الثلاثاء، 30 أبريل 2013

أنا ومديري.. ومصر المستهبلة




تدوينة: سلامة عبد الحميد


حالة من الإستهبال المنظم تقود المصريين حاليا.. لا أحد يدري إلى أين مهما ادعى من علم وفطنة أو قدرة على التوقع.
استهبال في كل المجالات ومن كل التيارات وفي كل المواقف بلا استثناء.
مديري أوربي هادئ الطباع يعرف عن مصر الكثير كونه عاش فيها ما يقرب من 10 سنوات.. ويعرف عن العرب أكثر كون أصوله عربية بالأساس.
كنت أناقش معه الأزمة الطلابية في مصر. فخرج الرجل عن شعوره.. وكاد يصاب بنوبة ضغط من تفشي ما وصفه بأنه "استهبال" في المجتمع، هو يرى الشيء ونقيضة في نفس الوقت وتجاه نفس المواقف، كان يظن فيما مضى أنه الكيد السياسي أو الجهل.. لكنه خلص في النهاية إلى نتيجة قذفها في وجهي.
"فيه حالة استهبال" هكذا قالها دون مواربة ولا تنميق.
تعالوا نتشارك جزءا من النقاش:
1- 
شهدت مصر أمس الأول مظاهرات طلابية واسعة في كل المحافظات التي تضم جامعات حكومية وخاصة، تضامن مع طلاب الجامعة ضد الحكومة ووزارة التعليم العالي وحكم الإخوان بالطبع، كل التيارات المعارضة وكثير من النشطاء والإعلام كله بالتبعية.
أمر طبيعي وعادي يمكن تفسيره أو فهمه وفق طبيعة المرحلة و"صراع المعارضة الهشة مع السلطة الغبية".. وهذا توصيف الرجل وليس توصيفي.

2-
على مدار العام والنصف الأخيرة يتظاهر طلاب جامعة النيل ضد أحمد زويل ومدينته التي قررت أن تحتل مبانيهم وأرضهم بدعم حكومي لا نهائي ومتواصل منذ حكومة أحمد شفيق مرورا بحكومات عصام شرف وكمال الجنزوري وصولا إلى حكومة هشام قنديل.
لكن أحدا ويا للعجب لا يتضامن "تقريبا" مع طلاب جامعة النيل ضد أحمد زويل ومدينته التي لازالت حبرا على ورق، رغم أن كافة الأسباب المنطقية موجودة.. فالطلاب على حق، وزويل مغتصب، والحكومة التي يعارضونها متضامنة معه إلى أقصى درجة.
يحكم القضاء الذي يتظاهر المعارضون ضد زويل وحكومة الإخوان لصالح جامعة النيل، فيرفض زويل تنفيذ حكم القضاء.. ويهاجم المتضامنين مع زويل القضاء، رغم أنهم أنفسهم يتظاهرون لصالح القضاء في نفس الوقت ويرفضون مطالب تطهيره بحجة أن فيها غرض للإخوان.

3-
ثم تظهر أزمة طلاب جامعة الأزهر الخاصة بالمدينة الجامعية والتسمم. فيتظاهر الطلاب طلبا لحقوقهم ويتصدى لهم الأمن كما جرت العادة. فيتضامن معظم الأحزاب والنشطاء وبالطبع وسائل الإعلام مع شيخ الأزهر ضد الطلاب... على خلاف كل ما سبق.
القصة كما يراها الرجل أوربي النشأة أن الشيخ الطيب يظهر أنه على خلاف مع السلطة الإخوانية الحاكمة، وبالتالي فهو فرخة بكشك لدى من يعارضونها، بغض النظر عن كونه أحد من هاجمتهم الثورة باعتباره أحد أركان نظام المخلوع مبارك وعضو لجنة سياسات الوريث جمال مبارك وأحد الشيوخ الذين حرضوا على الثوار في الميدان.

في نهاية النقاش العجيب.. خرج مديري عن شعوره.. وقال بعامية قح تعلمها من تعامله معنا لسنوات: "انتو ناس مجانين وبتكرهوا نفسكم أكيد".
والله معاه حق....




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق