مع انعقاد اولى جلسات البرلمان ...
حرب الاقنعة السينمائية بين ميدان التحرير ومجلس الشعب !
فى زمن تبدو فية كل الامور مختلة وسط حالة من التغييب لكى تبقى العقول محتلة .. تحول الثائر الى خائن وتحول الخائن الى مناضل بينما تتسارع وتيرة الايام خلف بعضها كما يشبه ماراثون الخيول املا فى الوصول ليوم فارق فى تاريخ مصر وهو 25 يناير .. فلم يعد هناك سوى يومين يفصلان عن مرور عام كامل على الثورة المصرية التى اسقطت اشخاص ولم تسقط نظام .. ايام فاصلة قادمة تتباين خلالها الاحداث فهناك من يريد الاحتفال بالذكرى الاولى للثورة ومعهم الحق فالثورة وفقا للاحداث المتعددة خلال 2011 تصبح مجرد ذكرى واطلال ومجرد حدث يضاف لنتيجة العام الجديد بل وربما لا يضاف فمثلا نتيجة هذا العام 2012 تذيل ورقة يوم 25 يناير 2012 جملة من كلمتين "عيد الشرطه" وهى تعبر عن الحالة العامة التى يرغبها البعض ممن صفعتهم الثورة واطاحت بفسادهم واطامعهم وكسرت غرورهم وهدمت استبدادهم لكنهم يراهنون دائما على ملل المصريين مع ترهيب هذا الشعب المسالم عبر ابواق اعلامية ادمنت النفاق وتفيرست بالفساد من خلال اعلاميين تسممت ضمائرهم وتبلدت انسانيتهم وتحجرت قلوبهم
لكن كل تلك المشاهد تبقى هامشية بل ونمطية وتعد اعادة لنفس سيناريو 2011 وفى الاعادة غباء وبلادة .. خاصة وان ابطال المشهد الرئيسى لن يثنيهم عن مواصلة طريقهم شيئا .. فمن شارك فى الثورة يدرك تماما انة سار فى حقل الغام منذ البداية وكيف لك ان تتراجع وقد عبرت اكثر من ثلثى تلك الالغام خاصة وان العودة استسلام وخنوع .. لم يعد للصمت مكان فكل يرفع شعار "موتك فى سكوتك" .. هكذا يكتمل المشهد وتستكمل الثورة رافعه شعارها الخالد "سلمية .. سلمية"
كل اتخذ موقعة فالثوار يواصلون تحرير ارادتهم ورسم احلامهم وتسطير مستقبل وطن لن يعرف الظلام طالما بقى ميدان التحرير شامخا ، بينما من يدعون الصمت ويلجأون للتضليل سوف ينكمشون بقلة عددهم داخل ميدان العباسية يرقصون يهللون لا تعرف لمن هل ينتحبون لاعادة النظام البائد بقيادة مبارك ام يصفقون للمجلس العسكرى ويبايعونة الى ابد الابدين مثلما اعتادوا ان يبايعوا اى سلطة ، ولا تندهش انهم فى الغد سوف يبايعون الاخوان والسلفيون بعد ان يتربعوا على مقاعد القيادة
هنا الفارق بين الثائر والمدعى ، بين من يناصر قضية وطن ويضحى بحياتة من اجل رفعتة وشموخة وتحريرة من كافة اشكال الفساد ..وبين من يصر على الخنوع والانحناء وتزييف وتشوية الوطن .. فارق كبير بين الثوار فى ميادين التحرير بثباتهم وصلابتهم وتمسكهم واصرارهم المدهش على استكمال ثورتهم وبين من لا قضية لهم
اليوم الاثنين تنعقد اولى جلسات اول مجلس شعب بعد الثورة وسوف تظهر بشائر الايام القادمة لكننا سنحتاج الى بعض الوقت لتنكشف الاقنعة وتتضح المواقف وان كان من يعول على هذا البرلمان كثيرا فهو واهم لان البرلمان المقبل اقصى صلاحياتة اختيار اللجنة التى تصيغ الدستور ولا يملك من امرة شئ اخر الا ان اراد اولى الامر
ولا بد لتلك اللجنة النتظر تشكيلها ان تعبر عن مختلف اطياف الشعب المصرى ولا تتجاهل فصيل او تيار لان هذا دستور وطن وليس برنامج حزب سياسى حتى لو كان صاحب الاغلبية
تلك الاقنعة المنتظر سقوطها تختلف عن اقنعة "فانديتا" وهو الاسم الصحيح للقناع الشهير الذى استخدم فى سلسلة افلام بعنوان "v for vendetta" وتحول هذا القناع إلى شعار للتظاهرات الشبابية التي اجتاحت عدة مدن في أنحاء العالم ، والقناع يعبر عن شخصية "جاي فوكس" الشهيرة في التاريخ الانجليزي، حيث سعى في عام 1606 لتفجير مبنى البرلمان الانجليزي بالتعاون مع مجموعة من الثوار، لكن السلطات اكتشفت مخططه قبلها بساعات وقبضت عليه وتم تعذيبه وإعدامه ، واصبح ارتداء هذا القناع مجرد رمز لاخفاء هوية المتظاهرين حتى لا تنكشف هويتهم وبالتالى سهولة القبض عليهم
والغريب ان فكرة الافنعة ليست حديثة العهد فقد قام بها اعضاء جماعة الاخوان المسلمين منذ بضعة سنوات مرتدين قناع اسود وزى كامل اسود واطلق عليهم وقتها ميلشيات وقت ان كانت الجماعة تنعت بلقب المحظورة لكن من سخرية القدر عندما اصبحت جماعة الاخوان المسلمين صاحبة الغلبة فى البرلمان القادم من خلال حزبهم "الحرية والعدالة" ولديهم جريدة بذات الاسم .. خرجت الجماعة عبر جريدتها متخذة المانشيت الرئيسى لها من قناع "فانديتا" وكتبوة بشكل اثار سخرية الكثيرون منهم "بانديتا" ، وحذرت الجريدة من ان اصحاب هذا القناع يريدون نشر الفوضى وانة يرمز الى الاناركية ، وهل من يجهل اسم قناع "فانديتا" ليكتبة "بانديتا" يدرك مفهوم الاناركية من الاساس ام انها اطلاق مصطلحات رنانة لاقناع الشعب المغلوب على امرة بحجم الكارثة المنتظرة
بين ميدان التحرير ومجلس الشعب خطوات قليلة تطأها الاقدام تعكس تقارب جغرافى لكن ليس بالضرورة تعكس تقارب فكرى ولا توحد ثورى ولهذا تبقى الثورة مستمرة ولو كرة الكارهون
وائل عبد الحميد
waeltoday@yahoo.com
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق