الجمعة، 30 يناير 2015

ديميس روسس.. رحيل أسطورة شرقية






نقلا عن العربي الجديد

لو كنت من عشاق سماعه، فلا يمكنك أبداً أن تخطئ موسيقاه، كشرقي يمكنك أيضاً بسهولة أن تكتشف مدى التقارب بين ذوقك وبين ما يقدمه، أياً كانت اللغة التي يغني بها، ربما لن تفهم الكلمات، لكنك لن تخطئ هذا الإحساس الجياش والصوت الرجولي الدافئ.
لم أتعرف إلى صوت ديميس روسس إلا في المرحلة الجامعية، في السابق كنت منشغلاً أكثر بالموسيقى العربية والمطربين العرب، في الجامعة أصبحت أسمع آخرين بينهم المطرب الأسطوري الذي رحل عن دنيانا فجر الإثنين عن 68 عاماً.
في البداية جذبتني أغنية far away، عندما سمعت مقدمتها بصحبة زميل دراسة، وقبل أن يظهر صوت المطرب سألته من صاحب هذه الموسيقى الجميلة؟ فقال مستنكراً جهلي إنه ديميس روسس طبعاً.
لم أكن أعرف الاسم سابقاً، لم أسمع له أي أغنية، كان زميلي ينظر إلي باستهجان، وكأنني بدوي قادم قبل دقائق من الصحراء الموحشة إلى قلب المدينة الكبيرة لأنبهر بأضوائها ومبانيها الشاهقة، ظل هو لفترة منشغلاً بجهلي بهذا النجم الكبير، بينما كنت أنا منشغلاً بمعرفة هذا الصوت الذي اقتحم أذني، والذي وقعت أسير موسيقاه ونبرة صوته منذ اللحظة الأولى.
بدأت أتعرف إلى صاحب الصوت وموسيقاه من خلال المجلات القديمة وحكايات الأصدقاء، لم تكن شبكة الانترنت وقتها بالقدرة التي هي عليها الآن، لم يكن بإمكاني وقتها أن أكبس عدة أزرار على محرك بحث لمعرفة كل ما أريده عن مطرب شهير بهذا القدر.


صدمات متكررة عشتها لاحقاً مع المطرب الذي عرفته متأخراً، بداية الصدمات كانت عندما شاهدت صوراً له، ما هذا الكائن العجيب، ضخم الهيئة، وجهه ممتلئ بالشعر غير المنمق، يرتدي ملابس عجيبة، ألواناً وتصميمات غير تقليدية، لم تكن صرعات الأزياء الغريبة بنفس حجم انتشارها الآن، أو ربما كانت مداركنا أقل لمعرفة ما يرتديه مشاهير العالم، فالقنوات التلفزيونية محدودة والإنترنت في بداياته الأولى، واعتمادنا الأهم على الإذاعة.
بمرور الوقت أقنعت نفسي بعدم الانشغال بوجه ولا حجم مطربي الذي بات مفضلاً، ولا بألوان وتصميمات ملابسه، أقنعت نفسي أنه من الأفضل أن أواصل مطاردته عبر الإذاعات، وألا أنشغل بمشاهدته يغني وأكتفي بسماعه.

لاحقاً ظهرت في حواراتي مع الأصدقاء عنه جدلية كونه مطرباً مصرياً، كنت سريعاً قد كونت مع سيرته علاقة ما، قرأت عنه عدة موضوعات منشورة، أستطيع مجادلة الأصدقاء والزملاء بجدية، أصبحت أعرف جيداً الكثير من أغنياته.
ظل أصدقائي يكررون أنه مصري، ويسهبون في تفاصيل قراره ترك مصر والأسباب السياسية التي أجبرته عليها، بينما يردد بعضهم أنه لو بقي في مصر لما حقق ما حققه من نجاح بعد مغادرته.
هم يكررون أنه مصري، وأنا يزيد إصراري على كون تلك المعلومة خاطئة، ما أصبحت متيقناً منه بعد تكرار الإطلاع على سيرته في مصادر مختلفة، أنه ولد في مدينة الأسكندرية شمال مصر في 15 يوليو/تموز 1946، لأب يوناني وأم تبدو مصرية لكنها إيطالية الأصل اسمها "أولجا".
الجدل لازال قائما بقوة حول والدة روسس، البعض يؤكد أنها الممثلة والراقصة المعروفة نيللي مظلوم، بينما يؤكد أخرون أن والد روسس تزوج مظلوم لفترة بالفعل، لكنها ليست والدة المطرب الشهير الراحل وإنما أنجبه أبوه من سيدة أخرى هي "أولجا" التي كانت تعمل كمطربة، بينما كانت نيللي مظلوم راقصة.
لا أبوه مصري ولا أمه مصرية، وبالتالي فهو ليس مصرياً، ربما فقط عاش لفترة في مصر وتأثر بها، لكن هذه الفترة لم تطل، حيث خرج مع عائلته من مصر عام 1956، أي أنه غادرها قبل أن يبلغ العاشرة من عمره، بعد "العدوان الثلاثي" الإنجليزي الفرنسي الإسرائيلي على مصر.
ظللت أجادل أصدقائي طويلاً في تلك الجدلية، لا هم يقتنعون، ولا أنا أكف عن محاولة إقناعهم، في العادة الشبان في تلك المرحلة العمرية يرغبون في رمز يرتبطون به، وعندما يكون هذا الرمز نجماً شهيراً فإنهم ينسجون قصصاً معظمها وهمية ويلصقونها به، وليس أفضل طبعاً من الحديث عن مطرب عالمي كبير باعتباره مصري الجنسية أو الأصل، كان اسم روسس دائماً يتكرر مع أسماء داليدا وعمر الشريف كنجوم الفن المصريين الذين وصلوا العالمية.


في تلك الفترة استغرقني الجدل حول مصرية ديميس عن الجدال مع أصدقائي حول بداياته الفنية. بدأ النجم الكبير الغناء والعزف في سن مبكرة جداً، في الخامسة عشرة بدأ يغني في الحانات لكسب عيشه، وساهم في ذلك أن أسرته كانت أسرة موسيقية، إذ كانت والدته مغنية، وفق الرائج بأنها ليست نيللي مظلوم، ووالده عازفاً للغيتار الكلاسيكي.
كان ديميس في مراهقته الأولى يتقن العزف على الغيتار والأورغ والبوق والكونترباص. وفي عام 1968 انتقل إلى باريس مع فرقة Aphrodites Child التي أسسها مع الموسيقار اليوناني فانغيليس ولوكاس سيديراس، والتي باتت فرقة شهيرة سريعاً بفضل أغنية Rain & Tears.
عندما قرر روسس الانفصال عن فرقته عام 1971 أطلق ألبومه المنفرد On The Greek Side of My Mind وحقق نجاحاً واسعاً أيضاً جعله كمطرب منفرد "سوليست" أحد أشهر نجوم العالم الذين يحققون مبيعات في تلك الفترة، تجاوزت مبيعات أسطوانات ألبومات ديميس روسوس بالإنجليزية والفرنسية واليونانية أكثر من 60 مليون نسخة.

لاحقاً تجول ديميس في أنحاء العالم وغنى في أشهر مسارح الدنيا، وبات اسمه أحد أبرز الأسماء الموسيقية العالمية، كما باتت ملابسه علامة مميزة يقلدها الشباب حول العالم، خاصة "العباءة" أو "القفطان" الذي كان يرتديه كثيراً بألوانه الزاهية القريبة الشبه من ألوان الأزياء التقليدية الأفريقية، بينما لجأ كثيرون حول العالم لتقليده في عدم الاهتمام بشكل ذقنه وتسريحة شعره، خاصة وأن فورة ظهوره تزامنت مع ستينيات وسبعينيات القرن الماضي التي ظهرت فيها تقليعات الـ"هيبيز"، وجماعات الـ"بوهيميين".




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

بيان عاجل من قيادة شباب الثورة بيان رقم (7) #مروج_مخدرات



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدرأي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

الجمعة، 23 يناير 2015

الاثنين، 19 يناير 2015

فاتن حمامة.. تفسير ذكوري لموهبة طغت على الجميلات







أكره بطبيعتي الألقاب الفنية، لا يغريني أبدا أن أشاهد على "أفيش" فيلم سينمائي أن بطلته "سيدة الشاشة العربية"، لا يحمسني اللقب لمشاهدة الفيلم أبدا إن لم أكن متحمسا بالأساس لمشاهدته.
أدرك جيدا أن اطلاق الألقاب على الفنانين، خاصة في العالم العربي، وفي السينما المصرية تحديدا، ليس إلا وسيلة تجارية يلجأ إليها المنتجون والموزعون لمغازلة عقول دافعي التذاكر، لم أكن يوما من هؤلاء الذين يختارون الأفلام وفق لقب بطله، أو بالأحرى بطلته، لكن كثير من الناس غيري يفعلون.
في مراهقتي كنت مشاهدا جيدا للسينما، لم يكن المتاح كثيرا، كان لدي قناتين تليفزيونيتين فقط هما الأولى والثانية الحكوميتين، ومرات ذهاب قليلة متباعدة إلى السينما، لكن في المقابل كان الوقت وفيرا، فلم أكن مثل أقراني من هواة لعب كرة القدم، وهاتين القناتين وفرتا لي على مدار سنوات مئات الأفلام العربية والأجنبية، ما شكل لدي حصيلة جيدة من المعلومات السينمائية، أظنها لازالت زادي حتى اليوم.
كنت في تلك الفترة لا أفهم سببا للشهرة الواسعة التي حظيت بها، في رأيي، ممثلة محدودة الجمال مثل فاتن حمامة (1931 2015)، كانت شهرة الممثلات بالنسبة لي تعتمد بالأساس على جمالهن وقوامهن وغنجهن، بينما فاتن حمامة بالنسبة لي سيدة مصرية عادية، يمكنك أن تشاهد العشرات مثلها يوميا في الشارع.
كان يشغلني تفوق هذه الممثلة محدودة الجمال على جميلات عصرها، ممن كنا نسميهن "الصواريخ"، وبينهن على سبيل المثال ليلى فوزي ومريم فخر الدين وزبيدة ثروت، أو صاحبات القوام المثير وبينهن على سبيل المثال هند رستم وصباح ونادية لطفي.
كانت سيدة قصيرة نحيفة عادية الجمال، ربما تمتلك وجها صبوحا لطيفا، لكنه لا يقارن أبدا بجمال عدد كبير من نجمات عصرها في خمسينيات القرن الماضي.


لم أكن وقتها أدرك أنها تمتلك تلك الميزة الأهم في عالم التمثيل التي يطلق عليها الموهبة، ولم أكن أفهم أن الجمال وحده لا يصنع ممثلة جيدة وإنما إلى جواره يجب أن يتوفر الذكاء والتركيز، وكذا الظروف المواتية.
توفرت لفاتن حمامة ظروفا أفضل من جميلات عصرها، بزواجها من عز الدين ذو الفقار، ثم عمر الشريف، وبعملها مع أهم مخرجي وأبطال تلك الفترة، تلك الظروف جعلتها الأبرز بين نجمات جيلها، وجعلتها تتربع على قمة الشهرة والنجومية، رغم أن بعضهن حققن نجومية أيضا، لكنها ظلت الأكثر طلبا والأعلى أجرا.
في هذا الوقت كنت أتابع ممثلة أخرى لازلت أعتبرها أحد أهم نجوم التمثيل في العالم، وهي أودري هيبورن (1929 1993)، كانت هيبورن نجمة خمسينيات القرن الماضي في هيوليوود أيضا، نحيفة قصيرة، وأقل جمالا وأنوثة من نجمات جيلها وبينهن على سبيل المثال صوفيا لورين وإليزابيث تيلور وجريس كيلي ورومي شنايدر وبريجيت باردو.
في فترة لاحقة بدأت أقارن بين فاتن حمامة وأودري هيبورن كثيرا، كليهما تمتلك قدرا من الجمال، لكن كليهما في الوقت ذاته تمتلك قدرا أكبر من الموهبة، ما جعل كليهما تحقق نجاحا ساحقا وجوائز هامة، وأفلام خالدة في تاريخ السينما.

أودري هيبورن

ربما باتت الموهبة مفصلية في تعاملي مع أسباب شهرة ونجاح فاتن حمامة وأودري هيبورن، مع زيادة معرفتي بتقنيات السينما، خاصة بعد أن عملت كمحرر فني لسنوات، لكن ظلت الفكرة المجردة لأهمية صورة النجمة تلح علي بين حين وأخر.
التفسير الذكوري لنجاح الممثلة قد يجافيه الصواب إذا ما تم إخضاعه للمنطق، لكنه يظل قائما على مر السنين، فالمنتج السينمائي يختار الممثلة الشابة في الأغلب لجمالها، لاشك أن الموهبة مهمة ولها دور ما ضمن عوامل الإختيار، لكن يبقى الجمال هو الأساس.
معظم نجمات السينما الشهيرات، عربيا وعالميا، كن نساء جميلات، ومعظمهن في الأغلب مثيرات، وجمهور السينما حول العالم أغلبه من الشباب والمراهقين، وهؤلاء تغريهن السيدة الجميلة المتحررة من ملابسها في العادة، أو التي تظهر مفاتنها على الشاشة في كثير من المشاهد، حتى المراهقات والشابات يغريهن البطل الوسيم مفتول العضلات.
في مرحلة من حياتي اخترعت تفسيرا لنجاح الممثلات النحيفات، مفاده أن الرجال يعشقن السيطرة على نسائهن، وأن سيطرة الرجل على السيدة النحيفة أسهل كثيرا من تلك الممتلئة، هو يحملها ببساطة بين يديه دون عناء، كان مشهد حمل البطل للبطلة أحد المشاهد المتكررة دوما في الأفلام، لو كانت البطلة ممتلئة لما تمكن البطل من حملها، ولاختفى هذا المشهد الأثير.
كنت أطبق نظريتي الذكورية المخترعة تلك عادة على ممثلات شهيرات بينهن فاتن حمامة، خاصة وأن أبطال تلك الفترة كانت تميزهم أجسادهم مثل أنور وجدي ورشدي أباظة ويحيى شاهين وعماد حمدي وعمر الشريف وأحمد رمزي.
أتذكر الأن بوفاة فاتن حمامة تلك الجدلية أو النظرية بشيء من السخرية، الحديث عن رحيل فاتن حمامة عن دنيانا يظل أكثر جلالا، يحرص البعض على حشر السياسة في الموضوع، فاتن نفسها حشرت نفسها بلا داع في السياسة في أيامها الأخيرة بتأييدها للإنقلاب.
 لكن يظل الفن أبقى من السياسة، والحديث عن فاتن فنيا أهم بكثير من تناول سيرتها الذاتية، وفتح ملف زواجها من الممثل عمر الشريف، لا يجدي نفعا الأن. بل إن الحديث عن جمالها لابد أن يتوارى كثيرا خلف الحديث عن موهبتها المتدفقة وذكاءها الفني النادر الذي جعلها تحفر اسمها في تاريخ الفن العربي بأفلام لا تنسى. 





* المنشور أعلاه النص الكامل لمقالي عن وفاة فاتن حمامة، والذي نشر في العربي الجديد مختصرا لظروف المساحة


يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

السبت، 10 يناير 2015

السيسي وعبد الناصر.. تقليد باهت لمؤامرات قديمة






* سلامة عبد الحميد


منذ ظهوره الأول في الحياة السياسية المصرية كحاكم محتمل، يحرص عبد الفتاح السيسي على الربط بينه وبين الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، يتعامل السيسي مع عبد الناصر باعتباره القدوة والمثل، يقلده في كثير من الاشياء، ويكرر أحداثا وألفاظا سبقه إليها عبد الناصر، بدون وعي في كثير من الأحيان.
المتابع العادي يسهل عليه أن يكتشف أن السيسي لا يتمتع بـ"كاريزما" عبد الناصر على الإطلاق. فالرجل لا يعرف الخطابة، وكلما تحدث ظهرت ضحالة ثقافته وقدرته على التعبير، بعكس عبد الناصر تماما.
لكن الأزمة تبقى دائما في استخدام وسائل عبد الناصر لتثبيت أركان الحكم، بعد مرور أكثر من ستة عقود كاملة، تغير فيها العالم كثيرا، وباتت العلاقات الدولية والكيانات القوية مختلفة، كما تغيرت وسائل الإتصال والتواصل.
مع قيام السيسي بالإنقلاب على الشرعية وعزل الرئيس المنتخب في الثالث من يوليو/ تموز 2013، وربما قبلها، ظهرت مطبوعات انتشرت في الشارع المصري تشبهه بعبد الناصر، لا ينفي كثير من العالمين بتصاريف السلطة أنها كانت ضمن حملة مدبرة مسبقا للتسويق للحاكم الجديد، رغم أنه قال علنا إنه ليس لديه رغبة في السلطة وقتها.
لاحقا باتت صور السيسي مرتبطة بصورة عبد الناصر دائما، تمتلأ شوارع مصر الرئيسية بلافتات تحمل صورة الرجلين معا، في استغلال فج لما يحمله كثير من المصريين، والعرب، لعبد الناصر من مكانة، وهو استغلال لا يخلو أبدا من النكاية في جماعة الإخوان المسلمين التي نكل بها عبد الناصر، وكرر السيسي نفس الأمر بهم.




نكث السيسي طبعا بما قطعه على نفسه من وعود بعدم الترشح للرئاسة، لم يكن في مصر كلها عاقل يصدق أن قائد الإنقلاب سيترك السلطة لغيره، ومن تصاريف القدر أن كان يوم تنصيب السيسي رئيسا يتزامن مع ذكرى تنحي عبد الناصر عن الحكم في التاسع من يوليو/ تموز، في أعقاب هزيمة 1967، المعروفة إعلاميا باسم "النكسة".
لكن السيسي منذ انقلابه يقلد عبد الناصر في الأخطاء أيضا، وبنفس الطريقة المفتعلة تقريبا، وكأنه يقرأ من نفس الكتاب، وكأنه لا يدري أن لكل زمان ما يميزه عن غيره.
في أزمة مارس/آذار 1954، وبينما كانت إسرائيل منشغلة لإنجاز مفاعل "ديمونة" النووي، كان عبد الناصر منشغلا بتدبير خطط الإطاحة بالرئيس محمد نجيب والإجهاز على الديموقراطية والاستئثار بالسلطة، خرجت مظاهرات عجيبة لم يعرفها العالم سابقا، يهتف المشاركون فيها: "يسقط القانون.. يسقط الدستور"، وأجمع مؤرخو تلك الفترة، وبعضهم من أعضاء مجلس قيادة الثورة على أنها كانت بتدبير من جمال عبد الناصر، الذي دفع لنقيب عمال النقل آنذاك واسمه صاوي أحمد صاوي "صوصو" 4 ألاف جنيه نظير تنظيم تلك التظاهرات، وبعدها وقعت عدة تفجيرات في أماكن متفرقة في القاهرة، وقام بعض الرعاع باقتحام مجلس الدولة والإعتداء على رئيسه الفقيه الدستوري الدكتور عبد الرازق السنهوري بالضرب، ليصدر مجلس قيادة الثورة بعدها قرارات خاصة بإغلاق الأحزاب والنقابات وبعض الصحف.
يمكن دون جهد مقارنة ذلك مع ما فعله السيسي ليلة الثالث من يوليو/ تموز 2013، بالإنقلاب على الشرعية الدستورية، وإعادة مصر إلى عصر الإنقلابات العسكرية، والتي سبقها تظاهرات مدبرة، ولحقها تفجيرات تبدو أيضا مدبرة، ثم إغلاق لأحزاب وصحف وقنوات تليفزيونية، وقيود على كثير من النقابات.
قصة أخرى قلد فيها السيسي عبد الناصر، مع تغيير بعض التفاصيل، لم يكن عبد الناصر في 1954 يأمن شر الإخوان المسلمين، فقرر أن يتخلص منهم نهائيا، فدبر ما عرف لاحقا باسم "حادث المنشية"، الذي تحول بعده إلى بطل شعبي واستصدر قرارا بحل جماعة الإخوان، اعتمادا على اتهامهم بالحادث المدبر، وفق معظم المؤرخين.
تعرض عبد الناصر لمحاولة إغتيال عند إلقائه خطاب في حي المنشية بمدينة الأسكندرية يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1954، احتفالا بتوقيعه لاتفاقية جلاء القوات البريطانية عن منطقة السويس، على الرغم من وجود محمد نجيب في السلطة كرئيس للجمهورية في هذا التاريخ.
 الاتفاقية عارضتها كثير من القوى السياسية في مصر، وعلى رأسها الإخوان، لتساهله في بنودها إرضاءا للمخابرات الأمريكية، فقرر عبد الناصر التخلص منهم، وجند عضو الإخوان محمود عبد اللطيف الذي تلقى تدريبا على العملية، حسبما أكد رجل المخابرات المصري والصديق المقرب من عبد الناصر، حسن التهامي، وضابط الجيش حسن صبري الخولي الذي حضر تدريبات منفذ العملية.
ومن ينسى المشهد التمثيلي الشهير لعبد الناصر الذي قال فيه للحشود بعد عملية الإغتيال المدبرة: "إذا مات جمال عبد الناصر.. فكلكم جمال عبد الناصر"، رغم أن الطلقات التي صوبت تجاهه لم تكن حقيقية بالأساس، لكنها كانت ذريعة جيدة للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين وضربها في مقتل لدى الشارع المصري.


يقول الرئيس محمد نجيب في مذكراته: "واعتقل جمال عبد الناصر الإخوان المسلمين، بعد هذا الحادث، وشكل لهم في أول نوفمبر/تشرين الثاني 1954 محكمة الشعب برئاسة الصاغ جمال سالم وعضوية أنور السادات وحسين الشافعي (نائبي عبد الناصر فيما بعد) لمحاكمتهم صوريا، وبلغ عدد الذين حوكموا أمامها 867 (عدا المعتقلين بدون محاكمات)، وتم الحكم بالإعدام على رموز وكبار قادة الإخوان المسلمين. أما أناـ محمد نجيبـ فقد تم إقالتي في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1954".
على غرار عبد الناصر، دبر السيسي حادثا مشابها للإيقاع بجماعة الإخوان المسلمين، ففي يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول تم تفجير مقر مديرية أمن الدقهلية، بدلتا مصر، بسيارة مفخخة، وأسفرت الحادث عن استشهاد 14 من رجال الشرطة، وإصابة 130 آخرين.
بعدها أعلن وزير الداخلية المصري، محمد إبراهيم، خلال مؤتمر صحفى، عن تورط تنظيم الإخوان فى التفجير، بالتنسيق مع تنظيم "أنصار بيت المقدس"، بدعم لوجستى كامل من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فى قطاع غزة.
وفي اليوم التالي مباشرة لحادث التفجير، خرج نائب رئيس الوزراء وقتها، حسام عيسى، وهو أستاذ للقانون، في مؤتمر صحفي ليعلن: "قرر مجلس الوزراء إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية". هكذا تم اصدار الحكم من الحكومة دون تحقيقات أو أحكام قضائية.



ومثلما استأجر عبد الناصر "صاوي أحمد صاوي" لتدبير مظاهرات "لا للدستور"، ومثلما دبر حادث المنشية ودرب منفذه محمود عبد اللطيف، فعل السيسي في 2013. كشفت صحيفة "المصري اليوم" في عددها الصادر يوم 20 ديسمبر/ كانون الأول 2014، نقلا عن مصادر وصفتها بأنها "سيادية" أن: "الانتحارى الذى ارتكب حادث التفجير (تفجير مديرية أمن الدقهلية) مرشد يتعاون مع قطاع الأمن الوطنى (أمن الدولة المنحل)، وسبق ضبطه عن طريق ضباط مديرية أمن القاهرة مرتين وأنه تم تجنيده عن طريق ضباط الأمن الوطنى فى قطاع شرق القاهرة".
وقالت الصحيفة إن : "المصادر المسؤولة فى جهات سيادية، أضافت أن الانتحارى الذى نفذ الحادث يدعى إمام مرعى إمام محفوظ، من مواليد عام 1973 بالقاهرة، وشهير باسم (أبو مريم)، وأن تعليمات من قيادات عليا فى قطاع الأمن الوطنى، صدرت إلى ضباط قطاع شرق فى 2013 بضرورة إخلاء سبيل المتهم عقب لقاء تم مع (لواء شرطة)، ومكالمة طويلة مع رئيس قطاع الأمن الوطنى، انتهت بتمزيق محضر الضبط، وكانت الحجة أنه تم تجنيد المتهم من جانب ضباط القطاع، ليكون بمثابة (مرشد أمن وطنى)، يدلى بمعلومات مهمة عن باقى العناصر الإرهابية".

القصة الجديدة التي يبدو أن السيسي يحاول فيها تقليد ما فعله عبد الناصر، تتمثل في "اعلان التنحي"، حيث قال الإعلامي المقرب منه أحمد موسى مؤخرا: إن السيسي قد لا يكمل فترته الرئاسية، وإن هذا قد يكون في حالة عدم قدرته على تقديم شيء للشعب، مستبعداً أن يحكم لفترة رئاسية ثانية في ظل الصعوبات الحالية. وإن السيسي لا يرغب في إنشاء حزب خاص به نظراً لحالة الانقسام التي تشهدها البلاد".


وبعد يوم واحد قال الإعلامي المقرب من السيسي أيضا، مصطفي بكري، إن السيسي، يقوم بخطوات من شأنها أن تغير الخريطة الاقتصادية في مصر، وأضاف بكري: "يا سيادة الرئيس أوعى تسيبناإحنا مالناش غيرك ولا تلتفت الي الأفاقين فنحن نعي التضحيات التي تقوم بها وندرك الحركة الاقتصادية وبناء الدولة الحديثة وكافة الخطوات الإصلاحية التي تقوم بها".

ويبدو السيناريو الجديد شبيها بما فعله عبد الناصر في أعقاب نكسة 1967، عندما خرج مساء يوم 9 يوليو/تموز ليعلن على الشعب تنحيه عن السلطة، متحملا كامل المسؤولية عن الهزيمة، وهو الأمر الذي كان يعرف جيدا أن الشعب الذي تتحكم فيه عواطفه وليس عقله لن يقبله، لتخرج في اليوم التالي تظاهرات حاشدة تطالبه بالعدول عن القرار، وهو ما استجاب له بالطبع، بالبقاء في الحكم والتخلص من رفيق دربه وقائد الجيش عبد الحكيم عامر، الذي زعم النظام أنه انتحر، بينما يؤكد كل المؤرخين اغتياله عمدا، لتحميله لاحقا مسؤولية الهزيمة وتبرئة عبد الناصر.



يبدو السيسي جادا في تنفيذ سيناريو التنحي، كونه يحتاج حاليا دفعة من الدعم الشعبي، بعد تدهور واضح في الحياة السياسية والإقتصادية في البلاد، تزامن مع تكرار الأحزاب والقوى السياسية التأكيد على أن الحياة السياسية في مصر لم تعد قائمة وأن البلاد تعيش مجددا عصر الحزب الواحد المتمثل في المؤسسة العسكرية التي باتت تهيمن على كل أوجه الحياة في مصر، ومع غياب واسع لحرية التعبير وانحياز فج من جانب وسائل الإعلام للسلطة.







يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

أوباما 2014.. الرئيس يلهو (صور)




 

نشر البيت الأبيض مساء أمس الجمعة، ملفا متنوعا لبعض الصور غير الرسمية التي التقطت للرئيس الأميركي باراك أوباما وعائلته ومساعديه خلال عام 2014، بينها صور لم تنشر سابقا يظهر فيها أوباما متخففا من البروتوكول أو بعيدا عن الرسميات.
ويقضي بروتوكول البيت الأبيض ألا تنشر أي صورة إلا بعد موافقة مكتب الرئيس عليها، كما يقضي البروتوكول عدم نشر أي صورة شخصية للرئيس أو عائلته إلا بعد موافقته شخصيا، ما يجعل الصور الجديدة مختلفة، حيث تظهر جوانب أخرى من حياة الرئيس الأميركي الذي يظهر في الصور يضحك ويلعب ويمزح ويلهو.
ألبوم الصور الذي نشر بترتيب زمني لالتقاطها، نشره وعلق عليه "بيت سوزا" مدير التصوير في البيت الأبيض، الذي التقط معظمها بنفسه، وضم الألبوم صورا متنوعة بعضها مع رؤساء بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما ضم الكثير من الصور غير المتوقعة مع مواطنين عاديين وأطفال، إلى جانب صور لأوباما مع مساعديه وفريقه الرئاسي، لكن الصور جميعها تحمل طابعا غير تقليدي.
شر البيت الأبيض مساء أمس الجمعة، ملفا متنوعا لبعض الصور غير الرسمية التي التقطت للرئيس الأميركي باراك أوباما وعائلته ومساعديه خلال عام 2014، بينها صور لم تنشر سابقا يظهر فيها أوباما متخففا من البروتوكول أو بعيدا عن الرسميات.
ويقضي بروتوكول البيت الأبيض بألا تنشر أي صورة إلا بعد موافقة مكتب الرئيس عليها، كما يقضي البروتوكول عدم نشر أي صورة شخصية للرئيس أو عائلته إلا بعد موافقته شخصيا، ما يجعل الصور الجديدة مختلفة، حيث تظهر جوانب أخرى من حياة الرئيس الأميركي الذي يظهر في الصور يضحك ويلعب ويمزح ويلهو.
ألبوم الصور الذي نشر بترتيب زمني لالتقاطها، نشره وعلق عليه "بيت سوزا" مدير التصوير في البيت الأبيض، الذي التقط معظمها بنفسه، وضم الألبوم صورا متنوعة بعضها مع رؤساء بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما ضم الكثير من الصور غير المتوقعة مع مواطنين عاديين وأطفال، إلى جانب صور لأوباما مع مساعديه وفريقه الرئاسي، لكن الصور جميعها تحمل طابعا غير تقليدي. - See more at: http://www.alaraby.co.uk/miscellaneous/9b767e0e-71a7-4264-932b-cfc4c4aab272#sthash.Gdhxo821.dpuf




التقطت هذه الصورة في الأول من مارس/آذار لأوباما متخففا من ملابسه، واضعا قدميه على طاولة القهوة، بينما يتحدث مع بعض مستشاريه للأمن القومي قبل مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع في أوكرانيا، وبحسب المصور "بيت سوزا"، فإن الصورة التقطت يوم السبت، وهو يوم عطلة نهاية الاسبوع الذي يحرص فيه أوباما على عدم التقيد بالملابس الرسمية.


في الرابع من  مارس/آذار كان أوباما يزور مدرسة باول الابتدائية في العاصمة واشنطن، وقبل المغادرة جاءه طفل صغير ممسكا سماعة طبيب وطلب منه التحقق من انتظام ضربات قلبه، فاستجاب للطفل.


بطل الصورة ليس أوباما ولا زوجته ميشيل، وإنما الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الذي ينظر باعجاب للزوج يساعد زوجته على نزول السلم في لفتة لطيفة، والصورة التقطت في 11 فبراير/ شباط بعد حفل عشاء في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض.

مع الأطفال مجددا، أوباما يساعد الطفلة "روز سميث"، ابنة نائب السكرتير الصحفي السابق جيمي سميث، على المشي في المكتب البيضاوي، في 4 أبريل/نيسان الماضي.


أوباما يلهو مع عشرات الأطفال في السفارة الأمريكية في مانيلا، الفلبين. في 28 أبريل/ نيسان.

كان أوباما مجتمعا بمساعديه في 6 مايو/أيار، فجأة ترك الإجتماع ليطارد ذبابة اقتحمت المكتب البيضاوي، بينما استغرق المساعدون في نوبة من الضحك.

في 16 مايو/أيار كان أوباما ونائبه جون بايدن يتناولان العشاء في أحد مطاعم العاصمة واشنطن، وطلب منه العاملون في المطعم صورة شخصية، ففاجئهم بالقفز فوق الطاولة التي تفصل بين المطعم والمطبخ ليكون بيهم لالتقاط الصورة.


احتفالا بخروج أخر جنود الجيش الأميركي من أفغانستان، حضر أوباما حفلا غنائيا أحياه المطرب براد بيزلي للجنود في مطار باغرام الأفغاني، وشارك أوباما المطرب والجنود الرقص والغناء. في 25 مايو/أيار.



عودة إلى السياسة، وصورة معبرة تجمع أوباما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الغداء مع زعماء أخرين في حفل بمناسبة الذكرى السبعين ليوم النصر في نورماندي بفرنسا في 6 يونيو/حزيران.

التقطت الصورة في 9 يونيو/حزيران، كان أوباما جالسا لإلتقاط صورة ثلاثية الأبعاد (3 D) بواسطة مؤسسة سميثسونيان. ويقول المصور بيت سوزا: كان هناك الكثير من الكاميرات والأضواء المبهرة، ولكن كانت النتيجة النهائية باردة.


في التاسع من يونيو/حزيران طلب أوباما التريض خارج بوابات البيت الأبيض بصحبة رئيس الأركان دنيس ماكدونو، وصولا إلى "ستاربكس" في شارع بنسلفانيا. وفي طريق العودة، توقف لتحية البائع سعيد عبدي، الأفغاني الأصل، بعد أشهر دعي "عبدي" وعائلته لزيارة البيت الأبيض ليكتشف أن صورته مع الرئيس معلقة على جدارن الجناح الغربي.


29 يونيو/حزيران، أوباما متخففا من الرسميات مع ابنته ساشا في "غريت فولز" بولاية فرجينيا


لم تحفل المرأة بالرسميات ولا البروتوكول، وقامت بوضع طلبها مكتوبا في ورقة في "جيب" قميص أوباما، بينما لم يمنعها أحد، خلال تجوله على قدميه في وسط مدينة دنفر بولاية كولورادو، في 8 يوليو/تموز.

15 سبتمبر 2014
أوباما يداعب قدم طفلة يحملها، بينما يستقبل زوارا في نزهة في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في 15 سبتمبر/أيلول.

وفي لقطة أخرى يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول يرفع عاليا ابنة أحد الموظفين المغادرين في المكتب البيضاوي.

14 نوفمبر 2014
تتضح الحميمية في طريقة إحاطة أوباما بيديه لزعيمة المعارضة في بورما "أون سان سو تشي" خلال العودة إلى منزلها بعد مؤتمرهما الصحفي المشترك في يانغون، ميانمار، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني.


التقطت الصورة في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث أوباما وابنتيه ماليا وساشا ينظران إلى "الديك الرومي" قبل ذبحه وتجهيزه للعشاء في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض.


7 ديسمبر 2014
يعشق أوباما "الصفير"، وهو هنا يصفر أنية عيد الميلاد في الغرفة الزرقاء قبل حفل استقبال في البيت الأبيض، في 7 ديسمبر/كانون الأول.



في اليوم التالي مباشرة زار أوباما  مدرسة علوم الحاسب، لتكريم عدد من المتفوقين، وهو هنا يقلد أحد طلاب المدرسة، بينما يستغرق باقي الطلاب في الضحك.


أوباما في ممر البيت الأبيض إلى المكتب البيضاوي بعد حفل استقبال العيد، في 12 ديسمبر/كانون الأول




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية