الأحد، 6 يوليو 2014

سلامة عبد الحميد يكتب: مصر.. والراقصون على السلالم





ترى مؤيدة السيسي الممثلة آثار الحكيم، في لقاء معها على قناة دريم المصرية، أن برنامج حمدين صباحي كمرشح رئاسي بلا قيمة، "حتى شكله يشبه السيناريو"، فيرد عليها المنتج محمد العدل، مؤيد حمدين، كل أنصار السيسي هم من الفاسدين ورجال أعمال مبارك، يرتبك البرنامج.
السيسي مرشح رئاسي. وانتقاد المرشح الرئاسي، خاصة إذا كان انتقادا بما فيه، ضروري. أن تتعامل معه باعتباره شخصا مقدسا أو نصف إله أمر لا يعنيني.
يكتب الناشط اليساري محمد واكد: "أغرب ما في الموضوع أن كل الناس المحتاجة تأخذ، ستعطي صوتها لواحد مؤمن بـ"أنا مش قادر أديك"؟ حكمتك يا رب".
يكتب يساري آخر هو باسل رمسيس، مؤيد لحمدين: "الناصريون "المدلسون" الذين يقولون إن السيسي ناصري. هم أنفسهم كانوا في الثمانينيات وأوائل التسعينيات يقولون في أذنك مبارك ناصري. وبعدها عدلوها إلى مبارك ناصري، لكن المشكلة في المحيطين به".
***
قبل أربعة أعوام فقط، لم يكن أحد في مصر يصدق، مهما حاولت إقناعه، أن حكم مبارك سيزول، وقبل ثلاثة أعوام فقط، كان ملايين المصريين يظنون أن المشير محمد حسين طنطاوي سيحكم البلاد لسنوات عدة، وسيخلفه نائبه سامي عنان، وقبل عامين فقط، لم يكن أحد يصدق أن رئيس مصر يمكن أن يكون من جماعة "الإخوان المسلمين"، ثم لما جاء محمد مرسي رئيسا، لم يكن أحد يصدق أن يتم عزله بتلك السرعة وبهذه السلاسة لأن خلفه جماعة قوية منظمة.
كل ما سبق تحقق، رغم تأكيدات كثيرة على أنه مخالف للعقل والمنطق، والآن يحاول بعضهم إقناعنا بأن عبد الفتاح السيسي سيحكم مصر ثلاثين عاما على الأقل، لا تصدق، لن يحدث، فرجه قريب، وسبحان من له الدوام.

***
"ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: شريف من دنيء، وبر من فاجر، وحليم من أحمق". الأحنف بن قيس.
***
منعت سلطات مطار القاهرة الكاتب فهمي هويدي من السفر.. كان مسافرا إلى إسبانيا، ولم يبلغه أحد عن سر منعه من السفر، فهو ليس مطلوبا على ذمة أي قضية أو حتى بلاغ، بحسب النيابة المصرية.
شارك أحمد ماهر وأحمد دومة وعلاء عبد الفتاح وآخرون في "سهرة تلاتين يونيو"، كانوا ضد الإخوان ظنا منهم أنهم بهذا ليسوا مع العسكر، ذهب الإخوان وجاء العسكر، واعتقل ثلاثتهم، خرج علاء بتوصية رسمية، بينما بقي رفيقاه في السجن. وانضمت إليهم أخيراً ماهينور المصري وآخرون.
كل من رقص على السلم، أو دعا الآخرين إلى "تجرع السم" مثل الأستاذ هويدي، أو ظن نفسه بمنأى عن قمع النظام العسكري الجديد، عليه أن يعتذر، ألا نستحق جميعا منكم اعتذارا، أم أن الإخوان فقط هم المخطئون والمطالبون بالاعتذار دائما؟
إياك أن تتذكر فقط هؤلاء المعتقلين المشاهير، وتنسى أكثر من عشرين ألف معتقل، وأكثر من ستة آلاف شهيد، ونحو 100 ألف مطارد، ونحو مليون نازح. كلهم لهم حق عند كل من شارك في "سهرة تلاتين يونيو"، وبينهم المعتقلون الثلاثة الذين يدافع عنهم أصدقاؤهم ليل نهار في إطار "الشلة"، ولا يدافعون عن باقي المعتقلين. ولو حتى من باب "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".
إبراهيم فرج، مؤيد لمرسي: الصورة الآن تختلف عن 30 يونيو، لم يعد يؤيد السيسي إلا أبناء مبارك وهم في الأساس ضد ثورة يناير. لا يعني هذا بالضرورة أن من شارك في الانقلاب وندم الآن (قطاع الشباب كله في الغالب) يرتضي عودة مرسي. قراءتان لهذا المشهد: الأولى، أن المستقبل ليس لمصلحة نظام، فمتوسط أعمار مؤيديه فوق الستين، بينما الشباب كله تقريبا يرفض استمراره. الثانية، أنه ربما من الحكمة تراجع الإخوان خطوة إلى الوراء لمصلحة متطلبات قطاع الشباب، لا لمصلحة نظام مبارك. كيف يكون الإخراج وبأي صورة مرضية، يمكننا بحث ذلك، لكن الغباء هو الاستمرار في دفع الحائط اعتقادا بإمكانية زحزحته بأيدٍ بيضاء".
***
"من أَسْرَعَ إلى الناس بما يكرهون، قالوا فيه ما لا يعلمون". الأحنف بن قيس.
***
الواقع أن معظم ثوار يناير ضد السيسي الآن، حتى من كان منهم معه قبل عشرة أشهر. فقط ثوار الفضائيات والباحثون عن سيد يستعبدهم، و"الممسوك عليهم سيديهات" مع الجنرال. الثورة الحقيقية قادمة بلا جدال.
"تكتب صديقتي الإلكترونية عن الكاتب عبد الحليم قنديل، الموالي للسيسي، ما معناه أنه "ممسوك عليه فيديوهات"، هي تشير إلى تسريبات مصورة له في آخر عهد مبارك، وواقعة اعتداء شهيرة عليه، ثم تسخر قائلة "ظني أن من فعل هذا بالرجل، هو زوج السيدة التي كان على علاقة بها وليس نظام مبارك".
وصلنا مرحلة الغلو ردا على الغلو، والتشفي ردا على التشفي. "كما تدين تدان".
وكالة "أونا" للأنباء، يملكها رجل الأعمال نجيب ساويرس، اعتبرت استطلاع مركز "بيو" الأميركي الذي يظهر أن "نسبة معارضي عزل مرسي 43 في المائة، ونسبة عدم الثقة في السيسي 45 في المئة"، دليل على تأييد المصريين للسيسي.
لا تستهجن الأمر، إنه أسلوب حياة، كتب المفكر المصري المهاجر طارق حجي: "رغم كل مظاهر الوهن، فإن انفراد مصر بكسر العمود الفقري لمخطط الشرق اﻷوسط الجديد هو تجل من تجليات روح مصر".
***
"إن عجبت لشيء فعجبي لرجال تنمو أجسامهم وتصغر عقولهم". الأحنف بن قيس.
***
انشغل كثير من المصريين بالسخرية من أغنية الإماراتي حسين الجسمي "بشرة خير"، خاصة بعدما اتضح أن لحنها مسروق من أغنية هندية شهيرة، لكن المدون التونسي أحمد بن صالح كان له نظرة أوسع، قال: "الجسمي الذي لم يعرف في بلده يوما صندوقا غير صندوق المهملات، يحث المصريين على الذهاب لصندوق الانتخابات".
 ياسر اسكندراني ويساري، أو للدقة أناركي، كتب: "أناس كثر في مصر مهزومون ويشعرون بالفشل، لم ينجزوا أي شيء في حياتهم يفخرون به، لم ينتصروا أبدا، الحقيقة أنهم لم يدخلوا معركة أبدا، تجنبوا كل صدام وتفادوا كل مغامرة، كل رهاناتهم كانت خاسرة، هؤلاء سيدعمون السيسي فقط لمجرد أنهم لمرة في حيواتهم البائسة، سيصبحون جزءاً من الفريق الفائز، سيكون رهانهم فائزا ولو لمرة واحدة، هؤلاء الذين يدعمون السيسي بكل هذا الجنون الطفولي والهوس الهستيري، لن يستفيدوا شيئا أبدا، لكنهم لا يرغبون سوى في لحظة من النصر الزائف، حين سيفوز بطلهم التافه المصنوع من الأكاذيب في معركة تافهة محسومة مسبقا، أتخيل أنه لو حدثت معجزة وهزم السيسي لرأينا مئات حوادث الانتحار".

وعلى الجانب الآخر تكتب الناشطة اليمنية وحائزة نوبل، وابنة التيار الإسلامي توكل كرمان: "يقول اليساريون والقوميون والنخب السياسية والحقوقية والإعلامية: لماذا نشارك في أي ثورة ربيعية مستقبلا، مادام الإسلاميون هم من سينفردون بالحكم بعد الثورة، التي ما كان لها أن تحقق النجاح من دون مشاركتنا؟ يقولون أيضا، لماذا نستمر في الثورة معهم ضد الفلول وبقايا الأنظمة ما دام الإسلاميون يحلون محلهم، بينما ننتقل نحن من إقصاء إلى إقصاء مضاعف؟ ويقول الإسلاميون، في أنفسهم على الأقل، لو أننا نافسنا على ثلث مقاعد مجلس الشعب والشورى، لو أننا لم نترشح لرئاسة الجمهورية، لو أننا دعونا إلى انتخابات رئاسية مبكرة، لو أننا فعلنا ذلك لجنبنا أنفسنا وجنبنا الربيع الكثير من الويلات والانكسارات، ولحمينا حركة الربيع من التوقف. ترى هل لايزال في الوقت متسع للعودة إلى الشراكة الثورية والمراهنة عليها. أعتقد ذلك".
***

"نخافكم إن صدقنا، ونخاف الله إن كذبنا". رد الأحنف بن قيس على طلب معاوية بن أبي سفيان مبايعة ابنه يزيد.
***

تكتب صديقتي ريهام الجيلاني: "للذكرى. أنصار حمدين بعد خسارته هيتخانقوا مع المقاطعين باعتبار أنهم السبب في خسارة مرشحهم، وسيتجاهلون أن مرشحهم كان كومبارس لمنح منافسه شرعية".
***
"لا يتم أمر السلطان إلا بالوزراء والأعوان، ولا ينفع الوزراء والأعوان إلا بالمودة والنصيحة، ولا تنفع المودة والنصيحة إلا بالرأي والعفة". الأحنف بن قيس.
***
"ليس ثمة ملك يأخذ كل سفينة غصبا
السفن تذهب طواعية لحتف الملح
وليس ثمة حيتان تطرح أنبياء محبوسين في اليم
يطرحهم اليم في جبة الساحر الفقير
وخرقة الدرويش التي تطوف
حول جسد يبتكر الطريقة والطريق
مع ذلك فوق رأسي خبز مسموم
يأكل الطير مِنه
وأنا في السديم أنتظر. أغنيتي"
من قصيدة لصديقي محمد حربي.



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق