الجمعة، 5 فبراير 2016

عن الانتهازيين ومن يصدقونهم.. ارحمونا







منطق معيب ينتهجه كثير من الأصدقاء باعتباره ضرورة. وهو في رأيي انتهازية وميكيافيللية صريحة لن تؤدي بنا إلا إلى نفس المصير الذي لقيناه بعد الثورة.
الأصدقاء يصطفون مجددا مع الأغبياء ومن خانوا الثورة والإنقلابيين. الحجة الرائجة أنهم استفاقوا أو انقلبوا على انقلابهم أو أظهروا بعضا من ضمير أو تعقل. متجاهلين نحو عامين من الإجرام المتواصل لهؤلاء تحريضا وكذبا وابتذالا. وقبلها أكثر من عامين من ضرب الثورة في مقتل بطرق ملتوية بغرض تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن.
يتجاهل البعض حين التباكي الأعمى والإنتقائي على شهداء الجيش والشرطة، أنهم و قياداتهم أيضا مسؤولون عن هذا المصير الدامي بسكوتهم على قياداتهم الفاسدين، وبتفرغهم للقمع، وبتجاهل التدريب وتركيز كثير منهم في الفساد دون مهمته الأساسية في الحماية والتأمين، ويتجاهل كثيرون أن هؤلاء هم المسؤولون عن قتل آلاف المصريين، وأنهم على استعداد كامل لقتل آلاف أخرين من الأبرياء لحماية دولتهم الفاسدة التي يستفيدون منها.

ويتجاهل البعض حين دفاعه الأعمى والانتقائي عن الإخوان أنهم أيضا تسببوا بغفلتهم وسذاجتهم، وربما خيبتهم القوية المتكررة، في الكارثة التي حلت بنا وبهم، ويكره البعض أن نذكرهم أن فشلهم وجهلهم أصابنا قبل أن يصيبهم، ودمر مستقبل بلد كان يحلم بالأفضل.
ويتجاهل البعض حين الدفاع عن الحقوقيين المنقلبين على السيسي الآن أن سبب انقلابهم ربما يكون عدم حصولهم على مناصب، مثل حافظ أبو سعدة وناصر أمين، أو لأن مموليهم في أوربا وأميركا لا يدفعون لمناصري النظام، وبالتالي فعليهم إظهار نوع من المعارضة الكرتونية وإدعاء أنهم رافضون لممارسات رجال الحاكم.
وينسى الأصدقاء الذين يتضامنون حاليا مع العسكريين والسياسيين والحقوقيين الانتهازيين بحجة لم الشمل وتوحيد الصف، أن حجتهم تلك انتهازية أيضا، وأنهم باتوا مثل من يتضامنون معهم. ميكيافيليين وباحثين عن المصلحة فقط.
أنا سمعت هذا السياسي، اللي عامل دلوقتي معارض، عندما كان يدور على القنوات المصرية والسعودية الإماراتية يحرض على قتل واعتقال مصريين مسالمين. وسمعت هذا الحقوقي، اللي عامل دلوقتي معارض، في القنوات يبرر قتل واعتقال الجيش والشرطة لعشرات المصريين المسالمين، وشاهدت هذا الناشط، المسجون حاليا، وهو يحرض على حرق أماكن يعارض أصحابها وضرب أشخاص لأنه فقط لا يحبهم ولا يستفيد منهم.

أنا متضامن مع كل مظلوم. لكني أيضا لن أنسى لأي مجرم جرائمه لمجرد أنه بات مظلوما، ولن أنسى لأي فاشل فشله لأنه بات معتقلا، ولن أنسى لأي انتهازي أنه سبب ما نحن فيه لأنه يدعي أنه يحاول اصلاح أحوال البلاد.



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق