الأربعاء، 27 فبراير 2013

برلمان 2010: أحمد عز يرد على حمدين صباحي بعد إنسحابه



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

محاولة فهم للأزمة السورية والتدخلات الأمريكية الروسية وموقف السعودية


المصدر: شبكة فولتير دوت نت


وفق محللون وخبراء فإن أمريكا على وشك أن تصبح مستقلة فيما يخص الطاقة بفضل استثمارها السريع للغاز الصخري والبترول المستخرج من الرمال النفطية. بالتالي لن تحمي الخليج

اتفاقية (كوينسي) الموقعة عام 1945 القاضية بالتزام واشنطن بحماية سلالة آل سعود طالما استمروا في منحها حق الوصول إلى نفط شبه الجزيرة العربية

وسبق أن أكد الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر (1980) أن تأمين طرق الوصول إلى نفط الخليج إحدى ضرورات الأمن القومي الأمريكي

العلاقة بين أمريكا وروسيا تتحكم حاليا في الأزمة السورية.. أمريكا تريد أن تنهي الجفوة مع روسيا للتفرغ للتصدي للصين. وسوريا ملهاة جيدة لروسيا

في شمال غرب سوريا احتياطي نفطي كبير. هو ما يشغل روسيا وليس نظام بشار. أمريكا ستتركه لروسيا على أن تترك لها روسيا جنوب شرق أسيا لتطويق الصين

الخطة الأمريكية تضم انسحاب اسرائيل إلى حدود 1967 قدر الامكان وأن تندمج الأراضي الفلسطينية بالأردن ليشكلا الدولة الفلسطينية ويعهد بحكمها إلى الاخوان المسلمين. وبالتوازي تعيد اسرائيل هضبة الجولان إلى سوريا مقابل تخلي سوريا عن بحيرة طبرية.. وفقا لمخطط شيفردستاون (1999) 

السعودية لن تسلم من الأزمة. أمريكا ربما تستغني عن حليفها السعودي بعد أن باتت على وشك الاستغناء عن نفط الخليج.وهناك مخطط قديم لتقسيم السعودية

الغاز كلمة السر في الازمة السورية.روسيا حريصة على بقاء نظام بشار لحرصها عليه. أمريكا ربما تجبر اسرائيل على تنازلات لتحييد روسيا لتتفرغ للصين

الحرب الاقتصادية على أشدها وأمريكا تدرك ذلك جيدا. ليست دول اليورو فقط المأزومة. أمريكا وصل حجم الدين العام الداخلي فيها نحو 15 تريليون دولار بنسبة 99.6% من الناتج الإجمالي


شبكة فولتير



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

السبت، 16 فبراير 2013

الباعة الجائلون يطردون المتظاهرين من أمام دار القضاء



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

رولا خرسا فى برنامج الليلة مع هانى: عزل الحزب الوطني من الحياة السياسية "خسارة"



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

نساء يهددن بخلع ملابسهن بميدان التحرير.. ارحل يا مرسي قبل ما يقلعو دول كوارث مش ستات أصلا



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

صباحك يامصر مشرة أخبار الصباح ليوم 16 2 2013



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

لماذا يكره الجهلة المبصرون رؤوس تماثيل النوابغ العميان؟!




سلامة عبد الحميد
قبل أيام طالعتنا وسائل الإعلام بقطع مسلحون مجهولون لرأس تمثال الشاعر العربي "الأعمى" أبو العلاء المعري قبل اسقاطه عن قاعدته في مسقط رأسه معرة النعمان شمال سوريا فيما قيل إنه نكاية فيما نسب للشاعر من هجوم على الإسلام.
ومساء الجمعة فوجئنا مجددا بإعلان سرقة مجهولون لرأس تمثال عميد الأدب العربي "الأعمى" الدكتور طه حسين الكائن في مسقط رأسه في مدينة المنيا بصعيد مصر، فيما قيل إنه بغرض السرقة كون رأس التمثال تزن 20 كيلو جراما من النحاس.
لماذا يفعل البعض هذا؟ هل هو العنف الذي بات سائدا على كل الصفات البشرية في مصر كما في سوريا.. أم هو الجهل الذي بات صفة طافية على السطح تتوارى خلفها كل الصفات؟ ربما هو مزيج من العنف والجهل غلفهما القهر والفقر.. وعندما يجوع الناس أو يشعرون بالخوف أو القهر فلا تسألن عن أكل الميتة أو قتل النفس وغيرها من الكبائر التي يصبح سرقة تمثال أو تحطيمه أمرا هينا أمامها.
كثيرون لا يعرفون من تاريخ طه حسن إلا ما قدمه الراحل أحمد زكي في المسلسل الرائع "الأيام" الذي أخرجه الراحل أيضا يحيى العلمي عام 1979، وكثيرون أيضا لا يعرفون المعارك الكثيرة التي خاضها طه حسين في الجامعة وفي وزارة المعارف "التعليم" وفي الحقل الأدبي والفكري وأنه تم تكفيره ثم اتهامه بالرغبة في "فرنجة" مصر أو نقل النموذج الأوربي بحذافيره وتجنيب الدين والعادات الشرقية في المجتمع.
لكني عندما قرأت خبر سرقة "رأس" تمثال طه حسين تذكرت حوارا تليفزيونيا نادرا له قبل أكثر من 50 عاما كان يجالسه فيه نخبة من مثقفي عصره ممن كانو ينظرون إليه باعجاب التلميذ للأستاذ وبينهم قامات منها نجيب محفوظ ويوسف السباعي وأنيس منصور ومحمود أمين العالم.
تذكرت الحوار الدائر الذي كان طه حسين فيه يستنكر على هؤلاء المثقفين الكبار أنهم وجيلهم لا يهتمون باللغة العربية ويحرصون على الكتابة بالعامية منوها إلى أن هذا يعود إلى جهلهم بتاريخ اللغة، لكن ما لفتني في الحوار كان حديث عميد الأدب العربي عن دور التليفزيون الذي كان حديث عهد بالمصريين أنذاك ولم يكن يمتلكه إلا عدد محدود منهم، ورغم ذلك كان طه حسين يستشرف أنه سيكون له دور بارز في حالة الجهل التي سيصاب بها الشعب لأنه ببساطة وفق رأيه "يلهي الناس ويشغلهم عن القراءة".
تذكرت ما كان يقوله طه حسين عن التليفزيون في هذا الزمان البعيد وما هو واقع الأن في ظل انتشار القنوات ووجود التليفزيون في كل البيوت وتحول الناس إلى كائنات تليفزيونية تصدق ما يقال في القنوات وكأنه أنزل من فوق سبع سماوات.
وبمناسبة الجهل تذكرت أيضا ما قاله لنا في ندوة رائد التعليم الدكتور حامد عمار نفيا لأكاذيب رائجة تزعم أن ثورة يوليو 1952 هي التي أتاحت للمصريين مجانية التعليم باعتباره واحدا من أثارها الباقية، وما في ذلك من غبن شديد لدور الدكتور طه حسين في هذا الإطار.
وملخص ما أتذكره من كلام الدكتور حامد عمار أن التعليم في مصر منذ عهد الفراعنة وحتى مجئ الاحتلال البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر كان تعليما مجانيا.. بل وصل الأمر في عصور إلي أن يتسلم الطالب راتبا منتظما وكسوة وطعاما وشرابا وإقامة داخل المدارس التي انتشرت في عهود عدة وكان أبرزها النظام المعمول به في الجامع الأزهر، ثم أقام محمد علي باشا نظاما للتعليم الحديث علي النمط الغربي إلي أن جاء الاحتلال البريطاني فبدأت المصروفات.
وقال الدكتور حامد عمار أن مجانية التعليم الابتدائي في مصر أقرت عام 1943 عندما كان أحمد نجيب الهلالي باشا وزيرا للمعارف، وقت أن كان طه حسين مساعده الأول، وفي عام 1950 أقرت مجانية التعليم الثانوي حين كان طه حسين نفسه وزيرا للمعارف.
ورغم أن الرجل كان صاحب مجانية التعليم ومطبقها في مصر، إلا أن الجهل والفقر لم يمنعا مواطنا مصريا من سرقة رأس تمثاله النحاسي ليبيعه بجنيهات قليلة.
لا أحد يدري إلى أين نحن ذاهبون، وعلى رأي الأستاذ جلال عامر "مش كنت تسأل قبل ما تركب؟!.
المشكلة الأكبر أننا حريصون على ألا نعرف وجهتنا أو على أن نضيع الوجهة بالكلية.. ربما البعض أعجبه أسلوب الحياة هذا، وربما أننا لا نعرف غيره لنعيشه.







يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

لقاء نادر مع طه حسين



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

الخميس، 14 فبراير 2013

زي الشمس - حوار مع أمير رمسيس حول عودة يهود مصر



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

كفرنى شكرا _الحلقة الثالثة _برنامج الإرهابى



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

الطفل بائع البطاطا تصوير وتسجيل أحمد رمضان



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

بمناسبة الذكرى الـ27: إبراهيم الصحاري يكتب عن أسباب فشل انتفاضة الأمن المركزي عام 1986




إبراهيم الصحاري يكتب عن أسباب فشل انتفاضة الأمن المركزي عام 1986

تأتي خلال الشهر الحالي ذكرى مرور عشرون عام (باتت 27 عاما) على انتفاضة جنود الأمن المركزي.. وإذا كانت الانتفاضة الخاطفة في فبراير 1986 قد انتهت سريعاً فإن كل العوامل التي دفعت إليها لازالت قائمة، بل وتزداد حدة.. إلى من سينحاز جنود الأمن المركزي في الانتفاضة المقبلة؟
إبراهيم الصحاري يحاول الإجابة على هذا السؤال، وهو يحكي عن الانتفاضة السابقة..

انفجرت انتفاضة جنود الأمن المركزي في منطقة الأهرامات مساء يوم الثلاثاء 25 فبراير 1986 وتطورت على نحو واسع فوجئ بها الجميع: النظام، والبرجوازيون، وأحزاب المعارضة، ..إلخ. وقد انطلقت الانتفاضة من معسكرين من معسكرات الأمن المركزي يقع أولهما على الطريق بين القاهرة والفيوم، ويقع الثاني على الطريق بين القاهرة الإسكندرية. ففي السادسة من مساء ذلك اليوم بدأ ثمانية آلاف جندياً مظاهرات احتجاجية بعد أن ترددت بينهم أنباء تفيد بأنه تقرر مد فترة التجنيد الإجباري لأفراد الآمن المركزي من ثلاثة سنوات إلى أربع سنوات، وأن تخفيضا صغير سوف يلحق بمرتبات الجنود لسداد ديون مصر!! وتطورت الأحداث بعد ذلك فيما يشبه انتفاضة شاملة امتدت إلى ستة معسكرات مختلفة من الجمهورية (القاهرة، والجيزة، والقليوبية، وسوهاج، وأسيوط، والإسماعيلية).
كان طبيعياً أن يثير خبر مد فترة التجنيد ثائرة جنود الآمن المركزي، الذين تراوح عددهم الإجمالي في تلك السنة بين 300 و400 آلف جندي، معظمهم من أبناء معدمي الريف وفقراء الفلاحين الذين تفضل القوات المسلحة إحالتهم إلى قوات وزارة الداخلية  لقضاء تجنيدهم الإجباري بها. وطبقاً لتصنيف القوات المسلحة لهؤلاء المجندين فهم من اللائقين صحيا من المستوى (1) وثقافيا من المستوى (صفر) أي الأميين المحملين بأمراض مختلفة. وتنظر لهم وزارة الداخلية على أنهم يد عاملة رخيصة، حتى أن تقريراً رسمياً للوزارة وصفهم بأنهم "عمالة معدومة الأجر"، حيث تتراوح مرتباتهم بين 4 و6 جنيهات. وقد دفع ذلك وزارة الداخلية إلى التوسع في أعداد الملتحقين بقوات الأمن المركزي، خاصة مع تزايد حدة الصراع الطبقي في السبعينات.

قصة تطور الأمن المركزي
ارتبطت نشأة الأمن المركزي وتطوره ارتباطاً وثيقاً بتطور الصراع الطبقي في مصر. وتعود فكرة استخدام الأفراد المجندين للقوات المسلحة بوزارة الداخلية في أعمال الأمن إلى ثورة 1919 وعجز قوات الشرطة المحدودة وقتها في مواجهتها، مما دعى الاستعمار الإنجليزي بالاستعانة بمجندين من القوات المسلحة لاستخدامهم في قمع المظاهرات. وعادت الفكرة للظهور مرة أخرى في ظل الأزمة المحتدمة للنظام الناصري في أعقاب هزيمة يونيو 1967
فعندما اندلعت مظاهرات عمال حلوان في فبراير 1968 احتجاجاً على الأحكام الصادرة ضد قادة سلاح الطيران المتهمين بالإهمال والمسئولية عن الهزيمةـ تلك المظاهرات كانت بمثابة شرارة أشعلت فتيل تحركات عمالية وطلابية عارمة ـ وعجزت قوات الأمن وتشكيلاتها عن مواجهتها، استنتجت الأجهزة الأمنية للنظام أن ساحة المجتمع المصري ستشهد مزيدا من الاضطرابات الجماهيرية. إثر ذلك صدر القرار الوزاري رقم 1010 لسنة 1969 الذي أنشأ جهاز الأمن المركزي، وخصه بمواجهة الاضطرابات وأعمال الشغب التي تعجز قوات الأمن العادية عن مواجهتها، ولم يتجاوز عدد جنود الأمن المركزي آنذاك خمسة آلاف جندي. ومع اتساع نطاق النضالات الجماهيرية في السبعينات اتسعت أيضا قوات الأمن المركزي حتى وصلت للذروة في أعقاب انتفاضة يناير 1977. وقد طورت الداخلية إستراتيجيتها وتكتيكاتها ضمن ما عرف بسياسة الأمن الوقائي في عهد النبوي إسماعيل، بما يعني توجيه ضربات اجهاضية لأي تحرك سياسي أو اجتماعي وهو لايزال في المهد. هكذا لم تتضاعف فحسب أعداد جنود الأمن المركزي حتى بلغت نصف مليون، بل انتقل تسليح الجهاز أيضاً من العصي والقنابل المسيلة للدموع والبنادق إلى المدافع الرشاشة والسيارات المدرعة وبعض الأسلحة الكيماوية، حتى اصبح يشبه إلى حد كبير الجيش النظامي.

حياة الجنود داخل المعسكرات
ينظر أغلب جنود الأمن المركزي لفترة التجنيد على أنها عقوبة وتمر بأية صورة، فالمعسكرات بالنسبة لهم سجن، حيث يعيشون في معسكرات ضخمة من الخيام لا تتضمن أية مرافق مريحة، وهم ينامون على الأرض ولا تتوافر لهم دورات مياه آدمية. كما أن التغذية التي تصرف لهم لا تتناسب مع ما يبذلون من جهد شاق (وصل متوسط ثمن الوجبة عن اليوم الواحد شاملاً الإفطار والغداء والعشاء 93.7 قرشاً طبقاً لعقد توريد أغذية 1989/1990 وذلك بعد ما تحسنت التغذية كثيراً بعد أحداث فبراير 1986) وهم لا يحصلون على الوجبة الساخنة الوحيدة إذا جاء موعدها وهم في دورياتهم.
ولا يحصل جنود الأمن المركزي على إجازات إلا لمدد قليلة وعلى فترات متباعدة وهم يتعرضون إلى تدريبات شاقة ولا إنسانية ويتعامل معهم الضباط كأنهم آلات صماء بلا مشاعر أو إرادة. فمن بين أساليب تدريبهم إجبارهم على الوقوف ثماني ساعات لا يتحركون خلالها ولو لقضاء الحاجة فضلاً عن شحنهم ضد أي مشاعر إنسانية قد تنتابهم أثناء أداء مهمتهم بتدريبهم على ضرب بعضهم البعض.
الحياة في المعسكر بالنسبة لجندي الأمن المركزي تشبه السجن تماما.ً ويعمق إحساسهم بالظلم التناقض المخيف بين بؤس حياتهم في المعسكرات والرفاهية البادية في الأماكن التي يكلفون بحمايتها، من بنوك وشركات وسفارات وفنادق وملاهي وكازينوهات. وعلى حد قول لينين في مقاله "الجيش والثورة": "إن روح الحرية تتسرب إلى الثكنات في كل مكان، فالثكنة في روسيا أسوأ من سجن، وهم لا يقمعون الشخصية في أي مكان كما في الثكنة ولم يصل الضرب والتعذيب وإهانة الإنسان في أي مكان لهذه الدرجة. هذه الثكنات ستصبح بؤرة للثورة".

خمس سنوات علي حكم الديكتاتور
كان الفلاحون في مصر الفرعونية يستعبدون لمدة ثلاثة أشهر لبناء قصر لفرعون أو عام لشق  قناة أو إقامة هرم ثم يفرج عنهم، أما الآن فإن جنود الأمن المركزي مستعبدون لمدة ثلاثة سنوات في ظل شروط عمل أشبه بنظام السخرة في معسكرات الاعتقال تحت حكم ستالين.
حدثت انتفاضة جنود الأمن المركزي في سياق أزمة متفاقمة للرأسمالية المصرية فبعد خمس سنوات من تولي الديكتاتور مبارك للحكم تقلصت عائدات البترول ومعها تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وارتفع معدل التضخم إلى حوالي 20 % وتراجع معدل النمو الاقتصادي (الذي بلغ حوالي 2.5 %) عن معدل نمو السكان وهو ما عنى انخفاض نصيب الفرد من الداخل (فضلاً عن سوء توزيع هذا الدخل)، كما بلغت الديون 32.5 مليار دولار. ومع احتدام الأزمة بدأت حكومة علي لطفي في اتخاذ مجموعة من القرارات الاقتصادية الجديدة علي طريق "الانفتاح" والهجمة علي حقوق ومكتسبات العمال وتكثيف معدلات الاستغلال. ومع تفاقم الأزمة ومحاولات حلها علي حساب الطبقة العاملة والفقراء، تصاعدت حدة الصراع الطبقي واندلعت الإضرابات الكبرى مثل إضرابي أسكو والمحلة في فبراير 1986 الذين شهدا مواجهات دموية بين العمال والدولة، وما تلاها من إضرابات عديدة خلال العام نفسه.
في سياق هذا المد من الصراع الطبقي جاءت انتفاضة الأمن المركزي. إن جنود الأمن المركزي الذين يقال أنهم "يخافون من أقل رتبة" كسروا كل القواعد وخرجوا عليها وأصبحوا ثوريين، فلأول مرة في تاريخ جهاز الأمن المركزي يتمرد الجنود علي الضباط والنظام حيث سئموا المهانة والذل ورؤية غيرهم يأكلون اللحم بينما هم لا يجدون الخبز.

يومي الانتفاضة 25 و26 فبراير
في مساء يوم الثلاثاء 25 فبراير خرج الآلاف من الجنود من معسكرين للأمن المركزي في منطقة الأهرامات مندفعين بخوذاتهم ورشاشاتهم وبنادقهم في مظاهرات مسلحة إلي فندق "الجولي فيل" وهو واحد من أحدث واضخم فنادق القاهرة ويقع في مواجهة أحد المعسكرين الذين بدأ منهما التحرك مباشرة، وتتيح واجهاته الزجاجية الفرصة ليشاهدوا ما يجري من ورائها ليدركوا مدى بؤس حياتهم في قراهم وداخل المعسكر.
حطم الجنود هذه الواجهات الزجاجية ثم اقتحموا الفندق، وبدءوا يحرقون كل ما فيه، كما قاموا بإحراق فندق هوليداي سفنكس، ومبنى قسم شرطة الهرم، وفندق ميناهاوس، وبعض المحلات التجارية الكبيرة في المنطقة. وخلال ساعات استطاع الجنود احتلال منطقة الهرم بأكملها بما في ذلك مداخل طريق الإسكندرية الصحراوي وطريق الفيوم وترعة المنصورية. وفي الثالثة من صباح الأربعاء 26 فبراير أعلنت حالة الطوارئ وتم فرض حظر التجول في تلك المنطقة.
وفي حوالي السادسة صباحاً انتشرت قوات الجيش واحتلت عدداً من المواقع التي يتواجد فيها الجنود المتمردون، وبدءوا في حصار الجنود. وبعد معارك ضارية استطاعت قوات الجيش أن تسيطر علي المنطقة. وحتى ذلك الحين لم يكن ما يجرى في منطقة الأهرام قد امتد إلي بقية العاصمة، وما كادت ساعات صباح الأربعاء الأول تمر حتى بدأت الانتفاضة في أغلب  معسكرات الأمن المركزي الأخرى في العاصمة، في شمالها وشرقها وجنوبها الغربي. وتعالت أصوات اشتباكات الرصاص مع قوات الجيش التي كلفت بسحب السلاح من جنود الأمن المركزي في كافة المعسكرات، بعد أن تزايدت الشكوك من اختراق سياسي واسع داخل جهاز الأمن المركزي.
وقعت أول هذه الأحداث في معسكر الهايكستب القريب من مطار القاهرة. وفي الثامنة والنصف تجمهر جنود الأمن المركزي بمعسكر لهم يقع في شارع جسر السويس، وحين وصلت القوات المسلحة إلي المعسكر اشتبك معهم الجنود وتحول الاشتباك إلي مطاردة في الشوارع الجانبية المتفرعة من جسر السويس، وشوهدت آثار الدماء علي أرض الشارع، واحترقت إحدى سيارات الجيش علي الأقل، وتم إغلاق شارع جسر السويس وتعزيز قوات الجيش. وفي الدراسة، حيث يقع معسكر ضخم لقوات الأمن المركزي، تبادل الجنود المحتشدون النار مع قوات الجيش، ولجأ بعض جنود الأمن المركزي إلي البيوت المحيطة بالمعسكر ومنطقة المقابر بعد نفاذ ذخيرتهم. أما في معسكر شبرا فقد رفض الجنود الاستسلام للجيش وانتشروا في المنطقة المحيطة بهم، وكادوا ينجحوا في تحطيم أكبر محطة للكهرباء في القاهرة. ويعد تحرك الأمن المركزي في منطقة طره أخطر التحركات جميعاً، فأثناء محاولة الجيش استلام المعسكر واجههم الجنود بإطلاق النار، وبدأت طائرات الجيش الهليكوبتر بقذفهم بالرصاص. وخرج جنود المعسكر بالآلاف فارين إلي الشوارع حاملين معهم أسلحتهم وتوجهوا إلي سجن طره واستطاعوا أن يقتحموا السجن ومساعدة السجناء علي الهرب وبحثوا عن الضباط كي يقتلوهم.
وقد بدأ الوضع يأخذ منحى آخر في شارع الهرم، حيث انحازت كتلة من الفواعلية وعمال التراحيل والشحاذين والطلاب والعاطلين عن العمل، الذين يسكنون في أفقر منطقة في الهرم هي الطالبية، إلي جنود الأمن المركزي، وبدءوا يشتركون معهم في تحطيم الكباريهات والفنادق الموجودة في المنطقة: كازينو الليل، والأهرام، وأوبرج الهرم، والأريزونا، وغيرها. عند هذا الحد انتاب الذعر الطبقة الحاكمة وتم إعلان حظر التجول في كافة مناطق العاصمة، وتم تحذير المواطنين من البقاء في شوارع المدينة بعد ساعتين من قرار الحظر، خوفاً من أن تشجع حركة الجنود فئات أخرى علي التحرك ضد النظام، خاصة أن عناصر من المهمشين والعاطلين بدأت تشارك جنود الأمن المركزي الفارين في الهجوم علي السيارات والمحلات التجارية في منطقة الدقي.
كان الوضع خارج القاهرة أقل حدة بكثير، حيث انحصرت انتفاضة الجنود في القليوبية والإسماعيلية وسوهاج داخل المعسكرات، واستطاعت قوات الجيش أن تحاصرهم وتنزع أسلحتهم بسهولة. وكان الاستثناء الوحيد في أسيوط حيث كانت الأحداث أشد عنفاً. ويقال أن محافظ أسيوط آنذاك زكي بدر (الذي أصبح وزيرا للداخلية مكافأة له علي دوره في مواجهة الأحداث) قد فتح الهويس (القناطر) في أسيوط للحيلولة دون وصول جنود الأمن المركزي من معسكرهم في البر الشرقي الذي أحرقوه وخرجوا منه، وذلك علي غرار حادثة كوبري عباس الشهيرة. واستخدم الجيش الطائرات لضرب جنود الأمن المركزي، ويوضح ما حدث في أسيوط خوف السلطة من تكرار ما حدث عام 1981 عندما استطاعت الجماعات الإسلامية المسلحة الاستيلاء علي القسم والسيطرة علي المدينة، فالجماعات الإسلامية كانت لا تزال متواجدة بكثافة في أسيوط آنذاك.

أين المعارضة
كانت حصيلة انتفاضة الأمن المركزي أكثر من 107 قتيلاً معظمهم من الجنود 104 في القاهرة و3 في أسيوط و719 جريحاً. وبعد إعادة الجيش السيطرة علي الأوضاع، تم القبض علي آلاف من الجنود من مواقع الأحداث بالإضافة إلي أعداد من المهمشين، وأمام أحد أقسام الشرطة التي تعرضت للهجوم وقفت دبابات الجيش صفين بينهم طابور من العساكر المقبوض عليهم، واضعين أياديهم فوق رؤوسهم مثل الأسرى وعيونهم زائغة، معظمهم ضعاف الجسم قصار القامة، بعضهم يرتدي الزي العسكري وآخرون بالملابس الداخلية، مساقون إلي المذبح في مشهد يشبه إلي حد كبير صلب سبارتاكوس ورفاقه علي طريق روما. وتم طرد 21 ألف جندي من الخدمة.
وفور انتهاء عملية الذبح، سارع زعماء المعارضة (الوفد، والتجمع، والعمل، والأحرار) إلي لقاء مبارك، حيث أعربوا عن استنكارهم لانتفاضة الأمن المركزي، وتأييدهم المطلق لسياسة النظام في مواجهة الأحداث. وعلى الرغم من التغطية الجيدة نسبياً للأحداث بواسطة جريدة "الأهالي" لسان حال حزب التجمع، فإن موقف الحزب الرسمي كان شديد التخاذل، حيث صدر عن الحزب بيان "يستنكر الأحداث ويدعو لمشروع قومي يواجه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية". ويوضح لنا ذلك بجلاء مقدار انتهازية التجمع، حتى في ذلك الوقت، عندما تعرض النظام إلى تهديد حقيقي. أليس من الوقاحة حقاً أن يؤيد المرء مبارك في ذبحه لجنود الأمن المركزي ويدعوه في الوقت ذاته إلى مزيد من الديمقراطية؟! والأمر الجدير بالملاحظة هنا أن صاحب المبادرة في طرح هذا الموقف المتخاذل كان جناح "الصقور" داخل التجمع وقتها، فبناء علي اقتراح من صلاح عيسى اتصل حسين عبد الرازق بخالد محي الدين فور انتشار أخبار الأحداث وطرح عليه فكرة الاتصال برئيس الجمهورية لينقل له إدانة التجمع للانتفاضة ويطالبه في الوقت ذاته بالـ"ديمقراطية الصحيحة" وبضرورة معالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية لأحداث العنف. وبالفعل اتصل خالد محي الدين بمكتب الرئيس الذي تفضل وطلب من مدير مكتبه "الاتصال بالأستاذ خالد ليبلغه شكر الرئيس وتقديره" علي حد تعبير حسين عبد الرازق في كتابه "الأهالي: صحيفة تحت الحصار". 
وقد تبنى حسين عبد الرازق موقف معادي لانتفاضة الأمن المركزي علي صفحات الأهالي: "تعودنا أن ندافع عن حق العمال في الإضراب، ولكن أحداث هذه المرة شئ أخر.. أنها تمرد لا إضراب، والفرق بينهما كبير وواضح.. فرق بين الاحتجاج والتمرد.. الأول تعبير منظم عن مطالب وحقوق، والثاني تصرفات فوضوية مظاهرها التخريب والحرق والسلوك العشوائي.. ربما كان للأمن المركزي مطالب، وقد يكونوا أصحاب حقوق مهضومة.. لكن الأكيد أن هناك أسلوب آخر غير الرصاص للتعامل والتعبير". فهل حقاً كان هناك أمام عبيد عصرنا السعيد "أسلوب آخر للتعامل والتعبير"؟! وهل تسمح طبيعة جهاز الأمن المركزي بممارسة هذا الأسلوب الآخر؟!

عشرون عام علي الانتفاضة
بعد عشرين عام  من انتفاضة الأمن المركزي وما يقرب من ربع قرن علي حكم مبارك، وفي ظل تنامي السخط الجماهيري والمطالبة بالإطاحة بالنظام، من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة مداً شديداً في الصراع الطبقي في ظل هجمة البرجوازية الشرسة والليبراليين الجدد علي مستويات معيشة الطبقة العاملة والطبقات الفقيرة.
في هذا السياق ينبغي أن نفهم جيداً مغزى انتفاضة الأمن المركزي فهؤلاء الجنود درع وزارة الداخلية الرهيب، هم في الأصل أبناء المعدمين والفقراء في الريف والمدينة يشعرون ببؤس حياتهم كبقية الجماهير العمالية والفلاحية. وقد أظهرت انتفاضتهم في 1986 وعيهم الطبقي الجنيني. وفي خضم الانتفاضة القادمة، من الممكن أن نجدهم يتمردون مرة أخرى علي النظام وينضمون للجماهير في حركة تهدف للتغيير الثوري بشرط أن يجدوا من يبلور المطالب التي تعبر عن مصالحهم ويقنعهم بوحدة المصير بينهم وبين جموع الجماهير الثائرة. وتلك مهمة لا تقدر عليها سوى حركة جماهيرية جذرية تطالب بالخبز والحرية.










يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

فيديو..محمو سعد لـ«مرسى»: مبارك لما كان مكانك كان بيسمع للشعب.. أومال احنا عملنا ثورة ليه يا محمود لما مبارك حبيبك كان حلو كدا؟!



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

الأربعاء، 13 فبراير 2013

تحويل جميله اسماعيل للتحقيق لردها على الزمر و شعبان



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

مصر الجديدة - فقرة الاخبار- الشيخ خالد عبدالله 12 2 2013



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

موعد انسحاب حمدين صباحي من جبهة الإنقاذ




يشاع في أوساط ضيقة معظمها من الصحفيين والنشطاء حاليا أن حمدين يجهز نفسه لإعلان الإنسحاب من جبهة الانقاذ.. لأنه كما يقال اكتشف أن الجبهة باتت عبئا سياسيا عليه ولا تقدم لمشروعه السياسي أي دعم بل بالعكس تسحب من رصيده في الشارع وتهدم كل طموحاته في الفوز بمقعد الرئاسة في حال ترشحه في الانتخابات القادمة.
طبعا لو حدث هذا وتحولت الشائعات الرائجة إلى حقيقة هنسمع أحلى كلام، من المدافعين عن الجبهة بالحق والباطل، عن فشلها الذي كان متوقعا وتبريرات وتحليلات عن سبب فشلها.. وربما نكتشف أموارا تم اخفاءها، أو على الأقل محاولة تجميلها مما كان يجري ف يالكواليس، إضافة إلى الكثير من الهري والكذب عن الخروج المشرف للبطل الزعيم "النسر" منها..
وأنه كان ينبغي ألا ينضم لها أصلا لأنها ولدت ميتة كمجرد رد فعل على الاعلان الدستوري المفاجئ الذي أحدث أزمة سياسية كبيرة وحشد في الشارع.. ليستغل البعض الموقف لإيجاد الجبهة دون تخطيط ودون رؤية مسبقة لما يمكن أن تقدمه.
ويمكن تسمع من يتحدثون عن أنه انسحب بعد الجبهة ما ضمت الفلول وكأن الفلول انضمو في فترة لاحقة... أو إنه مكنش واخد باله منهم في الأول.
غالبا عمرو موسى سيحظى بالنصيب الأكبر من الهجوم أو الشتيمة.. خصوصا بعد أن قال موسى مؤخرا إن الجبهة مش عاوزة انتخابات رئاسية مبكرة لكن حمدين مصمم على الانتخابات المبكرة...
المهم البرادعي هيبقى شكله وحش أوي لأنه للمرة العاشرة قدم طرحا فاشلا وكرر الاثبات، لمن لا يعتبرونه المخلص أو لمن كفروا بأنه يمكن أن يقدم جديدا في المشهد السياسي المصري، كرر اثبات أنه مجرد رجل "بركة" لا أكثر.
لكن المؤكد أننا سوف نسمع أن الجبهة بعد النسر معدلهاش قيمة وأن انسحابه يعني حلها لأنه كان سبب تماسكها بما له من شعبية والـ 4 ونص مليون اللي انتخبوه وكدا..
ما علينا.. فالأيام وحدها كفيلة باثبات إن كانت الشائعات الرائجة دخانا لما تحت الرماد.. أم مجرد شائعات.. لننتظر. ولن يطول الانتظار إن شاء الله.





يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

كنت ناصريا فاهتديت.. مقال لصلاح الإمام



كنت ناصريا .. فاهتديت 
 صلاح الإمام





أحد الصحفيين (والاعلاميين) الناصريين، والذى يعف قلمى عن ذكر اسمه، لكنه يقدم برنامج توك شو (بمفرده) خلفا لسيدة زوجها صاحب قناة (التيت) للرقص، قال هذا الصحفى: "ما أحوجنا لعبدالناصر فى ظل الخضوع والإذعان الذى نعيش فيه".
   إنه يتحسر على عهد عبدالناصر، مثله مثل أغلبية رموز الصحافة والإعلام والسياسة فى مصر الآن، بل أصبح إعلامنا فجأة كله ناصرى التوجه، رغم أنه قبل سنوات كان ذلك يعد من قبيل التهم التى يتعرض أصحابها للاضطهاد، وأنا هنا بصفتى من الذين انتموا لهذا التيار سنوات طوال مغيبا متعاميا عن الحقائق، لابد أن أبرىء ذمتى أمام الله أولا ثم أمام الدنيا كلها، فلقد اكتمل عقلى، ونضج فكرى، واهتديت بفضل الله تعالى إلى أننى كنت ضالا فاستفقت وهدانى الله الذى ما كنا لنهتدى لولا أن هدانا، وأحمد الله أنى قد استفقت قبل لقائه، مؤكدا على أننى لا أنتمى لأى أحزاب أو جماعة أو ائتلاف، ولن يحدث هذا أبدا.


   لقد عشت ردحا من عمرى وأنا مثل هؤلاء أرى فى عبدالناصر زعيما استثنائيا لن يأتى الزمان بمثله، فلما تقدم بى العمر وازددت نضوجا واتسعت دائرة مداركى ومعارفى، وأخذتنى هواية البحث والتنقيب فى تاريخ الأمة، رأيت ما لم أره فى زمن (المراهقة المعرفية) من سلبيات وجرائم، جعلتنى أنزل بعبدالناصر من على قمة التمجيد إلى أسفل درجات التحقير، وبدأت أرى حقيقة ما غاب عنى خلال عهد الهزائم والانكسارات، وقتما كان يجلس على قيادة الجيش شخصا أرعنا هوايته مجالسة المومسات، وكل وقته ضائع بين الخمر والنساء.

   عبدالناصر بنى المصانع وأقام المشاريع والشركات، لكنه بناها على أطلال المصانع والشركات التى أممها وانتزعها من أصحابها، والسؤال: ماذا لو أقدم الرئيس محمد مرسى اليوم على تأميم كل المصانع التى يملكها رجال الأعمال ـ وأغلبهم لصوص ـ وفتح أبواب هذه المصانع لتكون ملجأ لكل المتعطلين فيقبضون رواتب بلا عمل، ونفرح أياما بذلك، ثم نبكى سنينا بعدما تخرب هذه المصانع مثلما خربت مصانع ناصر وانهارت من داخلها لأنها تحولت إلى مأوى لكل المتعطلين الغير فاعلين؟.

   بعد قيام ثورة يوليو عام 1952 قدم عبد الناصر القرابين (من لحم الوطن) للغرب لينال رضاءهم، فبدأت حكومتة المفاوضات مع بريطانيا حول السودان فى 20 نوفمبر سنة  1952، وانتهت فى 12 فبراير سنة 1953، وقبل التفاوض مع الانجليز على الجلاء عن مصر، وكان هذا التصرف مقابل أن يختفى اللواء محمد نجيب عن صدارة المشهد، ويصبح عبدالناصر (34 سنة) هو رئيس وزعيم أكبر دولة عربية، وكان الثمن هو التخلى عن السودان التى كانت كانت جزءً من مصر، وفى أواخر سنة  1953، أجريت انتخابات برلمانية فى السودان صورية برعاية انجليزية، وتم سحب القوات المصرية من السودان عام1955 ، وهى جريمة تستحق المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، لأنه فرط فى ثلاثة أرباع الوطن.

   ولم يقف الأمر عند هذا الأمر، بل لعب دورا قبيحا بعد ذلك، فساعد فى تسليح المتمردين بجنوب السودان، الذين انفصلوا بدورهم هم الآخرين فى دولة جديدة عام 2010 برعاية حسنى مبارك والبشير والقذافى، رغم أن هذه الأراضى كانت خاضعة للسيادة المصرية منذ عام 1838م، ويرفع عليها علم مصر.
   ومع اتساع دائرة البحث، اكتشفت أمورا رهيبة، فالزعيم الذى صدع رؤوسنا عن القومية العربية (وهى فى حقيقتها دعوى استعمارية خبيثة) كان يساعد ويدعم المتمردون الأكراد ضد العراق، وأيضا كان يدعم الهند ضد باكستان المسلمة، ويدعم اليونان ضد تركيا المسلمة، ويدعم الروس ضد دول الاتحاد السوفيتى الاسلامية .. فيا لهول ما اكتشفته متأخرا.
  فى كل صراع يكون فيه الاسلاميون طرفا، نجد عبدالناصر يقف مع الطرف الآخر ضد الاسلاميين، فقد كان دوره محددا وواضحا، وهو مناهضة المد الاسلامى، تحت دعاوى (القومية العربية) تارة، أو تحت شعارات التقدم والنهوض وغيرها.

   راجعوا معى عهد عبدالناصر من خلال الصحف والسينما، ستجدون فى عهده كانت صور أغلفة المجلات مخصصة للعاريات العاهرات، وفى أفلام الخمسينيات والستينيات سنرى كيف كانت النساء يرتدين ملابس فوق الركبة بشبر أو أكثر، وكان إعلام الدولة موجه لنشر هذا الانفلات ورعايته وتشجيعه ونعته بالتقدم والتحرر، فأسس لهذه الموجه من الانفلات الأخلاقى التى تشهدها البلاد حاليا.
   بعد مصرع السفاح محمود سليمان الذى روع مصر وقتها، خرجت جريدة الأخبار يوم 10 ابريل سنة 1960 بعنوان رئيسى كبير يقول:
   مصرع السفاح
   عبدالناصر فى باكستان
دون أن يقوم سكرتير التحرير التنفيذى بوضع خط يفصل بين السطرين، رغم أن السطر الأول كان بالأسود والثانى كان بالأحمر، إلا أن عبدالناصر قرأ الخبر على أنه هو الذى لقى مصرعه فى باكستان، وأنه أيضا هو السفاح، فغضب الزعيم (الديمقراطى) بشدة وأصدر قرارا تاريخيا بتأميم الصحافة فى الثالثة فجرا، ونفذ القرار بأسلوب الانقلابات العسكرية، ثم زرع فى كل جريدة رقيب من أسافل الضباط المبتزين اللصوص.

 وفى عهده حدث انهيارا صخريا أثناء العمل فى مشروع السد العالى، ولقى 300 مهندس وفنى وعامل مصرعهم، فأمر بعدم نشر الخبر، لكن جريدة الجمهورية نشرته على سبيل السهو، فتم إقالة رئيس تحريرها.
   لقد شاهدت ـ على قناة خاصة ـ فيلم (الكرنك) يوم الأربعاء الماضى، وكأنى أشاهده لأول مرة، رغم أنى شاهدته قبل ذلك مرارا لكنى كنت لا أهتم بمحتواه وأظنه افتراءات، شأن كل الافلام التى صورت لنا ما كان يجرى من انتهاكات بشعة للحريات والحياة الخاصة للمواطنين، ومن هذه الأفلام: امرأة من زجاج، طائر الليل الحزين، العرافة ... إلخ، شاهدت فيلم الكرنك فى هذه المرة بعيون الانسان العادى المنزه عن الهوى، ورايت كيف نجح السيناريست ممدوح الليثى فى نقل صورة حقيقية لتلك الأيام، وكدت أبكى وأنا أرى فى أحد المشاهد كيف كان الطيران الاسرائيلى يضرب العاصمة والمدن المصرية فى ذات اللحظة التى كان فيها زبانية السجن الحربى من ضباط وعساكر يجلدون خيرة الشباب المصرى بالكرابيج، ويرفعون عليهم رشاشاتهم لأنهم صرخوا فيهم وقالوا لهم: اتركونا نخرج نحارب عن بلدنا، فكان الرد مزيدا من الضرب والتعذيب على أصوات قنابل الطائرات الاسرائيلية التى تنفجر على بعد أمتار منهم (!!)، فى السابق كنت لا أصدق هذا، لكنى مع البحث والتحرى، مع التدقيق والتمحيص فى كل ما كتب، وكل ما قيل، تيقنت من صحة كل هذه الوقائع.

   لقد وضع عبدالناصر مادة فى دستور 1956 تحصن كل قراراته السابقة واللاحقة من الطعن عليها أمام القضاء، وأرسل احد غلمانه (الرائد سعد زايد) ليضرب فقيه فقهاء القانون فى مصر والعالم العربى الدكتور عبدالرازق السنهورى، يضربه بالحذاء فى مبنى مجلس الدولة الذى تأسس على أكتافه، وكافأ عبدالناصر سعد زايد فيما بعد فجعله محافظا للقاهرة، وفى عام 1969 كانت مذبحة القضاء، حيث تم إبعاد نصف مستشارى محكمة النقض، وتشريد ثلث قضاء مصر فى وظائف غير قضائية.

      الزعيم حل مجلس نقابة المحامين عام 1954، بعد أن اجتمعت جمعيتها العمومية فى 26 مارس 1954، وطالبت الجيش بأن يعود لثكناته، فأقدم الزعيم على سابقة (تنضم لكومة سوابقه)، بحل مجلس النقابة، وعزل النقيب عبدالفتاح الشلقانى، وتعيين عبدالرحمن الرافعى نقيبا للمحامين، وهو المؤرخ الذى أفرط فى مديح الثورة وقادتها، ولما قبل التعيين كنقيب للمحامين بالمخالفة لكل الأعراف والقوانين، سقط من نظر الكثيرين.

   لقد كانت مصر قبيل ثورة 52 واحة للديمقراطية، حيث الأحزاب المختلفة والصحف والمنابر، فلما جاء الزعيم حل كل هذه الاحزاب، وشكل تنظيما واحدا تحت مسميات مختلفة، مهمته الهتاف وتأليف الشعارات، حتى عند الهزائم والنكبات.

   الزعيم ناصرهو الذى ابتدع نسبة 99.999% موافقون على أى استفتاء أو انتخابات تتم بشكل صورى، استلم مصر وحدودها فى الجنوب تضرب عند اثيوبيا، وحدودها الشرقية نهاية حدود قطاع غزة، فتركها دون السودان، ودون غزة، ودون سيناء، والعدو الاسرائيلى على بعد 50 دقيقة من القاهرة.
   ترك مصر بعدما أسس لحكم عسكرى مستبد غاشم، مزق الوطن فتركه أشلاء، وترك جيشا مدمرا، وشعبا خانعا خائفا.
 والحديث عن كوارث الزعيم لا ينتهى، ولذا فإنى أعلن ندمى على كل كلمة مديح وإشادة له ولعهده، وأعتذر لكل من هاجمته بضراوة من الكتاب والمفكرين العظام الذين انتقدوا عهد الزعيم، وعلى رأسهم المرحوم المفكر الكبير الدكتور مصطفى محمود، فى أعقاب مقال له بجريدة أخبار اليوم عام 1987 بعنوان "يسقط اليسار"، فقد كان محقا، وكنت أنا متجنيا على المفكر الكبير حينما رددت عليه بتحقيق صحفى مثير فى جريدة "صوت العرب" بعنوان "شربة الشيخ مصطفى محمود"، وأعتذر لكل من ناصبته العداء يوما ما بسبب دفاعى عن زعيم النكبات والهزائم.




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

مصر الجديدة - فقرة الاخبار- الشيخ خالد عبدالله 12 2 2013



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

أحمد دومة: الثورة مش سلمية وخططنا لخطف رهائن من الضباط !



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

Step Up Revolution 2012 . Full final dance . 1080p HD



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

الرئيس الأسد يلتقي الوفد الأردني المتضامن مع سورية



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

رسالة للمثقفين المحترمين اللي عندهم ضمير



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

اتهام النائب السابق محمد ابو حامد بأنه قائد فى بلاك بلوك.. ومحامي يقدم بلاغا للنائب العام للتعرف على صوته



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

مجهولون يضعون نقاباً على تمثال أم كلثوم بالمنصورة



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

وفد من احزاب واعلاميين مصريين يلتقون بدمشق المسؤوليين السوريين



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

فضيحة الإبراشي والشاهد الكاذب على تعذيب محمد الجندي



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ملف العدد الأخير في "السياسي": الجيش المصري وواشنطن.. علاقة متينة تربطها المعونة



























الجيش المصري وواشنطن.. علاقة متينة تربطها المعونة
___________________________________________
رغدة رأفت
فى ظروف الارتباك الراهنة التى يمر بها المجتمع المصرى، أضطر الرئيس مرسى استدعاء الجيش فى بورسعيد، بسبب تدهور الوضع الأمنى، فى حين أن الرئيس مرسى وجماعته كانوا أكثر الناس استعجالا، لكى يسلم الجيش السلطة، ويسرع فى الخروج من المعادلة السياسية.وكان لهم ما أرادوا وخرج الجيش بالفعل من الواقع السياسى.
تحذير وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي من "انهيار الدولة" إثر أحداث العنف التي صاحبت الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، أثار تساؤلات حول دور الجيش في المرحلة الحرجة التي تعيشها مصر الآن، وسط مطالبات بتدخل المؤسسة العسكرية لوضع حد للأزمة السياسية حتى لا تنجرف البلاد نحو الفوضى..
موقف الجيش وتفاعلاته مع الصراع السياسي، لايمكن فهمه بمعزل عن فهم العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية، والقوات المسلحة المصرية.
ثمن المعونة
منذ إبرام اتفاقية السلام عام 1979، ومصر تحصل على مساعدات عسكرية، تقدر بحوالي 1.3 مليار دولار سنويًّا، إلا أن هذه المساعدات تثير جدلًا وانتقادات واسعة، من قبل أكاديميين، وجماعات الضغط السياسية المختلفة في واشنطن، منذ عهد مبارك، ورغم ذلك تحافظ الإدارة الأمريكية على تقديم هذه المساعدات، واستمرار العلاقة مع مصر، وهو ما ترجمته ورقة بحثية أعدت فى جامعة "بنسلفانيا"، بقولها: إن "القاهرة وواشنطن استفادتا من العلاقة الاستراتيجية، التي استمرت لثلاثين عامًا".
وفي 2007 قال السفير الأمريكي الأسبق لدى القاهرة، فرانسيس ريتشاردوني، في مذكرة رفعها لوزارة خارجية بلاده: "بفضل المساعدات، أيدت مصر الأهداف الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة، لمدة ثلاثين عامًا، وحافظت على السلام الدائم مع إسرائيل، وامتنعت عن عرقلة العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتعاونت مع المخابرات الأمريكية، لمكافحة الجماعات المتطرفة، والإرهاب في المنطقة".
وأضاف: "مصر استفادت من علاقتها بأقوى جيش في العالم، وحدثت قواتها وأسلحتها، فهي ثاني أكبر دولة تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية، وعاشر أكبر جيوش العالم، وتمثل المساعدات الأمريكية لها 85% من ميزانيتها العسكرية، كما أن 6600 من ضباط الجيش، تلقوا تدريبات عسكرية في الولايات المتحدة، منذ 1995، وحوالي 600 ضابط يحضرون تدريبات عسكرية كل عام".
وأوضح أنه "بموجب المساعدات، تستضيف مصر، مرة كل عامين، بالتعاون مع القيادة المركزية الأمريكية، (النجم الساطع)، أكبر مناورة عسكرية متعددة الجنسيات، في منطقة الشرق الأوسط، وعلى مدار 30 عامًا تجتمع وفود عسكرية رفيعة المستوى، إما في القاهرة أو واشنطن، لمناقشة العلاقة على وجه التحديد، فيما يخص الدفاع والتعاون العسكري، والسياسة الاستراتيجية".

ويتابع "خلال سنوات عهد مبارك، تعرضت المساعدات العسكرية الأمريكية لانتقادات واسعة، من جماعات الضغط السياسية في أمريكا، ورأى عدد من رجال الكونجرس الأمريكي، ضرورة تخفيض المساعدات لسببين رئيسيين، أولهما: أن حجم هذه المساعدات لا يتناسب مع الدعم، الذي تقدمه مصر للولايات المتحدة، وأهدافها الاستراتيجية في المنطقة، وثانيهما: أن نظام مبارك يعتمد على القمع والخوف، مما يعني أن الولايات المتحدة تقر بمساعدة دولة لا تمارس الديمقراطية"، حيث رأي أعضاء الكونجرس، أن استمرار المساعدات، يستوجب مزيدًا من الانفتاح علي إسرائيل، وبذل جهد أكبر لوقف التهريب لقطاع غزة، عبر حدوده مع مصر، ومكافحة الإرهاب، ومنح حرية أكبر للأقليات الدينية في مصر، تحديدًا الأقباط، لذا دعوا، أكثر من مرة، إلي تقليصها، أو جعلها مشروطة.



ما بعد الثورة
عندما اندلعت ثورة يناير وأطاحت بالرئيس، مبارك، أعلنت الولايات المتحدة دعمها لها، بحجة أنه يجب على أقوي دولة فى العالم مساندة الشعوب، التي تبدأ طريقها نحو الحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وكان للجيش المصري دور كبير، في إجبار مبارك على التنحي.
وبدا الدور، الذي لعبته أمريكا فى مصر، بعد الثورة، واضحاً، تماماً، منذ 25 يناير 2011، وحتي تسلم الرئيس محمد مرسي الحكم، من المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وما تبعها من عملية الإطاحة بقيادات المجلس، المشير حسين طنطاوي، ونائبه الفريق سامي عنان، وآخرين.
ورغم أن نظام حكم الرئيس مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، يشوبه ممارسات استبدادية، إلا أن الإدارة الأمريكية تلتزم الصمت، وسط موقف يبدو محايداً من الجيش المصري، وهو ما دعا المعهد العربي الأمريكي، للتساؤل عن سر هذا الصمت، ويحاول الإجابة عنه في تقرير نشر حديثاً، بالقول: "غياب الجيش المصري من المشهد، لا يعني، على الإطلاق، أنه بمعزل عن الحياة السياسية في مصر، فتسليم المجلس العسكري السلطة للإخوان، بعد الانتخابات الرئاسية، لم يحمل في طياته عودة الجيش، نهائيًّا، إلى ثكناته، وتخليه عن المسئولية تجاه ما يحدث في البلاد".
ويرى التقرير أن "الدور الذي يلعبه إخوان مصر، كوسيط محايد، بين إسرائيل وحماس، هو الذي دفع الإدارة الأمريكية للصمت، تجاه استبداد الإخوان في الحكم"، مؤكداً "أن واشنطن تحتفظ في الوقت نفسه، بقنوات اتصالها بالجيش المصري، لمنع انزلاق البلاد نحو الفوضى، لأنها لا تجد بديلًا عن الإخوان، كما أنها تخشي صعود السلفيين، لأن المعارضة الليبرالية مشتتة، لكن لا يمكنها الاعتماد على الجيش، في حكم مصر بشكل مباشر، لأن تجربة المجلس العسكري، كانت عبئًا على القوات المسلحة، مما دفع واشنطن إلى دعم الانتقال لسلطة مدنية، يقودها الإخوان".
ومازالت المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، محل نقاش داخل أروقة الكونجرس، حيث يرى البعض أنها غير مجدية، بعد وصول الإخوان للحكم، لأن التهديد بقطعها لن يدفع الجماعة، لعمل إصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد، إلا أن البعض الآخر يرى أن تخفيضها، أو قطعها، سيضر بشركات بيع الأسلحة في الولايات المتحدة، مثل شركتي "لوكهيد مارتين"، و"جنرال داينميكس"، مما يضر بالاقتصاد الأمريكي في نهاية المطاف، حيث ينفق الجيش المصري أموال المساعدات على شراء الأسلحة، حسب قول ديفيد شنيكر، مدير برنامج السياسة العربية بمعهد واشنطن .
الجيش لاعب سياسي
علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية، على تصريحات السيسي قائلة: إنها "تذكير بنفوذ الجيش"، الذي قاد المرحلة الانتقالية في البلاد، مشيرة إلى أنه "رغم عودة الجيش إلى ثكناته، فإنه لا يزال يحتل مكانة خاصة في حفظ النظام، بدليل أنه تولى مسئولية حفظ الأمن في مدن القناة، في ظل أحداث العنف، التي وقعت مع ذكرى ثورة يناير".
ونقلت الصحيفة عن ياسر الشيمي، الباحث بمجموعة الأزمات الدولية، أن "الجيش إذا ما رأى أن البلاد في حالة خطر، سيتدخل لقيادتها، أي أن سقوط الرئيس هذه المرة، سيؤدي إلى أن تحكم المؤسسة العسكرية مصر، ولن يتكرر ما حدث منذ عامين، بسقوط مبارك"، متسائلة: عما إذا كانت تصريحات السيسي، تحمل في طياتها استعداد المؤسسة العسكرية، للانقلاب على حكم الإخوان في البلاد.
ونقلت "الجارديان" عن عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، قولهم: إن "تصريحات السيسي، تهديد مبطن للحكومة لإنجاز العمل المطلوب، بالحوار مع القوى السياسية، لتهدئة الشارع"، مشيرة إلي أن القيادة العسكرية تتحدث بهذه القوة، لأنها مازالت تلعب دوراً قوياً فى العملية السياسية، رغم انسحابها، بتسليم مرسي السلطة.
وتستمد المؤسسة العسكرية قوتها، من سيطرة رجالها على عدد كبير من المناصب الإدارية، في البلاد حتى الآن، كما أنها تدير قدرًا كبيرًا من المصالح الاقتصادية، في أنحاء الجمهورية، فما زالت المؤسسة العسكرية تتحرك باستقلالية، وتعتبر نفسها مؤسسة ذات وضع خاص، داخل البلاد.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية، قد تحدثت عن المساعدات العسكرية لمصر، في تقرير نشر في مارس 2011، أكدت فيه أن "الجيش المصري أصبح يستخدم أموال المعونة الأمريكية، في تقديم خدمات للمدنيين، وليس لرجال الجيش، مثل المستشفيات العسكرية، التي تقدم العلاج للمدنيين، مما يثير استياء المواطن الأمريكي، الذي يرى أن أموال دافعي الضرائب يستفيد منها غيره، إلا أن الإدارة الأمريكية لها أهداف استراتيجية للتأثير على مصر، من خلال أموال المعونة، لذلك تحرص على استمرارها".
وعلى الرغم من أن التقارير الأمريكية أكدت، فور تعيين السيسي وزيرًا للدفاع، أن الولايات المتحدة فوجئت بالتغييرات، التي قام بها مرسي في الجيش، إلا أن الإدارة الأمريكية بدت واثقة في وزير الدفاع الجديد، مدركة أن التغييرات ما هي إلا تعاقب للأجيال، بإزاحة رموز أصبحت أكثر عزلة في مصر بعد الثورة، وذلك حسب مقال نشر في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية "لديفيد أجناتيوس"، مما يعني أن قنوات الاتصال بين الولايات المتحدة والجيش، ما زالت مفتوحة، وهذا يطمئن الإدارة الأمريكية على مصالحها في المنطقة.
وقلل المسئولون الأمريكيون من شأن الشائعات، التي ترددت بوجود علاقة بين السيسي وجماعة الإخوان المسلمين، وأكدوا أن السيسي معروف جيدًا للجيش الأمريكي، حيث قضى عامًا من التدريب الاحترافي في الولايات المتحدة، وكان يعتبر مديرًا متميزًا للمخابرات الحربية.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، علم الولايات المتحدة الأمريكية، مسبقاً، بالمباحثات التي جرت في مصر، والتي أدّت إلى الإعلان عن فريق جديد للقيادة العسكرية، غير أنها لم تكن تعلم بتوقيت هذا الإجراء، وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية "فيكتوريا نولاند": "إن الذين عُينوا في القيادة العسكرية الجديدة، أشخاص نعرفهم، وعملنا معهم في السابق، وأغلبهم تابع دورات تدريبية في الولايات المتحدة".
ووقتها قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: إن وزير الدفاع السابق، حسين طنطاوي، قدم وزير الدفاع المصري الجديد، عبدالفتاح السيسي، "لجون برينان"، مستشار أوباما لمكافحة الإرهاب، خلال زيارته لمصر في أكتوبر، باعتباره من سيخلفه فى المنصب.
وأوضحت الصحيفة أن طنطاوي والسيسي، كانا قد تناولا طعام العشاء مع الوفد الأمريكي، برئاسة "برينان"، مضيفة أن طنطاوي قدم السيسي للوفد، كقائد مستقبلي لوزارة الدفاع، مشيرة إلى أن السيسي كان يجري اتصالات مكثفة مع "آن باترسون"، سفيرة الولايات المتحدة الحالية في مصر.
وقال مسئول كبير في إدارة أوباما، للصحيفة عن السيسي: "هذا هو الشخص الذي عملنا معه لفترة طويلة، والذي أظهر نفسه حريصًا على العمل مع الولايات المتحدة، والذي يقدر قيمة السلام مع جيران مصر".
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الاتصالات بين السيسي وأمريكا، يعود تاريخها إلى أكثر من 30 عامًا مع الولايات المتحدة، حيث أخذ دورة تدريبية أساسية للمشاة، في "فورت بينينج" بولاية جورجيا عام 1981.
ومن بين من شملتهم الترقية، أيضًا، اللواء محمد العصار، الذي عين مساعدًا لوزير الدفاع، وكان العصار مسئولًا عن العلاقات مع الولايات المتحدة، وهو ما يمكن أن يكون من أسباب ترقيته، بجانب انتقاده المبكر للرئيس السابق بعد الإطاحة به.
القاهرة- واشنطن
وبالعودة إلى 25 يناير 2011، لمراجعة الزيارات المتبادلة التي لا تنقطع، بين الجيش المصري والولايات المتحدة، نجد أن رئيس أركان الجيش السابق، الفريق سامي عنان، ووفدًا مؤلفًا من 25 عضوًا، كانوا في واشنطن لإجراء محادثات عسكرية، مع قيادات وزارة الدفاع الأمريكية، ثم قُطعت الزيارة بعد استدعاء عنان في اليوم الثالث للثورة، دون أن يكشف عن تفاصيل الزيارة.
وبعدما تولى المجلس العسكري، قيادة البلاد في المرحلة الانتقالية، استمرت الزيارات المتبادلة، مما يوضح أن واشنطن حريصة على إبقاء قنوات الاتصال، مع الجيش المصري، مفتوحة، حتى بعدما سلم المجلس العسكري السلطة للإخوان، بعد أول انتخابات رئاسية بعد الثورة، في يونيو الماضي، ويؤكد هذا الكلام تصريحات السيناتور الأمريكي "جيمس أنهوف" هذا الأسبوع ،التي قال فيها: إنه "لا يحب الرئيس المصري، محمد مرسى، بل يعتبره عدواً، بعكس الجيش المصري، الذي يعتبره صديقاً للولايات المتحده".



