الأحد، 1 فبراير 2015

محمود مسلم رئيساً لتحرير "المصري اليوم".. الأذرع الإعلامية




نقلا عن العربي الجديد

"كلم محمود مسلم".. هكذا قال اللواء عباس كامل مدير مكتب عبدالفتاح السيسي للمتحدث الإعلامي السابق للجيش المصري، العقيد أحمد علي، وفقا للتسريب الذي أذاعته قناة "مكملين" الفضائية قبل أسبوعين ضمن تسريبات أخرى تذيعها قنوات معارضة للنظام المصري الحاكم منذ أشهر، تكشف عن الأذرع الإعلامية للجيش المصري التي ساعدته في الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي.
ظهر اسم محمود مسلم في التسريب ضمن آخرين، ومسلم في وقت تسجيل التسريب يعمل كمدير تحرير لصحيفة "الوطن" الخاصة، التي تعد أحد أبرز داعمي النظام الحاكم ورئيسه عبد الفتاح السيسي، كما أن له برنامجا على قناة "الحياة" الفضائية الخاصة.
اليوم أعلن في مصر عن تعيين محمود مسلم رئيسا لتحرير صحيفة "المصري اليوم" الخاصة، والتي كان يعمل بها منذ تأسيسها في 2004، كما عمل رئيسا للقسم السياسي والبرلماني فيها منذ عام 2005، قبل انتقاله مع رئيس تحريرها السابق مجدي الجلاد إلى صحيفة "الوطن" عند تأسيسها في 2012.
ومحمود مسلم بالأساس صحافي برلماني في صحيفة "الأهرام" الحكومية، لكن اسمه بدأ يلمع بعد عمله في "المصري اليوم"، وعضويته في الحزب الوطني الحاكم وقتها، المنحل حاليا، حيث اشتهر بعلاقاته برجال النظام الكبار، وخاصة فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب الأخير في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي أجرى معه حوارا شهيرا بعد أقل من ثلاثة أشهر من تنحي مبارك عن الحكم، وقت أن كان سرور متهما بقضايا فساد وتحريض ضد المتظاهرين.
في يوم الثالث من أبريل/نيسان 2011 رفع متظاهرون بميدان التحرير في تظاهرات جمعة كان اسمها "إنقاذ الثورة" لافتات انتقاد لاذعة لصحيفة "المصري اليوم"، ردا على حوار أجراه محمود مسلم مع فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق، متهمين الصحيفة والصحافي بتجميل صورة النظام السابق ورموزه ومنحهم مساحات للدفاع عن جرائمهم.
ووفقا لما نشره موقع صحيفة "الدستور" الخاصة في هذا اليوم، فإن المتظاهرين أكدوا تعمد الصحافي محمود مسلم إجراء الحوار، كونه "أحد رموز الحزب الوطني وعضو أمانة سياسات جمال مبارك، وأحد الذين كانوا يروجون لسيناريو توريث الحكم في مصر، وهو ما يعني محاولات الانقضاض على ثورة الشعب المصري ودماء الشهداء"
وأضاف موقع "الدستور" أن: "المتظاهرون رفعوا لافتات كتبوا عليها "إلى شرفاء المصري اليوم: كم يدفع سرور وأعوانه لتطهير سمعتهم؟"، و"المصرى اليوم تغسل أكثر بياضا" مطالبين بمقاطعة الصحيفة وقيادتها، واعتبارهم من أعداء ثورة 25 يناير".
وفي حواره مع مجلة "الشباب" المصرية التابعة لمؤسسة الأهرام في الأول من مايو/أيار 2011، قال محمود مسلم ردا على سؤال حول الحوار مع فتحي سرور "أنا طلبت منه إجراء حوار يشرح فيه وجهة نظره للرأي العام، ويتكلم فيه عن كواليس إدارة مجلس الشعب في عهد الرئيس السابق مبارك، ولكنه رفض في البداية تحديد موعد، لأن أحد كبار الكتاب في الصحف القومية والذي كان مرشحا لتولي منصب رئيس تحرير أجرى معه حوارا، على أن يتم نشره في أول أيام رئاسته لجريدة قومية، ورفض الدكتور سرور إجراء الحوار قبل أن ينشر الزميل الحوار الذي أجراه، وانتظرت أياما حتى أعلنت التغييرات الصحافية، وتأكدت أنه لم يأت في هذه التغييرات وأنه لن ينشر الحوار، فوافق على إجراء الحوار، وقررنا نشره على عدة حلقات في المصري اليوم".
واتهمت المصري اليوم ومحمود مسلم في 2011 بمحاولة إخفاء أدلة تورط فتحي سرور في التخطيط للواقعة المعروفة إعلاميا باسم "موقعة الجمل" التي كان سرور متهما فيها وتمت تبرئته، حيث شهد الصحافي البرلماني في صحيفة "الشروق" الخاصة، محمد أبو زيد، في المحكمة ضد فتحي سرور، قائلا: إنها مؤامرة كبرى من قبل رموز نظام مبارك، وعلى رأسهم سرور، حيث يعتمد على شهود زور كثيرين، منهم صحافيا المصري اليوم، لإثبات أن شهود الإثبات أقلية ويفلت من العقاب على التخطيط لقتل شهداء ثورة يناير".
وقال أبو زيد وقتها لـ"بوابة الأهرام" الإلكترونية إن "محاميي فتحي سرور يعتمدون على صحافيين من المصري اليوم هما: عماد فؤاد وحسام صدقة اللذان يرأسهما في العمل محمود مسلم عضو الحزب الوطني المنحل والصديق المقرب من كل أعضاء لجنة السياسات في الحزب، وهو صاحب الحوار الشهير مع فتحي سرور بعد الثورة، وأظهر سرور فيه وكأنه من مفجري ثورة يناير، كما أن محمود مسلم هو الوحيد من المحررين البرلمانيين في الصحف الخاصة الذي كان يصطحبه سرور معه في سفرياته بالخارج، وأوضح أن محمود مسلم له فضل على الصحافيين اللذين شهدا لصالح سرور بأن عينهما في المصري اليوم وفي قناة الحياة"، على حد قوله.
و"المصري اليوم" مملوكة لرجل الأعمال المصري، صلاح دياب وعائلته، وهو متهم بعلاقاته الاقتصادية الواسعة مع إسرائيل، من خلال شركته "بيكو" الزراعية، وفي الصحيفة عدد من الشركاء بينهم رجل الأعمال نجيب ساويرس، وتعد واحدة من أهم الصحف الخاصة في مصر.

وظل مقعد رئيس التحرير في "المصري اليوم" شاغرا منذ انتقال رئيس تحريرها السابق، ياسر رزق، إلى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم" الحكومية، ليتولى الصحافي علي السيد مدير التحرير، مهام رئاسة التحرير حتى تعيين محمود مسلم رئيسا للتحرير اليوم السبت.




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق