ثقافة/ مصر/ سينما/
من: سلامة عبد الحميد=
القاهرة 25 أيلول/ سبتمبر (د ب أ)- كشف المخرج المصري إياد صالح عن مشاركة الفيلم الوثائقي التسجيلي "متى المسكين الراهب والبابا" في المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية.
ويعد الفيلم هو الأول من نوعه حول الراهب المصري الشهير "1919- 2006" الذي قضى حياته كلها في الصحراء وكان أول جامعي يدخل الدير وأحد أبرز معلمي "مدارس الأحد" في بدايات ظهورها ومشرفا على تعليم عدد كبير من قيادات الكنيسة المصرية الحاليين وبينهم البابا شنودة نفسه.
وقال إياد صالح مخرج الفيلم لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الفيلم قوبل بالكثير من الصعوبات خلال فترة التصوير كون المواد الفيلمية أو الصوتية المتاحة عن الراهب متى المسكين نادرة ورغم أن كثير من المصريين يعرفونه كراهب كبير لكن قلة قليلة يعرفونه جيدا ويدركون أنه شخص جدلي وبالتالي يرفضون الحديث عنه.
وأشار إلى أن الكثير من قيادات الكنيسة المصرية رفض الحديث معه رغم تأكيدهم جميعا على أنه شخصية هامة ولها مواقف وأفكار جديرة بالتوثيق والتحقيق مثل موقفه من الفتنة الطائفية وقضية تحديد النسل وغيرها.
ويسرد الفيلم الذي أنتجته شركة "أي فيلم" السيرة الحياتية للراهب المثير للجدل رغم أنه لم يغادر الدير الذي كان يعيش فيه تقريبا طوال حياته بدءا من اللحظة التي قرر فيها أن يبيع كل ممتلكاته ويوزعها علي الفقراء ويدخل الدير عام 1948 ليصبح أول جامعي حاصل على شهادة في الصيدلة يدخل سلك الرهبنة التي كانت قبله مقصورة على محدودي التعليم.
وللراهب موقف شهير في أزمة 1981 حيث رفض الجلوس على الكرسي البابوي بعد عزل الرئيس المصري الراحل أنور السادات للبابا شنودة.
واختارت مجلة النيوزويك الأميركية الراهب متى المسكين ضمن أهم 4 رهبان في العالم وهو مفكر وصاحب كتب بينما يدعو الفيلم إلى استخدام آرائه وأفكاره للحد من الفتنة الطائفية التي تشتعل جذوتها تحت الرماد في مصر حاليا.
ويستضيف الفيلم في أحداثه التي تمتد إلى 50 دقيقة 12 ضيفا للحديث عن الراهب متى المسكين بينهم أستاذ القانون والوزير السابق يحيى الجمل والمؤرخان ميلاد حنا وكمال زاخر وأستاذ علم اللاهوت وقس كنيسة مسطرد عبد المسيح بسيط والكاتب الصحفي عادل حمودة إضافة إلى الباحث ضياء رشوان والدكتور عاطف العراقي وفايز فرح وأندريا زكي.
وتدور أحداث الفيلم من البداياتحول اتخاذه قرار الرهبنة بعد حصوله على بكالوريوس الصيدلة ثم دخول الدير وكتاباته وأفكاره وتطويره لدير الأنبا مقار ليتحول إلى أحد أهم الأديرة في مصر ثم ترشيحه لكرسي البطريركية خلفا للبابا يوساب الثاني عام 1956 ثم ترشيحه لكرسي البابوية خلفا للبابا كيرلس عام 1971 ودوره في أزمة عزل البابا شنودة عام 1981 وصولا إلى بقائه في الدير حتى وفاته عام 2006.