ولد في عام 1932 في قرية فلاحيـة صغيرة تقتات بجني مـا يزرع أهلها ومـا يربون من الدواجن والمواشي بعيدًا عن أية رعاية حكومية وترسل أبنـاءها بقليل من الحماس إلى المدارس الحكومية المجانية المكتظة بالتلاميذ يتعلمون بشروط بائسة القليل من المعرفة والعلم بعكس مدارس المدن الكبيرة أو المدارس الخاصة المكلفة.
ولكن مـا يتعلمه فتى مرهف الإحساس و كبير القلب وإنساني المواقف من أدب و شعر و لغة وتاريخ وفلسفة خلال المرحلة الثانوية مثل نجيب سرور كـاف لخلق الشاعر والفنـان الذي يتحدى الظلم والاضطهاد وهو يراه بعينيه الواسعتين وقلبه الحار قولا ً يتحرض بسببه زمـلاؤه إلى جـانبه ضد الظلم والقهر والاستغلال.. فكانت ولادة الشاعر المناضل الفتي الذي سرعـان مـا ظهرت مواهبه الفنية الأخرى.. فالشعر كلمـة سهلة التكوين وسريعة الوصول والمسرح هو الفضاء الآخر الأكثر رحابة وتأثيرا ً في حياة الناس.. يـُدخلـُهم إليه ليـُريهم مـا لا يرونه في حياتهم المعتادة.
إدراك نجيب أهمية عالم المسرح بالنسبة لقضيته الأولى، النضال من أجل كشف الحقيقة سعيًا للحرية والعدالة، جعلته يترك دراسته الجامعية في كلية الحقوق قبل التخرج بقليل والالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي حصل منه على الدبلوم في عام 1956 وهو في الرابعة والعشرين من العمر. حياة البؤس والحرمان واضطهاد بقايا الإقطاعية من مالكي الأراضي والمتنفذين للفلاحين البسطاء في الدقهلية، حيث نشأ نجيب سرور، تركت بذورًا ثورية في نفس الفتى الذي امتلأ قلبه حقدا ً على الإقطاعيين وسلوكهم غير الإنساني تجاه الفلاحين.
"قصيدة الحذاء" التي كتبها عام 1956 في قصة تعرض أبيه أمامه وهو طفل للمهانة والضرب من عمدة القرية الذي سماه نجيب الإله وكان جشعًا جلفـًا قاسي القلب يتحكم في أرزاق الفلاحين و في حياتهم.
بتركه كلية الحقوق ودراسته وتخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية تبدأ علاقات نجيب المتميزة مع الكتاب والأدباء والمفكرين والمناضلين والفنانين من خلال أعمـال مسرحية شعبية برز فيهـا كمؤلف وممثـل ومخرج لافتــا ً الأنظـار إلى عبقرية نـادرة.
أخفى نجيب بداية انتماءه إلى جماعة حدتو الشيوعية قبل سفره في بعثة حكومية إلى الإتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج المسرحي من عام 1958 وحتى عام 1963 حيث أعلن هناك تدريجيًا ميله للماركسية مما كان له أثر سلبي لدى مجموعة الطلاب الموفدين الذين حرضوا السفارة المصرية ولفقوا التقارير ضده وفي نفس الوقت تحول تساؤل الشيوعيين العرب عن كونه يحمل الفكر الماركسي في حين أنه موفد ضمن بعثة حكومية إلى شكوك أقلقته وأثارت في نفسه اكتئابا.
هذه المعاناة جعلته يبالغ في تأكيد صدقه ونفوره من مجموعة الموفدين وعدم ارتباطه بأية جهة غير شيوعية عن طريق تشكيل مجموعة الديمقراطيين المصريين في السنة الدراسية الثانية عام 1959 وتعمد المشاركة في الحياة الطلابية وإلقاء الخطب الحماسية والبيانات ضدالنظام الديكتاتوري وسياسة القمع في مصر وسوريا والتي امتلأت بسببها سجون البلدين بالآلاف من أبناءالوطن الشرفاء من عمال وفلاحين ومثقفين. عندها فقط زالت الشكوك عن نجيب الذي سرعان ما أحاطه الشيوعيون من بلدان الشرق الأوسط بالمحبة والدعم وساعدوه بالتعاون مع إدارة الجامعة لحل مشكلة المنحة الحكومية المسحوبة وإبقائه في موسكو بمنحة حزبية أممية.
في موسكو كتب نجيب دراسات نقدية ومقالات ورسائل وقصائد نـُشر بعضها في مجلات لبنانية أما ما لم ينشر عند كتابته فقد جمع بعضه فيما بعد ونشر بواسطته أو بمبادرة من أصدقائه بعد وفاته وترك الآخر كما هو في مكتبة بيته. مثل: "رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ" - دراسة طويلة كتبها عام 1959 ونشر فصولاً منها في المجلة اللبنانية (الثقافة الوطنية) 1959 ثم جمعها وقام وقدم لها محمد دكروب وصدرت في سلسلة "الكتاب الجديد" - دار الفكر الجديد، بيروت 1989 ثم أعيد نشرها كاملة عن دار الفارابي عام 1991 أعمـال شــعرية عن الوطن و المـنـفي - ديوان كتب قصائده في موسكو و بودابست بين 1959 و 1963 و لم ينشر.
ولع نجيب بالأدب والفلسفة وشغفه بالقراءة وكتابته للشعر بالعربية الفصحى لم يكبت رغبته الدائمة بمخاطبة الناس عبر المسرح. كان التمثيل في نظره أداة التعبير الأكثر نجاعة. ويقول اصدقاؤه بأنه لم يلقِ عليهم قصائده بل قام بتمثيلها. وكان له من المهارة في الأداء والتحكم بتعابير الوجه وحركة اليدين ما يشد الناس إليه فينشدوا بكليتهم إلى موضوع القصيدة أو الحديث مثيرا عواطفهم ومشاعر الحب أو الكراهية والضحك أو العبوس وتدفق الدموع حسب الموقف.
أي موضوع عند نجيب سرور هو مادة يسخرها لربط الأمور وتسليط الضوء على أسباب معاناة الناس والظلم والاستغلال والتخلف. هذه البراعة عند نجيب سرور أساسها دراسته لفن التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وقد حرص على التعرف في موسكو على المدارس المختلفة في الفنون المسرحية وانتقاء منها ما يريد بحرية وشجاعة ودون قيود فأصبح بعدها يتوق إلى العودة إلى مصر ليلتحم بشعبه ورفاقه وطليعة المثقفين المصريين ويقوم بدوره النضالي من أجل أن تحيا مصر ويسعد شعبها.
كانت مصر في الخمسينات حبلى بالثورة وشهد نجيب سرور وهو على مقاعد الدراسة انطلاق ثورة 23 يوليو وواكب - بعد التخرج- العدوان الثلاثي على مصر مما عمق في نفسه الكره الشديد للامبريالية والاستعمار والرأسمالية وكان منطقياً ان يلتزم الخط الاحمر فانتمى إلى الحزب الشيوعي وطار إلى موسكو في بعثة حكومية لدراسة الاخراج المسرحي وصدم - كما صدم غيره- بالوحدة الارتجالية مع سوريا ثم بمؤامرة الانفصال وراقب عن كثب بطش المخابرات المصرية بالطلبة فتحول إلى (معارض) سياسي في الخارج وسحبت منه البعثة والجنسية فزاد اقتراباً والتحاماً بامميته وأصبح احمر اللون عن (حق وحقيق) وليس عن ترف!!
* لكن الفلاح المصري في ثنايا نجيب سرور لا يمكن ان يتأقلم مع القوقازي أو الروسي الأبيض حتى لو كان يتبنى الفكر الاحمر وسرعان ما اصطدم سرور بتنظيمات الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي نفسه فهرب إلى المجر ومنها إلى مصر عام 1964.
* كانت مخابرات صلاح نصر في عام 1964 في اوج تألقها وسطوتها وكان من الطبيعي ان يحل نجيب سرور ضيفاً على زنازين صلاح نصر فيعذب وينفخ ويصلب وتمارس عليه كل أنواع التعذيب التي أبدع صلاح نصر في ابتكارها ... ومع ذلك كانت بصمة نجيب سرور على الحياة الثقافية في مصر واضحة للعيان حتى يوم وفاته في عام 1978 فقد شارك في الحياة الثقافية شاعراً وناقدا وباحثا وكاتبا مسرحيا وممثلاً ومخرجاً حتى أصبح احد اعلام المسرح العربي المعاصر.
* كان الامن المصري قد ترك الحبل على غاربه لنجيب سرور بعد ان وجد صلابة هذا الفلاح المصري المثقف لن تفت في عضدها زنازين صلاح نصر إلى ان تجاوز نجيب سرور الخط الاحمر حين توقف امام مجازر الملك حسين بحق الفلسطينيين في ايلول عام 1971 بكتابة واخراج مسرحية بعنوان (الذباب الازرق) سرعان ما تدخلت المخابرات الاردنية لدى السلطان المصرية لايقافها ... وقد كان ... وبدأت منذ ذلك التاريخ مواجهة جديدة بين الامن المصري ونجيب سرور انتهت بعزله وطرده من عمله ومحاصرته ومنعه من النشر ثم اتهامه بالجنون!!
* في هذه الفترة بالذات ولدت معلقته الشهيرة (كس اميات) تقريباً في الفترة نفسها التي كتب فيها مظفر النواب كس امياته التي سماها (وتريات ليلية) ومع ان قصيدة مظفر النواب كانت الاسبق إلى الشهرة والانتشار الا ان هذا لم يكن بسبب تفردها أو تفوقها على كس اميات نجيب سرور وانما لان القصيدة حلقت عربياً بجناحين فلسطينيين فقد كان كان مظفر محسوباً على المقاومة الفلسطينية التي تبنته وطبعت كتبه واقامت لها الندوات والامسيات واغدقت عليه الكثير من الاموال.... وكان التشابه بين الرجلين كبيرا ... فالاثنان شيوعيان ... والاثنان مثقفان وظفا التاريخ والاسطورة في عملهما الابداعي ... والاثنان من طويلي اللسان .... والاثنان على قوائم المطلوبين لأجهزة الامن .... والاثنان سطرا كس امياتهما بعد مجازر ايلول بحق الفلسطينيين .
* نجيب سرور الذي اصطدم بالمخابرات المصرية بسبب مسرحيته عن الفلسطينيين والمجزرة التي ارتكبت بحقهم في الاردن خذله الفلسطينيون فلم تنشر قصائده في بيروت يوم كانت كل مطابع بيروت ودور النشر فيها رهن اشارة ابو عمار ولم تجد (كس اميات) سوقاً خارج مصر لمحليتها اللغوية وللعبارات والالفاظ المستخدمة فيها والاهم من هذا لان النظام العربي كله - آنذاك- لم يكن مهيئاً لمواجهة انور السادات كرمال عيون نجيب سرور مع ان السادات كان اهم راو للقصيدة وحافظ لها!!
* وكما حذف مؤلفو الكتب المدرسية اسم (هن) من الاسماء الستة فجعلوها (خمسة) ... حذف النقاد العرب اللفظة الأولى من اسم الديوان واكتفوا بالتعريف به على انه (اميات) أو (الاميات) ومات نجيب سرور في 24 اكتوبر 1978 في مستشفى للامراض العقلية اودعته فيها المخابرات المصرية عن ستة واربعين عاماً وحزنت عليه لاني لم اتمكن من لقاءه في صيف عام 1978 رغم ان امل دنقل اصطحبني مع الاديب الاردني فايز محمود إلى مقهى قال ان نجيب سرور يقعد فيها!!
* يومها طيرت إلى استاذي وصديقي محمود السعدني مقالاً بعنوان (الاشجار لا تموت الا واقفة) و (نجيب سرور مات غريباً في دمنهور) نشره محمود السعدني في الصفحة الاخيرة من مجلته 23 يوليو التي كان يصدرها في لندن يوم كان مطارداً فيها من قبل مخابرات انور السادات.
مع عودة الشاعر إلى مصر عام 1964 بدأت حياته الفنية والأدبية والسياسية التي استمرت قرابة الأربعة عشر عامًا حتى وفاته متأرجحة بين النجاح والمعاناة الشديدة، بكتابة وتقديم النصوص الدرامية ومسرحياتها، استهلها في عام 1965 بعمل مسرحي من إخراج كرم مطاوع بعنوان "ياسين وبهية" وهي رواية شعرية كتبها في بودابست قبل عام واعتبرها الجزء الأول من ثلاثية ضمـَّت "آه يا ليل يا قمر"، المسرحية الشعرية التي كتبها عام 1966 وأخرجها جلال الشرقاوي عام 1967 ، و "قولوا لعين الشمس"، مسرحية نثرية في ثلاثة فصول، كتبها عام 1972، وأخرجها توفيق علي عام 1973.
ثم كتب مسرحية "يا بهية وخبريني" عام 1967 بإخراج كرم مطاوع ثم "آلو يا مصر" وهي مسرحية نثرية، كتبت في القاهرة عام 1968 و "ميرامار" وهي دراما نثرية مقتبسة عن رواية نجيب محفوظ المعروفة من إخراجه عام 1968. استمر تألق نجم نجيب سرور مع هذه الأعمال التي نشرت معظمها كتبًا في طفرة الصعود في السبعينات.
في عام 1969 قدم نجيب سرور من تأليفه وإخراجه المسرحية النثرية الكلمات المتقاطعة التي تحولت فيما بعد إلي عمل تليفزيوني أخرجه جلال الشرقاوي ثم أعاد إخراجها للمسرح شاكر عبد اللطيف بعد عشر سنوات واستمر تألق هذا العمل الفني حتى عام 1996. و في عام 1969 قدم المسرحية النثرية الحكم قبل المداولة , و قد قام بتحقيقها و نشرها كاملة الباحث الجاد محمد السيد عيد .وكتب المسرحية النثرية البيرق الأبيض وفي عام 1970 قدم ملك الشحاتين وهي كوميديا غنائية مقتبسة عن أوبرا القروش الثلاثة لبرشت و "الشحاذ" لجون جاي من إخراج جلال الشرقاوي.
تجددت معاناة نجيب سرور بشدة في العام 1971 عندما كتب و أخرج العمل المكرس لمذابح أيلول الأسود في الأردن بعنوان الذباب الأزرق في قالب الكوميديا السوداء، إذ منع عرض هذه المسرحية من قبل أجهزة الرقابة في القاهرة. ثم كتب في العام 1974 المسرحية الشعرية منين أجيب ناس وقد عرضت في نفس العام أعقبها بمسرحية نثرية لم تعرض وتحمل العنوان النجمةْ امُّ ديل ثم بالدراما الشعرية المقتبسة عن مسرحية هاملت لشكسبير وحملت العنوان "أفكار جنونية في دفتر هملت". معظم أعمال نجيب الدرامية طبعت ونشرت بشكل فردي وكذلك ضمن مجموعة الأعمال الكاملة التي صدرت عام 1997.
أغلب أعماله الشعرية كتبها فرادى خلال فترات متباعدة ثم جمعها في دواوين أو مجموعات. فالمجموعة الشعرية "التراجيديا الإنسانية" كتب بعض قصائدها في مصر منذ 1952 وضمنها قصائد أخرى كتبها في موسكو قبل سفره إلى بودابست وقد أصدرتها "المصرية للتأليف والنشر والترجمة" عام 1967. والمجموعة الشعرية "لزوم ما يلزم" كتب قصائدها في هنغاريا في العام 1964 وصدرت في العام 1975.
أما أعماله الشعرية في موسكو وبودابست (1959 – 1963) والتي سمَّـيت في مجموعها عن الوطن والمنفى فلم تـُنشر. إذ كتب نجيب سرور رباعيات وقصائد هجائية باللغة الشعبية المصرية ضمنها غيظه وحقده على الكذب والنفاق والخداع الذي اتسمت به السياسة العربية بعد حرب يونيو/ حزيران من عام سبعة وستين واستهجانه للمثقفين العرب الذين صمتوا عن قول الحقيقة أو باعوا أنفسهم لدوائر السياسة و كذلك رفضه لتحولات مجتمعية رآها تنتشر حوله.
في فترة السبعينيات واجهت نجيب سرور ظروف قاسية للغاية وصل فيها اضطهاده وفصله من عمله مدرسًا في أكاديمية الفنون في القاهرة إلى التشرد المأساوي مما حفزه، وهو الإنسان الذي يكره الصمت والخنوع والاستسلام، على كتابة قصائد الساخنة انتقد فيها بشكل لاذع سياسة حكومة أنور السادات تجاه الوطن والشعب وخاصة قمع الحريات العامة وحرية التعبير والتسلط على المثقفين والتنكيل بالمواطنين. تحاملت أجهزة السلطة في حينها على الشاعر فلفقت له التهم المختلفة وساقته إلى مستشفى الأمراض العقلية. وقد تكرر ذلك سعيًا من السلطة لتحطيم نفسية نجيب سرور.
فكتب نجيب سرور ما بين 1969 و 1974 قصائد هجائية في قالب الرباعيات سجل فيها ما رآه قلبا للأحوال و سيادة النفاق والتصنع وتحكم التافهين بشروط معيشة وإبداع الموهوبين، بلغة تعد فاحشة و إباحية بكثير من التصريحات الجنسية و كلمات السباب. عرفت في مجموعها بعنوان كس أميات، إلا أن من يرونه عنوانا محرجا يؤثرون لأجل تلافي الحرج في معرض حديثهم عن أعمال سرور الإشارة إليها باسم الأميات.
ورغم شهرتها فإنها تعد أقل أعمال نجيب سرور قيمة فنية، وأقربهم إلي الصراخ العصبي الذي أصاب نجيب بعد الإحباط النفسي والإفلاس المادي. و لم تنشر القصائد في حياته لكن تسجيلا صوتيا و هو يلقيه في جلسة خاصة نسخ و انتشر. إلى أن نشر ابنه شهدي نجيب سرور على الوب عام 1998 أجزاء منه مما كان سببا في ملاحقته القانونية[1] و هروبه إلى روسيا حيث يعيش الآن.
في عام 1978 صدرت له "بروتوكولات حكماء ريش" وهي عبارة عن أشعار ومشاهد مسرحية و "رباعيات نجيب سرور" التي كان قد كتبها بين عامي 1974 و1975.
استمر إنتاج نجيب سرور حتى وفاته فقد كتب ديوان الطوفان الكبير وديوان فارس آخر زمن عام 1978 ولكنهما لم ينشرا حتى صدرت أعماله الكاملة في العام 1997.
لنجيب باع كبير في النقد الأدبي والمسرحي. فبالإضافة إلى عمله الكبير رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ هناك الكثير من المقالات النقدية مثل "تحت عباءة أبي العلاء" و "هكذا قال جحا" و "حوار في المسرح" و "هموم في الأدب والفن" وغيرها مما لم ينشر في حينه أو نشر في الصحف والمجلات المصرية واللبنانية وغيرها.
مع بدايات نجيب سرور تجد نفسك أمام فنان مرهف الإحساس محب لجميع الناس، صدره واسع، ربما عصبي المزاج أحيانا ً ولكنه ظريف ومرح غالبًا، وفي نفس الوقت تدرك الرصيد الثقافي الكبير عند شاعرنا الذي لا يوفر فرصة للربط الفلسفي والتاريخي وسرد الشواهد من التاريخ والأسطورة ليثبت ما يريد أن يقول.
فرؤية نجيب لما خلف الصور التي تبدو لنا عادية أوصلته إلى حقائق كان من المستحيل نيل قناعة المعنيين بها في ذلك الوقت ولكن الحياة أثبتت صحتها. فلنقرأ ما قاله في قصيدته الشهيرة المسيح واللصوص بعد تعرفه على الكثير من خلفيات الأمور في هنغاريا، البلد الاشتراكي الأوروبي وقد تغلغل النفوذ الصهيوني في صفوف حزبه وحكومته والتي يتهم فيها المسيح بالتساهل والتسامح مع اللصوص مما أعطاهم الفرصة للاهتمام بمصالحهم والمتاجرة بنفس شعارات المسيح عدوهم.
توفي نجيب سرور في 24 أكتوبر 1978 بمدينة دمنهور بمصر عن ستة وأربعين عامًا. فأثار رحيله المبكّر اكتئابًا في نفوس محبيه من الأدباء والفنانين والمفكرين والمناضلين
أعماله
يس وبهية - كتبها في بودابست قبل عودته من منفاه إلى وطنه .
* آه ياليل ياقمر - أخرجها جلال الشرقاوي .
* قولوا لعين الشمس ..
* آلو يا مصر - حققها و نشرها د.عصام الدين أبوالعلا بعد وفاة المؤلف .
* ميرامار: التي اقتبسها من رواية نجيب محفوظ واخرجها بنفسه لفرقة المسرح الحر عام 1968 على مسرح الزمالك.
* التراجيديا الإنسانية: مجموعة شعرية كتبها بين 1952 و 1959 . صدرت عن "[الدار المصرية للتأليف و الترجمة و النشر]" عام 1967 بالقاهرة.
* نشرت أعماله الكاملة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في ستة مجلدات ،اثنان للمسرح و اثنان للشعر و اثنان للدراسات النقدية . بمراجعة و تحقيق و تقديم الدكتور عصام الدين أبوالعلا .
كتب صدرت عن أعماله الابداعية :
* د.عصام الدين أبوالعلا : مسرح نجيب سرور . مكتبة مدبولي بالقاهرة 1989 .
* محمد السيد عيد : التراث في مسرح نجيب سرور . هيئة الكتاب 1990 .
* لزوم ما يلزم: مجموعة شعرية كتبها في بودابِست عام 1964، صدر أول مرة عن "[دار الشعب]" عام 1975 بالقاهرة.
* بروتوكولات حكماء ريش: أشعار ومشاهد مسرحية، كتبها وصدر عن مكتبة مدبولي بالقاهرة عام 1978.
* رباعيات نجيب سرور: ديوان كتبه بين 1974 و1975، صدر بمكتبة مدبولي عام 1978.
* الطوفان الثاني: ديوان كتبه عام 1978 بالقاهرة، تضمنه المجلد الرابع من أعماله الكاملة عام 1997.
* فارس آخر زمن: ديوان كتبه عام 1978، تضمنه المجلد الرابع من أعماله الكاملة عام 1997.
* أعمال شعرية عن الوطن والمنفي: ديوان كتبه فيما بين 1959 و1963 ولم ينشر.
* رسائل إلي صلاح عبد الصبور: كتبها في موسكو بين 1959 و1963 ولم تنشر.
* عن الإنسان الطيب: ديوان كتبه في موسكو فيما بين 1959 و1963 ولم ينشر.
* رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ
* حوار في المسرح
* هموم في الأدب والفن
* تحت عباءة أبي العلاء
* هكذا قال جحا .
* خيال الظل - حققها ونشرها د.عصام الدين أبوالعلا عام 2007 .
لهـــذى الجمـــوع
فتاتى .. ما غيرتنى الســنون و لا غيرتك
احبـك مزلت .. لــكنني
صحوت على صرخــات الجمــوع
و خطــو الفنـــاء الى أمتي
رأيت الحيـاة تموت هنــاك
على مذبح اليــأس فى قريتي
تريـد النشــور !
أفـاتنتى .. ان مضى الســالكون
على أرضنا فى الصــباح القريب
يلمـون فى النـور آثارنـا
فمـاذا تراه يقول الدليــل
اذا ســألوه عن الحــالمين
عن اللاعبــين .. عن الشــاربين
عن الراقصــين .. عن الســامرين
عن النــائمين بليــل الدمـوع
على زفرات النفوس الموات
عن الهائمــين ببحـر الدمـاء
على زورق من جنـاح الخيــال
و قـد غلفـوا بالنبيــذ العيــون
و مرت عليهم جموع الجياع و مروا عليها ..
فــلم يلمحوا ذلـه البائســـين
ولم يســـمعوا أنـة اليائسـين
وراحوا يصــوغون فى حلمهم
عقـود الدخـــان
كمــا ينســـخ العنكبوب الخيوط
فمــاذا تراه يقول الدليـل ؟
أأســمع وقـع خطى الطاغيــه
يدب على حثث الســاقطين
و يطحــن بالنعــل كل الجبـاه
وأقعــد .. لا أســـتفز الحيـــاه
و أحــلم .. لا أســـتثير الجمــوع
لتضرب بالنعــل عن الطغــاة
لتحيـــا الحيـــاة ؟
أأســـمع حشرجــة الأشــقياء
يئنون من قســوة العاصفــه
و قد لفحتهم ريــاح الســموم
و أجلس كالطفل أحصى النجــوم ؟ !
أأســمع قهقهــة الطاغيـــة
يســـير بمركبــه آمنــا
فخــورا كنــوح
و قد أغرق القوم طوفا نــه
وأقعــد لا أخرق المركبــا ..
ولا أنفخ الروح فى الغــارقين ؟ !
أأحــلم و الليـــل من حوليــه
دعــاء يؤرق عين الســماء
ولكنهـــا لا تجيب الدعــاء
وهـــل أهب الكأس الحانيــه
ولا أهب الشـــعب لحن القيـــام ؟ !
أفاتنتى .. فى احمرار الورود على وجنتيك
رأيت الدمــاء
دمــاء المســـاكين فى قريتي
يعيشـــون كالدود فى مقبره
هم الدود و الميت يافتنتى !
أفاتنتى .. فى اختناق السواد على مقلتيك
رأيت الشـــقاء
يلف بأذرعــه الهــاصره
جســوم الملايين من أمتي!
أفاتنتى فى انسياب الحيــاة على شفتيك
رأيت الجفـــاف
رأيت سراب الحيــاة الشحيح
تصــوره لهفـة الظــامئين
وهذى النجوم عيون العبيد تطل علينا
و قد جحظت بالعـذاب المقـل
أفاتنتى و رأيت الرءوس ألوف الرءوس
معلقــة فى فــروع الشــجر
وقد شنقتها حبال الشتاء كشنق الثمر
وســوقا كبــيره
يبــاع بهــا عرق الكادحــين
بســعر التراب , ولحم البشر
أفاتنتى ورأيت الجموع
تســير بمصباحهــا المختنق
لتبحث عن لقمــة ضائعـة
ويــأتى المســاء ..
فتــأوى الى جحرهــا جائعـه
وفى كفهــا حسرة ضــارعه
وتطوى على جوعهــا يأســها
كمـا تنطوى فى الثرى قوقعـه
ويســدل ســتر الظــلام الكثيف
على مشــهد من صراع الحيــاه
ليبدأ فى الصبح فصــل جديد
فتمضى الجمــوع بمصباحهــا
" لتبحث عن لقمــة ضائعــه "
فهـل أهب الكــاس ألحانيــه
وقد زرعوا أرضــنا بالعذاب ؟
فتاتى .. ما غيرتنى السنون ولا غيرتك
أحبــك ما زلت لكنني
وهبت النشــيد لهــذى الجموع !
نشرت بمجلة " الآداب " عدد يوليو عام 1954
نوجا .. نوجا
مهداه الى صديق حلمى راغب المحامي
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "
أتبيع الحلوى يا ولدي
من غيرك كان ليأكلها
لولا مهزلة فى بلدى .. ؟ !
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "
فى نصـف الليـل تغنيهـا
عريانـا فى برد الليـل
أنا مثلك لم أعرف يوما أفراح الطفل
و عرفت الأحزان المرة
و رضعت العلقم من مهـدي
لم أعرف ما تعم الحلوى ..
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "
أحلى نوجا ؟ !
كلها يا ولدى .. ملعون من يأكلهـا ..
غـيرك أنت ..
و لتقطع كف تخطفهـا مثل الحـدأة ..
يا كتـكوتى .. من ثغرك أنت ..
يا مثـل الورد البري
يا أطهر من أى نابى
يا أحلى من أحلى نوجا
يا كبدى .. أتبيع النوجا ؟
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "
ما كان بعيدا أن أصبح مثلك أنت
فأنادى " نوجا .. يانوجا .. "
ما يمنع أن يصبح ولدى يوما أنت
فينادى " نوجا .. يانوجا "
قلهـا للعـالم يا طفلي
قلها للقرن العشرين ! .. فليبنوا من فوق الموتى أهرام المـال
و ليلقوا للفقر الضــارى بالأطفال
ليبيعوا للنـاس النوجا فى نصف الليل
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "
الحـــذاء
أنـا ابن الشـــقاء
ربيب (الزريبــة و المصطبــة)
وفى قـريتى كلهم أشـــقياء
وفى قـريتى (عمدة) كالاله
يحيط بأعناقنــا كالقــدر
بأرزاقنـــا
بما تحتنــا من حقول حبــالي
يـلدن الحيــاة
وذاك المســاء
أتانـا الخفيـر و نـادى أبي
بأمر الالـه ! .. ولبى أبي
وأبهجانى أن يقــال الالـه
تنـازل حتى ليدعـو أبى !
تبعت خطــاه بخطو الأوز
فخورا أتيــه من الكبريــاء
أليس كليم الالــه أبي
كموسى .. وان لم يجئـه الخفــير
وان لم يكن مثــله بالنبي
وما الفرق ؟ .. لا فرق عند الصبى !
وبينــا أسير وألقى الصغار أقول " اسمعو ا ..
أبى يا عيــال دعــاه الالــه " !
وتنطـق أعينهم بالحســد
وقصر هنــالك فوق العيون ذهبنـا اليه
- يقولون .. فى مأتم شــيدوه
و من دم آبائنا والجدود وأشــلائهم
فموت يطــوف بـكل الرءوس
وذعر يخيم فــوق المقــل
وخيــل تدوس على الزاحفــين
وتزرع أرجلهــا فى الجثت
وجداتنــا فى ليـالى الشــتاء
تحدثننا عن ســنين عجــاف
عن اللآكلين لحـوم الكلاب
ولحم الحمير .. ولحم القطط
عن الوائـــدين هناك العيــال
من اليــأس .. و الكفر والمســغية
" ويوسف أين ؟ " .. ومات الرجاء
وضــل الدعــاء طريق الســماء
و قــام هنــالك قصر الالــه
يــكاد ينــام على قـريتي
- ويــكتم كالطود أنفاســها
ذهبنــا اليــه
فلما وصــلنا .. أردت الدخول
فمد الخفــير يدا من حـديد
وألصقنى عند باب الرواق
وقفت أزف أبى بالنظــر
فألقـى الســـلام
ولم يأخذ الجالسـون الســلام ! !
رأيت .. أأنسى ؟
رأيت الاله يقوم فيخلع ذاك الحـذاء
وينهــال كالســيل فوق أبى ! !
أهـــذا .. أبى ؟
وكم كنت أختــال بين الصغــار
بأن أبى فــارع " كالملك " !
أيغدو ليعنى بهــذا القصر ؟ !
وكم كنت أخشــاه فى حبيـه
وأخشى اذا قـام أن أقعـدا
وأخشى اذا نـام أن أهمســا
وأمى تصب على قدميــه بابريقهــا
وتمســح رجليــه عند المســاء
وتلثم كفيــه من حبهــا
وتنفض نعليــه فى صمتهــا
وتخشى علــيه نســيم الربيــع !
أهـــذا .. أبى ؟
ونحن العيــال .. لنا عــادة ..
نقول اذا أعجزتنا الأمور " أبى يستطيع ! "
فيصعد للنخـلة العـاليـة
ويخـدش بالظفر وجــه السـما
ويغلب بالكف عزم الأســد
ويصنع ما شــاء من معجزات !
أهـــذا .. أبى
يســام كأن لم يكن بالرجــل
وعـدت أســير على أضــلعي
على أدمعى .. وأبث الجــدر
" لمـاذا .. لمـاذا ؟ "
أهلت الســؤال على أميــه
وأمطرت فى حجرهــا دمعيــه
ولكنهــا اجهشــت باكـيه
" لمـاذا أبى ؟ "
و كان أبى صــامتا فى ذهول
بعــلق عينيــه بالزاويـة
وجـدى الضــرير
قعيـد الحصــير
تحسسنى و تولى الجـواب :
" بنى .. كذا يفعل الأغنيــاء بكل القرى " !
كــرهت الالــه ..
وأصبح كل اله لدى بغيض الصعر
تعلمت من بومهــا ثــورتي
ورحت أســير مع القـافلة
على دربهــا المدلهم الطــويل
لنلفـى الصــباح
لنلقـى الصــباح !
نشرت بمجلة " الرسالة الجديدة " عدد أغسطس سنة 1956
التراجيديا الانسانية
" وفى مغيب آخر ايام عمرى ..
سوف أراك وأرى أصدقائى ،
ولن أحمل معى تحت الثرى غير حسرة الأغنية ..
التى لم تتم ..! "
( ناظم حكمت )
(1) حب .. وبحر .. وحارس
كانوا قالوا : " إن الحب يطيل العمر "
حقا .. حقا .. إن الحب يطيل العمر ! !
حين نحس كأن العالم باقة زهر
حين نشف كما لو كنا من بللور
حين نرق كبسمة فجر
حين نقول كلاما مثل الشعر
حين يدف القلب كما عصفور ..
يوشك يهجر قفص الصدر ..
كى ينطلق يعانق كل الناس !
كنا نجلس فوق الرملة
كانت فى أعيننا غنوة
لم يكتبها يوما شاعر ..
قالت :
- .. صف لى هذا البحر !
- يا قبرتى .. أنا لا أحسن فن الوصف
- واذن .. كيف تقول الشعر ؟ !
- لست أعد من الشعراء
أنا لا أرسم هذا العالم بل أحياه
أنا لا أنظم إلا حين أكاد أشل
ما لم أوجز نفسى فى الكلمات
هيا نوجز هذا البحر
- كيف .. أفى بيت من شعر ؟
- بل فى قبلة ! !
عبر الحارس .. ثم تمطى .. " نحن هنا " !
ومضى يلفحنا بالنظرات
" يا حارس .. أنا لا نسرق
يا حارس يا ليتك تعشق
يا ليت الحب يظل العالم كله
يا ليت حديث الناس يكون القبـلة
يا ليت تقام على القطبين مظلة
كى تحضن كل جراح الناس
كى يحيا الإنسان قرونا فى لحظات "
ومشى الحارس .. قالت " أوجز هذا البحر " !
كان دعاء يورق فى الشفتين
- يبدو أن الحارس يملك هذا البحر
يكره منا أن نوجزه فى القبلا ت !
- فلنوجزه فى الكلمات ..
أترى هل يملك أن يمنع حتى الكلمة ؟ !
(2) سر الكلمة
قبرتى .. لا يعلو شىء فوق الكلمة
كانت مذ كان الإنسان
كانت أول .. كانت أعظم ثورة !
كانت تعلو منذ البدء على الأسوار
تسخر من كل الحراس
تخرج مثل شعاع الفجر وهم نوام
خرجة " بطرس "
يوم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟
خرجت تأسو كل جراح الناس
أو " كمحمد " ..
ليلة شاءوا يا قبرتى قتله
ثم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟
خرجت تمشى بين الناس الدعوة
وكسقراط ..
شرب السم ولكن عاشت منه الكلمة
" اعرف نفسك "
أو كيسوع ..
مات ولكن أسلم للأجيال الكلمة
" اللّه محبة "
وكأخناتون
قد أكلته النار ولكن ..
عاشت رغم النار الكلمة ..
أبدا لم يحرقها الكهنة
ومشت بين الناس " سلام يا آتون ! "
هل يمنع سد هذى الموجة ..
من أن ترقص فوق الشط ؟ !
دوما سوف يزول السد
لترقص فوق الشط الكلمة
هذا يا قبرتى سر الكلمة ! !
(3) ملكوت الأرض
يا قبرتى .. بعدت ععنا عين الحارس
هيا نوجز هذا البحر
مهلا .. مهلا .. هل تبكين ؟
يا قبرتى هل تبكين ؟
مسحت دمعا كان ينام على تفاح الخد
مثل دموع الصبح تنام على أوراق الورد
" شوفى .. شوفى العصفورة !! "
ضحكت مثل الطفل وقالت :
- يا عصفورى .. لست صغيرة !
- ليت الناس جميعا كالأطفال !
والحق أقول ..
لن ندخل فى ملكوت الأرض
ما لم نرجع يا قبرتى كالأطفال
- قل لى .. ما ملكوت الأرض ؟
- كان قديما فى السموات
يدعى يا قبرتى " الجنة "
. . . . . . . . . . . .
دالت للإنسان الأرض !
أوغل فيها .. خاض بحارا سبعة
شق صحارى سبع
ذاق الويل
لاقى كل صنوف الهول
جاع .. تعرى .. علق فى السفود
شرد .. طورد .. سمر فى الصلبان
كتف .. ألقى للنيران
مات مسيح يا قبرتى بعد مسيح
لكن لم يمت الإنسان !
كيف يموت ..
وهو يرص الطوبة فوق الطوب
يبنى فى الأرض الملكوت
يصنع يا قبرتى الجنة .. ؟ !
يا كم رفع سزيف الصخرة
يا كم سقطت منه المرة بعد المرة
لا .. لن تيأس يا سيزيف
يوما سوف تقر هنالك فوق القمة
تهتف منها فى البشرية :
لا صلبان ولا أحزان
شبع الجوعى
شفى المرضى
قام الموتى
أبصر فى الأرض العميان
فتحت أبواب الملكوت ..
ما قد صعد إبن الإنسان
للحرية ! !
(4) العرس و المآتم
يا عصفورى .. ما يبكيك ؟
مسحت شيئا فى خدى وقالت :
" شوف العصفورة "
ثم ضحكنا كالأطفال
حين أفقنا كانت توشك عين الشمس
تغرق فى أحضان البحر
- يا قبرتى .. كنا نعبد عين الشمس
كانت رمزا .. كانت ربا يدعى " رع "
يركب كل صباح قارب
يضرب فى السموات ويفرش فوق الأرض النور
أبدا لم تخنقه الأفعى
أبدا لم تنتصر الظلمة
ظل القارب يقطع هذى الرحلة
يسقط كل مساء فى أحضان البحر
ثم يعود فيولد كل صباح
رغم الأفعى !
كنا نعشق منذ البدء النور
نولد فى ميلاد الشمس
قولى يا قبرتى عرس
نفرح .. نجرى للغيطان
نرقص .. نهتف كالأطفال
" المجد لعينك يا رع
الملك لعينك يا رع
الأرض بساطك يا رع
العالم عرشك يا رع
فلتحرق بالنور الأفعى
ولتنشر فى البحر شراعك
ولترضع بالدفىء البذرة
ولتحضن أمواج الحنطة
ولترع جميع الغيطان
ولتكشف درب الإنسان
المجد لعينك يا رع
الملك لعينك يا رع " !
كم صلينا .. كم غنينا
كم صورنا يا قبرتى هذا القرص
- أنظر .. ها قد غاب القرص ..
يا عينى .. قد غاب القرص !
- كنا نحزن عند مغيب الشمس
نبكى .. نندب .. قولى مأتم
كانت هذى الأرض تموت
حين تنام عليها الظلمة كالتابوت
تلك الأفعى
كنا نحمل موتانا للجبانة
تلقيهم فى جوف " الغرب "
أهنالك شىء فى الغرب
يأتينا ليسر القلب " ..
ذهبت مثلا ..
(5) صلات للموتى
كم صلينا يا قبرتى للأموات :
" رب الموتى أوزوريس
ارحم موتانا يا رب
فلكم ناحوا لمـا مـت
ولكم فرحوا لما قــمـت
بأسم دموعك يا إيزيس
بأسم شبابك يا حوريس
أرحم موتانا يا رب ..
كم كانوا يخشون الغرب !
ضميهم يا أرض إليك
كم رقصوا يا أرض عليك
كم قطفوا اللوتس والبردى من كفيك
كم عشقوا .. غنوا للحب
كم صلوا فى عيد الخصب
كونى يا أرض وشاحا فوق الموتى
كونى يا أرض جناحا فوق الموتى
كونى يا أرض سلاما فوق الموتى
ما أقسى الأرض على الموتى ..
يا قبرتى .. ما أرحمها بالأحياء !
وإذا الحارس يزعق " قوموا يا أموات ! "
فتل الشارب .. زمجر .. حمر من عينيه
قلنا نقفل بابا تأتى منه الريح !
قمنا نبطىء فى الخطوات ..
ثم وقفنا .. قالت وهى تصيح :
- هل تسمع دقات الساعة ؟
- ماذا تلهمك الدقات ؟
(6) أغنية للدقات
قالت وهى تغنى للدقات :
الدقة الأولى
" الساعة يولد انسان "
الثانية
" ويموت الساعة انسان "
الثالثة
" والعالم ليس بملآن "
الرابعة
" بل ليس القبر بملآن "
الخامسة
" مازال سؤالك يا هملت "
السادسة
" أضحوكة ذاك الحفار "
السابعة
" أوغلنا .. جبنا الأفلاك "
الثامنة
" خضناها مثلك يا رع "
التاسعة
" وصنعنا للرحلة قارب "
العاشرة
" لنجب شراعك يا رع "
الحادية عشر
" أيظل الإنسان يموت "
الثانية عشر
" حتى فى عصر الأقمار " ؟ !!
(7) الشعر و العالم
سكتت حتى مسحت دمعا
كان ينام على التفاح
سألت فى صوت الكروان :
- ماذا تلهمك الدقات ؟
قلت وفى عينى طموح للأقمار :
- العالم فوق الشعراء
فليعل الشعر إلى العالم
أو فلنصمت !
انا حظى دايماً
مدُوحَـسْ حتى فى النسوان
وعرفت قطقوطه م
القطاقيط وقلت تتوب
التوبه تابت وهى ف
قلبها سرطان ..
ميتوبش .. يعنى الهوى
على قلبها مكتوب !
فزّوره بنت الليالي .. تعشق
ولو فى الصين
وف يومها برضو تلاقيها
مواعدة في قليوب !
عجبى على عاشقة " فانتوم
" طايره بجناحين ..
فى ايدي إيه اعمله غير
رميها بالطوب !
القِدرة تكفيها تلقى
امها هيَّه ..
وهيَّه برضو أمها والقدره هي الأم
الحيه باضت وجابت زيها
حيَّه
طب يعمل ايه الطبيب
والعيا فى الدم !
انا مطنش؟! .. فشر .. طب
وذنبى ايه ..
وانا لا خاين ولا عكاك
ولا خوَّان ..
فيه حد فينا بيعرف امه
عملت ايه ..
بلاش مراته هوه.. ماهي
كلها نسوان !
طب أمنا حوّا مش طاوعت
الشيطان ..
بنص تفاحه .. واحنا مش
ولاد حوّا ..
اقول يا ناس الخيانة
طبع فى النسوان ..
وحتى ادم ضرورى فاته
على سهوة؟!.
لو تسـألوها أنا عاشق
تقول ايوه ..
عاشق وفي العشق معلم
يعنى برضو ياريت !
طب اسألوها وليه خنتي
يا فتكات ..
تقول الفلوس بتهد أجدع
بيت ..
جعان وعريان وعاطل
بالسّـبع صنعات ..
والست تعبت.. يا عم لايمها
ع الفكَّه ...
هاتوا المحافِظ وايديكو
يللا ع الشـيكات ..
ونظره يا اللى جايين
الليله من مكه ...
فلوس وويسكى وصعبة العملة..
والصَّـعبة
يسهل عشانها الشرف
وإعشق بنات الناس !
عرضى وعرضك بقى في
السوق ولا اللَّـعبه ..
امير و دايب في الهوى
هو ده النخاس !.
وانا أمير بس للشعرا
بروح أمى ..
يافرحتى بقلمي والاشعار
وطُظ ف طُظ ..
عشان اطنش هاتولى دم
غير دمى ..
دا حظى دمى .. ودمى
برضو هوّه الحظ !
صبرت ياما ولا أيوب ولا
غيره ..
يارب تفرجها بس اعفينى
م التطنيش
وتمر ليام أقول الجوع
ده من خيره ..
وبكره تفرج وبس ما
اكونش م البلاليص !
ألاقينى برضك مطعون من
ورا ضهري
والكل عارف وانا ف مولد
مالوش صاحب
لو حد كان قاللى كنت
حلفت له بعمري
إنى ولا اعرف ومولد بس
انا الغايب !
صدر قرار الوزير ميت
مره بالتعيين
لكن قرار الوزير باطل
وأنا ع الصبر
افهمها .. ليه الوزير
تعيينه مش تعيين ..
طب يرفدونى مادام الوش
أصبح ضهر
وزير سيادتك .. وماله
بس دبَّرني
تدابير تخش الدماغ مش
طَظَّه تقلب طُظ
لما الوزاره وسـيَّه
تسـاع ولا تسـاعنى ..
دا يبقى تهريج وزارى
ولايبقى حظ ؟!
ثروت عكاشه وقفني
والعهدة ع الراوي
وزير ويغلبنى طبعاً لما
اكون عاطل
ويصاحب مراتى وامانه
تسألوا الصاوي
طب يعمل ايه الضعيف لا
حق ولاباطل
مخرج.. ممثل.. مدير.. حتى الوزير يعرفها
حتى اللى انا ياما عنه كتبت واسمه "نجيب"
شوفوا حكاية الخيانة دمغه على عينها
وقولوا بعدى نجيب رد الجميل لنجيب
حتى اللى انا ياما عنه كتبت واسمه "نجيب"
شوفوا حكاية الخيانة دمغه على عينها
وقولوا بعدى نجيب رد الجميل لنجيب
يا عين يا عين يا ليل ..
يا ليل يا ليل ياعين !
يا ليل يا ليل ياعين !
بلاش أقول أمها .. طب شوفوا عمّها مين!
تلاقوه يا عالم رئيس البوليس السياسي ..
يعنى داسـسْها عليه ياليل ياليل ياعين
وانا واخدها فتاكة وراكب راسي !
تلاقوه يا عالم رئيس البوليس السياسي ..
يعنى داسـسْها عليه ياليل ياليل ياعين
وانا واخدها فتاكة وراكب راسي !
مجنون وطالق علينا فكر بنت اخوه
ومسلَّـطه ع الغلابه مراقبة وجاسوسـيّه
إوعوا من الفكر ده الفكر ده مشـبوه !
واقطع دراعى ان بنت الكلبه يهوديه !!
ومسلَّـطه ع الغلابه مراقبة وجاسوسـيّه
إوعوا من الفكر ده الفكر ده مشـبوه !
واقطع دراعى ان بنت الكلبه يهوديه !!
طب اسألوا عن تاريخه هو قاتل كام ؟!
ياما يا جيلنا قتل ياشُـهدى ياعطـيّه
يادم ساح ف السجون والشهر شهر حرام
ولا حد قال ياضحايا للقتيل ديه
ياما يا جيلنا قتل ياشُـهدى ياعطـيّه
يادم ساح ف السجون والشهر شهر حرام
ولا حد قال ياضحايا للقتيل ديه
صبرت صبر الإبل ودونى ع اللومان
وقالوا خانكه .. وخانكه يعنى فين يوجع
يعنى عدوّك بقى ع الضرب فى المليان
عامللى يابن الفطـْس بين الرجال مجدع ؟!
وقالوا خانكه .. وخانكه يعنى فين يوجع
يعنى عدوّك بقى ع الضرب فى المليان
عامللى يابن الفطـْس بين الرجال مجدع ؟!
انا قلت أبو امكم مجدع واموت مشنوق
مكدّبوش الخبر شنقونى بحزام
ومرتين اتشنقت ويومها بصيت فوق
يارب خدنى دانا مش ابن حرام
مكدّبوش الخبر شنقونى بحزام
ومرتين اتشنقت ويومها بصيت فوق
يارب خدنى دانا مش ابن حرام
دانا إبن مصر اللى فيها الشنق ولاكوليرا
من عهد خوفو وخفرع واللى قرع الباب
لو يشنقونى اليهود فى السرّ إيه يجري
هايقولوا مجنون شنق نفسه وانا الكداب
من عهد خوفو وخفرع واللى قرع الباب
لو يشنقونى اليهود فى السرّ إيه يجري
هايقولوا مجنون شنق نفسه وانا الكداب
أشنق وديّتها حقنه قبل وقف النبض
يصحى وتانى اشنقه وبحقنه تانى يفوق
وقلت يومها يارب الموت علينا فرض
والحقنه بتقوللى أبو أمك خد الخازوق
يصحى وتانى اشنقه وبحقنه تانى يفوق
وقلت يومها يارب الموت علينا فرض
والحقنه بتقوللى أبو أمك خد الخازوق
نفسى اتشنق بس اقولها كلمه للرَّيس
ياعرابى ياعرابى من اندالنا خد بالك
اسمع كلامى انا بس اسمعه كويس
ولو قالولك انا صهيونى عقبالك
ياعرابى ياعرابى من اندالنا خد بالك
اسمع كلامى انا بس اسمعه كويس
ولو قالولك انا صهيونى عقبالك
يقولوها ليه والصهاينة بره مش جوه
يبقى الصهاينه يا ريّس جوه مش برّه
لحد امتى حتفضل مصرنا مش حره
حمار وجوَّه البلد مستنياه مُهره؟!
يبقى الصهاينه يا ريّس جوه مش برّه
لحد امتى حتفضل مصرنا مش حره
حمار وجوَّه البلد مستنياه مُهره؟!
ليه كل مصري وراه قناصه زى صقور
وراه مخبر .. وراه للباب وتحت لحاف
وقولوا ليه المواهب تنقصف بالدور
طبعا عشان نتنكس يعنى عشان ما نخاف
وراه مخبر .. وراه للباب وتحت لحاف
وقولوا ليه المواهب تنقصف بالدور
طبعا عشان نتنكس يعنى عشان ما نخاف
سيد يادرويش يا نابغه ليه تموت مسـموم
والشعب ملبوخ فى رجعة سعد من منفاه
ميت فى يوم القيامه مين على المرحوم
هيبكى ..والكل اصبح وشّه زى قفاه؟!
والشعب ملبوخ فى رجعة سعد من منفاه
ميت فى يوم القيامه مين على المرحوم
هيبكى ..والكل اصبح وشّه زى قفاه؟!
(مقهى ريش أحد ملتقيات المثقفين والأدعياء بالقاهرة)
«تنح عن الطريق للرجل القادم إليك
فإنه على الأرجح رجل منظم ،
أو لعله من الماسونيين وهذا أضل سبيلا»!
- دونالد فينكل -
* ديباجـة :
نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش ..
من شعراء وقصاصين ورسامين ..
ومن النقاد سحالى «الجبانات» ..
حملة مفتاح الجنة ..
وهواة البحث عن الشهرة ..
وبأى ثمن ..
والخبراء بكل صنوف «الإزمات» ..
مع تسكين الزاى ..
كالميكانيزم !
نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش ..
قررنا ماهو آت :
* ألبرتوكول الأول :
لا تقرأ شيئاً .. كن حمال حطب ..
وأحمل طن كتب ..
ضعه بجانب قنينة بيره ..
أو فوق المقعد ..
وأشرب .. وأنتظر الفرسان ..
سوف يجيئ الواحد منهم تلو الآخر ..
يحمل طن كتب ! ..
* صوت :
يافرسان الأمس ..
غير الأمس مع الفرسان ..
خلف غيوم اليأس ..
فإلى مقهى ريش ..
كل العالم مقهى ريش ..
كل يغرق عاره ..
فى أغوار الكأس ! .
* هاتف :
لا .. لست بالعاهرة ..
بالرغم من كل شئ ..
فالعهر ياقاهرة .
يصيبنا بالقئ ..
يا أمنا الطاهرة !.
البروتوكول الثانى :
لا تفهم شيئاَ مما تقرأ ..
ليس يهم اليوم الفهم ..
فالمفهوم اللامفهوم ..
أو بالعكس .
لن يسألك أحد ..
ما معنى قولك «....»!
فالمفروض .
ألا معنى للأشياء وللكلمات ..
وإذا كانت للأشياء معان ..
فالمفروض ..
أن معانيها معروفة ..
للحكماء لدايك ..
وإذا كان الأمر كذلك ..
فالكلمات «مسالك» ..
والمفروض ..
أنك تعرف ..
والمفروض أخيراً ألا تسأل ..
عن معنى قولك «...» !
* صوت :
ياذؤبانا لا كت شرف الكلمة ..
ياصبيان السوق الحره ..
حيث يباع الله بكأس ربيب ..
ما أرخص فى السوق الإنسان ..
يافرسان الأمس الغابر ..
جئت الملم كل الكلمات المسمومة ..
قطع الثلج ..
حقن النسيان البنج ..
ألكلمات المصطحات الشفريات ..
ألكلمات المعكوسات ..
فى الأحذية «الأجلاسيه » اللماعه .
«آخر موضه» ..
ألكلمات الباروكات ..
ألمصفوفة عند «كوافير الفايف فينجرز »!
ألكلمات الشارلستون .. الماكسى .. المكروجيب ..
ألكلمات الأقنعة .. الحمالات ..
فى سروال الماسونى الذئب !
ألكلمات النفطيات ..
فى مركبة المأبون العلج !
ألكلمات الحدآت ..
ألكلمات الآذان الأعين ..
الأظفار الأنياب ..
ألصابون .. الإعلانات ..
ألكلمات الملفوفة فى ورق المرحاض ..
والمكتوبة ..
بدم الحيض ..
والمدهونة بالزيت وبالبارفان ..
الكلمات الحيات !!
* هاتف :
لا .. لست بالعانس ..
أنت الولود الولود ..
ولست بالمومس ..
عار هوان الجدود ..
يا أمنا الصابرة !.
* البروتوكول الثالث :
لا تصمت أبدا .. إن الصمت جهاله ..
واحذر أن تتكلم فى الموضوع ..
لا موضوع هنالك ..
إن الفلك اليوم عطاره ..
كن فيهم «خضر العطار» !.
لكن خذ سمت الأستاذ ..
وحذار أن تنسى «البايب» ..
والكلمات «الخرز» اللاتينية !
قل «فى الواقع » .. واصمت لحظة !
قل «لاشك» ..
واصمت لحظة !.
ثم مقدمة محفوظة ..
من فذلكة «المنهج» ..
حسب الموجة والتيار..
فالبحر سباق ..
والموجات الوف ..
«الموجه تجرى ورا الموجه ..
عايزة تطولها ! »
عجل واركب أية موجه ..
فالأيام دول ..
ويل للبسطاء ذوى القلب الأبيض ..
حين تفاجئهم أنواء الطقس ..
الناس إثنان ..
أحدهما ينجو فى الطوفان ..
والآخر يغرق فى كأس ..
«إنى أغرق ..
أغرق .. أغرق ! »
* صوت :
يا أيتها المومس من رهط يهوذا ..
يا ذات الشعر «الآلاجارسون »..
ياكمية لحم عبئ فى السروال الضيق ..
والقواد التابع خلفك يحمل لحية ..
وعلى الظهر حقيبة ..
وبسروال قص لفوق الركبة ..
والعملة صعبة !
يا أيتها المستشرقة المزعومة ..
والعطشى لأحاديث الفرسان ..
فرسان الأمس الخصيان ..
الفكر بخير ..
والأدب بخير ..
والفن بخير ..
ونحن بخير لا تنقصنا غير ..
مشاهدة القرده ..
من أبناء يهوذا ..
فى أقنعة المستشرق والمستغرب ..
بجوازات السفر الصادرة بأورشاليم ..
والمنسوخة فى باريس ..
والمختومة فى بيروت ..
والقادمة الينا من واق الواق ..
سائحة فى حر الشمس ..
يا أولاد الأفعى ..
يا إخوان القرده !
* هاتف :
لا .. لست بالجثة
مطلولة للذئاب
ما أنت مجتثه ..
بل إنت أم الكتاب ..
يا أمنا الساخرة !.
* البروتوكول الرابع :
طبق اليوم الأمثل ..
فى قائمة المطبوخات المطبوعات المعروضات ..
المرئيات المسموعات الملموسات ..
طبق السلطة ..
«كله على كله ..
ولما تشوفه قول له ..
هوه فاكرنا مين ..
داحنا معلمين » !
فلتتعلم فن القول ..
قل ما شئت بشرط ..
ألا تنسى الشفرة ..
إن الشفرة منذ اليوم هى المفتاح ..
والمفتاح الشفرة ..
كل العالم شفرى البنية ..
كل الكلمات .. الهمسات .. الأنفاس ..
كل الحركات .. السكنات .. رموز ..
كل الأشياء لغات ..
تتردد بين المتقاطع ..
والمتشابه ..
والمعكوس !
ويعاد بناء البرج المنحوس ..
بابل تنهض فوق ركام الضوضاء ..
( هل يندك البرج ؟! )
* صوت :
ألخصيان التفوا حول المومس ..
مثل الكعكة ..
كل يعرض نفسه ..
هذا أشعر شاعر ..
هذا أول آخر قاص ..
هذا فذ الفن ..
فن المسرح خاصة ..
هذا الجهبذ ..
فى كل فنون الفكر العاهر !
يا أيتها المومس من رهط يهوذا ..
إن القوم عطاش ..
وجياع للجنس !
فانتخبى الليلة ثورا من «ثوار» الأمس ..
وغدا ثورا آخر ..
وغدا ثالث ..
تم الجزء الأول ..
من بحث الدكتوراه المزعومه ..
والمأخوذة سلفا ..
من جامعة الجمعيات الماسونية ..
طبع بمقهى ريش ..
والإبداع ..
بالشقق المفروشة ..
والتوزيع باورشاليم !
* هاتف :
لا .. لست بالمخور ..
يامصر يامعبد ..
تأبى جيوش النور
للنار أن تخمد
ياأمنا الثائرة!
* البروتوكول الخامس :
لا تأخذ بالك مما حولك ..
كن كالاطرش فى الزفة ..
هذا الجرسون الوسواس ..
وصبى الجرسون الخناس ..
والذئب المقعى يمسح أحذية الأعيان ..
ألملاك .. الوزراء .. الكبراء ..
من حكام الأمس الماسون ..
والجوالون الباعة لبن العصفور ..
والسائل والمحروم ..
والعاجز من أصحاب العاهات المصنوعة
فى إحدى «ورش» الغورية ..
أو بولاق ..
والعيارون ،، البصاصون ..
من كل فئات الشعب !
* ملحوظة :
لايخدعك المسرح والأدوار ..
المكياج .. الأزياء .. الديكور .. الإكسسوار ..
هذا بعض السوس ..
ألزاحف فى المقهى الملعون ..
والآتى من عهد الهكسوس ..
جاسوسا خلف الجاسوس !
* صوت :
ألفرسان التفوا حول «الكاهن» !
فى الماخور .. المصيدة .. المقهى ..
ألفريسيون ..
ألصدوقيون ..
صنعوا «الكورس»!
بدأ العزف على أحداث الساعة
والأوتار انقصفت ..
بينما صمت «الكاهن» ..
ذو العينين الوطواطية ..
والأذنين الملقاطية ..
ألصمت لسان «الكهنة » ..
رأس الحكمة ..
لايسأل عن شئ «كاهن» ..
أو يسأل فالصمت جوابه ..
بشراكم يا آل «يهوذا» ..
ألحدآت من الكهان ..
ترعى فى المقهى الافراخ ..
قام الكاهن وانقض المحفل ..
والفيران ..
تنصب فى المصيدة «المولد» ..
........... !
* هاتف :
يا أم كل مسيح
مرعاك للذؤبان
أصغى لكل جريح
فى ساحة الصلبان
يا عيننا الساهرة !
* البروتوكول السادس :
«الفراريج الدانمركية ..
مذبوحة ومراقبة مرتين ..
ومستنزفة الدماء ..
حسب شريعة .. الخ » !!
* صوت :
ياسيدتى الأفعى ..
اللهجة من أعماق الشام ..
لكن العبرية بوم ينعق فى ذيل الكلمات !
وأنا أذنى يقظة ..
لاتخطئ زحف الافعى ..
من رهط يهوذا خاصة ..
فى أى قناع !
ماحاصل جمع المعلومات ..
حتى الآن ..
من ثرثرة الخصيان ..
فرسان الأمس ..
عشاق السوق الصحفية ..
فى بيروت !
ذات التمويل المجهول
والمعلوم ؟!
- القوم عطاش للجنس -
كم فروج دانمركى ..
ذبح وروقب .. ثم استنزف ..
حسب شريعة موسى والتلمود ..
والتوراه ..
بغلاف «الموعد» و «الشبكة » ..
و«الصياد » ..
و«رجوع الشيخ » ..
و«الفاشوش » ..
لا تقتل .. بدء وصايا عشر ..
يقصد موسى ..
«لاتقتل إلا .. غير يهودى »!
ويل للفروج الدانمركى ..
آها .. هاملت ..
سبق السم السيف ..
سبق العزل السيف ..
نم ياهملت !
* هاتف :
يا أنت بعد الله
يا قلعة التوحيد
إنا كلاب الله
بالباب عند وصيد
* البروتوكول السابع :
أنت دخلت السجن مرارا ..
تكفى مرة ..
ثبت هذه المعلومة ..
كالنيشان إلى العروه ..
واجلس بين السذج والأغرار ..
والأبرار ذوى القلب الأبيض ..
سمسر بالسنوات السوداء ..
قل ما شئت بغير حياء ..
هذا عصر يهتك فيه الفأر ..
عرض الفيل !
فاذا انكر ..
فالبينة على من انكر ..
وعليه يمين الله ..
وهناك شهود الإثبات ..
وشهود النفى ..
والنفى اليوم هو الإثبات ..
والإثبات النفى ..
والإجماع انعقد على التزوير ..
فى الأغراض ..
كتب الصمت فى الآفيال ..
من أجيال ..
«عاش الفأر الزير ..
عاش الفأر ..
إن الفيل أقر ! ..
فلتمرح فى الأرض الفيران »!
هذا عام الفيل !
* صوت :
ألحق أقول لكم ..
لا حق لحى إن ضاعت ..
فى الأرض حقوق الأموات ..
لاحق لميت إن يهتك ..
عرض الكلمات !
وإذا كان عذاب الموتى
أصبح سلعه ..
أو أحجبه .. أو أيقونه ..
أو إعلانا أو نيشانا ..
فعلى العصر اللعنة ..
والطوفان قريب !
الأبطال ..
بمعنى الكلمة ..
ماتوا لم ينتظروا كلمه ..
مادار بخلد الواحد منهم ..
حين استشهد ..
أن الإستشهاد بطوله ..
أو حتى أن يعطى شيئاً ..
للجيل القادم من بعده ..
فهو شهيد لا متفلسف ..
ماذا يتمنى أن يأخذ ..
من أعطى آخر ما يملك ..
فى سورة غضب أو حب ؟!
* هاتف :
فلتقرعى الأجراس ..
ولتنذرى بأذان ..
ولتسحقى الأنجاس ..
من ثلة الشيطان ..
يا أمنا الظافرة !
* البروتوكول الثامن :
كروى هذا العالم ..
حتى الكلمات كرات ..
والدوران هو القانون اللاقانون ..
فالكلمات اختلطت .. دارت ..
فى الأفواه وفى الآذان ..
كالأشياء برأس الأبله والسكران ..
حين تعددت الأقطاب ..
أو حين محاورها تاهت ..
ماجدوى أى حوار ..
والعاقل فينا اليوم حمار ؟!
* صوت :
يا أبناء «...» !
حتام أعالج فيكم ..
داء السرطان .. الدوران ..
والدوار !
يا رواد المقهى الموبوء ..
ماخص المقهى الداء ..
لو كان بيدى الأمر ..
لشنقت باعمدة التليفونات ..
رهط الماسون الملعون ..
أو علقت الأبله منكم ..
مثل الثور إلى الطاحون ..
حتى يفهم !
* هاتف :
ياطالع الشجرة
هات لى معاك بقرة !
الحق أقول ..
العبث اليوم هو المعقول !
2- ألخطوط الوهمية فى المسألة البروتوكلية ! !
«إننى آمل فى الزلالزل المقبلة
الا أسمح للمرارة بأن تطفئ وهج
سيجارى !»
- بريخت -
.................
ثمة نكتة ..
ليست آخر نكتة ..
لن تلقى آخر نكتة ..
من يحكيها !
فلسوف تكون نهاية هذا العالم ..
كى يبدأ آخر ..
فيعيد الأسفار جميعا ..
من سفر «التكوين » .. «التشكيل» .. «التلوين» ..
الدائر فوق الغمر الطوفانى ..
حتى آخر إصحاح فى العهدين ..
لكن سيكون هناك «الله» ..
بأمر للماء بأن ينحسر عن اليابسة ..
المجتاحة بالطوفان ..
بأمر للنور «يكن » فيكون الإنسان ..
ليعاين مجد الله «الكلمة» ..
ليعانق فى الصلوات « الكلمة» ..
ليغنى لاسم الله «الكلمة » ..
وهنا يعرف نفسه ..
ألله - الكلمة
والكلمة - عقل
والعقل الفعل .. الخلق .. الحرية ..
ألعقل ألوهية ..
أحكى عن ركاب قطار ..
بينهمو من ينزع قشرة موز ..
يغمس فى الملح الموز ويلقيه بعيدا ..
سألوه : لماذا تفعل ماتفعل ؟!
قال بكل بساطة :
«لست أحب الموز المغموس بملح ..
إنى حرفى أن أغمس ماشئت بما شئت » !
غر يلعب بالحرية ..
غر يعبث بين الركاب بمجد الله ..
مجد الإنسان .. الكلمة ..
ولهذا فسد الموز «وفسد الملح» !
ألعبث اليوم هو المعقول ..
والمعقول اللامعقول ..
والحرية حق فى العبث بمجد الحرية ..
واختر للعبث سبيلك ..
أو أسلوبك ..
وارفض أن تختار الرفض !
اغضب .. وتمرد فى اللاشئ على اللاشئ ..
واعتزل العالم واحذر أن تنتمى إلى الأشياء ..
ومن الأشياء الناس..الأرض..العرض..التاريخ..
والكلمة نور يتفجر من قلب الظلمة ..
بالأمر .. الفعل .. القانون ..
كن فيكون ..
لكن فسد الملح ..
أحكى عن ركاب قطار ..
يندفع بقوة مليون حصان ..
وبسرعة ريح مجنونة ..
نحو الهاوية بقاع الغمر ..
بينهمو العبت يمارس ذاته ..
فى حرية ..
كممارسة العادات السرية ..
لكن باسم المنهج .. والنظرية ..
والعملية ..
ما أوسع أبواب «الإزمية» ..
«كلمت باللحن أهل اللحن أو نسهم
لأن عبى عند الناس إعرابى»!
ثمة نكتة ..
أخرى .. قد يحكيها بعدى ..
فلاح من قريتى فصيح ..
ويل للديك المرصود ..
يوم يصيح ..
فالغربان على أعجاز النخل ..
والحدآت تناورها من فوق السحب ..
تحرث بالأظفار الحقل ..
ترمق سطحا .. جرنا .. تل ..
والنداهة تغمز بالعينين ..
للأم الغولة ..
وتنادى من صحن الدار «الطفل» ..
ثمة نكتة ..
تحكى فى بلدى عن كاهن ..
يحفظ عن ظهر القلب ..
كل نصوص الناموس ..
ويتيه على الصم البكم العميان ..
- كاهننا يعرف كل الأشياء ..
- ويحيط بكل الأشياء ..
علما .. ولديه الحيثيات ..
- ولذلك لا يسأل عن شئ ..
وخصوصا عن غير المفهوم من الأشياء ..
- فإذا قال فيكفى أن الكاهن يعلم ..
- وإذا علم الكاهن ليس ضروريا أن نعلم ..
قال الكاهن فى مجلس علم ..
وبكل برود الوائق من علمه ..
- كان اللون الاحمر ..
لون الذئب الآكل يوسف !.
- يا مولانا إن الذئب ..
برئ .. لم يأكل يوسف ..
وينص كتاب الله !
قال الكاهن ببرود «الكوهين » ..
- ليكن هذا لون الذئب ..
بريئا .. لم يأكل يوسف !.
رضى الصم البكم العميان ..
حمدوا الله على علم الكاهن ..
بشروح متون الالوان ..
حتى فيما ليس بوارد ..
فى توراة .. أو إنجيل .. أو قرآن ..
«إستنبط العرب لفظا وانبرى نبط
يخاطبونك من أفواه أعراب »!
أنت فهمت اللعبة ..
فالعب إن اللعبة غش ..
فكر منذ الآن بأكل العيش ..
كل الناس «قريش » ..
وإذا كان لموت طريق القديسين ..
كن «أمويا» .. كن مابونا .. لكن عش ..
إذ لافرق بجوف القبر ..
بين عظام الليث وبين عظام الكلب ..
كن انسانا .. لكن ذئب ..
كن فى الصف الذيل لآخر ذيل ..
حين يكون السيف برأس الصف ..
كن فى الصف الرأس ..
حين يكون العسكس ..
«يا أبو الريش ..
إن شالله تعيش »!
لكن ثمة غلطة ..
فالرابح فى اللعبة خاسر ..
والخاسر فيها الرابح ..
لا تنخدعوا بالبغل الرامح ..
ليس البغل حصان ..
لكن ما ذنب العميان ..
لو ظنوا ذيل الفيل ..
بدجنتهم تعبان !
ماذنبى فيكم .. ما ذنبى ..
أأظل كما الكلب الاجرب ..
مطرودا من كل رصيف ..
أم صمت فيكم أم أكذب ..
والصمت كما القول نزيف ؟!
مكتوب فى «العهد الأول» ..
عهد الكلمات اللامقلوبة ..
«الموت مصير المهر الجامح ..
بين البهم المركوبة »!
* - أنت أفندى - ما بالبدلة يحيا الانسان - ما بالجبة يصبح فينا السلطان - قردا .. والقرد السلطان - وعليها قس -
- ماذا فى الفترينات ؟ - أوكازيون - تشكيلة خصيان الموسم! - وبأسعار تتحدى أى ضمير - ومذاهب فوق البيعة فوق الشروه - مهداة من بنزايون - إبن صهيون - فى اكياس النايلون ! - ها أنت الآن افندى بالمقلوب - ظاهر بدلتك بطانة - باطن بدلتك خيانة - فادخل فى أية خانة - معك القاموس - معك الناموس المعكوس -
فصيارفة اليوم صيارفة الأمس- والهيكل بورصة! (1)
(1 - كتبت أفقيا لضيق النطاق !)
....................
يا آنستى القادمة إلى مقهى «ريش» ..
بحثا عن خيّال ..
خيّالك ليس هنا ..
خيّالك فى كل مكان ..
لكن لا يعبر بالمقهى .. محض عبور ..
أوقد يعبر شبحا .. طيفا من نور ..
خيّالك مات ..
يا آنستى .. أو سيموت !
يا آنستى ،، إن القوم عطس للجنس ،،
آخر ما بقى لديهم ،،
من أنواع الاحباطات ،،
سئم القوم بهاء العذرية
فستقوم بكارتهم ،،
يوم اضطجعوا بسرير الشيطان ،،
يوم احتضنوا فى الليل الثعبان ،،
باع القوم الكلمة ،،
خرجوا للسوق جوار وغوان ،،
لا تنقصهم إلا مركبة النفطى ،،
نخطفهم من قلب الشارع خطف بغى ،،
من وسط زحام ،،
والناس ،، كأن الناس نيام ،،
أو شيئا فيهم قد مات ،،
أو ماتت كل الاحلام ،،
أو لا يجرى بعروقهم الندم ،،
لكن يجرى النفط ،،
ألناس ركام فوق ركام ،،
والكل يقول كلاما ،، أى كلام ،،
وخصوصا فى طاحونة «ريش» ،،
* يا أنستى سكر القوم - فطفا العهر على وجه البيرة -
«ما انتاش خيالى ياوله - ما انتاش خيّالى لا والنبى»!-
صوت يصرخ - خيّالك ليس هنا - يا آنستى لست اريد صغار القوم - من غلمان الكاهن والكوهين - مخدوعين ومحترفين ،، - إنى أتبع ذيل الحية - حتى الجحر - والجحر ملئ بالحيات - والمخدوعون صغار - فى تيه يمين ويسار - وأنا فى تيه التيه - آلاف الأميال مشيت - مشوارا بعد المشوار - لم أتجاوز أشبار - فأظل أقول - وأعيد النول - مثل المكوك على النول - عريان ملك العهر - وبغايا كل الفرسان ،، - يا آنستى العذراء المخدوعة - من اين لمثلك خيّال - والكل موال للملك العريان - وأنا وحدى الكاذب ،، - ويكذبنى المكوك - حتى النول ،، الإبرة - حتى البكرة - وسيأخذك الواحد منهم ليلة - والآخر يا آنستى ليله - كى يلفظك المقهى - رغم الدبلوم أو الليسانس - للشارع فى عرس اليأس - المحبط فيهم يا أختى - جاء ليفتى - بعلاج جميع الاحباطات - البوم يجيد الوصفات - طروادة سقطت قام البوم - للفتوى فى كل خرابه - ومضى ينشب فيها نابه - كى يجهز فى الليل عليها - وارتفع الشعراء على الاطلال - سمّوا طروادة فى الليل بكل الأسماء - غير الحسنى - وانتهكوا حتى أعراض الموتى - فى الجثث الملقاة بوجه الريح ،، - قالوا فيها ما فى الخمر - كان القوم سكارى ليلة سقطت طروادة - بحصان المكر ،، وكان - ماكان وحبلي بالحيل الحربية - أحصنة الأعداء الخشبية ،، - وكما لو كانوا متفقين مع الأعداء على موعد -
قالوا فيها ما يتمناه الأعداء ،،
ألعاهرة ،، الجاربة ،، الفاتحة الفخذين ،، القوادة ،،
ماأحفل قاموس الخصيان ..
بالكلمات الداعرة الموزونة ،،
المستوفية لكل شروط الساكن والمتحرك ،،
والقافية العاذرة المعذورة ..
- قلت كما قالوا فيها ،،
- كى أخفيها منهم فى القلب ،،
عبت سفينتى كى لا تؤخذ غصب ،،
عبت غزالى حتى لا يأكله الذئب ،،
«أعيب التى أهوى وأطرى جواريا
يُرَبْنَ لها فضلا عليهن بينا
برغمى أطبل العَّد عنها إذا بدت
أحاذر آذانا عليها واعينا »
- فعلوا نفس الشئ
- لا .. آنستى ..
حين تكون الرؤية جنسية ..
ولأن القوم عطاش للجنس ..
وعلى الاطلال يدور الرقص ..
ومع الطوفان تدور الكاس ..
والانياب المسمومة لا ترحم حيا أو ميت
فالشعر الذئب ..
لا صوت للشعب ..
فليكن ( الرفض ) ..
هذى تسمية معقولة ..
«ياآنستى ماذا يعنى الرفض - فى قاموس الكهنة والغلمان
- ماذا ترفض أو نختار ؟ .. - إن العار يظل العار - مابين يمين ويسار - أم أنّا سوف نعود لسارتر ؟ .. - بالمعكوس - أرفض .. أرفض .. لا تختر .. إختر .. إختر .. هايل هتلر ! - كيف يكون الرفض - محض الرفض - غير قناع لقبول المرفوض - مادام هو الحل الأوحد - الممكن فى كل خيار ؟ - المطلوب من الشعراء - رفض الرفض المفروض ! - مادام الرفض بغير خيار - مادمنا فى ظل حصار - كيف نعادى الكهنة - ثم ننصب من أنفسنا كهنة ؟ - تلك هى المأساة - المهزلة الواجبة الرفض ..- بل فلتحيا الرجعية - إن كان القادة فينا - بين الملك العريان أو المملوك - والكاهين والكوهين - والشهبندر والسمسار .. - والداعر بطأ المنهج باسم المنهج - أو يرفع فى أوجهنا سيف الفكرى - «عملوا الأستك - من البلاستيك - ياحنين ع الوسط يا أستك» - الرافضة اليوم همو الرقعاء - فرسان السوق السوداء - والسوق الحره - والرفض اليوم هروب أو تهريب - أو سمسرة أو «تهليب » - والإسم الموضوع على السلعة - فى نفس السوق - من أزمان - نفس الإسم ولكن بالمقلوب .. وبألوان - علمية - ويبنط ينضح ثورية - وغلاف يرشح شعبية - ولكن العلبة فىها نفس اللعبة !! -
نفس اللعبة ..
لكنهمو من داخل كل الازباء الشعبية ..
أبناء الأرناؤوط .. الأتراك .. الشركس ..
الأشكيناز .. السوفارديم .. الأرمن ..
ألمرتزقة ..
ألصدوقيين .. الفريسيين ..
وهجين من ظهر هجين من ظهر هجين ..
وابن الشعب فصيل مفصول منفى ..
مفطوم قبل الميلاد وبعد الميلاد ..
يا آنستى الطاهرة الذيل ..
ماكان لنا نحن الشعراء ..
أن نخشى إرهاب الكهان بأيه برده ..
وبأية شمله ..
إن لم نسقط نحن فداء ..
الأرض العرض الفكر التاريخ ..
إن لم نرفع بعد الشهداء ..
الراية .. ماجدوانا نحن الشعراء ..
ان لم نتحد الموت ونبحث عنه ..
ونبصق فى وجهه ..
دمنا .. ماذا يبقى إلا أن نحيا ..
كالخصيان على المقهى المويوء ..
كالكهان بأوكار الثورية والعلم ..
ونبيع صكوك الغفران المنهج ..
بدكاكين الصحف اليومية والأسبوعية ..
والشهرية .. والدورية ..
أطنانا مثل القطن بميزان القيان .. ؟
«ولقد ساءنى وساء سوائى
قربهم من منابر وكراسى
فاذكروا مصرع الحسين وزيد
وقتيلا بجانب المهراس
والقتيل الذى بحران أضحى
رهن رمس وغربة وتناسى »
................
ثمة نكتة ..
أيضا عن أحد الكهان ..
شعبى بكره صنف الكهنة ..
من أزمان ..
فى أى رداء .. أى قناع ..
ولهذا يضحك منهم ..
فهمو محض مسوخ ..
قال الكاهن للغلمان ..
بعد تأمل :
- «ألشخبول» على الحائط ..
- لا تسأل مولانا عن شئ ..
- ألمولى لايسأل عن معنى الأشياء ..
- ألمولى يأمر «كن» فتكون الأشياء كما شاء..
- وإذا غضب تزول الأشياء ..
تفقد كينونتها ..
ماهيتها ..
جوهرها .. فتصير الأشياء هبولى ..
فوضى .. مثل الحال ..
قبل التكوين ..
- مولانا يغضب لوسأل الغلمان ..
عن معنى شئ ما ..
يسعد حين يكون الغلمان ..
من صنف «أبى العريف » ..
- عار أن يعرف أن الغلمان ..
جهلاء من قبل الريف ..
عار أن يعرف أنهمو جاءوا ..
للبندر يلتمسون النور ..
ألهدى .. دليل العقل على كل رصيف ..
من أجل رغيف ..
لكن من أجل عيون «الكلمة» ..
ألكلمة ..
ألنازحة المنفيه ..
بتراحيل الأعصر والأزمنة المنسية ..
وهنا فى قلب مدينتنا ..
يتعلم كل غلام ..
ما معنى صمت الأفواه .. الأقلام ..
مامعنى أى كلام يخلو من أى كلام ..
مامعنى أن تخرس فى القلب «لماذا ؟» ..
أو «كيف ؟» و «أين ؟» و «لم لا ؟» ..
وجميع علامات الاستفهام ..
لا تبقى إلا الـ «مش معقول »..
أللامعقول ..
لاتبقى غير علامات تعجب ..
ورويداً يغدو العجب ذهول ..
ورويداً تنصب خيمات الصمت على المعقول ..
الصمت .. الصمت ..
ويحل على الغلمان ظلام الموت ..
والواحد بعد الأخر .. يسكت صوت ..
بعد الصوت ..
ومسوخاً كالكهان يصير الغلمان ..
يتلقفهم مقهى .. كى بيصقهم مقهى ..
وإذا الفلاحون الفصحاء ذيول ..
وإذا الكلمة ..
فى الأسواق بضاعة ..
قبل الفتح مباعة ..
سقطت «ماذا» .. «كيف» ...
سقطت كل علامات الاستفهام ..
سقط العقل ..
فمدى الصبيان ظلام بعد ظلام ..
حتى الأذقان انغمروا فى الغمر ..
ضاعوا بين الكاهن والشهبندر والسمسار ..
يونس فى أحشاء الحوت ..
يا أحشاء كالتابوت ..
يونس حى ليس يموت ..
ذبح الديك ..
أو أصبح محض دجاجة ..
تتقلب فوق الجمر ..
بدكاكين «العليه » ..
أصبح بين الخصيان ..
ولهذا سأل المخصى الكاهن ..
- مولانا مامعنى الحائط ؟ ..
لم يسأل مامعنى «الشخبول » ..
لو أن النور الظلمه ..
فالظلمة كيف تكون ؟ ..
«ولاتقبلوا من كاذب متسوق
نحيل فى نصر المذاهب واحتجا»
لكن ماذنب القطط «الفطسة» ..
إن كبرت من غير عيون ..
أو ضاعت فى تيه البندر ؟!
- يابندر ياسرداب الكاهن والكوهين - واللوطيين مجازاً وحقيقة - ولكل فى فحشاء الفكر طريقة - يابندر يا أبنية شروح ومتون - يامحفل عهر الماسون - ياسجناًَ .. يا مستشفى للأمراض العقلية - لعلاج المرضى العشاق لليلى الكلمة ..- لغسيل المخ من الفكر الولهان - بالله الكلمة - الإنسان - لعلاج الوطنية بالمستوطن - من قائمة الأدواء - بالسرطان - يابندر أين ابن الخطاب ؟ -
* * *
لو أن ابن الخطاب التفت وراءه ..
لاهتز المسجد رعباً .. سقط الخنجر ..
من سروال القاتل فى أرض المسجد ..
لكن ابن الخطاب يصلى ..
ويؤم صلاة .. ويكبر ..
ويقول «الكلمة» ..
والوجه الى المحراب ..
والقلب .. العين .. هنالك فى ملكوت الله ..
والكهان القتلة خلفه ..
والصف وراء الصف كما لو ..
أنهمو حقاً جاءوا لصلاة ..
جاءوا فى الأقنعة كما جاء الخنجر ..
بجراب القاتل لؤلؤة وبالسروال ..
جاءوا فى الموعد مع سبق الرصد .. مع الإصرار ..
كان الإجماع على الطعنات المسمومة ..
فى جه الظهر ! ..
* أمثال ابن الخطاب لهم أعين - ووجوه حتى فى الظهر .. - أمثال ابن الخطاب يرون الكون - فى غمضة عين حتى لو كانوا عميانا - أمثال ابن الخطاب يرون الله الكلمة - الإنسان الحكمة فيرون الكل .. - ولهذا كان ابن الخطاب يرى - من تحت السروال الخنجر - ويرى القتلة - من آخر كوهين فى آخر صف - ولهذا ما التفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة .. ويكبر - ويقول الكلمة .. - والكلمة أبدا لا تسقط - من طعن الخنجر - الكلمة عهد مربوب ومقدر - مكتوب ليتم المكتوب - لا تجبن أبدا للشهداء أمام الموت قلوب - وإلى الله الكلمة تصعد - حين تكون من الكلم الطيب - لو أن ابن الخطاب التفت وراءه - وأدار إلى المحراب الظهر - وتملى فى الكهان قليلا - فى الصف وراء الصف - وعلى لؤلؤة القاتل ثبت نظرة صقر - لتغير وجه التاريخ وظهره .. - هذا جائز - لكن ما الجدوى والكلمة - فى هذا الجائز ما تمت ؟! - يالؤلؤة الأعمى - إطعن ظهر ابن الخطاب المبصر - إطعن .. إطعن .. إطعن .. - وسيقتلك القتلة - كى لاتفشى السر .. - إطعن فابن الخطاب القديس - لن يلتفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة ويكبر - ويقول «الكلمة » .. - يابندر أين ابن الخطاب .. - يامذبح كل الشهداء - يامئوى كل الشعراء - يامسرح كل الكهان - والخصيان - واللوطيين - بروح أو جسد أو بالفكر - ألحق أقول لكم .. - ألشك اليوم يقين للشرفاء - ألمذبوحين المنفيين المنسيين - والغرباء - مادام الغربان - .. البوم - إحتلوا دور الشهداء - ألحق أقول ودوما قلت الحق - أخطأت كثيراً لكن كانت ليلاى «الكلمة» - لم تعشق يا قلب سواها - لم تحلم إلا برضاها - لم تنبض إلا بهواها - والقلب دليل المؤمن فى ريف بلادى .. - ولهذا لم أفقد فى التيه طريقى - لم أخطىء حتى حين تعددت العثرات على الدرب الممتد بغير نهاية - فى التيه طريقي - لكن الكهنة والكوهين - دأبوا يعطون الغفران - للمومس منهم واللوطى - والزنديق الداعر والذيل - أما الحرمان فللطاهر مناذيله - يتأبى أن يلتفت وراءه - كابن الخطاب - فالطاهر ليس يذيل - لابل لاذيل لطاهر - ومشيت بعز ظهيرتنا عريان الظهر - مشقوق السروال من الخلف مغطي العوره - بجريدة «وطنى» .. ياوطنى .. وطنى المشقوق الصدر - طفت عليكم سكرانا بمحلات «العلية» - بدكاكين العهر العلنية - حيث تجمعتم موتى أو مخمورين - وأنا مخمور حتى شعر الرأس - لكن رأسى لا تهتز - حتى تحت الفأس - من بينكمو لعبت لكم دور المجنون - دور السكران «الطينة» طفت عليكم أصرخ - أللعبة غش فى غش .-
«أليلى وكل أصبح ابن ملوح
ولبنى ومافينا سوى ابن ذريح
وفى كل حين يونس القوم أية
بشخص قتيل أو بشخص جريح ؟ »
..................
طفت عليكم أصرخ
«اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ..
فى العرس الدامى والليل حراب وعيون ..
ألليل الغيبوبة والخنجر ..
ألليل المنحوس المجنون ..
ألمفتون بقتل الخيل أصيله ..
لاقتل الحمرهجينة،،
«اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ،،
الشعراء المطرودون ،،
ألمسجونون بقفص الصمت المامون ،،
والمتبوعون ،،
فى كل العالم منذ قرون وقرون ،،
بالماسون ،،
يتقصى فى الليل الغاوون ،،
خطواتهم ،، بصماتهمو ،، فيهيمون ،،
«اللاؤوكون » بحذر ،،
لم تسقط أبدا طرواده ..
بحصان محشو الجوف جنودا ،،
بالليل المأخوذ على غره ،،
بالحرية أو بالسيف ،،
لم تسقط فى لحظة ضعف أو جبن أو خوف ،،
لم تسقط إلا لما سقط «اللاؤوكون» ،،
ألشعر ،، الشعراء ،، الكلمة ،،
والتف العمل على الأعمى والطفلين ،،
وعلى المخمورة طروادة ..
طفت عليكم لأحذركم ..
أن يحدث للابله منكم حسن النيه ..
ماحدث لغيرى ولغيرى ..
هانحن نموت فرادى .. تحت العجلات ..
ومنا ياشتى لا تحصى فى كلمات ..
غدرا ؟ .. أم عفوا ؟ .. أم صدفة ؟ ..
أم أن الموت مع «الحرفة» ..
أدركنا منذ الميلاد ..
والشعر الموت ..
والموت الشعر .. ؟!
«هذى الحبالة قد ضمت جماعتنا ..
فهل ينوص فتى منا فينفلت ؟»
..................
ياعمر احذر ..
* لاتذهب منذ اليوم إلى المسجد - فالنصل المسموم هناك - ينتظر الظهر العارى إلا مما يستر عوره .. - دارت للغدر الدورة - وأذان المئذنة الخنجر - لا تخطب يابن الخطاب على منبر - أتطيل سجودا ؟ ألقوم قياما وقعودا - مثل القرده - من خلفك لا عن إيمان - إن كان المسجد كالمذبح - فالمذبح كيف يكون ؟ - فسد الملح .. - وإذا الصلوات الكلمات الطعنات - للغائب والمجهول القبر وللجندى المجهول - والمطلول - أترى اشتق من الصلوات الصل - أم أن الصل اشتقت منه الصلوات؟ - ماذا لو نطق الأموات ؟ .. - إنا نعرف حين يوافينا الموت - لكن بعد فوات أوان - ما كنا نعرف من قبل وكنا نختار الصمت - لو أنا عدنا لنطقنا وبأعلى صوت - «ياسارية الجبل » ولو لم نتمم بعد صلاه - ماكان ابن الخطاب ليخرج عن نجوى الله - ماكان ليلتفت وراءه - لو لم يكن الجبل الخنجر - ياسارية يظهر الفرسان - فخروج ابن الخطاب عن النجوى - كان النجوى - كان صلاه .. - كان صلاة الخوف - خوف الطعنة فى ظهر الجيش - أما الطعنة فى ظهر عمر - فلعمر الله - وابن الخطاب يصلى ..
ويؤم صلاة .. ويكبر ..
ياعمر احذر ..
ومضى فى النجوى لا يلتفت وراءه
لكأنا نهوى الموت نعانقه نبحث عنه .
كأنا نحيا فى الموت لأنا لانحيا إلا حين نموت ..
لكأنا نبعث ساعة نقبض ..
أو يقبض فى الليل علينا ..
وعرايا مثل الأطفال ..
نأتى للدنيا كى نرحل ..
عنها فى عرى الأطفال !
لم نرضع لكنا نفطم ..
فى رحم الأم ..
والحيض نزيف ..
والمشنقة الأفعى .. الحبل السرى ..
والثدى الحجر الأسود ..
والكفن «اللفة» للموئد والمولد ..
والفاسوخة بندول الساعة ..
فوق الجبهة ..
لو كنا نعرف أن الفرعون ..
كالمثل الشائع يمسك من خطه ..
ماكان الواحد منا خط الخط ..
لو كنا نعرف أن الصوت دليل الصيادين ..
ماكان البلبل منا غنى قط..
لو كنا نعرف ماكنا قلنا الشعر ..
كنا أغلقنا التابوت ..
قفص الصدر ..
- مكرا بالمكر - على الكلمات ..
* لكن لا - مكتوب ليتم المكتوب - والمنطوق - أن القلب المقلوب - والمنطوق الاستنطاق - مكتوب فى اللوح المحفوظ - مكتوب بالقلم البوص - والحبر المستعمل منذ بناء الهرم الأكبر - والصحف الأولى .. البرديات - مكتوب فى أكفان المومياوات - والقلم مسله .. - ألف باء - ابجد هوز - حطى كلمن - فتحه وكسره وضمه ) - «هذى حروف اللفظ سطر واحد .. منها يؤلف للكلام بحور» - مكتوب ليتم المكتوب - أن الشعر نبوه - مادام العقل نبيا ..- مادام الشاعر ليس نديما ليس بغيا - ليس بكذاب لزفة - مادام الشعر صلاة لاحرفة - مادمنا نعرف حتى قانون الصدفة - مادام القلب العقل هو الصدفة - واللؤلؤة الكلمة لا الخنجر - ياعمر احذر - «انهاك أن تلى الحكومة أوترى حلف الخطابة أو إمام المسجد» .. - ياعمر احذر .. «وخالفك الناس فى مذهب فقلت على وقالوا عمر» - مكتوب ليتم المكتوب - لو كنا .. نعرف ماكنا قسنا الكتبا - فالكتب رموز مصطلح فى السر عليها - تعنى فى الظاهر أشياء فى الباطن تعنى أشياء - ولقد كنا نعنى بالظاهر ..
دون الباطن مما نقرأ ..
ماحذرنا أحد ماحل لنا ألغاز الكلمات ..
ما اعطانا مفتاح الباب السرى الى العالم ..
والعالم وكره ومغاره..
ومضى الآباء ..
فى صمت .. للموت الصمت ..
وإذا الكلمات رموز..
وفنون لغة الرمز..
كل الأشياء لغات .. كل الأشياء ..
ألخط .. البنط ..اللون .. التنقيط..
الترتيب .. التبويب .. الزخرف ..
العنوان الهامش .. والفهرس .. والتنقيط
صنف الورق وقطعه..
عدد النسخ المنسوخة ..
رقم الإيداع ..
كل الأشياء لغات ..
ما بالك بالمنطوق وبالمضمر فى صمت ..
ولحبر الهيود فى درسه التو
راة فن والهم التدبيل».
لو كنا نعرف أنا يمكن أن نقرأ..
لكن لا نكتب شيئاً ..
أو أنا يمكن أن نكتب ..
لكن لا نرسم حرفاً ..
أو أنا يمكن أن نرسم ..
لكن لا نرسم ما يفهم ..
أو أنا يمكن أن نرسم ما يفهم ..
لكن لا نترك أثراً ..
أو لونا أو حتى ظلا ..
أو أنا يمكن أن نترك أثراً
لكن ممحوا لا ينقصاه الغاوون ..
أو لا ممحوا .. لكن رمزاً ..
لو كنا .. لو كنا نعرف!
لكنا ضيعنا أم الكلمة .. أم الرمز ..
أم الألغاز بالغاز اللغز ..
أم الألسنة الناطقة وغير المنطوقة ..
والمكتوبة أو غير المكتوبة ..
ضيعنا «اللوغاريتم» الكنز ..
ضيعنا الهيروغليفية ..
ضيعنا «الكود» ..
الشفرة والمفتاح ..
لكن بتاح ..
مازال يصوغ الإنسان على عجلة فخار ..
والأسلاف ..
ماتوا غيظاً والعار ..
أن يرثوا عنا العار ..
يومى يرث الأمس ..
أمس يرث اليوم ..
وغدى يرث اليوم ويرث الأمس ..
كيف يضيع الموروث بغير خيانة ..
كيف ننام ومن ناموا منذ قرون ..
مازالوا مفتوحى الأعين ..
تحسبهم ظناً أحياء ..
فتولى منهم رعباً ...
وتولى فى الرعب فراراً ..
«تنام أعين قوم عن ذخائرهم
والطالبون إذا هم ما ينامونا» ..
لو كنا .. لو كنا نعرف ..
. . . . . . . . . . .
ثمة نكتة ..
عن مجنون ..
خط لنزلاء العنبر ..
خطا .. فوق الأرضية ..
ـ العاقل منكم من يعبر ..
من تحت الخط !!
وتسابق كل النزلاء ..
وتسلخت الأوجه .. سالت أنهار دماء ..
حتى غاب الخط ..
هذا عصر عبور الخط الوهمى ..
بالسفلى ..
فى مستشفى الأمراض العقلية ..
هذا سر السريالية ..
الرمزية ..
والربالية ..
وجميع «مذاهب» هتك الكلمة ..
ـ للكارثة ثلاث علامات ـ قبل البركان الزلزال الطوفان ـ فيزوف هنالك ينتظر الآن ـ فى غيظ الصمت وصمت الغيظ ـ ألمعبد ملعب ـ كيف الملعب يا بومبى؟ ـ والملعب معبد ـ كيف يكون المعبد يا بومبى ـ فسد الملح ـ والنور الظلمة فمتى يغضب ـ يتفجر تاراً فيزوف ـ تتكلم «نيديا» ـ نيديا تتكلم! ـ نيديا العمياء اللاؤوكون ـ فى كل مدينة ـ أخذت فى الليل على غره ـ للكارثة ثلاث علامات ـ لا تنفض الأعراس ـ فى بومبى ـ ليل نهار ـ فى المعبد ليس يجف الدم ـ قربى فى المذبح للآلهة العطش للدم ـ الآلهة الكهنة ـ والآلهة تبارك تقدمه الكهنة ـ والكهنة من ثم تبارك ـ الذبح لا المذبوح ـ وطقوس الصلوات على سن الرمح ـ والكورس يحفظ دوره ـ يلعب دوره ـ نيديا تتكلم ـ للكارثة ثلاث علامات ـ لا تنفض الأعراس ـ فى بومبى ـ ليل نهار ـ الشارع فى الليل كسكة تيانة .. الإرجل تتزحلق فوق النور المعكوس على الأسفلت ـ لكان الأرض مرايا من بللور ـ فتأمل وجهك فى المرآة السوداء ـ وارفع رجليك، ترى بالإست سماء ـ غير سماء الله ـ فسماء الله نراها بالعينين ! ـ الحانوت يجنب الحانوت ـ والفترينات ـ ملأى بالأحذية وكل الناس حفاه ـ ينتظرون الحانوتى ـ واللحاد ـ نيديا تتكلم ـ لاتجدى الأسوار وخلف الأسوار الفيران ـ فى موكب أصحاب السلطان ـ القصر العالى يفش للعازى القادم من بعد ـ ما خلف الأسوار ـ الحمامات تعرى العورات ـ كالفترينات ـ تستجدى ثمن العار .. ـ تغتسل النسوة وتظل تفوح ـ رائحة العهر ـ عبر الأسوار ـ فيزوف يرى يسمع ويشم ـ لكن فى صمت ـ الميزان هنا مخمور يترنح ـ العدل هنا مشنوق يتأرجح ـ بومبى تصير بلا عقل ـ فليرحل عنها العدل ـ لم يعد المتهم بريئاً حتى تثبت أية تهمة ـ متهم أى برى، لم تثبت بعد له أى براءة ـ فليرحل عنها العدل ـ وليلعب دور القاضى فى الحلبة وحش ـ لن يأكل بالطبع بريئاً ـ فليفصل فيما بين برىء أو مذنب ـ ياو حش الحلبة رحماك ـ إنا نلتمس العدل ـ فسد الملح..
. . . . .
نيديا تتكلم ..
بومبى الحانوت القصر الحمامات ..
بومبى العهر الفحشاء اللوطية ..
بومبى الكهنوتية ..
الكفر .. الترف .. الأيدى القفازات ..
بومبى الطبقات الراقية .. الهاى لايف ..
والهاى هاى ..
والهاى داون ..
بومبى الملعب والمسرح والسيرك ..
سفن اللهو المفروشة ..
فوق البحر الفضى اللبنى ..
وزوارق صيادى «الغلمان» ..
والنسوان ..
نيديا تتكلم ..
للكارثة ثلاث علامات ..
حين يصير الحب محالاً ..
ـ ويصير الحب محالاً ..
حين نضل الدرب إلى الله الكلمة ..
وكما تفضى كل دروب العالم يا بومبى لروما ..
تفضى كل دروب الكون إلى الله الكلمة ـ
لا تبنى بالعهر مدينة ..
لكن بالحب ..
فإذا كان بديل الحب الإكسير ..
إكسير الحب الزائف ..
وحبوب المنع من الحب ..
المحشوة سما .. غدراً .. حقداً ..
حين يصير المعهر حلال ..
وعلى المكشوف ..
عينى عينك ..
فلتتكلم يا فيزوف ..
نيديا تتكلم ..
حين يصير السحر ..
فى بومبى بديل العلم ..
ويصير السحرة فينا كهنة ..
سوف يصير الكهنة آلهة فينا ..
وتصير الكلمات دبائح ..
ودخاناً.. وبخوراً .. وطقوس ..
ورموزاً لا يفهمها إلا الخونة ..
من رهط الماكر طرطوف ..
لا تبنى بالمكر مدينة ..
فلتتكلم يا فيزوف ..
نيديا تتكلم ..
حين يكون البصراء ..
عميان القلب ..
حين يكون العميان ..
بصراء القلب ..
ويضيع الصوت القلبى ..
فى الليل المخمور المهتوك المأخوذ على غره ..
وتصير الكلمات لبانه ..
فى شدق الداعر واللوطى ..
ويصير الشرف خيانة ..
حينئذ يتكلم فيزوف ..
يهتز الملعب ينهار ..
هاقد صارت بومبى ..
صارت ماذا؟ ..
لم يترك غضب البركان ..
منها شيئاً ..
ليصير إلى شىء آخر ..
إلا نيديا ..
لكن نيديا أين؟ ..
ضاعت نيديا فى الليل الأسود ..
ضاعت أين؟
ضاعت كيف؟
ليس يهم ..
لا تسأل عنها منذ اليوم ..
«لا جدوى منها بعد اليوم لهذا العالم»!.
جاءت .. قالت .. ضاعت ..
تاهت فى الغمر ..
لكن تركت كلمات ..
أطلقها فيزوف قنابل ..
هل بنيت فوق البركان ..
بومبى العهر ..
أم أن العهر ببومبى ..
صنع البركان ..
أهيولى من قبل الصورة
أم صورة ..
من قبل هيولى ؟ ..
ووجود قبل الماهية ..
أم ماهية ..
قبل وجود؟ ..
والشكل أم المضمون ..
لم تفصل نيديا فى الأمر ..
تركته لمن ولى الأمر ..
«لا تولوا أموركم أيدى الناس إذا ردت الأمور إليكم»
كانت نيديا .. اللاؤوكون ..
طيفاً فى الليل الأسود ..
كانت وعداً ووعيداً ونبوءة ..
كانت صوت الإنسان .. الشاعر ..
صوت الشعب ..
ولهذا سوف تعود غداً أو بعد الغد ..
حتماً ستعود..
* * *
« ـ لا تغتروا بالخيل الخشبية ـ وجب عليها شق البطن وكشف الخلفية ـ ما أبشع ما تخفيه المرآة الفضية ـ وجهاً والكحلية ـ ظهراً .. مثل مجن ـ نحن المقلوبون أم المرآة المقلوبة؟ ـ لم تحسم نيديا الأمر .. ـ لم تحسم أشياء كثيرة ـ مثلاً .. مثلاً .. ـ الإنسان اليوم القرد ـ لكن بقناع الإنسان ـ والعالم كل العالم سيرك والترويض ـ متروك للخبراء الكهنة ـ والكهنة فى ميزان الشعر على وزن الخونة ـ ولهذا لا يتفق اثنان ـ الشعراء مع الكهان ـ والحرب سجال .. ـ ولكن دوريان ـ هل فسد لأن الصورة ـ فسدت .. أم حدث العكس؟ ـ أم أن الباطن أصبح فى الصورة ظاهر ـ والظاهر فى دوريان باطن؟ ـ أم أن الصورة كانت مرآة مقلوبة ـ أم معكوسة ؟ .. ـ لم تحسم نيديا لا الأمر ـ أم كان جميل الصورة دوريان ـ محض حصان خشبى ـ محشو قبحاً وبشاعة ـ والصورة محض قناع؟ .. ـ نيديا تذكر سيدنا يوسف ـ لا أدرى فى الحق لماذا؟ .. لكن دوريان ـ كان يقدم من الخلف .. ـ هذا فى النص مؤكد ـ لوطياً كان بغير جدال ـ فإذا كانت صورته محض قناع ـ كان جميل الصورة يحيا بقناعين ـ يؤتى من قبل ودير ـ بالصورة والوجه الأصلى الصورة ـ محض حصان خشبى ـ وإذا كان جميل الصورة يحمل رأساً مزدوج الوجهين ـ كان الباطن أحد الوجهين ـ والظاهر كان الوجه الآخر ـ أيهم كان الباطن أيهما كان الظاهر ـ الصورة أم وجه جميل الصورة دوريان ـ أم باطنة الصورة ـ لم تحسم نيديا الأمر ـ وإذا كان الباطن صورة ـ والظاهر أيضاً صورة ـ فلتنتحر الصورة ـ كى ينقلب جميل الوجه على ذاته ـ فيعود لجنس القردة ـ أنا لا أفهم شيئاً ـ هل يفهم أحد شيئاً؟..
* * *
مادام الشعر لديهم رمزاً لا نفهمه نحن ..
حتى بعد الجهد وبعد الإعياء ..
وعلى هذا اتفقوا فيما بينهم سراً ..
أن يفهم بعضهم البعض وألا نفهم عنهم نحن ..
مادام الأمر كذلك ..
«وهو كذلك» !
وعلينا أن نعطيهم درساً فى ملعوب الرمرية ..
والشفرية ..
كى لا يعرف أحد منهم رأسه ..
من قدميه ..
ولنبدأ من ملعوب الصمت ..
كيف نقول ..
بالصمت الحكمة ..
إن الله الكلمة ..
«وما جدل الأقوام إلا تعلة
مصورة من باطل متوهم»
. . . . . . .
الموت أمامى واحتى العطش .. للعطشان ..
فمتى أرحل؟ . لا أسألكم كفنا ..
أو جرعة ماء أو لقمة ..
أو إحسان ..
أو حتى نعيا فى «جرنان» ..
يقرأ صدفة ..
فى مرحاض ..
لكن أسألكم باسم «الكلمة» ..
باسم ابن الخطاب ..
أن تلفتوا دوماً للخلف ..
وتعطوا الظهر إلى المحراب ..
لتكون جميع الصلوات .. صلاة الخوف ..
مادام الأعداء هنالك ..
بالزرد اللامع والسيف ..
وختاماً .. قال مؤرخ :
«.. وإلى جانب هذا عنوا (المماليك) بالحركة الأدبية، فرفعوا من شأن ديوان الإنشاء.. وأسندوا العمل فيه لأكابر الأدباء .. وحافظوا على اللغة العربية يجعلها اللغة الرسمية . ومع عنايتهم يتشجيع العلم والأدب والتأليف فيهما ... وتغرب الشعراء إذ لم يتوافر لهم الحس اللغوى الذى ساعدهم على تذوق الأدب .. فحرم الشعراء على عهدهم الصلات .. فاضطروا أن يتكسبوا عن طريق الحرف والصناعات الأخرى فكان منهم الجزار والوراق والحمامى والدهان والكحال ..»
«تنح عن الطريق للرجل القادم إليك
فإنه على الأرجح رجل منظم ،
أو لعله من الماسونيين وهذا أضل سبيلا»!
- دونالد فينكل -
* ديباجـة :
نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش ..
من شعراء وقصاصين ورسامين ..
ومن النقاد سحالى «الجبانات» ..
حملة مفتاح الجنة ..
وهواة البحث عن الشهرة ..
وبأى ثمن ..
والخبراء بكل صنوف «الإزمات» ..
مع تسكين الزاى ..
كالميكانيزم !
نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش ..
قررنا ماهو آت :
* ألبرتوكول الأول :
لا تقرأ شيئاً .. كن حمال حطب ..
وأحمل طن كتب ..
ضعه بجانب قنينة بيره ..
أو فوق المقعد ..
وأشرب .. وأنتظر الفرسان ..
سوف يجيئ الواحد منهم تلو الآخر ..
يحمل طن كتب ! ..
* صوت :
يافرسان الأمس ..
غير الأمس مع الفرسان ..
خلف غيوم اليأس ..
فإلى مقهى ريش ..
كل العالم مقهى ريش ..
كل يغرق عاره ..
فى أغوار الكأس ! .
* هاتف :
لا .. لست بالعاهرة ..
بالرغم من كل شئ ..
فالعهر ياقاهرة .
يصيبنا بالقئ ..
يا أمنا الطاهرة !.
البروتوكول الثانى :
لا تفهم شيئاَ مما تقرأ ..
ليس يهم اليوم الفهم ..
فالمفهوم اللامفهوم ..
أو بالعكس .
لن يسألك أحد ..
ما معنى قولك «....»!
فالمفروض .
ألا معنى للأشياء وللكلمات ..
وإذا كانت للأشياء معان ..
فالمفروض ..
أن معانيها معروفة ..
للحكماء لدايك ..
وإذا كان الأمر كذلك ..
فالكلمات «مسالك» ..
والمفروض ..
أنك تعرف ..
والمفروض أخيراً ألا تسأل ..
عن معنى قولك «...» !
* صوت :
ياذؤبانا لا كت شرف الكلمة ..
ياصبيان السوق الحره ..
حيث يباع الله بكأس ربيب ..
ما أرخص فى السوق الإنسان ..
يافرسان الأمس الغابر ..
جئت الملم كل الكلمات المسمومة ..
قطع الثلج ..
حقن النسيان البنج ..
ألكلمات المصطحات الشفريات ..
ألكلمات المعكوسات ..
فى الأحذية «الأجلاسيه » اللماعه .
«آخر موضه» ..
ألكلمات الباروكات ..
ألمصفوفة عند «كوافير الفايف فينجرز »!
ألكلمات الشارلستون .. الماكسى .. المكروجيب ..
ألكلمات الأقنعة .. الحمالات ..
فى سروال الماسونى الذئب !
ألكلمات النفطيات ..
فى مركبة المأبون العلج !
ألكلمات الحدآت ..
ألكلمات الآذان الأعين ..
الأظفار الأنياب ..
ألصابون .. الإعلانات ..
ألكلمات الملفوفة فى ورق المرحاض ..
والمكتوبة ..
بدم الحيض ..
والمدهونة بالزيت وبالبارفان ..
الكلمات الحيات !!
* هاتف :
لا .. لست بالعانس ..
أنت الولود الولود ..
ولست بالمومس ..
عار هوان الجدود ..
يا أمنا الصابرة !.
* البروتوكول الثالث :
لا تصمت أبدا .. إن الصمت جهاله ..
واحذر أن تتكلم فى الموضوع ..
لا موضوع هنالك ..
إن الفلك اليوم عطاره ..
كن فيهم «خضر العطار» !.
لكن خذ سمت الأستاذ ..
وحذار أن تنسى «البايب» ..
والكلمات «الخرز» اللاتينية !
قل «فى الواقع » .. واصمت لحظة !
قل «لاشك» ..
واصمت لحظة !.
ثم مقدمة محفوظة ..
من فذلكة «المنهج» ..
حسب الموجة والتيار..
فالبحر سباق ..
والموجات الوف ..
«الموجه تجرى ورا الموجه ..
عايزة تطولها ! »
عجل واركب أية موجه ..
فالأيام دول ..
ويل للبسطاء ذوى القلب الأبيض ..
حين تفاجئهم أنواء الطقس ..
الناس إثنان ..
أحدهما ينجو فى الطوفان ..
والآخر يغرق فى كأس ..
«إنى أغرق ..
أغرق .. أغرق ! »
* صوت :
يا أيتها المومس من رهط يهوذا ..
يا ذات الشعر «الآلاجارسون »..
ياكمية لحم عبئ فى السروال الضيق ..
والقواد التابع خلفك يحمل لحية ..
وعلى الظهر حقيبة ..
وبسروال قص لفوق الركبة ..
والعملة صعبة !
يا أيتها المستشرقة المزعومة ..
والعطشى لأحاديث الفرسان ..
فرسان الأمس الخصيان ..
الفكر بخير ..
والأدب بخير ..
والفن بخير ..
ونحن بخير لا تنقصنا غير ..
مشاهدة القرده ..
من أبناء يهوذا ..
فى أقنعة المستشرق والمستغرب ..
بجوازات السفر الصادرة بأورشاليم ..
والمنسوخة فى باريس ..
والمختومة فى بيروت ..
والقادمة الينا من واق الواق ..
سائحة فى حر الشمس ..
يا أولاد الأفعى ..
يا إخوان القرده !
* هاتف :
لا .. لست بالجثة
مطلولة للذئاب
ما أنت مجتثه ..
بل إنت أم الكتاب ..
يا أمنا الساخرة !.
* البروتوكول الرابع :
طبق اليوم الأمثل ..
فى قائمة المطبوخات المطبوعات المعروضات ..
المرئيات المسموعات الملموسات ..
طبق السلطة ..
«كله على كله ..
ولما تشوفه قول له ..
هوه فاكرنا مين ..
داحنا معلمين » !
فلتتعلم فن القول ..
قل ما شئت بشرط ..
ألا تنسى الشفرة ..
إن الشفرة منذ اليوم هى المفتاح ..
والمفتاح الشفرة ..
كل العالم شفرى البنية ..
كل الكلمات .. الهمسات .. الأنفاس ..
كل الحركات .. السكنات .. رموز ..
كل الأشياء لغات ..
تتردد بين المتقاطع ..
والمتشابه ..
والمعكوس !
ويعاد بناء البرج المنحوس ..
بابل تنهض فوق ركام الضوضاء ..
( هل يندك البرج ؟! )
* صوت :
ألخصيان التفوا حول المومس ..
مثل الكعكة ..
كل يعرض نفسه ..
هذا أشعر شاعر ..
هذا أول آخر قاص ..
هذا فذ الفن ..
فن المسرح خاصة ..
هذا الجهبذ ..
فى كل فنون الفكر العاهر !
يا أيتها المومس من رهط يهوذا ..
إن القوم عطاش ..
وجياع للجنس !
فانتخبى الليلة ثورا من «ثوار» الأمس ..
وغدا ثورا آخر ..
وغدا ثالث ..
تم الجزء الأول ..
من بحث الدكتوراه المزعومه ..
والمأخوذة سلفا ..
من جامعة الجمعيات الماسونية ..
طبع بمقهى ريش ..
والإبداع ..
بالشقق المفروشة ..
والتوزيع باورشاليم !
* هاتف :
لا .. لست بالمخور ..
يامصر يامعبد ..
تأبى جيوش النور
للنار أن تخمد
ياأمنا الثائرة!
* البروتوكول الخامس :
لا تأخذ بالك مما حولك ..
كن كالاطرش فى الزفة ..
هذا الجرسون الوسواس ..
وصبى الجرسون الخناس ..
والذئب المقعى يمسح أحذية الأعيان ..
ألملاك .. الوزراء .. الكبراء ..
من حكام الأمس الماسون ..
والجوالون الباعة لبن العصفور ..
والسائل والمحروم ..
والعاجز من أصحاب العاهات المصنوعة
فى إحدى «ورش» الغورية ..
أو بولاق ..
والعيارون ،، البصاصون ..
من كل فئات الشعب !
* ملحوظة :
لايخدعك المسرح والأدوار ..
المكياج .. الأزياء .. الديكور .. الإكسسوار ..
هذا بعض السوس ..
ألزاحف فى المقهى الملعون ..
والآتى من عهد الهكسوس ..
جاسوسا خلف الجاسوس !
* صوت :
ألفرسان التفوا حول «الكاهن» !
فى الماخور .. المصيدة .. المقهى ..
ألفريسيون ..
ألصدوقيون ..
صنعوا «الكورس»!
بدأ العزف على أحداث الساعة
والأوتار انقصفت ..
بينما صمت «الكاهن» ..
ذو العينين الوطواطية ..
والأذنين الملقاطية ..
ألصمت لسان «الكهنة » ..
رأس الحكمة ..
لايسأل عن شئ «كاهن» ..
أو يسأل فالصمت جوابه ..
بشراكم يا آل «يهوذا» ..
ألحدآت من الكهان ..
ترعى فى المقهى الافراخ ..
قام الكاهن وانقض المحفل ..
والفيران ..
تنصب فى المصيدة «المولد» ..
........... !
* هاتف :
يا أم كل مسيح
مرعاك للذؤبان
أصغى لكل جريح
فى ساحة الصلبان
يا عيننا الساهرة !
* البروتوكول السادس :
«الفراريج الدانمركية ..
مذبوحة ومراقبة مرتين ..
ومستنزفة الدماء ..
حسب شريعة .. الخ » !!
* صوت :
ياسيدتى الأفعى ..
اللهجة من أعماق الشام ..
لكن العبرية بوم ينعق فى ذيل الكلمات !
وأنا أذنى يقظة ..
لاتخطئ زحف الافعى ..
من رهط يهوذا خاصة ..
فى أى قناع !
ماحاصل جمع المعلومات ..
حتى الآن ..
من ثرثرة الخصيان ..
فرسان الأمس ..
عشاق السوق الصحفية ..
فى بيروت !
ذات التمويل المجهول
والمعلوم ؟!
- القوم عطاش للجنس -
كم فروج دانمركى ..
ذبح وروقب .. ثم استنزف ..
حسب شريعة موسى والتلمود ..
والتوراه ..
بغلاف «الموعد» و «الشبكة » ..
و«الصياد » ..
و«رجوع الشيخ » ..
و«الفاشوش » ..
لا تقتل .. بدء وصايا عشر ..
يقصد موسى ..
«لاتقتل إلا .. غير يهودى »!
ويل للفروج الدانمركى ..
آها .. هاملت ..
سبق السم السيف ..
سبق العزل السيف ..
نم ياهملت !
* هاتف :
يا أنت بعد الله
يا قلعة التوحيد
إنا كلاب الله
بالباب عند وصيد
* البروتوكول السابع :
أنت دخلت السجن مرارا ..
تكفى مرة ..
ثبت هذه المعلومة ..
كالنيشان إلى العروه ..
واجلس بين السذج والأغرار ..
والأبرار ذوى القلب الأبيض ..
سمسر بالسنوات السوداء ..
قل ما شئت بغير حياء ..
هذا عصر يهتك فيه الفأر ..
عرض الفيل !
فاذا انكر ..
فالبينة على من انكر ..
وعليه يمين الله ..
وهناك شهود الإثبات ..
وشهود النفى ..
والنفى اليوم هو الإثبات ..
والإثبات النفى ..
والإجماع انعقد على التزوير ..
فى الأغراض ..
كتب الصمت فى الآفيال ..
من أجيال ..
«عاش الفأر الزير ..
عاش الفأر ..
إن الفيل أقر ! ..
فلتمرح فى الأرض الفيران »!
هذا عام الفيل !
* صوت :
ألحق أقول لكم ..
لا حق لحى إن ضاعت ..
فى الأرض حقوق الأموات ..
لاحق لميت إن يهتك ..
عرض الكلمات !
وإذا كان عذاب الموتى
أصبح سلعه ..
أو أحجبه .. أو أيقونه ..
أو إعلانا أو نيشانا ..
فعلى العصر اللعنة ..
والطوفان قريب !
الأبطال ..
بمعنى الكلمة ..
ماتوا لم ينتظروا كلمه ..
مادار بخلد الواحد منهم ..
حين استشهد ..
أن الإستشهاد بطوله ..
أو حتى أن يعطى شيئاً ..
للجيل القادم من بعده ..
فهو شهيد لا متفلسف ..
ماذا يتمنى أن يأخذ ..
من أعطى آخر ما يملك ..
فى سورة غضب أو حب ؟!
* هاتف :
فلتقرعى الأجراس ..
ولتنذرى بأذان ..
ولتسحقى الأنجاس ..
من ثلة الشيطان ..
يا أمنا الظافرة !
* البروتوكول الثامن :
كروى هذا العالم ..
حتى الكلمات كرات ..
والدوران هو القانون اللاقانون ..
فالكلمات اختلطت .. دارت ..
فى الأفواه وفى الآذان ..
كالأشياء برأس الأبله والسكران ..
حين تعددت الأقطاب ..
أو حين محاورها تاهت ..
ماجدوى أى حوار ..
والعاقل فينا اليوم حمار ؟!
* صوت :
يا أبناء «...» !
حتام أعالج فيكم ..
داء السرطان .. الدوران ..
والدوار !
يا رواد المقهى الموبوء ..
ماخص المقهى الداء ..
لو كان بيدى الأمر ..
لشنقت باعمدة التليفونات ..
رهط الماسون الملعون ..
أو علقت الأبله منكم ..
مثل الثور إلى الطاحون ..
حتى يفهم !
* هاتف :
ياطالع الشجرة
هات لى معاك بقرة !
الحق أقول ..
العبث اليوم هو المعقول !
2- ألخطوط الوهمية فى المسألة البروتوكلية ! !
«إننى آمل فى الزلالزل المقبلة
الا أسمح للمرارة بأن تطفئ وهج
سيجارى !»
- بريخت -
.................
ثمة نكتة ..
ليست آخر نكتة ..
لن تلقى آخر نكتة ..
من يحكيها !
فلسوف تكون نهاية هذا العالم ..
كى يبدأ آخر ..
فيعيد الأسفار جميعا ..
من سفر «التكوين » .. «التشكيل» .. «التلوين» ..
الدائر فوق الغمر الطوفانى ..
حتى آخر إصحاح فى العهدين ..
لكن سيكون هناك «الله» ..
بأمر للماء بأن ينحسر عن اليابسة ..
المجتاحة بالطوفان ..
بأمر للنور «يكن » فيكون الإنسان ..
ليعاين مجد الله «الكلمة» ..
ليعانق فى الصلوات « الكلمة» ..
ليغنى لاسم الله «الكلمة » ..
وهنا يعرف نفسه ..
ألله - الكلمة
والكلمة - عقل
والعقل الفعل .. الخلق .. الحرية ..
ألعقل ألوهية ..
أحكى عن ركاب قطار ..
بينهمو من ينزع قشرة موز ..
يغمس فى الملح الموز ويلقيه بعيدا ..
سألوه : لماذا تفعل ماتفعل ؟!
قال بكل بساطة :
«لست أحب الموز المغموس بملح ..
إنى حرفى أن أغمس ماشئت بما شئت » !
غر يلعب بالحرية ..
غر يعبث بين الركاب بمجد الله ..
مجد الإنسان .. الكلمة ..
ولهذا فسد الموز «وفسد الملح» !
ألعبث اليوم هو المعقول ..
والمعقول اللامعقول ..
والحرية حق فى العبث بمجد الحرية ..
واختر للعبث سبيلك ..
أو أسلوبك ..
وارفض أن تختار الرفض !
اغضب .. وتمرد فى اللاشئ على اللاشئ ..
واعتزل العالم واحذر أن تنتمى إلى الأشياء ..
ومن الأشياء الناس..الأرض..العرض..التاريخ..
والكلمة نور يتفجر من قلب الظلمة ..
بالأمر .. الفعل .. القانون ..
كن فيكون ..
لكن فسد الملح ..
أحكى عن ركاب قطار ..
يندفع بقوة مليون حصان ..
وبسرعة ريح مجنونة ..
نحو الهاوية بقاع الغمر ..
بينهمو العبت يمارس ذاته ..
فى حرية ..
كممارسة العادات السرية ..
لكن باسم المنهج .. والنظرية ..
والعملية ..
ما أوسع أبواب «الإزمية» ..
«كلمت باللحن أهل اللحن أو نسهم
لأن عبى عند الناس إعرابى»!
ثمة نكتة ..
أخرى .. قد يحكيها بعدى ..
فلاح من قريتى فصيح ..
ويل للديك المرصود ..
يوم يصيح ..
فالغربان على أعجاز النخل ..
والحدآت تناورها من فوق السحب ..
تحرث بالأظفار الحقل ..
ترمق سطحا .. جرنا .. تل ..
والنداهة تغمز بالعينين ..
للأم الغولة ..
وتنادى من صحن الدار «الطفل» ..
ثمة نكتة ..
تحكى فى بلدى عن كاهن ..
يحفظ عن ظهر القلب ..
كل نصوص الناموس ..
ويتيه على الصم البكم العميان ..
- كاهننا يعرف كل الأشياء ..
- ويحيط بكل الأشياء ..
علما .. ولديه الحيثيات ..
- ولذلك لا يسأل عن شئ ..
وخصوصا عن غير المفهوم من الأشياء ..
- فإذا قال فيكفى أن الكاهن يعلم ..
- وإذا علم الكاهن ليس ضروريا أن نعلم ..
قال الكاهن فى مجلس علم ..
وبكل برود الوائق من علمه ..
- كان اللون الاحمر ..
لون الذئب الآكل يوسف !.
- يا مولانا إن الذئب ..
برئ .. لم يأكل يوسف ..
وينص كتاب الله !
قال الكاهن ببرود «الكوهين » ..
- ليكن هذا لون الذئب ..
بريئا .. لم يأكل يوسف !.
رضى الصم البكم العميان ..
حمدوا الله على علم الكاهن ..
بشروح متون الالوان ..
حتى فيما ليس بوارد ..
فى توراة .. أو إنجيل .. أو قرآن ..
«إستنبط العرب لفظا وانبرى نبط
يخاطبونك من أفواه أعراب »!
أنت فهمت اللعبة ..
فالعب إن اللعبة غش ..
فكر منذ الآن بأكل العيش ..
كل الناس «قريش » ..
وإذا كان لموت طريق القديسين ..
كن «أمويا» .. كن مابونا .. لكن عش ..
إذ لافرق بجوف القبر ..
بين عظام الليث وبين عظام الكلب ..
كن انسانا .. لكن ذئب ..
كن فى الصف الذيل لآخر ذيل ..
حين يكون السيف برأس الصف ..
كن فى الصف الرأس ..
حين يكون العسكس ..
«يا أبو الريش ..
إن شالله تعيش »!
لكن ثمة غلطة ..
فالرابح فى اللعبة خاسر ..
والخاسر فيها الرابح ..
لا تنخدعوا بالبغل الرامح ..
ليس البغل حصان ..
لكن ما ذنب العميان ..
لو ظنوا ذيل الفيل ..
بدجنتهم تعبان !
ماذنبى فيكم .. ما ذنبى ..
أأظل كما الكلب الاجرب ..
مطرودا من كل رصيف ..
أم صمت فيكم أم أكذب ..
والصمت كما القول نزيف ؟!
مكتوب فى «العهد الأول» ..
عهد الكلمات اللامقلوبة ..
«الموت مصير المهر الجامح ..
بين البهم المركوبة »!
* - أنت أفندى - ما بالبدلة يحيا الانسان - ما بالجبة يصبح فينا السلطان - قردا .. والقرد السلطان - وعليها قس -
- ماذا فى الفترينات ؟ - أوكازيون - تشكيلة خصيان الموسم! - وبأسعار تتحدى أى ضمير - ومذاهب فوق البيعة فوق الشروه - مهداة من بنزايون - إبن صهيون - فى اكياس النايلون ! - ها أنت الآن افندى بالمقلوب - ظاهر بدلتك بطانة - باطن بدلتك خيانة - فادخل فى أية خانة - معك القاموس - معك الناموس المعكوس -
فصيارفة اليوم صيارفة الأمس- والهيكل بورصة! (1)
(1 - كتبت أفقيا لضيق النطاق !)
....................
يا آنستى القادمة إلى مقهى «ريش» ..
بحثا عن خيّال ..
خيّالك ليس هنا ..
خيّالك فى كل مكان ..
لكن لا يعبر بالمقهى .. محض عبور ..
أوقد يعبر شبحا .. طيفا من نور ..
خيّالك مات ..
يا آنستى .. أو سيموت !
يا آنستى ،، إن القوم عطس للجنس ،،
آخر ما بقى لديهم ،،
من أنواع الاحباطات ،،
سئم القوم بهاء العذرية
فستقوم بكارتهم ،،
يوم اضطجعوا بسرير الشيطان ،،
يوم احتضنوا فى الليل الثعبان ،،
باع القوم الكلمة ،،
خرجوا للسوق جوار وغوان ،،
لا تنقصهم إلا مركبة النفطى ،،
نخطفهم من قلب الشارع خطف بغى ،،
من وسط زحام ،،
والناس ،، كأن الناس نيام ،،
أو شيئا فيهم قد مات ،،
أو ماتت كل الاحلام ،،
أو لا يجرى بعروقهم الندم ،،
لكن يجرى النفط ،،
ألناس ركام فوق ركام ،،
والكل يقول كلاما ،، أى كلام ،،
وخصوصا فى طاحونة «ريش» ،،
* يا أنستى سكر القوم - فطفا العهر على وجه البيرة -
«ما انتاش خيالى ياوله - ما انتاش خيّالى لا والنبى»!-
صوت يصرخ - خيّالك ليس هنا - يا آنستى لست اريد صغار القوم - من غلمان الكاهن والكوهين - مخدوعين ومحترفين ،، - إنى أتبع ذيل الحية - حتى الجحر - والجحر ملئ بالحيات - والمخدوعون صغار - فى تيه يمين ويسار - وأنا فى تيه التيه - آلاف الأميال مشيت - مشوارا بعد المشوار - لم أتجاوز أشبار - فأظل أقول - وأعيد النول - مثل المكوك على النول - عريان ملك العهر - وبغايا كل الفرسان ،، - يا آنستى العذراء المخدوعة - من اين لمثلك خيّال - والكل موال للملك العريان - وأنا وحدى الكاذب ،، - ويكذبنى المكوك - حتى النول ،، الإبرة - حتى البكرة - وسيأخذك الواحد منهم ليلة - والآخر يا آنستى ليله - كى يلفظك المقهى - رغم الدبلوم أو الليسانس - للشارع فى عرس اليأس - المحبط فيهم يا أختى - جاء ليفتى - بعلاج جميع الاحباطات - البوم يجيد الوصفات - طروادة سقطت قام البوم - للفتوى فى كل خرابه - ومضى ينشب فيها نابه - كى يجهز فى الليل عليها - وارتفع الشعراء على الاطلال - سمّوا طروادة فى الليل بكل الأسماء - غير الحسنى - وانتهكوا حتى أعراض الموتى - فى الجثث الملقاة بوجه الريح ،، - قالوا فيها ما فى الخمر - كان القوم سكارى ليلة سقطت طروادة - بحصان المكر ،، وكان - ماكان وحبلي بالحيل الحربية - أحصنة الأعداء الخشبية ،، - وكما لو كانوا متفقين مع الأعداء على موعد -
قالوا فيها ما يتمناه الأعداء ،،
ألعاهرة ،، الجاربة ،، الفاتحة الفخذين ،، القوادة ،،
ماأحفل قاموس الخصيان ..
بالكلمات الداعرة الموزونة ،،
المستوفية لكل شروط الساكن والمتحرك ،،
والقافية العاذرة المعذورة ..
- قلت كما قالوا فيها ،،
- كى أخفيها منهم فى القلب ،،
عبت سفينتى كى لا تؤخذ غصب ،،
عبت غزالى حتى لا يأكله الذئب ،،
«أعيب التى أهوى وأطرى جواريا
يُرَبْنَ لها فضلا عليهن بينا
برغمى أطبل العَّد عنها إذا بدت
أحاذر آذانا عليها واعينا »
- فعلوا نفس الشئ
- لا .. آنستى ..
حين تكون الرؤية جنسية ..
ولأن القوم عطاش للجنس ..
وعلى الاطلال يدور الرقص ..
ومع الطوفان تدور الكاس ..
والانياب المسمومة لا ترحم حيا أو ميت
فالشعر الذئب ..
لا صوت للشعب ..
فليكن ( الرفض ) ..
هذى تسمية معقولة ..
«ياآنستى ماذا يعنى الرفض - فى قاموس الكهنة والغلمان
- ماذا ترفض أو نختار ؟ .. - إن العار يظل العار - مابين يمين ويسار - أم أنّا سوف نعود لسارتر ؟ .. - بالمعكوس - أرفض .. أرفض .. لا تختر .. إختر .. إختر .. هايل هتلر ! - كيف يكون الرفض - محض الرفض - غير قناع لقبول المرفوض - مادام هو الحل الأوحد - الممكن فى كل خيار ؟ - المطلوب من الشعراء - رفض الرفض المفروض ! - مادام الرفض بغير خيار - مادمنا فى ظل حصار - كيف نعادى الكهنة - ثم ننصب من أنفسنا كهنة ؟ - تلك هى المأساة - المهزلة الواجبة الرفض ..- بل فلتحيا الرجعية - إن كان القادة فينا - بين الملك العريان أو المملوك - والكاهين والكوهين - والشهبندر والسمسار .. - والداعر بطأ المنهج باسم المنهج - أو يرفع فى أوجهنا سيف الفكرى - «عملوا الأستك - من البلاستيك - ياحنين ع الوسط يا أستك» - الرافضة اليوم همو الرقعاء - فرسان السوق السوداء - والسوق الحره - والرفض اليوم هروب أو تهريب - أو سمسرة أو «تهليب » - والإسم الموضوع على السلعة - فى نفس السوق - من أزمان - نفس الإسم ولكن بالمقلوب .. وبألوان - علمية - ويبنط ينضح ثورية - وغلاف يرشح شعبية - ولكن العلبة فىها نفس اللعبة !! -
نفس اللعبة ..
لكنهمو من داخل كل الازباء الشعبية ..
أبناء الأرناؤوط .. الأتراك .. الشركس ..
الأشكيناز .. السوفارديم .. الأرمن ..
ألمرتزقة ..
ألصدوقيين .. الفريسيين ..
وهجين من ظهر هجين من ظهر هجين ..
وابن الشعب فصيل مفصول منفى ..
مفطوم قبل الميلاد وبعد الميلاد ..
يا آنستى الطاهرة الذيل ..
ماكان لنا نحن الشعراء ..
أن نخشى إرهاب الكهان بأيه برده ..
وبأية شمله ..
إن لم نسقط نحن فداء ..
الأرض العرض الفكر التاريخ ..
إن لم نرفع بعد الشهداء ..
الراية .. ماجدوانا نحن الشعراء ..
ان لم نتحد الموت ونبحث عنه ..
ونبصق فى وجهه ..
دمنا .. ماذا يبقى إلا أن نحيا ..
كالخصيان على المقهى المويوء ..
كالكهان بأوكار الثورية والعلم ..
ونبيع صكوك الغفران المنهج ..
بدكاكين الصحف اليومية والأسبوعية ..
والشهرية .. والدورية ..
أطنانا مثل القطن بميزان القيان .. ؟
«ولقد ساءنى وساء سوائى
قربهم من منابر وكراسى
فاذكروا مصرع الحسين وزيد
وقتيلا بجانب المهراس
والقتيل الذى بحران أضحى
رهن رمس وغربة وتناسى »
................
ثمة نكتة ..
أيضا عن أحد الكهان ..
شعبى بكره صنف الكهنة ..
من أزمان ..
فى أى رداء .. أى قناع ..
ولهذا يضحك منهم ..
فهمو محض مسوخ ..
قال الكاهن للغلمان ..
بعد تأمل :
- «ألشخبول» على الحائط ..
- لا تسأل مولانا عن شئ ..
- ألمولى لايسأل عن معنى الأشياء ..
- ألمولى يأمر «كن» فتكون الأشياء كما شاء..
- وإذا غضب تزول الأشياء ..
تفقد كينونتها ..
ماهيتها ..
جوهرها .. فتصير الأشياء هبولى ..
فوضى .. مثل الحال ..
قبل التكوين ..
- مولانا يغضب لوسأل الغلمان ..
عن معنى شئ ما ..
يسعد حين يكون الغلمان ..
من صنف «أبى العريف » ..
- عار أن يعرف أن الغلمان ..
جهلاء من قبل الريف ..
عار أن يعرف أنهمو جاءوا ..
للبندر يلتمسون النور ..
ألهدى .. دليل العقل على كل رصيف ..
من أجل رغيف ..
لكن من أجل عيون «الكلمة» ..
ألكلمة ..
ألنازحة المنفيه ..
بتراحيل الأعصر والأزمنة المنسية ..
وهنا فى قلب مدينتنا ..
يتعلم كل غلام ..
ما معنى صمت الأفواه .. الأقلام ..
مامعنى أى كلام يخلو من أى كلام ..
مامعنى أن تخرس فى القلب «لماذا ؟» ..
أو «كيف ؟» و «أين ؟» و «لم لا ؟» ..
وجميع علامات الاستفهام ..
لا تبقى إلا الـ «مش معقول »..
أللامعقول ..
لاتبقى غير علامات تعجب ..
ورويداً يغدو العجب ذهول ..
ورويداً تنصب خيمات الصمت على المعقول ..
الصمت .. الصمت ..
ويحل على الغلمان ظلام الموت ..
والواحد بعد الأخر .. يسكت صوت ..
بعد الصوت ..
ومسوخاً كالكهان يصير الغلمان ..
يتلقفهم مقهى .. كى بيصقهم مقهى ..
وإذا الفلاحون الفصحاء ذيول ..
وإذا الكلمة ..
فى الأسواق بضاعة ..
قبل الفتح مباعة ..
سقطت «ماذا» .. «كيف» ...
سقطت كل علامات الاستفهام ..
سقط العقل ..
فمدى الصبيان ظلام بعد ظلام ..
حتى الأذقان انغمروا فى الغمر ..
ضاعوا بين الكاهن والشهبندر والسمسار ..
يونس فى أحشاء الحوت ..
يا أحشاء كالتابوت ..
يونس حى ليس يموت ..
ذبح الديك ..
أو أصبح محض دجاجة ..
تتقلب فوق الجمر ..
بدكاكين «العليه » ..
أصبح بين الخصيان ..
ولهذا سأل المخصى الكاهن ..
- مولانا مامعنى الحائط ؟ ..
لم يسأل مامعنى «الشخبول » ..
لو أن النور الظلمه ..
فالظلمة كيف تكون ؟ ..
«ولاتقبلوا من كاذب متسوق
نحيل فى نصر المذاهب واحتجا»
لكن ماذنب القطط «الفطسة» ..
إن كبرت من غير عيون ..
أو ضاعت فى تيه البندر ؟!
- يابندر ياسرداب الكاهن والكوهين - واللوطيين مجازاً وحقيقة - ولكل فى فحشاء الفكر طريقة - يابندر يا أبنية شروح ومتون - يامحفل عهر الماسون - ياسجناًَ .. يا مستشفى للأمراض العقلية - لعلاج المرضى العشاق لليلى الكلمة ..- لغسيل المخ من الفكر الولهان - بالله الكلمة - الإنسان - لعلاج الوطنية بالمستوطن - من قائمة الأدواء - بالسرطان - يابندر أين ابن الخطاب ؟ -
* * *
لو أن ابن الخطاب التفت وراءه ..
لاهتز المسجد رعباً .. سقط الخنجر ..
من سروال القاتل فى أرض المسجد ..
لكن ابن الخطاب يصلى ..
ويؤم صلاة .. ويكبر ..
ويقول «الكلمة» ..
والوجه الى المحراب ..
والقلب .. العين .. هنالك فى ملكوت الله ..
والكهان القتلة خلفه ..
والصف وراء الصف كما لو ..
أنهمو حقاً جاءوا لصلاة ..
جاءوا فى الأقنعة كما جاء الخنجر ..
بجراب القاتل لؤلؤة وبالسروال ..
جاءوا فى الموعد مع سبق الرصد .. مع الإصرار ..
كان الإجماع على الطعنات المسمومة ..
فى جه الظهر ! ..
* أمثال ابن الخطاب لهم أعين - ووجوه حتى فى الظهر .. - أمثال ابن الخطاب يرون الكون - فى غمضة عين حتى لو كانوا عميانا - أمثال ابن الخطاب يرون الله الكلمة - الإنسان الحكمة فيرون الكل .. - ولهذا كان ابن الخطاب يرى - من تحت السروال الخنجر - ويرى القتلة - من آخر كوهين فى آخر صف - ولهذا ما التفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة .. ويكبر - ويقول الكلمة .. - والكلمة أبدا لا تسقط - من طعن الخنجر - الكلمة عهد مربوب ومقدر - مكتوب ليتم المكتوب - لا تجبن أبدا للشهداء أمام الموت قلوب - وإلى الله الكلمة تصعد - حين تكون من الكلم الطيب - لو أن ابن الخطاب التفت وراءه - وأدار إلى المحراب الظهر - وتملى فى الكهان قليلا - فى الصف وراء الصف - وعلى لؤلؤة القاتل ثبت نظرة صقر - لتغير وجه التاريخ وظهره .. - هذا جائز - لكن ما الجدوى والكلمة - فى هذا الجائز ما تمت ؟! - يالؤلؤة الأعمى - إطعن ظهر ابن الخطاب المبصر - إطعن .. إطعن .. إطعن .. - وسيقتلك القتلة - كى لاتفشى السر .. - إطعن فابن الخطاب القديس - لن يلتفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة ويكبر - ويقول «الكلمة » .. - يابندر أين ابن الخطاب .. - يامذبح كل الشهداء - يامئوى كل الشعراء - يامسرح كل الكهان - والخصيان - واللوطيين - بروح أو جسد أو بالفكر - ألحق أقول لكم .. - ألشك اليوم يقين للشرفاء - ألمذبوحين المنفيين المنسيين - والغرباء - مادام الغربان - .. البوم - إحتلوا دور الشهداء - ألحق أقول ودوما قلت الحق - أخطأت كثيراً لكن كانت ليلاى «الكلمة» - لم تعشق يا قلب سواها - لم تحلم إلا برضاها - لم تنبض إلا بهواها - والقلب دليل المؤمن فى ريف بلادى .. - ولهذا لم أفقد فى التيه طريقى - لم أخطىء حتى حين تعددت العثرات على الدرب الممتد بغير نهاية - فى التيه طريقي - لكن الكهنة والكوهين - دأبوا يعطون الغفران - للمومس منهم واللوطى - والزنديق الداعر والذيل - أما الحرمان فللطاهر مناذيله - يتأبى أن يلتفت وراءه - كابن الخطاب - فالطاهر ليس يذيل - لابل لاذيل لطاهر - ومشيت بعز ظهيرتنا عريان الظهر - مشقوق السروال من الخلف مغطي العوره - بجريدة «وطنى» .. ياوطنى .. وطنى المشقوق الصدر - طفت عليكم سكرانا بمحلات «العلية» - بدكاكين العهر العلنية - حيث تجمعتم موتى أو مخمورين - وأنا مخمور حتى شعر الرأس - لكن رأسى لا تهتز - حتى تحت الفأس - من بينكمو لعبت لكم دور المجنون - دور السكران «الطينة» طفت عليكم أصرخ - أللعبة غش فى غش .-
«أليلى وكل أصبح ابن ملوح
ولبنى ومافينا سوى ابن ذريح
وفى كل حين يونس القوم أية
بشخص قتيل أو بشخص جريح ؟ »
..................
طفت عليكم أصرخ
«اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ..
فى العرس الدامى والليل حراب وعيون ..
ألليل الغيبوبة والخنجر ..
ألليل المنحوس المجنون ..
ألمفتون بقتل الخيل أصيله ..
لاقتل الحمرهجينة،،
«اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ،،
الشعراء المطرودون ،،
ألمسجونون بقفص الصمت المامون ،،
والمتبوعون ،،
فى كل العالم منذ قرون وقرون ،،
بالماسون ،،
يتقصى فى الليل الغاوون ،،
خطواتهم ،، بصماتهمو ،، فيهيمون ،،
«اللاؤوكون » بحذر ،،
لم تسقط أبدا طرواده ..
بحصان محشو الجوف جنودا ،،
بالليل المأخوذ على غره ،،
بالحرية أو بالسيف ،،
لم تسقط فى لحظة ضعف أو جبن أو خوف ،،
لم تسقط إلا لما سقط «اللاؤوكون» ،،
ألشعر ،، الشعراء ،، الكلمة ،،
والتف العمل على الأعمى والطفلين ،،
وعلى المخمورة طروادة ..
طفت عليكم لأحذركم ..
أن يحدث للابله منكم حسن النيه ..
ماحدث لغيرى ولغيرى ..
هانحن نموت فرادى .. تحت العجلات ..
ومنا ياشتى لا تحصى فى كلمات ..
غدرا ؟ .. أم عفوا ؟ .. أم صدفة ؟ ..
أم أن الموت مع «الحرفة» ..
أدركنا منذ الميلاد ..
والشعر الموت ..
والموت الشعر .. ؟!
«هذى الحبالة قد ضمت جماعتنا ..
فهل ينوص فتى منا فينفلت ؟»
..................
ياعمر احذر ..
* لاتذهب منذ اليوم إلى المسجد - فالنصل المسموم هناك - ينتظر الظهر العارى إلا مما يستر عوره .. - دارت للغدر الدورة - وأذان المئذنة الخنجر - لا تخطب يابن الخطاب على منبر - أتطيل سجودا ؟ ألقوم قياما وقعودا - مثل القرده - من خلفك لا عن إيمان - إن كان المسجد كالمذبح - فالمذبح كيف يكون ؟ - فسد الملح .. - وإذا الصلوات الكلمات الطعنات - للغائب والمجهول القبر وللجندى المجهول - والمطلول - أترى اشتق من الصلوات الصل - أم أن الصل اشتقت منه الصلوات؟ - ماذا لو نطق الأموات ؟ .. - إنا نعرف حين يوافينا الموت - لكن بعد فوات أوان - ما كنا نعرف من قبل وكنا نختار الصمت - لو أنا عدنا لنطقنا وبأعلى صوت - «ياسارية الجبل » ولو لم نتمم بعد صلاه - ماكان ابن الخطاب ليخرج عن نجوى الله - ماكان ليلتفت وراءه - لو لم يكن الجبل الخنجر - ياسارية يظهر الفرسان - فخروج ابن الخطاب عن النجوى - كان النجوى - كان صلاه .. - كان صلاة الخوف - خوف الطعنة فى ظهر الجيش - أما الطعنة فى ظهر عمر - فلعمر الله - وابن الخطاب يصلى ..
ويؤم صلاة .. ويكبر ..
ياعمر احذر ..
ومضى فى النجوى لا يلتفت وراءه
لكأنا نهوى الموت نعانقه نبحث عنه .
كأنا نحيا فى الموت لأنا لانحيا إلا حين نموت ..
لكأنا نبعث ساعة نقبض ..
أو يقبض فى الليل علينا ..
وعرايا مثل الأطفال ..
نأتى للدنيا كى نرحل ..
عنها فى عرى الأطفال !
لم نرضع لكنا نفطم ..
فى رحم الأم ..
والحيض نزيف ..
والمشنقة الأفعى .. الحبل السرى ..
والثدى الحجر الأسود ..
والكفن «اللفة» للموئد والمولد ..
والفاسوخة بندول الساعة ..
فوق الجبهة ..
لو كنا نعرف أن الفرعون ..
كالمثل الشائع يمسك من خطه ..
ماكان الواحد منا خط الخط ..
لو كنا نعرف أن الصوت دليل الصيادين ..
ماكان البلبل منا غنى قط..
لو كنا نعرف ماكنا قلنا الشعر ..
كنا أغلقنا التابوت ..
قفص الصدر ..
- مكرا بالمكر - على الكلمات ..
* لكن لا - مكتوب ليتم المكتوب - والمنطوق - أن القلب المقلوب - والمنطوق الاستنطاق - مكتوب فى اللوح المحفوظ - مكتوب بالقلم البوص - والحبر المستعمل منذ بناء الهرم الأكبر - والصحف الأولى .. البرديات - مكتوب فى أكفان المومياوات - والقلم مسله .. - ألف باء - ابجد هوز - حطى كلمن - فتحه وكسره وضمه ) - «هذى حروف اللفظ سطر واحد .. منها يؤلف للكلام بحور» - مكتوب ليتم المكتوب - أن الشعر نبوه - مادام العقل نبيا ..- مادام الشاعر ليس نديما ليس بغيا - ليس بكذاب لزفة - مادام الشعر صلاة لاحرفة - مادمنا نعرف حتى قانون الصدفة - مادام القلب العقل هو الصدفة - واللؤلؤة الكلمة لا الخنجر - ياعمر احذر - «انهاك أن تلى الحكومة أوترى حلف الخطابة أو إمام المسجد» .. - ياعمر احذر .. «وخالفك الناس فى مذهب فقلت على وقالوا عمر» - مكتوب ليتم المكتوب - لو كنا .. نعرف ماكنا قسنا الكتبا - فالكتب رموز مصطلح فى السر عليها - تعنى فى الظاهر أشياء فى الباطن تعنى أشياء - ولقد كنا نعنى بالظاهر ..
دون الباطن مما نقرأ ..
ماحذرنا أحد ماحل لنا ألغاز الكلمات ..
ما اعطانا مفتاح الباب السرى الى العالم ..
والعالم وكره ومغاره..
ومضى الآباء ..
فى صمت .. للموت الصمت ..
وإذا الكلمات رموز..
وفنون لغة الرمز..
كل الأشياء لغات .. كل الأشياء ..
ألخط .. البنط ..اللون .. التنقيط..
الترتيب .. التبويب .. الزخرف ..
العنوان الهامش .. والفهرس .. والتنقيط
صنف الورق وقطعه..
عدد النسخ المنسوخة ..
رقم الإيداع ..
كل الأشياء لغات ..
ما بالك بالمنطوق وبالمضمر فى صمت ..
ولحبر الهيود فى درسه التو
راة فن والهم التدبيل».
لو كنا نعرف أنا يمكن أن نقرأ..
لكن لا نكتب شيئاً ..
أو أنا يمكن أن نكتب ..
لكن لا نرسم حرفاً ..
أو أنا يمكن أن نرسم ..
لكن لا نرسم ما يفهم ..
أو أنا يمكن أن نرسم ما يفهم ..
لكن لا نترك أثراً ..
أو لونا أو حتى ظلا ..
أو أنا يمكن أن نترك أثراً
لكن ممحوا لا ينقصاه الغاوون ..
أو لا ممحوا .. لكن رمزاً ..
لو كنا .. لو كنا نعرف!
لكنا ضيعنا أم الكلمة .. أم الرمز ..
أم الألغاز بالغاز اللغز ..
أم الألسنة الناطقة وغير المنطوقة ..
والمكتوبة أو غير المكتوبة ..
ضيعنا «اللوغاريتم» الكنز ..
ضيعنا الهيروغليفية ..
ضيعنا «الكود» ..
الشفرة والمفتاح ..
لكن بتاح ..
مازال يصوغ الإنسان على عجلة فخار ..
والأسلاف ..
ماتوا غيظاً والعار ..
أن يرثوا عنا العار ..
يومى يرث الأمس ..
أمس يرث اليوم ..
وغدى يرث اليوم ويرث الأمس ..
كيف يضيع الموروث بغير خيانة ..
كيف ننام ومن ناموا منذ قرون ..
مازالوا مفتوحى الأعين ..
تحسبهم ظناً أحياء ..
فتولى منهم رعباً ...
وتولى فى الرعب فراراً ..
«تنام أعين قوم عن ذخائرهم
والطالبون إذا هم ما ينامونا» ..
لو كنا .. لو كنا نعرف ..
. . . . . . . . . . .
ثمة نكتة ..
عن مجنون ..
خط لنزلاء العنبر ..
خطا .. فوق الأرضية ..
ـ العاقل منكم من يعبر ..
من تحت الخط !!
وتسابق كل النزلاء ..
وتسلخت الأوجه .. سالت أنهار دماء ..
حتى غاب الخط ..
هذا عصر عبور الخط الوهمى ..
بالسفلى ..
فى مستشفى الأمراض العقلية ..
هذا سر السريالية ..
الرمزية ..
والربالية ..
وجميع «مذاهب» هتك الكلمة ..
ـ للكارثة ثلاث علامات ـ قبل البركان الزلزال الطوفان ـ فيزوف هنالك ينتظر الآن ـ فى غيظ الصمت وصمت الغيظ ـ ألمعبد ملعب ـ كيف الملعب يا بومبى؟ ـ والملعب معبد ـ كيف يكون المعبد يا بومبى ـ فسد الملح ـ والنور الظلمة فمتى يغضب ـ يتفجر تاراً فيزوف ـ تتكلم «نيديا» ـ نيديا تتكلم! ـ نيديا العمياء اللاؤوكون ـ فى كل مدينة ـ أخذت فى الليل على غره ـ للكارثة ثلاث علامات ـ لا تنفض الأعراس ـ فى بومبى ـ ليل نهار ـ فى المعبد ليس يجف الدم ـ قربى فى المذبح للآلهة العطش للدم ـ الآلهة الكهنة ـ والآلهة تبارك تقدمه الكهنة ـ والكهنة من ثم تبارك ـ الذبح لا المذبوح ـ وطقوس الصلوات على سن الرمح ـ والكورس يحفظ دوره ـ يلعب دوره ـ نيديا تتكلم ـ للكارثة ثلاث علامات ـ لا تنفض الأعراس ـ فى بومبى ـ ليل نهار ـ الشارع فى الليل كسكة تيانة .. الإرجل تتزحلق فوق النور المعكوس على الأسفلت ـ لكان الأرض مرايا من بللور ـ فتأمل وجهك فى المرآة السوداء ـ وارفع رجليك، ترى بالإست سماء ـ غير سماء الله ـ فسماء الله نراها بالعينين ! ـ الحانوت يجنب الحانوت ـ والفترينات ـ ملأى بالأحذية وكل الناس حفاه ـ ينتظرون الحانوتى ـ واللحاد ـ نيديا تتكلم ـ لاتجدى الأسوار وخلف الأسوار الفيران ـ فى موكب أصحاب السلطان ـ القصر العالى يفش للعازى القادم من بعد ـ ما خلف الأسوار ـ الحمامات تعرى العورات ـ كالفترينات ـ تستجدى ثمن العار .. ـ تغتسل النسوة وتظل تفوح ـ رائحة العهر ـ عبر الأسوار ـ فيزوف يرى يسمع ويشم ـ لكن فى صمت ـ الميزان هنا مخمور يترنح ـ العدل هنا مشنوق يتأرجح ـ بومبى تصير بلا عقل ـ فليرحل عنها العدل ـ لم يعد المتهم بريئاً حتى تثبت أية تهمة ـ متهم أى برى، لم تثبت بعد له أى براءة ـ فليرحل عنها العدل ـ وليلعب دور القاضى فى الحلبة وحش ـ لن يأكل بالطبع بريئاً ـ فليفصل فيما بين برىء أو مذنب ـ ياو حش الحلبة رحماك ـ إنا نلتمس العدل ـ فسد الملح..
. . . . .
نيديا تتكلم ..
بومبى الحانوت القصر الحمامات ..
بومبى العهر الفحشاء اللوطية ..
بومبى الكهنوتية ..
الكفر .. الترف .. الأيدى القفازات ..
بومبى الطبقات الراقية .. الهاى لايف ..
والهاى هاى ..
والهاى داون ..
بومبى الملعب والمسرح والسيرك ..
سفن اللهو المفروشة ..
فوق البحر الفضى اللبنى ..
وزوارق صيادى «الغلمان» ..
والنسوان ..
نيديا تتكلم ..
للكارثة ثلاث علامات ..
حين يصير الحب محالاً ..
ـ ويصير الحب محالاً ..
حين نضل الدرب إلى الله الكلمة ..
وكما تفضى كل دروب العالم يا بومبى لروما ..
تفضى كل دروب الكون إلى الله الكلمة ـ
لا تبنى بالعهر مدينة ..
لكن بالحب ..
فإذا كان بديل الحب الإكسير ..
إكسير الحب الزائف ..
وحبوب المنع من الحب ..
المحشوة سما .. غدراً .. حقداً ..
حين يصير المعهر حلال ..
وعلى المكشوف ..
عينى عينك ..
فلتتكلم يا فيزوف ..
نيديا تتكلم ..
حين يصير السحر ..
فى بومبى بديل العلم ..
ويصير السحرة فينا كهنة ..
سوف يصير الكهنة آلهة فينا ..
وتصير الكلمات دبائح ..
ودخاناً.. وبخوراً .. وطقوس ..
ورموزاً لا يفهمها إلا الخونة ..
من رهط الماكر طرطوف ..
لا تبنى بالمكر مدينة ..
فلتتكلم يا فيزوف ..
نيديا تتكلم ..
حين يكون البصراء ..
عميان القلب ..
حين يكون العميان ..
بصراء القلب ..
ويضيع الصوت القلبى ..
فى الليل المخمور المهتوك المأخوذ على غره ..
وتصير الكلمات لبانه ..
فى شدق الداعر واللوطى ..
ويصير الشرف خيانة ..
حينئذ يتكلم فيزوف ..
يهتز الملعب ينهار ..
هاقد صارت بومبى ..
صارت ماذا؟ ..
لم يترك غضب البركان ..
منها شيئاً ..
ليصير إلى شىء آخر ..
إلا نيديا ..
لكن نيديا أين؟ ..
ضاعت نيديا فى الليل الأسود ..
ضاعت أين؟
ضاعت كيف؟
ليس يهم ..
لا تسأل عنها منذ اليوم ..
«لا جدوى منها بعد اليوم لهذا العالم»!.
جاءت .. قالت .. ضاعت ..
تاهت فى الغمر ..
لكن تركت كلمات ..
أطلقها فيزوف قنابل ..
هل بنيت فوق البركان ..
بومبى العهر ..
أم أن العهر ببومبى ..
صنع البركان ..
أهيولى من قبل الصورة
أم صورة ..
من قبل هيولى ؟ ..
ووجود قبل الماهية ..
أم ماهية ..
قبل وجود؟ ..
والشكل أم المضمون ..
لم تفصل نيديا فى الأمر ..
تركته لمن ولى الأمر ..
«لا تولوا أموركم أيدى الناس إذا ردت الأمور إليكم»
كانت نيديا .. اللاؤوكون ..
طيفاً فى الليل الأسود ..
كانت وعداً ووعيداً ونبوءة ..
كانت صوت الإنسان .. الشاعر ..
صوت الشعب ..
ولهذا سوف تعود غداً أو بعد الغد ..
حتماً ستعود..
* * *
« ـ لا تغتروا بالخيل الخشبية ـ وجب عليها شق البطن وكشف الخلفية ـ ما أبشع ما تخفيه المرآة الفضية ـ وجهاً والكحلية ـ ظهراً .. مثل مجن ـ نحن المقلوبون أم المرآة المقلوبة؟ ـ لم تحسم نيديا الأمر .. ـ لم تحسم أشياء كثيرة ـ مثلاً .. مثلاً .. ـ الإنسان اليوم القرد ـ لكن بقناع الإنسان ـ والعالم كل العالم سيرك والترويض ـ متروك للخبراء الكهنة ـ والكهنة فى ميزان الشعر على وزن الخونة ـ ولهذا لا يتفق اثنان ـ الشعراء مع الكهان ـ والحرب سجال .. ـ ولكن دوريان ـ هل فسد لأن الصورة ـ فسدت .. أم حدث العكس؟ ـ أم أن الباطن أصبح فى الصورة ظاهر ـ والظاهر فى دوريان باطن؟ ـ أم أن الصورة كانت مرآة مقلوبة ـ أم معكوسة ؟ .. ـ لم تحسم نيديا لا الأمر ـ أم كان جميل الصورة دوريان ـ محض حصان خشبى ـ محشو قبحاً وبشاعة ـ والصورة محض قناع؟ .. ـ نيديا تذكر سيدنا يوسف ـ لا أدرى فى الحق لماذا؟ .. لكن دوريان ـ كان يقدم من الخلف .. ـ هذا فى النص مؤكد ـ لوطياً كان بغير جدال ـ فإذا كانت صورته محض قناع ـ كان جميل الصورة يحيا بقناعين ـ يؤتى من قبل ودير ـ بالصورة والوجه الأصلى الصورة ـ محض حصان خشبى ـ وإذا كان جميل الصورة يحمل رأساً مزدوج الوجهين ـ كان الباطن أحد الوجهين ـ والظاهر كان الوجه الآخر ـ أيهم كان الباطن أيهما كان الظاهر ـ الصورة أم وجه جميل الصورة دوريان ـ أم باطنة الصورة ـ لم تحسم نيديا الأمر ـ وإذا كان الباطن صورة ـ والظاهر أيضاً صورة ـ فلتنتحر الصورة ـ كى ينقلب جميل الوجه على ذاته ـ فيعود لجنس القردة ـ أنا لا أفهم شيئاً ـ هل يفهم أحد شيئاً؟..
* * *
مادام الشعر لديهم رمزاً لا نفهمه نحن ..
حتى بعد الجهد وبعد الإعياء ..
وعلى هذا اتفقوا فيما بينهم سراً ..
أن يفهم بعضهم البعض وألا نفهم عنهم نحن ..
مادام الأمر كذلك ..
«وهو كذلك» !
وعلينا أن نعطيهم درساً فى ملعوب الرمرية ..
والشفرية ..
كى لا يعرف أحد منهم رأسه ..
من قدميه ..
ولنبدأ من ملعوب الصمت ..
كيف نقول ..
بالصمت الحكمة ..
إن الله الكلمة ..
«وما جدل الأقوام إلا تعلة
مصورة من باطل متوهم»
. . . . . . .
الموت أمامى واحتى العطش .. للعطشان ..
فمتى أرحل؟ . لا أسألكم كفنا ..
أو جرعة ماء أو لقمة ..
أو إحسان ..
أو حتى نعيا فى «جرنان» ..
يقرأ صدفة ..
فى مرحاض ..
لكن أسألكم باسم «الكلمة» ..
باسم ابن الخطاب ..
أن تلفتوا دوماً للخلف ..
وتعطوا الظهر إلى المحراب ..
لتكون جميع الصلوات .. صلاة الخوف ..
مادام الأعداء هنالك ..
بالزرد اللامع والسيف ..
وختاماً .. قال مؤرخ :
«.. وإلى جانب هذا عنوا (المماليك) بالحركة الأدبية، فرفعوا من شأن ديوان الإنشاء.. وأسندوا العمل فيه لأكابر الأدباء .. وحافظوا على اللغة العربية يجعلها اللغة الرسمية . ومع عنايتهم يتشجيع العلم والأدب والتأليف فيهما ... وتغرب الشعراء إذ لم يتوافر لهم الحس اللغوى الذى ساعدهم على تذوق الأدب .. فحرم الشعراء على عهدهم الصلات .. فاضطروا أن يتكسبوا عن طريق الحرف والصناعات الأخرى فكان منهم الجزار والوراق والحمامى والدهان والكحال ..»
لزوم ما يلزم..
(1)
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
أن يستريح ،
فاحفر هنا قبراً ونم
وانقش على الصخر الأصم :
يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ،
لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ،
هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام .
أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة .
قولوا لدولسين الجميلة *1
أَخْطَابَ *2. قريتى الحبيبة :
هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة ..
لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ،
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص ..
فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص ! .
( 2 )
- ها أنت تقفز للنهاية ،
- هلا حكيت من البداية .
- ولمن أقول ؟ !
- هذى صفوف السنط والصبار تُنصت للحكاية :
- ألها عقول ؟
- ماذا يضيرك .. أَلْقِ ما فى القلب حتى للحجر ،
أو ليس أحفظُ للنقوش من البشر ؟ !
( 3 )
يا سيداتى يا أميراتى الحسان ..
أن لن أقول لَكُنَّ ما اسمي بين فرسان الزمان ،
ولتنطق الأفعال من قبل اللسان ..
… … … … … …
من أين أبدأ والظلام ،
يلتف فى أقصى الوراء وفى الأمام !
عرجاء حتى الذاكرة ..
والذكريات !
يا سيداتى معذرة ..
أنا لا أجيد القول ، قد أُنْسِيتُ فى المنفى الكلام ،
وعرفتُ سرَّ الصمت .. كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف !
الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام ،
الصمت ليس هنيهة بين الكلام ،
الصمت ليس هنيهة بعد الكلام ،
الصمت حرف لايُخَط ولا يقال ..
الصمت يعنى الصمت .. هل يغنى الجحيم سوى الجحيم ؟ !
عجباً .. أتضحك من كلامى السيدات .
مم الضحك ؟ !
( 4 )
- الماء قد فسرته بالماء بعد الجهد لا تيأس وحاول من جديد ..
كيخوت لا تصمت .. أليس الصمت - قلت - هو الجحيم !
- لا .. بل فقلن الصمت موت ، أو ليس الموت صمتْ ؟ !
الحرف مثل النبت .. هل يحيا بغير الأرض نبتْ ؟ !
ولكل نبت أرضه المعطاء ليس يعيش فى أرض سواها ..
الحرف يذبل يا أميراتى الحسان ..
ويموت لو ينفى ، وينسى لا يمر على لسان !
حلفتكن بكل غال ،
هل ما تزال ..
فيكن واحدة تخمن من أنا ؟ !
( 5 )
من أنت ؟ .. تطعنك العيون ،
وتظل تنزف ، والسنون ..
تمضى كأسراب السحاب ..
فى الصيف .. تبخل بالجواب ! .
من أنت .. ؟ .. لاتدرى .. وتدرى ما العذاب !
ما غربة الضفدع فى الأرض الخراب
ما ضيعة البولة فى الحمام والبصقة فى يوم المطر !
( 6 )
حدقن .. أمعن النظر ..
هذا حصانى جائزة ..
تُهدى لمن منكن تذكر من أنا ! ..
تضحكن ثانية أميراتى الحسان !
بعيونكن ألا فقلن ..
أمن الحصان على الهزال ..
تضحكن .. أم منى على سخف السؤال ؟ !
( 7 )
- قدم إليهن البطاقة !
- ما من بطاقة .
- قدم إليهن الجواز !
- ما من جواز .
لا وشم حتى فوق زند أو ذراع !
- يا للضياع !
وتظل تنهشك الوحوش ،
هذى العيون الخاليات من الرموش !
لو كان يعرف بالقلوب الناس لم يصفعك دوماً بالسؤال ..
- كل ابن كلب -
من أنت ؟ .. كالقفاز فى عينيك يرمى بالسكين قلب !
وترى الكلاب تتيه كالفرسان .. والفرسان أضيع من كلاب !
- يا .. كلاب ..
كبدى خذوه ..
يا ناهشى الأكباد هاكُمْ فانهشوه ،
وليرحم اللّه الضحايا .. يرحم اللّه الضحايا !!
- لا .. لا تبالغ .. ما لهذا الحد أنت لهم ضحية
أخطأت أنت كما هم أخطأوا ..
أو علَّ سرا ثالثاً خلف الخطأ !
انا لتعجزنا الحياة ..
فنلومها .. لا عجزنا ،
ونروح نندب حظنا ،
ونقول : هذا العصر لم يخلق لنا !
- هو عصرنا !
- لكننا لسنا به الفرسان ..
نحن قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة ،
والأرض بالأبطال ملأى حولنا !
- ملأى .. ولكن باللصوص !
- الكأس حقاً نصف فارغة فماذا لو ترى النصف المليء ؟ !
لو لم تكن فى العالم الأضداد ما قلنا : عظيم أو قميء !
- إنى لأعلم .. غير أن الزيف يغتال الحقيقة !
أقرأت يوما فى الحكايات القديمة ،
عن غادة حسناء فى أنياب غول ؟ !
أرأيت يوما ضفدعه ..
ما بين فكى أفعوان ؟!
من ها هنا بدء الحكاية
يا قريتى .. يا عالمى ..
يا عالمى .. يا قريتى .. !!
( 8 )
ياسيداتى يا أميراتى الحسان ..
إنى أتيتُ إلى الوجودِ كما يجىءُ الأنبياء !
لا .. لست أنتحل النبوَّة ، غير أنى مثلهم ،
فى مذود يوما ولدت !
فى قريتى أخطاب .. حيث الناس من هول الحياة ،
موتى على قيد الحياة !
لا الأرض غنت لى ، ولا صلت لِمَقْدَمِىَ النجوم ،
ولا السماء تفتحت عن طاقةِ القدر السعيد ،
ولا الملائك باركوا مهدى ..
ولا هبطت تُصَفّق فوق رأسى بالجناحين حمامة !
قالوا : غراب ظل ينعق يومها فوق النخيل ..
حتى الفجر !
وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا .. ولا مر القمر ..
بدروبها من ألف جيل
ولا العيون تبسمت يوماً لمولود ولا دمعت لانسان يموت ..
فالناس من هول الحياة ..
موتى على قيد الحياة !
( 9 )
وظهيرة .. آويت من لفح الهجير ،
لظلال صفصاف يُطِلُّ على غدير ،
وجلست محزوناً أنقل فى المدى بصري .. فحط على الحقول ،
وعلى بيوتِ الطينِ ، والقصر الكبير ،
وعلى القبور ،
وأنا أدندن أغنية :
يا بهية وخبريني ع اللى قتل ياسين !
وسمعت ضفدعة بقربي تستجير ..
كانت بفكَّىْ أفعوان !
عبثاً هُرِعْتُ بغصن صفصاف ، فقد فات الأوان ،
غابت وغاب الأفعوان :
ما غصن صفصاف بمعركة الأفاعى والضفادع ؟ !
( 10 )
يا سيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
وحفظت فى الكُتّابِ آيات الكتاب ،
عن ظهر قلب .
ونسيتها عن قلب ظهر !
إلا علامات على جسمى لضرب .
- بهراوة عمياء - مثل بقية الوشم القديم ،
وغراب هابيلَ وقابيلَ ، وفأساً للخليل ،
والفعل - فعل الأمر - اقرأ !
فقرأت ما ألقت به الأيام بين يدى : أدهم ..
والزير سالم ، والهلالى ، وابن ذى يزن وعنتر ..
ياسيداتى .. ثم نادانى من الأعماق صوت :
قَرَّباَ مربط النعامة منى ..
لم أكن من جناتها علم اللّه وإني بحرها اليوم صالى !
( 11 )
لكنهم قتلوا النعامة !
كم مرة بالنوق جاءوا ، أجحروا القرية من قبل المغيب ،
كم مرة قصوا بمقراض الحمير ..
قصوا الشوارب والشعور ،
ولحى الشيوخ ، وأطلقوا الكرباج يَرْتَعُ فى الظهور ،
كم مرة هجموا بيوت الطين ، داسوا بالنعال على الحبالى
أوسعوا المرضع ضرباً والرضيع ،
كم مرة غنت بهية ..
ياسينها المقتول من فوق الهجين !
ياهول معركة الأفاعى والضفادع .
( 12 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
ورحلت يوماً للمدينة ،
فى ركبِ قافلةٍ ممزقةٍ حزينة
كُنّا أَهَلْنا فوق أمى آيتين من الكتاب ، وكومتين من التراب ..
وقالبىْ طوب وطبعاً ما تيسر من دموع !
لافرق يا أخطاب بينك والمدينة ،
غير المداخن والمآذن والقلاع الشاهقة ،
غير الزحام ،
وضجيج آلاف الطبول ،
ونذير أجراس الترام .
يا سيداتى.. يا أميراتى الحسان ،
وهنا البغايا كالذباب بغير حصر ،
ومشاتل البوليس والمتسولين بكل شبر ،
وقوافل جَوْعَى تهيمُ من الرصيف إلى الرصيف ..
حيرى تفتش عن رغيف !
والسوق لاتغفو .. تضج من الصباح إلى الصباح :
( من يشترى ؟ - وبكم تبيع ؟ !
يفتح اللّه - اتفقنا ! - يابلاش ! )
وهنا يباع ويشترى ..
ياسيداتى .. كل شىء !
حتى الترام يباع فى وضح النهار ..
للقادمين من القرى .. !
يادفتر الأرقام ما ثمنى ؟! أنا مثل التراب بلا ثمن ..
لاشىء بالمجان غير الموت .. لكن .. لامفر من الكفن !
( 13 )
كيخوت مهلاً .. ما هناك ؟
بحر من المتظاهرين هديره شق السماء ،
بالموت .. بالموت الزؤام .. أو الجلاء ؟
كيخوت .. ما الموت الزؤام .. وما الجلاء ؟
من هؤلاء ؟ !
ما هؤلاء ؟ !
وإذاك بين الموج تطفو كى تغوص ،
وتغوص كى تطفو - صغيراً أنت كنت - !
ما غير هذا حوت يونس ،
ما غير هذا .. أنت توشك تختنق !
وصرخت ياكيخوت بالموت الزؤام وبالجلاء ..
حتى لُفظت إلى الرصيف ،
فجعلت تهتف من هناك ..
وبمثل صوت الضفدعه ،
كيخوت وحدك .. بالرغيف ..
وسقوط باشا كان فى اخطاب فى القصر الكبير ،
واذا بكف كالجبل ..
تهوى عليك .. على قفاك ..
كى تنكفىء ..
فوق الرصيف !
كيخوت فانهض .. هل ترى ؟ !
هجم العساكر .. بالألوف على الألوف ،
جاءوا كما الطوفان لا بالنوق بل بمصفحات ..
ومدرعات .
محفوظة ياقريتى .. فالنوق من لحم ودم ،
لا من حديد !
حوتان يقتتلان .. أيهما يكون المنتصر ؟ !
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
من يومها أدركت ما الموت الزؤام وما الجلاء ..
فالموت فى الميدان أكوام كحقل القمح فى يوم الحصاد
يا قريتى .. ها أنت مثل مدينتى ..
كِلْتَاكُما فى الهم .. فى البلوى .. سواء !
( 14 )
ووجدتنى فى غابة سوداء*3 .. آلاف الكتب .
يا رحلة فى صحبة البومة والذئب .. وآوى .. وابن آوى !
والقرد والتمساح والجحش ، وذى القرنين والقرن الوحيد !
الحرف أنت . كما تكون يكون .. أى الناس أنت ؟ !
الحرف قديس - إذا ما كنت قديساً - وداعر ..
ان كنت بين الناس داعر !
يا غابة الأقلام .. ياسوق الضمائر !
- ما أنت أول فارس .. ما أنت آخر فارس ..
قد ضيعته الكُتْبُ ، ألقت فوق عينيه الغشاوة ،
فإذاك تخلط أى شَىء ..
بأى شىء !
واذا طواحين الهواء عمالقة ،
واذا قطيع الضأن جيش مقبل كالصاعقة ،
واذا الحظيرة قلعة، والطشت تاج من ذهب ،
واذا النعيق نفير الاستقبال . ( ها قد جاء كيخوت العظيم) !
يا للخديعه الكذب ..
يا أيها الآتون من بعدى الحذار ..
كل الحذار من الكُتُب !
( 15 )
- أنكون ..
ياترى أم لا نكون !
أمن الحكمة أن نحيا الحياة ..
كيفما كانت .. ونرضى حظنا ،
أم نخوض البحر فى هول الصراع ..
عزلا .. دون شراع ،
أم ترى الحكمة فى أن ننتحر ؟ !
يا دجى .. ياصمت .. يا .. يا .. ياجنون ..
أنكون ..
ياترى أم لانكون !
- يا سؤالا حائراً منذ قرون ،
هائما ليس يقر !
- أيها الهاتف من أنت ؟ !
- أنا بصقة قبر !
- أنا خفاش عجوز ،
يكره الضوء كما تكره أنت الظلمات ،
أيها الضارب فى التيه بليل ..
كيف فى التيه المفر ؟
يا صديقى .. خذ طريقى .. وانتحر !
- انتحر ؟ !
- راحة الراحات ، ترياق الألم ،
وخلاصات خلاصات الحكم ..
أنت لاتملك غير الكلمات ،
حيلة العاجز عن كل الحيل
( كلمات .. كلمات .. كلمات )
غُصْنُ صفصاف هزيل ..
أى عُكّاز وفى الدرب ملايين الحفر !
أوشك الديك يصيح ،
وسَرَتْ كالسم أنفاس الصباح ،
فوداعاً .. أو اذا شئت اختصر ..
وليكن وشْك لقاء !
- أيها الهاتف قف ..
أيها الهاتف قف ..
………………….
أنكون ..
يا ترى ..
أم لا نكون !!
( 16 )
فتـــــــــوى !
- أعطوا لقيصر ما لقيصر ،
وللإله ..
ما للإله !
- فما الذى تعطى لنا ؟ !
- ماذا تبقى عندكم ؟
- لم يبقى شىء ..
- فاهنأوا .. طوبى لكم !
( 17 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..!
صَلَّيْتُ فى الماخور كى أعرف أسرارَ الطهارة ،
وزنيت فى المحرابِ كى أسبر أغوار الدعارة ،
لكن شيئاً واحداً لم أقترفه .. هو اللواطة !
ياسيداتى معذرة ..
ان كنت قد جانبت آداب اللياقة .
أنا لست أعنى فتنة الغلمان .. ما كان ابن هانىء ..
فى الحق لوطيا .. ولكن اللواطة أن تقول ..
ما لاتريد ،
أو أن تريد ولا تقول !
قالوا قديما : ( لاتخف ان قلت ، واصمت لاتقل ..
ان خفت ) .. لكنى أقول :
الخوف قواد .. فحاذر أن تخاف !
قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد ..
لو بعدها الطوفان قلها فى الوجوه بلا وجل :
الملك عريان .. ومن يفتى بما ليس الحقيقه ..
فليلقنى خلف الجبل !
انى هنالك منتظر ..
والعار للعميان قلبا أو بصر ،
وإلى الجحيم بكل ألوان الخطر !
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
أن يستريح ،
فاحفر هنا قبراً ونم
وانقش على الصخر الأصم :
يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ،
لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ،
هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام .
أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة .
قولوا لدولسين الجميلة *1
أَخْطَابَ *2. قريتى الحبيبة :
هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة ..
لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ،
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص ..
فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص ! .
( 2 )
- ها أنت تقفز للنهاية ،
- هلا حكيت من البداية .
- ولمن أقول ؟ !
- هذى صفوف السنط والصبار تُنصت للحكاية :
- ألها عقول ؟
- ماذا يضيرك .. أَلْقِ ما فى القلب حتى للحجر ،
أو ليس أحفظُ للنقوش من البشر ؟ !
( 3 )
يا سيداتى يا أميراتى الحسان ..
أن لن أقول لَكُنَّ ما اسمي بين فرسان الزمان ،
ولتنطق الأفعال من قبل اللسان ..
… … … … … …
من أين أبدأ والظلام ،
يلتف فى أقصى الوراء وفى الأمام !
عرجاء حتى الذاكرة ..
والذكريات !
يا سيداتى معذرة ..
أنا لا أجيد القول ، قد أُنْسِيتُ فى المنفى الكلام ،
وعرفتُ سرَّ الصمت .. كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف !
الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام ،
الصمت ليس هنيهة بين الكلام ،
الصمت ليس هنيهة بعد الكلام ،
الصمت حرف لايُخَط ولا يقال ..
الصمت يعنى الصمت .. هل يغنى الجحيم سوى الجحيم ؟ !
عجباً .. أتضحك من كلامى السيدات .
مم الضحك ؟ !
( 4 )
- الماء قد فسرته بالماء بعد الجهد لا تيأس وحاول من جديد ..
كيخوت لا تصمت .. أليس الصمت - قلت - هو الجحيم !
- لا .. بل فقلن الصمت موت ، أو ليس الموت صمتْ ؟ !
الحرف مثل النبت .. هل يحيا بغير الأرض نبتْ ؟ !
ولكل نبت أرضه المعطاء ليس يعيش فى أرض سواها ..
الحرف يذبل يا أميراتى الحسان ..
ويموت لو ينفى ، وينسى لا يمر على لسان !
حلفتكن بكل غال ،
هل ما تزال ..
فيكن واحدة تخمن من أنا ؟ !
( 5 )
من أنت ؟ .. تطعنك العيون ،
وتظل تنزف ، والسنون ..
تمضى كأسراب السحاب ..
فى الصيف .. تبخل بالجواب ! .
من أنت .. ؟ .. لاتدرى .. وتدرى ما العذاب !
ما غربة الضفدع فى الأرض الخراب
ما ضيعة البولة فى الحمام والبصقة فى يوم المطر !
( 6 )
حدقن .. أمعن النظر ..
هذا حصانى جائزة ..
تُهدى لمن منكن تذكر من أنا ! ..
تضحكن ثانية أميراتى الحسان !
بعيونكن ألا فقلن ..
أمن الحصان على الهزال ..
تضحكن .. أم منى على سخف السؤال ؟ !
( 7 )
- قدم إليهن البطاقة !
- ما من بطاقة .
- قدم إليهن الجواز !
- ما من جواز .
لا وشم حتى فوق زند أو ذراع !
- يا للضياع !
وتظل تنهشك الوحوش ،
هذى العيون الخاليات من الرموش !
لو كان يعرف بالقلوب الناس لم يصفعك دوماً بالسؤال ..
- كل ابن كلب -
من أنت ؟ .. كالقفاز فى عينيك يرمى بالسكين قلب !
وترى الكلاب تتيه كالفرسان .. والفرسان أضيع من كلاب !
- يا .. كلاب ..
كبدى خذوه ..
يا ناهشى الأكباد هاكُمْ فانهشوه ،
وليرحم اللّه الضحايا .. يرحم اللّه الضحايا !!
- لا .. لا تبالغ .. ما لهذا الحد أنت لهم ضحية
أخطأت أنت كما هم أخطأوا ..
أو علَّ سرا ثالثاً خلف الخطأ !
انا لتعجزنا الحياة ..
فنلومها .. لا عجزنا ،
ونروح نندب حظنا ،
ونقول : هذا العصر لم يخلق لنا !
- هو عصرنا !
- لكننا لسنا به الفرسان ..
نحن قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة ،
والأرض بالأبطال ملأى حولنا !
- ملأى .. ولكن باللصوص !
- الكأس حقاً نصف فارغة فماذا لو ترى النصف المليء ؟ !
لو لم تكن فى العالم الأضداد ما قلنا : عظيم أو قميء !
- إنى لأعلم .. غير أن الزيف يغتال الحقيقة !
أقرأت يوما فى الحكايات القديمة ،
عن غادة حسناء فى أنياب غول ؟ !
أرأيت يوما ضفدعه ..
ما بين فكى أفعوان ؟!
من ها هنا بدء الحكاية
يا قريتى .. يا عالمى ..
يا عالمى .. يا قريتى .. !!
( 8 )
ياسيداتى يا أميراتى الحسان ..
إنى أتيتُ إلى الوجودِ كما يجىءُ الأنبياء !
لا .. لست أنتحل النبوَّة ، غير أنى مثلهم ،
فى مذود يوما ولدت !
فى قريتى أخطاب .. حيث الناس من هول الحياة ،
موتى على قيد الحياة !
لا الأرض غنت لى ، ولا صلت لِمَقْدَمِىَ النجوم ،
ولا السماء تفتحت عن طاقةِ القدر السعيد ،
ولا الملائك باركوا مهدى ..
ولا هبطت تُصَفّق فوق رأسى بالجناحين حمامة !
قالوا : غراب ظل ينعق يومها فوق النخيل ..
حتى الفجر !
وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا .. ولا مر القمر ..
بدروبها من ألف جيل
ولا العيون تبسمت يوماً لمولود ولا دمعت لانسان يموت ..
فالناس من هول الحياة ..
موتى على قيد الحياة !
( 9 )
وظهيرة .. آويت من لفح الهجير ،
لظلال صفصاف يُطِلُّ على غدير ،
وجلست محزوناً أنقل فى المدى بصري .. فحط على الحقول ،
وعلى بيوتِ الطينِ ، والقصر الكبير ،
وعلى القبور ،
وأنا أدندن أغنية :
يا بهية وخبريني ع اللى قتل ياسين !
وسمعت ضفدعة بقربي تستجير ..
كانت بفكَّىْ أفعوان !
عبثاً هُرِعْتُ بغصن صفصاف ، فقد فات الأوان ،
غابت وغاب الأفعوان :
ما غصن صفصاف بمعركة الأفاعى والضفادع ؟ !
( 10 )
يا سيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
وحفظت فى الكُتّابِ آيات الكتاب ،
عن ظهر قلب .
ونسيتها عن قلب ظهر !
إلا علامات على جسمى لضرب .
- بهراوة عمياء - مثل بقية الوشم القديم ،
وغراب هابيلَ وقابيلَ ، وفأساً للخليل ،
والفعل - فعل الأمر - اقرأ !
فقرأت ما ألقت به الأيام بين يدى : أدهم ..
والزير سالم ، والهلالى ، وابن ذى يزن وعنتر ..
ياسيداتى .. ثم نادانى من الأعماق صوت :
قَرَّباَ مربط النعامة منى ..
لم أكن من جناتها علم اللّه وإني بحرها اليوم صالى !
( 11 )
لكنهم قتلوا النعامة !
كم مرة بالنوق جاءوا ، أجحروا القرية من قبل المغيب ،
كم مرة قصوا بمقراض الحمير ..
قصوا الشوارب والشعور ،
ولحى الشيوخ ، وأطلقوا الكرباج يَرْتَعُ فى الظهور ،
كم مرة هجموا بيوت الطين ، داسوا بالنعال على الحبالى
أوسعوا المرضع ضرباً والرضيع ،
كم مرة غنت بهية ..
ياسينها المقتول من فوق الهجين !
ياهول معركة الأفاعى والضفادع .
( 12 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
ورحلت يوماً للمدينة ،
فى ركبِ قافلةٍ ممزقةٍ حزينة
كُنّا أَهَلْنا فوق أمى آيتين من الكتاب ، وكومتين من التراب ..
وقالبىْ طوب وطبعاً ما تيسر من دموع !
لافرق يا أخطاب بينك والمدينة ،
غير المداخن والمآذن والقلاع الشاهقة ،
غير الزحام ،
وضجيج آلاف الطبول ،
ونذير أجراس الترام .
يا سيداتى.. يا أميراتى الحسان ،
وهنا البغايا كالذباب بغير حصر ،
ومشاتل البوليس والمتسولين بكل شبر ،
وقوافل جَوْعَى تهيمُ من الرصيف إلى الرصيف ..
حيرى تفتش عن رغيف !
والسوق لاتغفو .. تضج من الصباح إلى الصباح :
( من يشترى ؟ - وبكم تبيع ؟ !
يفتح اللّه - اتفقنا ! - يابلاش ! )
وهنا يباع ويشترى ..
ياسيداتى .. كل شىء !
حتى الترام يباع فى وضح النهار ..
للقادمين من القرى .. !
يادفتر الأرقام ما ثمنى ؟! أنا مثل التراب بلا ثمن ..
لاشىء بالمجان غير الموت .. لكن .. لامفر من الكفن !
( 13 )
كيخوت مهلاً .. ما هناك ؟
بحر من المتظاهرين هديره شق السماء ،
بالموت .. بالموت الزؤام .. أو الجلاء ؟
كيخوت .. ما الموت الزؤام .. وما الجلاء ؟
من هؤلاء ؟ !
ما هؤلاء ؟ !
وإذاك بين الموج تطفو كى تغوص ،
وتغوص كى تطفو - صغيراً أنت كنت - !
ما غير هذا حوت يونس ،
ما غير هذا .. أنت توشك تختنق !
وصرخت ياكيخوت بالموت الزؤام وبالجلاء ..
حتى لُفظت إلى الرصيف ،
فجعلت تهتف من هناك ..
وبمثل صوت الضفدعه ،
كيخوت وحدك .. بالرغيف ..
وسقوط باشا كان فى اخطاب فى القصر الكبير ،
واذا بكف كالجبل ..
تهوى عليك .. على قفاك ..
كى تنكفىء ..
فوق الرصيف !
كيخوت فانهض .. هل ترى ؟ !
هجم العساكر .. بالألوف على الألوف ،
جاءوا كما الطوفان لا بالنوق بل بمصفحات ..
ومدرعات .
محفوظة ياقريتى .. فالنوق من لحم ودم ،
لا من حديد !
حوتان يقتتلان .. أيهما يكون المنتصر ؟ !
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
من يومها أدركت ما الموت الزؤام وما الجلاء ..
فالموت فى الميدان أكوام كحقل القمح فى يوم الحصاد
يا قريتى .. ها أنت مثل مدينتى ..
كِلْتَاكُما فى الهم .. فى البلوى .. سواء !
( 14 )
ووجدتنى فى غابة سوداء*3 .. آلاف الكتب .
يا رحلة فى صحبة البومة والذئب .. وآوى .. وابن آوى !
والقرد والتمساح والجحش ، وذى القرنين والقرن الوحيد !
الحرف أنت . كما تكون يكون .. أى الناس أنت ؟ !
الحرف قديس - إذا ما كنت قديساً - وداعر ..
ان كنت بين الناس داعر !
يا غابة الأقلام .. ياسوق الضمائر !
- ما أنت أول فارس .. ما أنت آخر فارس ..
قد ضيعته الكُتْبُ ، ألقت فوق عينيه الغشاوة ،
فإذاك تخلط أى شَىء ..
بأى شىء !
واذا طواحين الهواء عمالقة ،
واذا قطيع الضأن جيش مقبل كالصاعقة ،
واذا الحظيرة قلعة، والطشت تاج من ذهب ،
واذا النعيق نفير الاستقبال . ( ها قد جاء كيخوت العظيم) !
يا للخديعه الكذب ..
يا أيها الآتون من بعدى الحذار ..
كل الحذار من الكُتُب !
( 15 )
- أنكون ..
ياترى أم لا نكون !
أمن الحكمة أن نحيا الحياة ..
كيفما كانت .. ونرضى حظنا ،
أم نخوض البحر فى هول الصراع ..
عزلا .. دون شراع ،
أم ترى الحكمة فى أن ننتحر ؟ !
يا دجى .. ياصمت .. يا .. يا .. ياجنون ..
أنكون ..
ياترى أم لانكون !
- يا سؤالا حائراً منذ قرون ،
هائما ليس يقر !
- أيها الهاتف من أنت ؟ !
- أنا بصقة قبر !
- أنا خفاش عجوز ،
يكره الضوء كما تكره أنت الظلمات ،
أيها الضارب فى التيه بليل ..
كيف فى التيه المفر ؟
يا صديقى .. خذ طريقى .. وانتحر !
- انتحر ؟ !
- راحة الراحات ، ترياق الألم ،
وخلاصات خلاصات الحكم ..
أنت لاتملك غير الكلمات ،
حيلة العاجز عن كل الحيل
( كلمات .. كلمات .. كلمات )
غُصْنُ صفصاف هزيل ..
أى عُكّاز وفى الدرب ملايين الحفر !
أوشك الديك يصيح ،
وسَرَتْ كالسم أنفاس الصباح ،
فوداعاً .. أو اذا شئت اختصر ..
وليكن وشْك لقاء !
- أيها الهاتف قف ..
أيها الهاتف قف ..
………………….
أنكون ..
يا ترى ..
أم لا نكون !!
( 16 )
فتـــــــــوى !
- أعطوا لقيصر ما لقيصر ،
وللإله ..
ما للإله !
- فما الذى تعطى لنا ؟ !
- ماذا تبقى عندكم ؟
- لم يبقى شىء ..
- فاهنأوا .. طوبى لكم !
( 17 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..!
صَلَّيْتُ فى الماخور كى أعرف أسرارَ الطهارة ،
وزنيت فى المحرابِ كى أسبر أغوار الدعارة ،
لكن شيئاً واحداً لم أقترفه .. هو اللواطة !
ياسيداتى معذرة ..
ان كنت قد جانبت آداب اللياقة .
أنا لست أعنى فتنة الغلمان .. ما كان ابن هانىء ..
فى الحق لوطيا .. ولكن اللواطة أن تقول ..
ما لاتريد ،
أو أن تريد ولا تقول !
قالوا قديما : ( لاتخف ان قلت ، واصمت لاتقل ..
ان خفت ) .. لكنى أقول :
الخوف قواد .. فحاذر أن تخاف !
قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد ..
لو بعدها الطوفان قلها فى الوجوه بلا وجل :
الملك عريان .. ومن يفتى بما ليس الحقيقه ..
فليلقنى خلف الجبل !
انى هنالك منتظر ..
والعار للعميان قلبا أو بصر ،
وإلى الجحيم بكل ألوان الخطر !
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر
أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق