الثلاثاء، 3 يونيو 2014

مصر تنشر "نوتة" النشيد القومي "العسكرية" في الجريدة الرسمية



سلامة عبد الحميد

في فيلم "رامي الاعتصامي" الذي أنتج عام 2008 وقام ببطولته الكوميدي المصري أحمد عيد، طلب الشباب المعتصمون من ثلاثة تيارات متباينة، تغيير النشيد الوطني للبلاد، فاستجاب المسئول الحكومي في إطار خطته لتفويت الأزمة.
تقدم كل فريق من الفرق المعتصمة بمشروع خاص به للصيغة الجديدة للنشيد الوطني، فقدم معتصمو الفئة الشعبية مشروع نشيد بكلمات تبدو أقرب إلى أغنيات المغني شعبان عبد الرحيم "شعبولا"، بينما معتصمو "الهاي كلاس" اعتمدوا نشيدا أقرب إلى موسيقى "الراب" و"الهيب هوب"، في حين قدم معتصمو التيار الإسلامي نشيدا أشبه بالأناشيد الجهادية.
كانت مشاهد تعديل النشيد الوطني في الفيلم كوميدية، وكان المقصود منها السخرية من مطالبات عرفها المجتمع المصري للتغيير، تغيير كل شيء، كسبيل لتغيير النظام، وهو ما جرى لاحقا في ثورة يناير 2011، قبل الانقلاب على الثورة في يونيو 2013.
لكن الحديث عن تغيير النشيد تواصل لاحقا، وبات قضية تحاول الدولة العميقة إثبات أن له أنصار، وأن هناك محاولات حقيقية للتغيير، في إطار قمع أي مطالبة للتغيير. حتى لو كانت في إطار تغيير النشيد الوطني، الذي تم تغييره في التاريخ المصري بالفعل عدة مرات.
وفوجئ المصريون اليوم الاثنين بنشر "النوتة" الموسيقية للنشيد الوطني في الجريدة الرسمية، وكان النشر بتاريخ 29 مايو/ أيار، لكن الصورة الخاصة بنشر النوتة في الجريدة لم تظهر إلا اليوم.
نشر النوتة الموسيقية في الجريدة الرسمية أثار جدلا واسعا، وتعليقات ساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن النوتة المنشورة مستمدة من توزيع لفريق الموسيقى العسكرية، في دليل متكرر على أن الحكم العسكري بات يحتل كل أركان الدولة، حتى الموسيقي منها.
وأصدر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور السبت الماضي قراراً بقانون، اعتبر أي إهانة للعلم الوطني أو رفض الوقوف احتراماً للنشيد الوطني جريمة تستوجب العقوبة. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إيهاب بدوي إنه طبقاً للقانون الجديد يُعاقب كل من أهان العلم أو النشيد الوطني بالحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تتجاوز 30 ألف جنيه.

وعرفت مصر أول نشيد وطني في عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل. وينسب وضع هذا السلام الملكي إلى المؤلف الموسيقي الإيطالي فيردى، لكن النشيد الوطني الحالي "بلادي، بلادي" ألفه محمد يونس القاضي ولحنه سيد درويش وهو مشتق من كلمات ألقاها الزعيم الوطني مصطفى كامل في إحدى أشهر خطبه عام 1907، وتم تبنيه عام 1979، وقام الموسيقار محمد عبد الوهاب بإعادة تلحينه وتوزيعه بتوجيه من الرئيس الراحل أنور السادات.


يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق