الثلاثاء، 28 يوليو 2009

نجوم السينما المصرية يتجاهلون حضور الذكرى الأولى لرحيل يوسف شاهين


شهدت الكشف عن فيلمين مجهولين من اخراجه
غاب نجوم السينما المصرية بشكل ملفت عن الإحتفال بالذكر الأولى لرحيل المخرج المصري الكبير يوسف شاهين أمس في مسقط رأسه بمدينة الأسكندرية وسط استهجان واسع من الصحفيين والإعلاميين والسينمائيين المشاركين.
وبينما توقع كثيرون تزاحم الفنانين المصريين على حضور الإحتفالية الأولى المقرر عقدها سنويا إلا أنها ضمت عددا قليلا من تلاميذ شاهين بينهم المخرجين يسري نصر الله وخالد يوسف وأسماء البكري وعماد البهات وصديقه المخرج الكبير رأفت الميهي وعدد قليل من الممثلين بينهم سمير صبري وسيف عبد الرحمن وكاتب السيناريو ناصر عبد الرحمن وأسرة الراحل الكبير زوجته كوليت شاهين وابني شقيقته المنتجين ماريان وجابي خوري.
بدأت الإحتفالية بقداس في كنيسة الروم الكاثوليك بالشاطبي حيث مدفن شاهين الخاص الذي بني على شكل هرم وكتب عليه أحد أشهر جمله "لا يهمنى اسمك لا يهمنى عنوانك/ لا يهمنى لونك ولا بلادك/ يهمنى الانسان ولو مالوش عنوان".
وفي كلمة القداس عن يوسف شاهين قال القس "إن تكريم شاهين ليس منة من الكنيسة ولكن واجب عليها تجاه رمز تنويري كبير حمل مشعل النور حول العالم" مشيرا إلى أن قداسا مشابها سيقام على روح شاهين في الكنيسة كل عام.
بعد القداس أقيمت مراسم افتتاح شارع على أطراف المدينة يحمل اسم يوسف شاهين وتقع على ناصيته "أرض المعارض الدولية" بالاسكندرية وكان يحمل في السابق اسم شارع "الفرنساوية" وغاب محافظ الأسكندرية عادل لبيب عن مراسم افتتاح الشارع وأناب عنه أحد مساعديه رغم اعلانه طيلة الأيام الماضية عن مشاركته في الإحتفالية تكريما لابن الاسكندرية الراحل وأحد أهم مخرجي السينما في العالم.
بينما جاء احتفاء مكتبة الأسكندرية بيوسف شاهين مخيبا للتوقعات حيث بدأ بمعرض صور هزيل ضم عددا من صور تشييع جنازته التقطها مصور هاوي وجاءت في معظمها صورا سيئة لا يظهر منها معالما واضحة ويظهر فيه مجاملة واضحة للمصور الشاب الذي اتضح أنه صديق لأحد منظمي الإحتفالية.
وعاب معظم الحاضرون على المكتبة عرض تلك الصور رغم أن تاريخ شاهين يضم عشرات الألاف من الصور التي تصلح للعرض في الإحتفاء به بينها صور نادرة تمتلكها شركته وأسرته وعدد من عشاقه.
ثم عرضت المكتبة احدى حلقات سلسلة الحلقات التسجيلية الثلاثين التي أعدتها المخرجة منى غندور عن حياة شاهين مستعينة بأرشيفه الخاص والفيلموجرافيا الخاصة به وهي الحلقات التي أنتجتها شركة مصر العالمية التي أسسها وكان يملكها شاهين نفسه.
وبدأت ندوة مكتبة الأسكندرية عن يوسف شاهين بالوقوف دقيقة حدادا على روحه كما شهدت حضورا كبيرا من جانب عدد من عشاق السينما ومعظمهم من الشباب الذين حضروا خصيصا للإحتفاء بالمخرج الكبير بينما لم يحضرها أي من الفنانين.
وقال المخرج والمنتج الكبير رأفت الميهي في الندوة إنه غاضب جدا من شاهين لأنه ترك الموت يهزمه رغم أنه قاومه لسنوات طويلة وانتصر عليه لكنه استسلم له في المعركة الأخيرة ليتخلى عن كل عشاق السينما الذين يشعرون بعد وفاته باليتم مشيرا إلى أنه كان يعتبره مثلا أعلى في جموح الخيال قادر على تقديم كل ما يمكن لخيالنا أن يطمح إليه بقوة وجسارة يحسد عليها.
وقال الناقد السينمائي سمير فريد إن الحفاظ على يوسف شاهين الفنان يتمثل في الحفاظ على أعماله لأنها بقاءه الحقيقي مطالبا أسرته بالعمل على حفظ جميع أعماله بطريقة حديثة وترميم ما تلف منها واتاحتها لدارسي السينما في مصر والعالم للمشاهدة والبحث.
ونوه إلى مسئولية الدولة في الحفاظ على التراث السينمائي مشيرا إلى أن مصر البلد الوحيد في العالم التي لديها تاريخ يتجاوز المائة عام من السينما لكنها رغم ذلك لا تمتلك مكتبة سينمائية "سينماتيك" لحفظ تاريخها السينمائي معتبرا أن تلك كارثة يمكنها أن تتسبب في ضياع تاريخ السينما المصرية.
وقالت المنتجة ماريان خوري ابنة شقيقة شاهين إن النية لازالت قائمة لإنشاء مؤسسة يوسف شاهين السينمائية لكن أسرته اكتشفت بعد وفاته أن تلك المؤسسة تحتاج جهدا كبيرا للحفاظ على الأفلام التي قدمها بدءا من عام 1950 حتى أخر أفلامه "هي فوضى" اضافة إلى توثيق وتدقيق أرشيفه الخاص الذي يضم عشرات الألاف من الأوراق والتدوينات وطريقة عمل أفلامه جميعها.
وقالت إنها تود اقامة نوع من الشراكة مع احدى المؤسسات التعليمية للإستفادة من كل مقتنيات شاهين التي تضم ألاف الصور والملاحظات ونسخ سيناريوهات أفلامه قبل وبعد التصوير مشيرة إلى أن شركة شاهين بدأت بالفعل العمل على موقع الكتروني كبير يضم صورة رقمية من كل تراثه ومقتنياته.
وكشفت ماريان خوري عن فيلمين نادرين لشاهين أولهما بعنوان "شيطان الصحراء" قالت إنه كان يكرهه وقرر حذفه من أرشيفه السينمائي والثاني بعنوان "رمال من ذهب" شاركت في بطولته النجمة فاتن حمامة وصور بالكامل في المغرب لكن النسخة المتاحة منه لا يوجد بها صوت.
وقال المنتج جابي خوري إن مشروع متحف يوسف شاهين في مكتبة الأسكندرية متوقف منذ أعلن عنه قبل عام مضى لأنه لم يلمس جدية من البداية في انشاءه حيث لم ترصد المكتبة الجهد أو الميزانيات الخاصة به مما جعله يتجاهل المشروع لكنه استدرك أن المتحف سيتحقق في يوم ما بجهود كل عشاق شاهين سواء تم انشاءه في القاهرة أو في الأسكندرية.

كواليس:
- مدينة الأسكندرية المزدحمة في موسم الصيف لم تعلن عن الإحتفاء بيوسف شاهين بأي شكل في أي من شوارعها
- حضر قس سوري يدعى جورج خصيصا لحضور مراسم قداس شاهين وأثار حالة من الجدل بسبب تحرره الزائد في كلامه وتصرفاته كرجل دين
- الشارع الذي خصص ليحمل اسم شاهين خارج الأسكندرية أصلا واستنكر الحاضرون مكانه الذي لا يليق بالراحل العظيم
- مشاجرة كادت تقوم بين المصور الهاوي الذي عرضت صوره قبل الندوة بمكتبة الاسكندرية وصجحفية سكندرية قال إنها طاردته للحصول على صوره بينما قالت هي إنه طلب منها 300 جنيه مقابل الصور لكنها لم تدفع له لأنها صور سيئة
- الناقد سمير فريد شن هجوما على برنامج ياللا سينما بقناة دريم الذي يعده الناقد نادر عدلي معتبرا اسم البرنامج يسيء للسينما كفن
- سمير فريد استأثر تقريبا بالحديث في ندوة شاهين رغم وجود منصة عامرة بالأسماء اللامعة كما رفض توجيه أي تعليقات من الحاضرين لما قاله
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق