمونِ
|
222- يخشون أفريقيا تجود بطارق
|
يخشون تركيّا كنور الدينِ
|
223- يخشون دين الله يرجع مصدرًا
|
للفكر والتوجيه والتقنينِ
|
224- ويرون كل تكتل يدعو له
|
خطرًا وخصمًا ليس بالمأمونِ
|
225- وهنا بدا البطل الهمام منفذًا
|
لمخطط التبشير والماسونِ
|
226- ليسدد الضربات في عنف إلى
|
أقوى بناء للدعاة متينِ
|
227- ليقول للرقباء: قروا أعينا
|
أنا باقتلاع الأس جد قمينِ
|
228- وكذاك قام كمالهم في تركيا
|
ليطارد الإسلام كالمجنونِ
|
229- واليوم سار جمالهم في خطه
|
بتدرج وتخابث ملعونِ
|
230- ذاك امرؤ عار ، وهذا ماكر
|
متلون يحكي أبا قلمونِ
|
231- يا مصر حظك مثل حظي عاثر
|
كم قد نكبت بغاشم وخئونِ
|
232- قلنا انقضى عهد الظلام وأقبلت
|
مصر على عهد أغر مكينِ
|
233- يمضي بأمتنا على سنن الهدى
|
ويردها لتراثها الميمونِ
|
234-ويعيد عهد الراشدين يمده
|
عز الرشيد ونهضة المأمونِ
|
235- أمل أضاء -كلمحة- في ثورة
|
كنا لها في الروع خير معينِ
|
236- فإذا الذي ثرنا عليه تعيده
|
كالثور حين يدور في الطاحونِ
|
237- ثرنا على ملك، فجاءوا عشرة
|
كل يريد الملك غير رزينِ
|
238- وإذا رئيسهمو يرى في نفسه
|
ملك الملوك ووارث الفرعونِ
|
239- في نفسه ودمائه:أنا ربكم
|
لا تجعلوا ربًّا لكم من دوني
|
240- ثرنا على الأحزاب في تضليلها
|
للشعب.. في توجيهها اللا ديني
|
241- ما بالها رجعت لنا حزبية
|
عمياء ذات دعاية وطنينِ؟
|
242- تدع البناء يكاد يهوي ركنه
|
وتهيم بالتزويق والتزيينِ!
|
243- صحف ومذياع وسيل دعاية
|
متدفق النشرات جدُّ هَتُونِ
|
244- خطب توزع للعراة ليكتسوا
|
وصحافة تُهدى إلى المسكينِ
|
245- أكداس أرقام ولست ترى لها
|
أثرًا سوى عري وجوع بطونِ
|
246- برق ولا مطر، وأوراق ولا
|
ثمر، وجعجعة بغير طحينِ
|
247- ثورية هدامة شريرة
|
باسم البناء تهدُّ كل حصينِ
|
248- كانت على الإسلام في أوطانه
|
شرًّا من السكسون واللاتينِ
|
249- نصبت مشانقها لقتل دعاته
|
بغيًا، بلا شرع ولا قانونِ
|
250- ومضت تصب على الألوف عذابها
|
من كل ذي ثقة بهذا الدينِ
|
251- ساءت لعمري ثورة مشئومة
|
لم نجنِ منها غير تل ديونِ
|
252- يجري الخراب وراءها أنى جرت
|
وتقول بالتطوير والتحسينِ!
|
253- يا ثورة كنا حماة ظهورها
|
صرنا وقود وطيسها المجنونِ
|
254- قالوا: مباركة.. وما كانت سوى
|
حُمَّى على الأحرارِ أو طاعونِ
|
255- يا هرة أكلت بنيها غدرة
|
قبحت أُمًّا كنتِ غيرَ حنونِ!
|
256- أفهكذا يُجزى الجميل بضده؟
|
أين الوفاء وأهله؟ دلوني
|
257- واهًا لهم، كم أسرفوا وتحيروا
|
في وصفنا من يسرة ليمينِ
|
258- قالوا ويا لضلال ما قالوا فكم
|
كالوا لنا تهمًا بمحض ظنونِ!
|
259- وعزاؤنا أن النبي فديته
|
بأبي وأمي كم رُمي بطعونِ!
|
260- من ساحر حينًا، لباغٍ، مفترٍ
|
أو كاهنٍ، أو شاعر مجنونِ!
|
261- قالوا كذابًا: دعوة رجعية
|
معزولة عن قرنها العشرين!
|
262- الناس تنظر للأمام، فما لهم
|
يدعوننا لنعود قبل قرون؟
|
263- رجعية أنا نغار لديننا
|
ونقوم بالمفروض والمسنون؟!
|
264- رجعية أنا نصون حريمنا؟!
|
بئس الحريم يكون غير مصونِ
|
265- رجعية أنا نذرنا أنفسًا
|
لله تحيا، لا لعيش دون؟!
|
266- رجعية أنا نربي جندنا
|
للحق، لا لتفاهة ومجونِ؟!
|
267- رجعية أن الرسول زعيمنا
|
لسنا الذيول لماركس ولنين؟!
|
268- رجعية أن الجهاد سبيلنا؟!
|
نعم، الجهاد ذريعة التمكينِ
|
269- رجعية أن يحكم الإسلام في
|
شعب يرى الإسلام أعظم دينِ!
|
270- أوليس شرع الله -شرع محمد-
|
أولى بنا من شرع نابليونِ؟!
|
271- يارب إن تك هذه رجعية
|
فاحشرنِ رجعيًّا بيوم الدينِ!
|
272- قل للذي جعل الكنانة كلها
|
سجنًا وبات الشعب شر سجينِ:
|
273- يا أيها المغرور في سلطانه
|
أمن النضار خلقت أم من طينِ؟!
|
274- يا من أسأت لكل من قد أحسنوا
|
لك دائنين فكنت شر مدينِ
|
275- يا ذئب غدر نصَّبوه راعيًا
|
والذئب لم يك ساعة بأمينِ
|
276- يا من زرعتَ الشر لن تجني سوى
|
شر وحقد في الصدور دفينِ
|
277- سيزول حكمك يا ظلوم كما انقضت
|
دول أولات عساكر وحصونِ
|
278- ستهب عاصفة تدك بناءه
|
دكا .. وركن الظلم غير ركينِ
|
279- ماذا كسبت وقد بذلت من القوى
|
والمال بالآلاف والمليونِ؟
|
280- أرهقت أعصاب البلاد ومالها
|
ورجالها في الهدم لا التكوينِ
|
281- وأدرتَ معركة تأجَّجَ نارُها
|
مع غير جون بول ولا كوهينِ
|
282- هل عدت إلا بالهزيمة مرة
|
وربحت غير خسارة المغبونِ؟!
|
283- وحفرت في كل القلوب مغاورًا
|
تهوي بها سُفْلًا إلى سجينِ
|
284- وبنيت من أشلائنا وعظامنا
|
جسرًا به نرقى لعليينِ
|
285- وصنعتَ باليد نعش عهدك طائعًا
|
ودققت إسفينًا إلى إسفينِ
|
286- أظننت دعوتنا تموت بضربة؟
|
خابت ظنونك، فهي شر ظنونِ!
|
287- بَلِيَتْ سياطُك، والعزائم لم تزل
|
منا كحد الصارم المسنونِ
|
288- إنا لعمري إن صمتنا برهةً
|
فالنار في البركان ذات كمونِ!
|
289- تالله ما الطغيان يهزم دعوة
|
يومًا، وفي التاريخ بِرُّ يميني
|
290- ضع في يدي القيد، أَلْهِبْ أضلُعي
|
بالسوط، ضع عنقي على السكين
|
291- لن تستطيعَ حصار فكري ساعة
|
أو نزع إيماني ونور يقيني
|
292- - فالنور في قلبي، وقلبي في يَدَي
|
ربي، وربي ناصري ومعيني
|
293- سأعيش معتصمًا بحبل عقيدتي
|
وأموت مبتسمًا ليحيا ديني
|
294- صبرًا أخي في محنتي وعقيدتي
|
لا بد بعد الصبر من تمكينِ
|
295- ولنا بيوسف أسوة في صبره
|
وقد ارتمى في السجن بضع سنينِ
|
296- هوَّن عليك الأمر لا تعبأ به
|
إن الصعاب تهون بالتهوينِ
|
297- أمس مضى، واليوم يسهل بالرضا
|
وغدٌ ببطن الغيب شبه جنينِ
|
298- لا تيأسن من الزمان وأهله
|
وتقل مقالة قانط وحزينِ
|
299- شاة أسمنها لذئب غادر
|
يا ضيعة الإعداد والتسمينِ
|
300- فعليك بَذْرُ الحَبِّ لا قطف الجنى
|
والله للساعين خير معينِ
|
301- سنعود للدنيا نطب جراحها
|
سنعود للتكبير والتأذينِ
|
302- ستسير فُلْكُ الحق تحمل جنده
|
وستنتهي للشاطئ المأمونِ
|
303- بالله مجراها ومرساها فهل
|
تخشى الردى والله خير ضمينِ؟!
|
304- يا رب خلِّص مصر من أعدائها
|
وأعن على طاغوتاها الملعونِ
|
305- يا رب إن السيل قد بلغ الزبى
|
والأمر في كاف لديك ونونِ
|
306- باسم الفراخ الزُغْبِ هيضَ جناحُهم
|
فقدوا الأَبَ الحاني بغير منونِ
|
307- بدموع أم روَّعوها في ابنها
|
وبكل دمع في العيون سخينِ
|
308- بدعاء شيخ شردوا أبناءه
|
ما بين معتقل وبين سجينِ
|
309- بسهاد زوج غاب عنها زوجها
|
فدعت لفرط جوىً وفرط حنينِ:
|
310- رباه رُدَّ عليَّ مؤنِسَ وحشتي
|
وأغثْ بعودته جياع بنيني
|
311- يامن أجبت دعاء نوح فانتصر
|
وحَمَلْتَه في فلكك المشحونِ
|
312- يا من أحال النار حول خليله
|
رَوْحًا وريحانًا بقولك كونِ
|
313- يا من أمرت الحوت يَلْفِظُ يونسًا
|
وسترتَه بشُجيرة اليقطينِ
|
314- يا رب إنا مِثله في كُربة
|
فارحم عبادًا كلهم ذو النون.
|
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)