في أحدث مسلسلات القرصنة، جرى مؤخرا تسريب مقاطع فيديو من الحاسوب الشخصي لأحد مساعدي السيناتور الأميركي جون مكين، المرشح السابق للرئاسة، كان محتواه مفاجأة تجعل الواقع يغلب الخيال، وتجعل ما كانت تعرضه أفلام الخيال العلمي الأميركية مقارنة بما يشاهده العالم في الواقع المعاش هزليا، خاصة عندما يتعلق الأمر بنظريات المؤامرة التي باتت تطال الجميع.
المقطع المقصود نشرته مجموعة قراصنة "هاكرز" شهيرة هي "#CyberBerkut"، أثناء زيارة ماكين إلى أوكرانيا، وكشف عن كواليس سينمائية، لتصوير أحد فيديوهات الذبح الشهيرة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، حيث الضحية ممثلان يؤديان دورا يتم تصويره، فيما يبدو واضحا في الفيديو الإشراف الهوليودي على التصوير في بلاتوه سينمائي، وليس أحد مناطق سيطرة داعش.
مقطع الفيديو الذي تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، يطرح تساؤلات تشكك في كل الفيديوهات السابقة التي نشرها تنظيم الدولة، ويدعم عددا من الفرضيات حول كونها مصطنعة، بالنظر إلى استخدام تقنيات تصوير متطورة، ومؤثرات بصرية وصوتية، يصعب توافرها بحسب المشككين لدى تنظيم، يفترض أن "تحالفا دوليا" يطارده ويقصف مواقعه ليل نهار، مع ضرورة التأكيد على أن تلك التقنيات باتت متاحة لأي شخص في العالم، والتشديد على أن أعضاء التنظيم من جنسيات شتى وتخصصات مختلفة.
وظهرت الكثير من الشكوك في العديد من فيديوهات تنظيم الدولة، خاصة تلك الدمورية منها، والتي شهدت اهتماما واسعا حول العالم من صحافيين وسينمائيين ومحللين ونشطاء، وقام كثيرون بالتشكيك في مشاهد الفيديو من خلال التركيز على تفاصيلها، أو تسلسل الوقائع الواردة فيها، وبعض تلك التحليلات كانت ترقى لمرحلة التشكيك في صحة الفيديوهات بالفعل. لكن تنظيم الدولة واصل إصدار الفيديوهات التي توثق حسب قوله لعمليات التنظيم، وليس فقط وقائع معاقبته لأعداءه أو الخارجين عليه.
المجموعة التي قرصنت مقطع الفيديو الأميركي قامت برفعه على أكثر من عشر حسابات على موقع "يوتيوب" في توقيت متزامن، خشية قيام الموقع بحذفه، بعد اكتشاف أنه مقرصن، أو قيام حسابات بالتبليغ عنه، ما يجعل إدارة يوتيوب تضطر لحذفه وفق لوائح الموقع المعلنة.
الفيديو المسرب، جاء بعد ذلة لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما، والتي قال فيها إن الولايات المتحدة تقوم بتدريب قوات "داعش"، والتي حاولت ادارته توضيح أنها لم تكن مقصودة. وليفتح الباب لمزيد من التكهنات التي كانت ذلة لسان أوباما قد فتحتها بالفعل، خاصة لدى فريق من البشر الذين يروجون أن تنظيم الدولة مؤامرة أميركية بالأساس.
وأوردت مجموعة القراصنة التي نشرت الفيديو مع المقطع المصور، رسالة إلى جون ماكين أكدت فيها أنها تمتلك ملفا غاية في الخطورة، استحوذت عليه من ملفاته الشخصية التي كان بينها الفيديو، ونصحته بأخذ الحيطة والحذر في المرات القادمة، وعدم حمل ملفات مهمة، خاصة عند زيارة أوكرانيا التي تشهد حاليا صراعا محموما بين الغرب وروسيا منذ أزمة شبه جزيرة القرم.
وبينما يعد الفيديو المتداول فاضحا لما يمكن أن تكون عليه كل فيديوهات تنظيم الدولة السابقة، إلا أن هذا الغرض تحديدا يلقي بالكثير من الظلال على طريقة وصول الفيديو إلى مجموعة القراصنة، علما أن أجهزة مسؤولين أميركيين بتلك الحساسية تكون مؤمنة جيدا، ما يؤشر أيضا لإمكانية أن تكون عملية التسريب مقصودة.
وأحدثت لقطات فيديو نشرها تنظيم الدولة سابقا ذعرا واسعا حول العالم، خاصة فيديوهات إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وإعدام المواطنين المصريين في ليبيا، والفيديو الأخير الخاص بتفجير وإغراق جنود عراقيين.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق