* سلامة عبد الحميد
صديقي لبناني على وشك وصول القاهرة بصحبة مجموعة من أصدقاءه، نعلم جميعنا أن نظام تأشيرة الدخول "الفيزا" مطبق على دخول البلدين لمن هم تحت الخمسين، صديقي تجاوز الخمسين وبالتالي لا يحتاج الفيزا لكن أصدقاءه الأربعة حصلو على تأشيرة دخول.
صديقي وهو صحفي مرموق حكى لي واقعة أعتبرها كارثة وفساد مالي واختراق أمني خطير أرويها لكم على لسانه وهي مسألة معتادة تحصل في السفارة المصرية في بيروت.
عادة اللبناني يتقدم بطلب تأشيرة للسفارة المصرية في بيروت، كانت تستغرق 3 أيام وتدفع لها رسوما 50 ألف ليرة أي ما يعادل 33 دولارا، مؤخرا ولأسباب أمنية أصبحت التأشيرة تستغرق 17 يوما بدلا من 3 أيام والمطلوب من طالب التأشيرة أن يقدم سجل عدلي "فيش وتشبيه" يبين إذا كانت عليه أية أحكام قضائية سابقة، وهذا أمر منطقي وطبيعي.
لكن اللي مش طبيعي أن من يدفع 100 دولار أميركي زيادة يحصل على التأشيرة خلال يوم واحد ومش ضروري السجل العدلي ومش ضروري أي حاجة، يعني القانون لا يطبق على أي شخص يدفع مئة دولار بقشيش أو رشوة ويطبق فقط على اللي مش عايز يدفع المئة دولار زيادة على الرسم.
صديقي كما قلت لكم تقدم لطلب تأشيرات لأصدقاءه ودفع الـ130 دولارا لكل منهم بدلا من انتظار الـ17 يوم وحصل عليها خلال يوم واحد، لكن لفت نظره بشدة الأمر ففكر فيه ووجد أنه مخالفة أمنية وخرقا خطيرا في بلد تخشى على نفسها من التدخلات ويظهر مسئولون أمنيون فيها يوميا ليتحدثو عن جواسيس وعملاء وتدخلات أجنبية.
فكر معي إذن: "اللي يدفع مئة دولار ياخد التأشيرة حتى لو كان مسجل خطر فطالما يدفع يبقى في السليم ومش مهم تاريخه الإجرامي.. الدولارات أهم من البلد وحماية أمنها".
ليس في هذا إتهام للأخوة اللبنانيين بالعمال أو الإجرام أو تهديد أمن مصر وإنما هو نوع من التنبيه على سياسات تعلن عنها الحكومة المصرية ووزارة خارجيتها بينما هي تمارس عكسها بحثا عن المال.
ويبدو أن دور وزارة خارجية مصر بات جني الأموال بأي طريقة بدلا من حماية مصالح المصريين في الخارج وحماية أمن مصر الداخلي، ولا ننسى أبدا ما قاله الوزير محمد العرابي من كون السعودية الشقيقة الكبرى لمصر مؤخرا وهو تصريح يكفي وحده لإقالته وإقالة الوزارة التي ضمته إليها.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق