الجمعة، 16 نوفمبر 2012

سلامة عبد الحميد يكتب: حقائق غائبة وأكاذيب رائجة في أزمة قنوات "دريم"




سلامة عبد الحميد يكتب: حقائق غائبة وأكاذيب رائجة في أزمة قنوات "دريم"




يتداول أصدقاء في ماسبيرو العتيد ووزارة الإعلام حاليا "حدوتة" حول ملحوظة وجهها قيادي إخواني كبير في إجتماع كان فيه وزير الإعلام صلاح عبد المقصود حول ضرورة الإهتمام بالإذاعة المصرية ومحتواها لكون ملايين المصريين يتابعونها على مدار الساعة.
ويؤكد الأصدقاء وفقا للحدوتة أن الوزير في اليوم التالي للإجتماع الذي عقد قبل شهر تقريبا قام بجولة موسعة في ستديوهات الإذاعة واطمئن على سير العمل وترك توجيهات واضحة للقائمين على العمل بعضها من ضمن ما قاله القيادي الإخواني الكبير الذي يختلف الأصدقاء حول كونه الدكتور سعد الكتاتني أم الدكتور عصام العريان.
 شخصيا ومن باب تدقيق المعلومات لابد أن أكرر أن ما سبق "حدوتة رائجة" ربما لا تكون حقيقية وربما يكون فيها جزء من الحقيقة.. لكن الأهم بالنسبة لي كمواطن أولا وكشخص قريب الصلة من الإعلام بحكم عملي كصحفي فإنني رصدت على مدار يومين الكثير من الخلط والأخطاء والأكاذيب فيما يخص أزمة قناة دريم القائمة حتى الأن، بعضها للأمانة عن جهل أو استسهال، لكن البعض الاخر يبدو ترويجه متعمدا.
بداية: لابد من التشديد على أنه لا يجوز حتى الأن أن يقول صحفي أو إعلامي عن أزمة "دريم" إن ما جرى معها هو "إغلاق" للقناة، ربما أستسيغ أنه "محاولة إغلاق" لكن الحقيقة أن ما جرى مع قناة دريم، في رأيي الخاص، "غلاسة" صريحة من نظام إداري يملك قانونا أن يقوم بأشياء تعطل أو تزعج القناة وملاكها.
الوضع في قناة "دريم" بايجاز أن وزارة الإعلام صدقت على منح القناة استثناء بالبث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي، ومثلها عدد أخر من القنوات معظمها غير مصرية، ثم فجأة قررت الوزارة إلغاء هذا الإستثناء.
وفي هذا الموقف الكثير من الأمور المختلطة على الكثيرين وبعض الأخطاء الشائعة وبعض الأمور التي تعمد البعض تزييفها.. فقناة دريم بدأت بثها من داخل مدينة الإنتاج وهذا يرد على ما يشاع حول كون "دريم" ظهرت قبل المدينة، وهو أمر مستغرب جدا ترديده حيث أن المدينة أقيمت قبل النايل سات أصلا.
وزير الإعلام أو "نايل سات" على وجه التحديد أكدت حسب المنشور في وكالة أنباء الشرق الأوسط أن استثناء دريم من البث من داخل المدينة مؤقت بستة سنوات تنتهي اليوم الجمعة. وهذا أمر ثبت أنه غير حقيقي وفقا لوثيقة متاحة لبروتوكول الإستثناء الذي وقعه أحمد أنيس وقت أن كان رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بتاريخ الثاني من فبراير 2006 وهو البروتوكول الذي لا يضم أي توقيت انتهاء على الإطلاق.




من الأمور الرائجة أيضا أن الشاشة السوداء ذات التنويه المكتوب التي تظهر على شاشة قناتي دريم حاليا تعني وقف البث، لكن ظهور تلك الشاشة نفسه يعني أن أحدا لم يوقف بث دريم لأن هذا التنويه تبثه قناة "دريم" نفسها وليس أحدا أخر.
لكن أيضا لا يجب التغاضي عن فكرة قطع كابل الألياف الضوئية الواصل بين "دريم لاند" و"نايل سات" عصر الخميس باعتباره أمر غير مقبول وتعسف إداري صريح.. لكن قبل التطرق إلى التعسف تعالوا نستعرض بعضا من تفاصيل الأزمة وفق توقيت حدوثها.
يروج مراقبون أن سبب الخلاف بين وزارة الإعلام وقنوات دريم يرجع إلى الخلاف القائم منذ فترة بين القناة وعدد من الإعلاميين فيها من جانب وقيادات في جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس من جانب والتي وصلت حد إقامة دعاوى قضائية متبادلة بين الإعلامية جيهان منصور والقيادي الإخواني عصام العريان.
قبل أسبوع واحد وتحديدا الخميس الماضي أصدر مجلس الأعضاء المنتدبين فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون قرارا بضرورة تطبيق وإلغاء الاستثناءات الممنوحة لكل القنوات بالبث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي.. وأبلغت دريم بالقرار لكن ما أبلغت به لم يتناول أبدا أنه سيتم قطع البث الخميس أو الجمعة أو حتى التلويح به كما حدث في خبر غريب بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط فقط مساء الأربعاء.
قالت قناة دريم في تصريحات وبيان وزعته إن مالكها الدكتور أحمد بهجت سيعقد مؤتمرا ظهر غد السبت لتوضيح كافة الحقائق وإظهار الوثائق التي تؤكد قانونية موقف القناة.
قال وزير الإعلام صلاح عبد المقصود في مداخلات هاتفية لعدد من القنوات المصرية مساء أمس الخميس إن القرار قانوني وأنه تطبيق للقانون وأن القرار سيسري على عدد أخر من القنوات التي تبث بالمخالفة للقانون من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي وبينها قناتي "التحرير" و"الجزيرة مباشر مصر".
نعود إلى التعسف الذي اعتبره صريحا لأنه، مهنيا وإنتاجيا، ليس بالإمكان نقل مقر بث محتوى قناة فضائية من مكان إلى مكان بين عشية وضحاها، في أزمة دريم مثلا خمسة برامج تبث من ستديوهات "دريم لاند" بينها برامج مباشرة هي "العاشرة مساء" و"صباحك يا مصر" و"بتوقيت القاهرة"، وبالتالي فإن عملية نقل الديكورات والأجهزة والتجهيزات الفنية لكل برنامج منها أمر يحتاج وقتا وتنسيقا وليس مهلى لم تتجاوز الأربعة وعشرين ساعة.
ثم إن الحديث عن ستديو تمتلكه "دريم" في مدينة الإنتاج بمساحة 500 متر رغم صحته إلا أنه يبدو مضللا للكثيرين ممن لا يعرفون التفاصيل الفنية للبرامج، فاستديو بهذه المساحة لا يتحمل أبدا كامل برامج قناتين، خاصة وأن بعض البرامج تظهر في نفس الوقت، وبالتالي فإن التعسف يعود مجددا ليطل برأسه في توقيت وأسلوب تنفيذ القرار الذي أتشكك منذ ظهوره في إمكانية تنفيذه أصلا وأظن كما ردد كثيرون بينهم أشخاص ينتمون إلى جماعة الإخوان نفسها أنه "قرصة ودن" من النظام للإعلام.

ويبقى السؤال: هل هذا يليق في مصر الثورة؟






يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق