الاثنين، 24 أغسطس 2009

المشاهد غير المنطقية في أول حلقات المسلسلات ظاهرة رمضان 2009


القاهرة 23 أب/ أغسطس (د ب أ)- بين ما يقرب من 40 مسلسلا جديدا تعرضها الفضائيات المصرية والعربية في رمضان شهد اليوم الأول للشهر الكريم الكثير من الأخطاء الفادحة في مسلسلات كبار النجوم التي تشهد نسبة إقبال واسعة في العالم العربي كله.
ورصدت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عددا من الأخطاء الفنية الواضحة التي يمكن تبريرها إما باستسهال صناع الأعمال أو باستعجالهم كون معظم الأعمال لم ينته تصويرها بعد رغم بدء عرضها بالفعل.
أبرز الأخطاء كانت في الحلقة الأولى من مسلسل "أفراح إبليس" تأليف محمد صفاء عامر وإخراج سامي محمد علي وبطولة السوري جمال سليمان في مشهد ظهر فيه الممثل الشاب أحمد صفوت وعدد من الممثلين المساعدين حيث يمطر مجموعة من الأشخاص سيارتهم بوابل من الرصاص بينما تظل السيارة سليمة تماما ولا تتعرض حتى إطاراتها للإصابة رغم صوت الرصاص المنهمر.
في المسلسل نفسه والذي يدور في الوقت الراهن في صعيد مصر يحمل الكثيرون السلاح الآلي بشكل علني في الشوارع رغم أن ذلك الوضع المخالف للاشتراطات الأمنية والقوانين اختفى مند منتصف التسعينات من القرن الماضي عقب تفجر الصراع بين المتطرفين وتجار المخدرات والشرطة المصرية.
وفي مسلسل "حرب الجواسيس" سيناريو وحوار بشير الديك وإخراج نادر جلال قررت البطلة منة شلبي الذهاب إلى ضابط المخابرات هشام سليم في مقر عمله لإبلاغه بشكوكها فاستوقفت سيارة أجرة وطلبت من السائق أن يوصلها إلى مقر المخابرات العامة المصرية فامتثل السائق على الفور وكأن مقر المخابرات مكانا معروفا للجميع ومن السهل أن يصله أي شخص بتلك السهولة.
ولم يتقاض السائق من البطلة مقابلا لتوصيلها ربما خوفا من رجال المخابرات لكن الأهم أنها بعدما دخلت مقر الجهاز الأمني لم تبلغ ضابط المخابرات بأي معلومات ورغم ذلك تركها تذهب إلى حال سبيلها وهو أمر لا يمكن أن يقبله المنطق من ضابط مخابرات محترف.
وفي الحلقة الأولى من المسلسل السوري الأشهر "باب الحارة 4" ظهر بطل الأجزاء السابقة العقيد أبو شهاب في مشهد وحيد من الظهر ولم يظهر وجهه على الإطلاق بعدما بات معلوما للمشاهدين أن صاحب الدور الممثل سامر المصري بات خارج المسلسل بعد خلافه الحاد مع المخرج بسام الملا وهو الأمر الذي تكرر سابقا مع الفنان عباس النوري بعد الجزء الثاني.
لكن الحلقة الأولى من المسلسل شهدت أمرا يخالف المنطق أيضا حيث سمح رجال الحارة المتصارعة مع رجال الجيش الفرنسي للقائد الفرنسي بدخول حارتهم للاطمئنان على رجاله الذين أسرهم رجال الحارة خلال المصادمات بين الجانبين التي راح ضحيتها رجال من الجانبين والتي كان واضحا فيها التأثر بغياب العقيد أبو شهاب الذي بدأ المخرج بالفعل تبرير مقتله المقرر أن يتم اليوم في الحلقة الثانية.
وفي الحلقة الأولى من مسلسل "الأدهم" بطولة أحمد عز وإخراج محمد النجار ظهر أبطال المسلسل محمود الجندي ونهال عنبر وصلاح عبد الله ومحمود البزاوي في المشاهد الأولى في أدوار الشباب رغم تجاوزهم جميعا سن الخمسين كما ظهر الفنان القدير رشوان توفيق في دور والدهم المريض الذي ينتظرون موته للحصول على ميراثهم.
وفي المشاهد الأخيرة من نفس الحلقة ظهر الأبطال في سنهم الحقيقي بعد مرور 20 عاما في القصة لكن شخصية الأب لم يظهر عليها أي اختلاف لا في الشكل ولا الأداء رغم مرور كل تلك السنوات داخل الأحداث.
أزمات المسلسلات لم تتوقف فقط عند الأخطاء والمواقف غير المنطقية وإنما تكررت في ترتيب الأسماء في المقدمة حيث يشهد مسلسل "قلبي دليلي" الذي يحكي سيرة المطربة الراحلة ليلى مراد خلافا واسعا بين عدد من أبطاله ومنتجه إسماعيل كتكت الذي منح زوجته الممثلة أمل إبراهيم مكانا بارزا في ترتيب الأسماء يسبق اسم الممثلين عزت أبو عوف وأحمد راتب رغم أهمية دوريهما ومكانتهما كممثلين معروفين كما تجاهل أسماء أخرين تماما.





أزمة في القنوات الخاصة بسبب عرض التليفزيون المصري للمسلسلات قبل يوم كامل من مواعيده المعتادة

القاهرة 22 أب/ أغسطس (د ب أ)- فاجأ التليفزيون المصري الرسمي القنوات التليفزيونية الخاصة في مصر والشبكات الفضائية العربية ببدء عرض المسلسلات الدرامية الجديدة المعدة مسبقا لشهر رمضان بداية من منتصف ليل أمس الجمعة فيما اعتبر ضربة قاصمة للجميع.
وبينما تراجعت نسبة مشاهدة القنوات المصرية الرسمية طيلة السنوات العشر الماضية إلا أنه عاد العام الماضي مجددا كلاعب رئيسي في سوق العرض الدرامي قبل أن يقلب الطاولة على الجميع في العام الحالي باللجوء إلى عرض الأعمال الجديدة قبل المواعيد المعتادة خلال السنوات الماضية بأكثر من 10 ساعات كاملة.
وبدأت شبكة تليفزيون النيل التي تضم قنوات "نايل دراما" و"نايل لايف" و"نايل كوميدي" التابعة للتليفزيون المصري في الدقيقة الأولى من يوم السبت أول أيام شهر رمضان عرض مسلسلات "ابن الأرندلي" ليحيى الفخراني" و"كريمة كريمة" وسيت كوم "العيادة" ليتوالى بعدها عرض المسلسلات الجديدة على مدار الساعة.
واعتاد المشاهدون أن تبدأ القنوات الفضائية عرض المسلسلات الجديدة بعد موعد إفطار أول أيام رمضان حيث كان السباق ينحصر في أن تعرض إحدى القنوات قبل الأخرى بساعة أو أكثر أو تنفرد بالعرض الحصري لعدد من الأعمال المهمة ليأتي ما فعله التليفزيون المصري في العام الحالي ليضيف أسلوبا جديا للسباق التليفزيوني الرمضاني.
وتوقع نقاد وكتاب ومشاهدون أن تؤدي الخطة المفاجئة للتليفزيون المصري إلى زيادة حجم الإقبال على قنواته وبالتالي حجم الإيرادات الإعلانية وانصراف الكثير من المشاهدون عن قنوات أخرى خاصة القنوات المصرية التي ستتأثر بشكل كبير من ناحية الإعلانات.
وقال الناقد بأخبار اليوم محمد قناوي إن ما حدث ضربة قوية للقنوات الخاصة التي لم يخطر ببال أيها أن يغير التليفزيون الحكومي عادته السنوية ويبدأ العرض فور بدأ أول أيام رمضان خاصة وأن القنوات التليفزيونية المصرية والعربية على حد السواء تعودت أن تبدأ عرض أعمال رمضان منتصف نهار أول أيام الشهر.
وقال الأكاديمي المصري حاتم حافظ أن الموضوع برمته يدور في إطار ممارسات السوق وفي السوق العقد شريعة المتعاقدين فلو أن التليفزيون تعاقد على العرض مبكرا فإنه لم يخالف أما إذا كان ما فعله تجاوزا وتحايلا على العقود باعتبار أن أول يوم رمضان يبدأ من الساعة 12 مساء فإن دلك يعد نوعا من ممارسات السوق الاحتكارية في مصر التي تعتمد على فرد العضلات.
وأضاف حافظ المدرس المساعد في معهد الفنون المسرحية أن التليفزيون المصري ظل طويلا يدار بعقليات عتيقة لكنه بدأ مؤخرا فهم آليات السوق والمنافسة بعدما كان يعتمد فقط على تاريخه مشيرا إلى أن القنوات الخاصة من حقها اللجوء إلى القانون لو اكتشفت أي نوع من التحايل رغم أن ذلك قد يضرهم أكثر مما يفيدهم لأن التليفزيون مرتبط بوزارة الإعلام المتحكمة في كل القنوات.
بينما اعتبرت مقدمة البرامج في فضائية "الفراعين" الخاصة شمس عبد الحميد أن الأمر لن يكون له تأثير كبير لأن القنوات الأخرى قامت بإتمام تعاقداتها الإعلانية بالفعل قبل بدأ رمضان وإن كان ما قام به التليفزيون الحكومي قد يؤثر في الإقبال الجماهيري بشكل واسع.
في المقابل قالت عبير عبد الوهاب "ربة منزل" إن ما يهمها في الأمر إتاحة المسلسلات التي تعجبها في قنوات مفتوحة لمنحها الفرصة لمتابعتها على القنوات بسهولة ودون تكلفة زائدة بعكس السنوات الماضية.
واتفقت معها سمر عطية "طالبة" التي قالت إنها سعيدة بقرار التليفزيون الحكومي الذي أتاح لها مشاهدة كل النجوم الذين تعشق أعمالهم في قنوات قليلة بعدما كانت في السنوات الماضية تتنقل بين القنوات ويفوتها الكثير من الأعمال.
ويعرض التليفزيون المصري 27 مسلسلا دراميا متنوعا بين الاجتماعي والكوميدي والتاريخي والسيت كوم بينها "ابن الأرندلي" بطولة يحيى الفخراني و"خاص جدا" ليسرا ومسلسلي "الرحايا" و"متخافوش" بطولة نور الشريف و"حكايات بنعيشها" لليلى علوي و"أفراح إبليس" للسوري جمال سليمان و"علشان مليش غيرك" بطولة إلهام شاهين و"حدف بحر" لسمية الخشاب و"تاجر السعادة" لخالد صالح.
كما يعرض "حرب الجواسيس" لمنة شلبي وهشام سليم و"هانم بنت باشا" لحنان ترك و"أنا قلبي دليلي" عن قصة حياة ليلى مراد والمسلسل التاريخي "صدق وعده" بطولة خالد النبوي و"هدوء نسبي" بطولة نيللي كريم وعابد فهد و"ونيس وأحفاده" بطولة محمد صبحي و"تامر وشوقية4" و"راجل وست ستات 5" و"العيادة2".
ويرفع التليفزيون المصري شعار "مفيش حاجة حصري كله على التليفزيون المصري" للتأكيد على أنه يعرض كل أعمال النجوم لكن أحدا من القنوات الأخرى لم يتوقع أن تسبقها قنوات شبكة النيل في عرض الأعمال حيث تبدأ قنوات تليفزيون "الحياة" المصري الخاص عرض مسلسلاتها في العاشرة من صباح اليوم السبت بعد بعشر ساعات كاملة من بدأ عرضها في القنوات الحكومية.
ولم يتبق أمام القنوات المصرية الخاصة إلا الاعتماد على البرامج والمسلسلات الحصرية خاصة قنوات "الحياة" و"بانوراما دراما" و"أوسكار دراما" و"موجة كوميدي" و"دريم" و"القاهرة والناس".
بينما يبقى الوضع مغايرا في القنوات العربية التي تستهدف بالأساس الجمهور العربي وقلة من الجمهور المصري كما تستهدف سوقا إعلانيا مغايرا تماما للسوق المصري.

الأحد، 16 أغسطس 2009

فانتازيا اللجنة" عرض مسرحي عن غربة الشباب المصري داخل وطنه





القاهرة 16 أب/ أغسطس (د ب أ)-


"الغربة داخل الوطن" هي المعنى الأول الذي يؤكده العرض المسرحي "فنتازيا اللجنة" لكنها ليست المعنى الوحيد ضمن الكثير من الحكايات الشخصية الواقعية لشباب مصريون عبروا عنها بشكل تلقائي ضمن عرض مسرحي محكم.

إلى جانب الغربة ظهرت في العرض الكوميدي بالأساس أزمات واحباطات ومخاوف جيل كامل من الشباب المصريين الذين يعانون الكبت والبطالة والعشوائية والقرارات السياسية والاقتصادية المتخبطة كما يعانون القهر من الأمن والأهل والمجتمع.

وقدمت العرض فرقة تضم 9 من الشباب أطلقت على نفسها اسم "الطمي واحد والشجر ألوان" وتعني بتقديم العروض المسرحية وإحياء التراث الغنائي الشعبي أمس السبت وسط جمهور كبير معظمه من الشباب الذين حرصوا على حضور العرض الوحيد للمسرحية على مسرح "روابط" بوسط القاهرة بعدما عرضت في نيسان/ أبريل الماضي في نفس المكان لمدة 4 أيام متصلة.

ويعد "فنتازيا اللجنة" الإنتاج السابع لفرقة الطمي وهو نتاج لورشة كتابة وحكي بإدارة الكاتب والمخرج المسرحي سلام يسري مؤسس الفرقة والأبطال شادي الحسيني وشهير نبيل وصدقي صخر ومحمد علي ومي سالم ويسرا الهواري والموسيقى والألحان لمحمد درويش وفهد رياشي وكلمات الأغاني للشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم والمخرج سلام يسري.

ويحكي كل ممثل في العرض حكاية شخصية كتبها ويقدمها للجمهور بشكل واقعي وتعبر الحكايات عن يوميات الشباب "فتاتان و3 ذكور" يعيش كل منهم قصة مغايرة تماما للأخر لكنهم جميعا يشتركون في نفس الأزمات كونهم يعيشون في مجتمع واحد داخل بلد واحد.

الأولى تعيش في أحد أطراف القاهرة وتعمل بوسط المدينة وتضطر يوميا للتنقل في شوارعها المزدحمة من خلال وسائل المواصلات العمومية التي لا تعرف المواعيد ولا النظام إضافة إلى المضايقات التي تتعرض لها في طريق ذهابها وعودتها يوميا والتي تصل كثيرا حد التحرش بها قبل أن تجد نفسها لفترة قصيرة في بلد أخر تكتشف فيه مدى النظام والحب للمصريين الذي تفتقده في الداخل.

والفتاة الثانية تعيش وحيدة بعدما تركها والديها للعمل لإحدى دول النفط الغنية وهي تتعرض يوميا لمضايقات كونها تعيش وحيدة في مجتمع لا يقبل باستقلال الفتيات اللاتي يتم وصمهن دوما بالفسوق لمجرد أنهن اضطررن للعيش بعيدا عن أهل فضلوا جمع المال على البقاء مع الأبناء.

أما الذكور فالأول يعيش أزمة انعدام الصيانة واللامبالاة التي يتعامل بها المجتمع مع كل شيء حتى ضروريات الحياة حتى أنه اعتاد الأوضاع المعكوسة ولما انصلح الحال لم يستطع التكيف مع الأوضاع المنطقية كما أن لديه رعب مرضي من اللجان المرورية التي يظل طوال الوقت يبحث عن الوسائل التي تمكنه من الهرب منها رغم أنه ليس لديه أية مخالفة لقوانين المرور.

بينما الثاني بات دون ذنب متهما لمجرد مجاورته لأحد المطلوبين أمنيا الذي يقطن بنفس البناية التي ولد ونشأ فيها رغم أنه لا يعرف حتى اسمه لكن رجال الشرطة لا يقدرون الأمر ويعتبرونه رغما عنه وسيلتهم للإيقاع بالشخص المطلوب وإلا حل محله.

الشاب الثالث مهندس ديكور يعيش تجربة صعبة عندما يكلف بإنهاء ديكورات فندق حديث الإنشاء بمدينة قريبة من الحدود المصرية الإسرائيلية في سيناء حيث يقطع رحلة طويلة لا يعاونه فيها أحد فالجميع لا يعرفون والفندق بياناته غير مسجلة في أي جهة رسمية لكنه بشيء من الحظ يوفق في مهمته ليكتشف لدى عودته أن البعض ينظر إليه باعتباره منتميا للمخابرات أو جاسوسا.

أحوال وقصص الشباب الخمسة تعبر عن واقع جماعي يعيشه ملايين المصريين في نفس الفئة العمرية التي ربط الفريق المسرحي بقوة بينها وبين أغنيات حماسية كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم ولحنها وغناها رفيقه الراحل الشيخ إمام عيسى والتي عادت إلى صدارة الصورة في كل التظاهرات والإضرابات التي شهدتها مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

مخرج العرض سلام يسرى رفض اعتباره عرضا سياسيا أو يتناول واقعا سياسيا وأكد على أنه عرض فني يتحدث عن الشباب ولا يمكنه بالتالي أن يغفل مشكلاتهم الحياتية سواء في المحيط الضيق وسط العائلة أو في المحيط الأوسع في الوطن ككل باعتبار المشكلات واحدة في المحيطين.

الجمهور الكثيف الذي حضر العرض كان طرفا فاعلا طيلة الوقت حيث أن الغالبية العظمى يحترفون مهنا لها علاقة بالفن بينهم ممثلون وكتاب ومخرجون ومطربون وموسيقيون والباقون لديهم اهتمام واسع بالفرق المستقلة وشاهدوا العرض مرة أو مرات سابقة وبالتالي شهدت مناقشاتهم عقب العرض الكثير من الملاحظات على تغيير أجزاء والاستغناء عن أجزاء أخرى.

ولم يخل العرض الكوميدي من الكثير من الإشارات الواضحة إلى أحداث مهمة وشخصيات بارزة بينها لاعب الكرة محمد أبو تريكة والفنانون عادل إمام وعمرو دياب وتامر حسني.

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

ابراهيم لطيف: السينما التونسية لازالت في بداية الطريق



الأسكندرية - مصر
اعتبر المخرج التونسي إبراهيم لطيف فيلم "7 شارع الحبيب بورقيبة" انطلاقته في عالم الأفلام الروائية بعد عشرات الأفلام القصيرة مشيرا إلى أن نجاح الفيلم جماهيريا يرجع إلى كون السينما في تونس لم تعرف في تاريخها القريب فيلما كوميديا.
وقال لطيف في ندوة تلت عرض الفيلم بمهرجان الأسكندرية السينمائي إن مقاييس النظر إلى السينما في تونس تختلف عن غيرها من الدول حيث لا تعرف تونس الأنواع السينمائية المختلفة وخاصة الكوميديا التي تعد أعمالا نادرة في بلاده.
وأوضح أن كون الفيلم كوميديا ساعده كثيرا في الترويج التجاري له وأنه استفاد كثيرا من نجاحه حيث أصبح لديه من المال ما يجعله يخطط حاليا لفيلمه الروائي الطويل الثاني الذي يكتبه ويخرجه وينتجه ويوزعه بنفسه حيث لا يوجد في تونس صناعة سينما حقيقية تجعل تلك التخصصات منفصلة عن بعضها.
وردا على سؤالي حول تدخل الرقابة في الفيلم قال إن تونس لا تعرف رقابة بالمعنى المعروف لكن الفيلم قد لا يعرض أصلا لو قدم أيا من الموضوعات التي لها علاقة بالسياسة مشيرا إلى أن المشهد الذي تم قطعه والذي يضم قبلات بين اثنين من الأبطال وراءه رقابة التليفزيون التي تتدخل بحذف المشاهد التي لا تليق بالجمهور العادي.
وأضاف أن الفيلم يعبر عن عشقه الكبير للسينما ويضم تجارب شخصية له حيث أن معظم الشخصيات في الفيلم واقعية عايشها خلال مشواره الذي شهد خلافا كبيرا مع وزير الثقافة التونسي السابق الذي منعه من تقديم الأفلام بسبب رأيه المعارض للوزير الذي قدمه في الفيلم في شخصية رئيس الشرطة الفاسد الذي يعشق النساء.
ويتناول الفيلم يوميات كاتب سيناريو سينمائي شاب ترفض لجنة التمويل السينمائي نص فيلمه لأنه يتعرض لأمور سياسية داخلية فيقرر مع اثنين من أصدقاءه سرقة بنك وطني لتمويل الفيلم لتبدأ مرحلة الكتابة التي تضم الكثير من المواقف الكوميدية.
ويتعرض الفيلم للكثير من الرموز والإسقاطات على الأوضاع السياسية التونسية بينها اسمه الذي يرمز إلى الحنين إلى عهد الرئيس التونسي الراحل بورقيبة كما يضم احتفاء بالكثير من رموز السينما العربية والعالمية بينهم يوسف شاهين وكلوديا كاردينالي وروبرت دينيرو وأخرين.
وقال إبراهيم لطيف إن رصيد السينما التونسية حاليا يتجاوز المائة فيلم بدأت منذ الخمسينات من القرن الماضي لكنها لازالت في رأيه في بداياتها الأولى نظرا لعدم توفر مقومات الصناعة التي تحتاج الكثير من الوقت.
وفيما يخص الإنتاج المشترك قال إن تمويل السينما يحتاج الإنتاج المشترك وفي بلاد مثل تونس وربما بلاد المغرب العربي كلها يظل الإنتاج المشترك أو التمويل الأوروبي والفرنسي تحديدا ضرورة في ظل احجام المستثمرين عن الدخول بقوة في مجال السينما ليظل السينمائي التونسي أو المغربي أو الجزائري مسئولا عن كل شيء فيما يخص تمويل وتسويق فيلمه.
وأوضح أن ما يردده البعض عن تدخلات من جانب الممولين في موضوعات الأعمال لا يمكن اعتباره قاعدة لأن معظم الممولين الأوربيين لا يتدخلون على الإطلاق في اختيار موضوعات الأفلام وإنما يقبلون تمويلها باعتبار اسم المخرج أو كون الموضوع لافتا وهذا ما حدث مع فيلمه الأخير الذي حصل على تمويل يقدر بـ20 ألف يورو لكتابة السيناريو.
واستدرك المخرج التونسي إنه يدرك بالطبع وجود أفلام مشبوهة يتم تمويلها لتقديم موضوعات تسيء إلى المجتمعات التي ينتمي إليها مخرجوها لكنها في رأيه أفلام قليلة لا يمكن مقارنتها بحجم الإنتاج المشترك الجيد الذي كان سببا في ظهور عشرات الافلام الجيدة.

رشيد مشهراوي: التمويل الإسرائيلي لأفلامنا اعتراف مرفوض بالكيان الصهيوني



الأسكندرية (مصر) 6 أغسطس
أكد المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي أنه لا يمكن ربط السينما الفلسطينية جغرافيا بالوطن الفلسطيني لأن الدولة المحتلة لا تمتلك صناعة سينما أصلا ولا تضم إلا دار عرض واحدة في رام الله معتبرا أن وضع السينما يشبه الوضع على الأرض دائما.
وقال مشهراوي في ندوة مهرجان الأسكندرية السينمائي الرئيسية بعنوان "السينما الفلسطينية بين الوطن والغربة" أمس الأربعاء إن كل الأعمال الفلسطينية التي تتناول قضايا الإحتلال والإستيطان واللاجئين والمخيمات وحق العودة ليس لها جمهور داخل الأراضي الفلسطينية وبالتالي فهي تنتج لتعرض على جمهور في الخارج مما يمنح صناعها مبررا قويا للحصول على تمويل غربي أو تنفيذها من خلال انتاج مشترك.
وأوضح أن من يحملون الهوية الفلسطينية حاليا عددهم بين 9 و10 ملايين شخص نصفهم تقريبا يعيشون خارج الأراضي الفلسطينية ويحملون قضية بلادهم في عقولهم وقلوبهم يحاولون بجهود فردية مقاومة الألة العسكرية والسياسية الإسرائيلية نظرا لعجز القيادات الفلسطينية عن القيام بهذا الدور على حد قوله.
وأضاف أن السينما التي صنعها فلسطينيون خلال السنوات العشرون الأخيرة منحت الكثيرون حول العالم خلفية واقعية عن القضية الفلسطينية التي لم يكن الملايين من الأشخاص العاديين أية معلومات عنها أو يعرفون عنها ما لقنته لهم وسائل الإعلام التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني.
ودافع مشهراوي عن لجوء السينمائيين الفلسطينيين إلى الحصول على تمويل غربي لإنجاز أفلامهم في ظل احجام أي مستثمر فلسطيني عن الإستثمار في السينما التي تخسر بالطبع لأنه لا يوجد لها سوق تجاري في الداخل مشيرا إلى أن الإنتاج المشترك حقق لهم الكثير من الفوائد حيث منحهم القدرة على عرض أفلامهم في الكثير من المهرجانات والتليفزيونات قبل أن يبدأ عرضها تجاريا في عشرات الدول.
وقال إن فيلمه الأخير "عيد ميلاد ليلى" يعرض حاليا بشكل تجاري في باريس ونيويورك وسيعرض قريبا في البرازيل وإسبانيا والمغرب كما شارك وسيشارك في مهرجانات سينمائية دولية.
وشدد على أن الحصول على تمويل من جهات أوربية أو أمريكية لا يعني بالضرورة أن يتدخل من يمنحون التمويل في موضوعات الأفلام أو توجهاتها منوها إلى أن تجربته الشخصية لم تشهد أبدا أيا من تلك المحاولات التي لا يعلم أيضا أن غيره تعرض لها.
لكنه رفض بشكل قاطع الحصول على تمويل من مؤسسات اسرائيلية لأن ذلك يعتبر اعترافا بالكيان الصهيوني مستدركا "هذا رأيي الشخصي كفلسطيني مقيم في الخارج لكن زملاء أخرين مقيمون في الداخل ينفذون أفلامهم بتمويل اسرائيلي دون حرج لأنهم يعتبرون حصولهم على الدعم حقا أصيلا كونهم يدفعون الضرائب للسلطة الإسرائيلية".
وطالب مشهراوي النقاد والصحفيين العرب بالتعامل مع السينما الفلسطينية بموضوعية وتحليلها فنيا وسياسيا بعيدا عن التعاطف مع صناعها الذين ينتجون أفلامهم في ظروف صعبة أو الرثاء لحال السينمائيين الفلسطينيين المشتتين في الكثير من دول العالم أو المحتجزين داخل بلادهم لا يملكون حرية الحركة.
وقال إن التعاطف يسيء إلى السينما كثيرا ويضعفها بينما النقد الموضوعي يدعمها ويجعل صناعها يطورون أدواتهم ويحرصون على تقديم أعمال تليق بقضيتهم وتاريخهم خاصة بعدما أصبح بالإمكان الحديث عن سينما فلسطينية حقيقية تتطور بشكل كبير يوما بعد يوم.
من جانبه أرسل المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد رسالة إلى المهرجان تمثله في الإحتفاء بالسينما الفلسطينية قال فيها إن المشروع الصهيوني عمل على مدى 61 عاما دون كلل لمحو الشخصية الفلسطينية وقضيتها المتمثلة في الحصول على الحرية.
وقال مخرج "الجنة الأن" في رسالته "لم يكن أمام الفلسطينيون أي خيار سوى المقاومةكل على طريقته فالمقاتلون يقاومون بالبنادق والشعب بصموده والسينمائيون بعقولهم لأن السينما ليست مجرد فن وإنما جزء من ثقافة الشعب وتجربته".
وأضاف أن السينما الفلسطينية لا يمكنها الهروب وبالتالي تحولت غلى جزء من حركة المقاومة رغم أنها بدأت في المنفى أولا في الستينات من القرن الماضي وانضم صناعها الذين بقوا في الداخل مع الذين يعيشون في المنفى مكونين تحالفا مهما لم يكن متوقعا حقق احتراما واعترافا دوليا.
واختار مهرجان الأسكندرية السينما الفلسطينية ضيف شرف دورته الـ25 بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 وينظم تظاهرة بعنوان "بانوراما أفلام فلسطين" يعرض 4 أفلام هي"حيفا" و"حتى اشعار أخر" الذي يعرض اليوم الخميس لامخرج رشيد مشهراوي و"الجنة الأن" لهاني أبو أسعد و"ملح هذا البحر" للمخرجة أن ماري جاسر.