داهية الجنرالات..
العصار.. وسيلة الجيش للحفاظ على علاقات جيدة مع واشنطن
___________
فرح يسري

بوجه بشوش وصرامة عسكرية، ولباقة وقدرة على الحديث، وانفتاح على الشباب، وعلاقة جيدة بالولايات المتحدة الأمريكية، يقف اللواء محمد العصار بين أقرانه، من قيادات المؤسسة العسكرية المصرية، كـ"داهية سياسية"، له دور من وراء الستار فيما جري ويجري بمصر.
بدا العصار، الذي يشغل حالياً منصب مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح، وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أحد مهندسي عملية الإطاحة بالمشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري، ونائبه الفريق سامي عنان، في 12 أغسطس 2012، وكان أول من علق من القيادات العسكرية علي إقالة الرجلين، قائلاً:"ما تم كان بتوافق مع قيادات الجيش".
وتمتع العصار، مثل غالبية زملائه، بحب الشعب المصري، بعد ثورة يناير، الذي لم يدم طويلاً، إذ أدت المعارك السياسية وما تبعها من اشتباكات، راح ضحيتها عشرات المواطنين، إلى اهتزاز هيبة الجيش وصورة قياداته عند المصريين، إلي حد طالب فيه البعض بإقالتهم، ومحاسبتهم على "جرائمهم ضد المتظاهرين".
ويُحسب الجنرال على أفراد الحرس القديم، الذين يشكك البعض في إخلاصهم للثورة، لأنهم صعدوا إلي أعلي المراتب العسكرية، في عهد الرئيس السابق، حسني مبارك، ويرجح أن العصار كان إحدى الركائز الأساسية فى الجيش، القريبة من نظام الحكم السابق، وعلى الأرجح من أي نظام، وبدا ذلك واضحاً في عملية الإطاحة بطنطاوي وعنان، إذ أن مرسي حرص على إصدار قرار، بتعيينه مساعدًا لوزير الدفاع.
ويرجع البعض ترقية العصار إلي خبراته الواسعة فى العلاقات الخارجية، وعلاقته الطيبة جداً بواشنطن، حسبما نشرت صحيفة "جلوبال بوست"، في حين يصف الكثيرون الجنرال، بأنه شخصية لبقة، صاحب وجه بشوش، يتمتع بوقار وجدية عسكرية، تصل فى بعض الأحيان إلي الصرامة، ويجيد التحدث مع وسائل الإعلام، وكان أول من مثل العسكريين الذين ظهروا في الإعلام، بعد تنحي الرئيس حسني مبارك، وهو يدعي للمشاركة فى فعاليات كثيرة بواشنطن، ولا يخلو جدول مواعيده من محاضرات في الولايات المتحدة.
وما يلاحظ على العصار، خلال مداخلاته الإعلامية أو مؤتمراته الصحفية، هو تغير اللهجة وطريقة الحوار، بتغير النافذة الإعلامية، ففي مصر يتمتع حواره بالصرامة والثبات الشديدين، كرجل عسكري فى أرض المعركة، ويصل أحياناً إلي درجة الهجومية، أما في واشنطن- على الأقل فيما يظهر من لقاءاته- فيغلب على حديثه التساهل والدفاعية في بعض الأحيان.
وفي مؤتمر صحفي حضره فى واشنطن، يوليو 2011، رفض العصار التعليق على سؤال، يدين استنكار المؤسسة العسكرية للتمويل الأجنبي، لمنظمات المجتمع المدني، في حين أن أغلب ميزانية القوات المسلحة، تأتي في إطار المعونة الأمريكية لمصر. ولعل النغمة المتساهلة التي يضفيها العصار على أحاديثه في واشنطن، هي نتيجة اختلاف اللغات، فلديه قدرة، شبه كاملة، على فهم اللغة الإنجليزية، ولكن قدرته على التحدث بها متوسطة، فهو ضليع بالمفردات الضرورية، ولكنه يتحدثها بلكنة مصرية قوية.
ولعل هذه النغمة تنفعه، أحيانًا، فى الإبقاء على سريان المياه فى مجاريها، فوجوده كمساعد وزير التسليح لمدة سبع سنوات، ثم ترقيته بعد الثورة، دليل على تمرسه وامتلاكه للأدوات الضرورية، لطمأنة واشنطن، واستخلاص أكبر منافع للجيش المصري من البنتاجون.
وبنظرة على بعض وثائق "ويكيليكس"، نكتشف بعض مواقف العصار، الأكثر حسماً مع الإدارة الأمريكية. ففي نوفمبر 2008، طالب العصار الإدارة الأمريكية، بالتقدم باعتذار رسمي في أسرع وقت، وتحديد مبلغ تعويضي "وافٍ" لتهدئة غضبة الشارع المصري وأسرة المواطن، محمد عفيفي، الذي لقى حتفه بنيران البحرية الأمريكية.
ويمكن القياس على ذلك في مواقف أخرى للعصار، مثل موقفه من زيادة المعونة الأمريكية لإسرائيل، وإشارته إلى أن ذلك "قد يؤثر على نجاح العلاقات المصرية - الأمريكية".
وبعد عامين من الثورة، والكثير من الأحداث، التي أدت إلى ضيق الشارع المصري من الحكومة الحالية، تعالت بعض الأصوات، مرة أخرى، منادية بعودة الجيش المصري للحياة السياسية، "لضبط وربط البلد"، وربما يكون للعصار، فى الفترة المقبلة، دور أكبر من الدور الذى لعبه فى الماضى.











يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية