الجمعة، 25 يوليو 2014

سلامة عبد الحميد يحكي: هنعلمكم الإسلام الحقيقي







هي مش حرب على الإسلام غير في دماغكم انتم بس. كلنا مسلمين مش انتو لوحدكم، ويمكن اسلامنا أحسن منكم كمان، لأنه الاسلام الوسطي مش المتشدد بتاعكم، احنا أصلا هنعلمكم الإسلام لأنكم ما تعرفوش الاسلام الحقيقي. أنا يمكن مش محافظ على الصلاة كويس بس دي علاقة بيني وبين ربنا، التدين مش باللبس أصلا، أنا لبسي عريان بس قريبة من ربنا.
الجمل دي وغيرها كتير بقت بتتردد كل يوم من فنانين ومثقفين ومشاهير، معظمهم كل علاقتهم بالإسلام هو إنه مكتوب في الرقم القومي بتاعه (مسلم). لا بيصلي ولا بيصوم ولا له علاقة بالدين، ومحدش يقوللي هو حر وحسابه على ربنا، لأن لو هو حر وحسابه على ربنا، يبقى بالمقابل المتشدد كمان حر وحسابه على ربنا. ومحدش أحسن من حد، والحرية للجميع، مش لناس وناس.

الواقع إن القصة أكبر من الحرب على الإسلام بالطريقة المتداولة، القصة هي تحجيم المسلمين ووضعهم في إطار ضيق عشان مش ناقصين دول إسلامية حرة أو ناجحة تنكد علينا وتغير مفاهيم العالم عن الحرية والديمقراطية، لازم نفضل نقول للمسلمين إن كل تجاربهم فاشلة، ومعندهمش دولة واحدة ناجحة، رغم إن التاريخ بيقول إن كل الدول الإسلامية الحقيقية كانت ناجحة، ورغم إن الواقع بيقول إن ماليزيا وإندونيسيا حاليا دول اسلامية ناجحة، وإن تركيا دولة ناجحة والصراع اللي فيها عشان ما تتحولش لدولة اسلامية بالكامل، حتى لو كان طرف الصراع الأساسي بدقن وعامل فيها سلفي، الوضع نفسه في مصر أصلا فيما يخص "حزب النور".
بينما شوف السعودية يوم ما النفط يخلص هيبقى شكلها إيه، أراهنك إن المتشددين هيعملو تلاتين أربعين تنظيم قاعدة وداعش. أو شوف مصير الإمارات لو طبقت الإسلام ومنعت الدعارة والخمور.

وكل الهجوم على داعش والتشويه القائم دا لأنها فقط قررت تطبق الإسلام بشدة، وتحارب من غير كلام، وتسقط دولة المالكي العميلة من غير شعارات تعجب الغرب، انت شايف داعش مجرمين؟ العالم بيحب المجرمين أصلا، شوف الحب اللي العالم بيحبه للسيسي قد إيه، طب شوف العالم كله بيدافع عن إسرائيل إزاي. العالم لا يعترف إلا بمنطق القوة، وبشار رغم كل جرايمه لسه قاعد في مكانه لأنه معاه قوة.. ويحضرني بالمناسبة السعيدة دي تعبير "سلميتنا أقوى من الرصاص".
ما علينا.. الأمن في مصر منع الشيخ محمد جبريل من إمامة التراويح في ليلة سبعة وعشرين رمضان في مسجد عمرو بن العاص، اللي محضرش مرة وراء الشيخ جبريل في ساحة مسجد عمرو مش ممكن أبدا يتخيل يعني ايه منع جبريل ولا عدد الناس اللي بتصلي وراه كل سنة.
نائب وزير خارجية إيطاليا بنفسه سافر السودان وخد السيدة مريم اسحق، اللي اتحكم عليها بالإعدام بتهمة الردة والجواز من جنوب سوداني مسيحي يحمل الجنسية الأمريكية. خد في ايده على إيطاليا بعد ما حكومة البشير عملت فيها السبع رجالة شهرين في القضية.

قضية مريم مؤشر كويس للهوان اللي فيه المسلمين، بعيدا عن جدلية هي مسلمة ولا مسيحية، هي من حقها ترتد ولا لأ، مريم المسلمة اللي قررت تكون مسيحية خالفت القانون السوداني وعوقبت، فانتفض العالم كله للدفاع عنها، أوباما اتكلم عليها، وكاميرون هاجم حكومة السودان بسببها، والحكم اتلغى، واتحولت للاجئة في السفارة الأمريكية من يوم الافراج عنها.
العالم كله اهتم بالسيدة التي اتهمت في بلدها بتهمة موجودة في القانون، وتم ضرب القانون بالصرمة لإرضاء العالم زي العادة.
تخيل لو أن مريم مسيحية وقررت التحول للإسلام، هل كان حد عبرها ولا جاب سيرتها؟ ولا الهوا طبعا.


الأزمة في المسلمين، اللي قرروا يخضعوا للابتزاز ويعيشوا في الكذب والتدليس، اللي يقولك حاجة غلط، قوله غلط، واللي يقولك كلام كدب، قوله دا كدب. واللي يقولك احنا النموذج الأمثل، أو إن الإسلاميين عنصريين أو متشددين أو قتالين قتلة، فكره بمحاكم التفتيش في أوربا في العصور الوسطى، أو بالحرب الأهلية في أمريكا واللي حصل فيها، أو باللي عمله هتلر في أوربا. أو باللي بيحصل للمسلمين في بورما وأفريقيا الوسطى دلوقتي، واللي العالم كله شايفه وعامل مش واخد باله.

صديقي المخرج السينمائي الشهير (صديقي سابقا)، كان يتفاخر دائما بأنه ملحد، كان الكثيرون يتعاملون مع إلحاده باعتباره يخصه، فجأة في الانتخابات الرئاسية 2012 كان في فريق حمدين صباحي، ولقيته في يوم هو وحمدين بيصلو الفجر جماعة وناشرين صور ليهم وهم بيصلو. هو فيه ملحد بيصلي الفجر يا خالد؟ وكمان جماعة، ومع حمدين.


أهم مؤهلات السيسي لنيل منصب وزير الدفاع في عهد مرسي، كان أنه يصلي الفروض جماعة، وكان حسبما قيل يبكي في الصلاة خلف الرئيس، دائما أتذكر عندما يخطر ببالي هذا الموقف مسلسل "علي الزيبق"، وتمر أمامي شخصيات "المقدم سنقر الكلبي" الذي يخون العالم كله من أجل مصلحته، و"المقدم دليلة" المجوسية التي وصلت بالمكر والدهاء إلى منصب وزير داخلية السلطنة كلها، وكل همها تنفيذ مخطط إعادة دولتها المجوسية الأم، حتى أنها قتلت شقيقها عندما بات يهدد حلمها.

تقبل الله...






يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق