الأربعاء، 27 مايو 2009

ما كتبته عن فيلم سيلينا



"سيلينا" يعيد الأفلام الغنائية الإستعراضية العربية إلى دور العرض المصرية

بدأ في العاصمة المصرية القاهرة العرض التجاري للفيلم السينمائي الغنائي "سيلينا" تأليف الموسيقار اللبناني منصور الرحباني واخراج السوري حاتم علي وإنتاج نادر الأتاسي وتوزيع شركة ميلودي.
وأقامت الشركة الموزعة عرضا خاصا للصحفيين والنقاد حضرته بطلته المطربة اللبنانية ميريام فارس ومخرجه بينما غاب بقية الأبطال وبينهم النجم السوري دريد لحام وجورج خباز وأنطوان كرباج إيلي شويري وباسل خياط.
وأشاد الحاضرون بالمستوى المتميز للفيلم الذي يعيد إلى الأذهان تاريخا سينمائيا عربيا ناصعا في مجال الأفلام الموسيقية الغنائية المليئة بالاستعراضات المبهرة الأقرب إلى الفوازير على الرغم من كون مخرجه متخصصا في الدراما التليفزيونية وتميزه في تقديم أعمال السير والدراما التاريخية ليتم اكتشافه في "سيلينا" كمخرج استعراضي مقتدر.
الفيلم بالكامل مأخوذ عن المسرحية الاستعراضية الشهيرة "هالة والملك" التي قدمت على مسرح الأخوة رحباني اللبناني وقامت ببطولتها النجمة الكبيرة فيروز والتي قام الموسيقار منصور الرحباني بتحويلها إلى نص سينمائي يعتمد بالكامل على الأغاني والإستعراض طيلة الحوار الذي لا يضم حوارا عاديا دون موسيقى إلا في مشاهد نادرة.
وبينما القصة خيالية بالأساس وتدور أحداثها في مملكة "سيلينا" غير الموجودة في الواقع إلا أنها تضم الكثير من الإسقاطات على الواقع السياسي العربي حيث أسلوب إدارة المملكة شبيه إلى حد كبير بكثير من الأنظمة العربية التي تعتمد على أراء المستشارين الذين يخفون عن الملك كل ما يدور في الشارع.
مملكة "سيلينا" بحسب الفيلم يسودها الجشع والمكر وتظهر فيها بوضوح متاهات السياسات الكاذبة المتداخلة الهادفة إلي تضليل الملك بغية تحقيق المكاسب الشخصية والمالية للحاشية والمساعدين الذين يترأسهم رجل الشرطة والمستشار والعراف الذين يقنعون الملك بحب الشعب والرخاء الذي يعيش فيه المواطنون بينما الحقيقة منافية تماما لذلك.
يتنبأ عراف الملك بأن أميرة متنكرة تصل إلي المملكة وتصبح زوجته فيفرح جميع من في البلاط والمدينة إذ أن عرس الملك سيدوم 40 يوما من الإحتفالات والمأدب المجانية وفي الوقت ذاته تصل "هالة" بائعة الأقنعة الفقيرة التي تقدم دورها ميريام فارس إلي المدينة فيغتنم رجال البلاط الفرصة ويحاولون إقناعها لتدعي أنها الأميرة بغية الزواج من الملك.
يخبر شحاذ المدينة "دريد لحام" الملك بالحقيقة فينتحل الأخير دور الفقير ويتغلغل بين الحشود لمعرفة الحقيقة فتكشف له "هالة" كذب أصحاب المناصب المحيطين به ومكرهم فيدرك أنه يعيش في عالم من الأكاذيب التي يرويها له مساعدوه لعقد الصفقات المشبوهة وأن الشعب فقير وبالكاد يقوى على العيش.
ورغم أن سيلينا يعرض في القاهرة في نسخ محدودة إلا أنه استمرار لتقليد محمود بدأ مؤخرا باسبتقدام أفلام عربية كانت غائبة تماما عن الشاشات المصرية لصالح الأفلام المصرية والأمريكية الطاغية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق