قضايا قمع المرأة وحقوق الطفل تطغى على أفلام مهرجان
الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة
من: سلامة عبد الحميد=
الإسماعيلية (مصر) 8 حزيران/ يونيو (د ب أ)- تتناول مجموعة كبيرة من أفلام مسابقات
مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة موضعات شائكة تتعلق بالنساء
والأطفال وترصد معاناتهم ومحاولاتهم إما للحصول على حقوقهم الطبيعية أو حتى مواصلة
الحياة في ظروف غير أدمية.
ورصدت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) العديد من
الأفلام في المهرجان التي تتناول موضوعات بينها قمع المرأة والطفل وتطلعات الأطفال
والنساء إلى عالم أفضل وتأثير الرجال على نساءهم أو الأباء والأمهات على أطفالهم
بما يخالف مبادئ الحرية والحق في الحياة.
ويتناول فيلم افتتاح المهرجان "المحتال"
للمخرج البريطاني بارت لايتون قضية اختفاء الأطفال في العالم من خلال قصة طفل
أمريكي في الثالثة عشرة تواصل أسرته البحث عنه رغم مرور 3 سنوات على إختفاءه.
بينما يرصد فيلم الإنتاج المشترك "منطقة
محرمة" للمخرج الهندي سوراف سارانجي يوميات طفل في الرابعة عشرة يعمل بتهريب
الأرز من الهند إلى بنجلاديش عبر المنطقة الحدودية المارة بنهر الجانج وما يتعرض
له من أخطار.
ويقوم حائط أسمنتي بدور البطولة المطلقة في الفيلم اللبناني
"الحيط" للمخرجة أوديت مخلوف الذي يدور في إحدى ضواحي بيروت حول مجموعة
من العائلات الذين ارتبطوا بحائط قوي في منزل إحدى أسر الحي كان يحميهم من القصف
أثناء الحرب قبل عشرين عاما بينما يرغب ابن صاحبة البيت في هدمه لتوسعة المنزل وسط
رفض شديد من شقيقتيه وكل نساء الحي.
ويرصد المخرج اللبناني مهدي فليفل في فيلمه "عالم
ليس لنا" لوحة عرضية لأسرة مكونة من ثلاث أجيال يغلب عليها النساء والأطفال
يعيشون في معسكر "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان مظهرا
محاولات الأجيال الأكبر بث الأمل في نفوس الصغار حتى لا يفقدوا الرغبة في الحياة
بسبب قسوتها وانسداد أفاق المستقبل فيها.
وفي إطار قريب يرصد فيلم "وجهان للوحدة"
للمخرج التركي سيرهات تشاتاك قصة أم وابنتها الصغيرة تعيشان في جزيرة منعزلة وسط
بحيرة أميك في مقاطعة هاتاي التركية بعيدا وسط جو خانق تبث فيه الطفلة الأمل في
الأم التي تعيش من أجل بقاء طفلتها على قيد الحياة.
في فيلم "بورتريه شخصي" للمخرجة المصرية
الشابة من تلجأ المخرجة إلى تصوير نفسها في محاولة لتقديم أفكارها التي تعبر عن
أفكار الكثير من أبناء جيلها الذين يرفضون كل ما يمت للقديم بصلة ويحرصون على
إظهار أراءهم الخاصة والمتباينة أحيانا في قضايا كثيرة يعتبرها المجتمع من حولهم
محرمات.
بينما عانس عجوز في فيلم"الحارة" للمخرج
اللبناني نيكولا خوري تعيش وحيدة في منزلها القديم وسط ذكرياتها بعدما هجرها كل
الأشقاء لتتذكر كل ما مر بها في حياتها من أحزان وأفراح وأسرار.
في الفيلم الصربي الهولندي "25\7" للمخرجان سرديان سلافكوفيتش وزيفويان سليتش عودة للماضي من
خلال شاب وفتاة يلتقيان في عيد مولدهما الثالث والثلاثين ليرويان ما عاشاه يوم عيد
مولهدهما الرابع عشر عام 1993 حيث كان الشاب البوسني المسلم محاصرا وسط مجزرة صربية تجري في
البوسنة بينما الفتاة الصربية تحتفل بعيد مولدها وسط عائلتها في محاولة جادة لرصد
معاناة الأطفال وسط الحروب.
في الفيلم التشيكي "تريزا دراتفوفا" للمخرج
أدم سدلاك قصة فتاة في العشرين تقاطع الناس وتلجأ للحياة أسفل السيارات المتوقفة
في مرأب كبير باعتبار المرأب الخالي عادة من البشر أكثر أمنا من الإختلاط بالناس.
في حين يرصد فيلم "وحدة" للمخرج الروماني
ليوفا جدليكي تفاصيل ليلة واحدة في حياة فتاة ليل رومانية صغيرة في فرنسا تعرضت
للإتصاب الوحشي ولجئت إلى اتخاذ إجراءات قانونية لكنها تقع في أزمة عدم معرفتها
باللغة الفرنسية مما يضطرها إلى الإستعانة بمترجم يكون في الفيلم البطل الموازي
لرواية القصة.
فتاة ليل أخرى في الفيلم المجري "الله يعلم
ماذا" للمخرج بيلا باتزولاي تعمل لدى قواد يستخدمها بين الحين والأخر لرشوة
رجال الشرطة جنسيا لكنها تقع يوما في خطأ يعرضها للعقاب القانوني فيلجأ رجال
الشرطة الذين كانت عل علاقة بهم للإيقاع بها بدلا من مساعدتها وسط مشاعر مختلطة
برغبتها في الخروج من الأزمة وفضح رجال الشرطة الفاسدين.
في فيلم "بناية الأمة" للمخرجة الفلسطينية
لاريسا صنصور مزيج من الدراما والجرافيكس في إطار فانتازي حول شابة فلسطينية تعيش
في بناية متخيلة تجمع العالم كله وتحاول بكل طاقتها الحفاظ على هويتها الفلسطينية
من خلال مقتنيات وأكلات وملابس وطقوس خاصة بأهلها مع حلمها الدائم بتوفير حياة
أفضل لطفلها الذي بات على وشك الولادة.
ويروي فيلم "حرمة" للمخرجة السعودية عهد كامل
جانبا من الأزمات التي تعيشها المرأة في السعودية بسبب المجتمع الذكوري المسيطر من
خلال "أريج" السيدة السعودية الفقيرة التي تعيش وحيدة في مدينة جدة
والتي باتت مستعدة لفعل أي شيء لحماية مستقبل ابنها الذي بات على وشك أن يولد.
سيدة أخرى تعيش قصة عذاب أخرى مع زوجها في الفيلم التركي
"اختفى في الزرقة" للمخرج عبد الرحمن أونير حيث يبدأ الفيلم بها تجهز
العشاء لزوجها الذي تعاني من تصرفاته على مدار عقود مليئة بالإختلافات الزوجية
لينتهي الفيلم بحل غاية في التطرف.
أما السيدة العجوز اليائسة في فيلم "الوقت لن
يتوقف" للمخرجة الإستونية مونيكا سيميتز فإنها لا ترغب في الحياة أصلا وترفض
مغادة سريرها مكتفية بمشاهدة التليفزيون بينما تقوم ابنتها برعايتها وقضاء حوائجها
لكن الحياة بالكامل تتغير في يوم من الأيام من خلال هدية مفاجئة تجدها على بابها.
في الفيلم المصري "وراء الباب" للمخرج الشاب
أدهم الشريف قصة وحدة أخرى لكنها هذه المرة إجبارية حيث تقوم الأم بمحاولة قاسية
لإرهاب طفلها الصغير الذي لا يطيعها على الإطلاق تاركة إياه في المنزل وحيدا لفترة
طويلة نسبيا وسط مخاوفه ومشكلات لا تنتهي.
ويروي المخرج الجزائري طاهر حوشي في فيلمه
"يدير" قصة إنسانية سياسية تتعلق بطفل على أبواب عامه الأول في المدرسة
التي حرم منها لسنوات بسبب كون والده سجين سياسي مركزا على مشاعر الغحباط والخوف
التي يعاني منها الطفل في أول أيام ذهابه إلى المدرسة للمرة الأولى.
"ماتيلدا" هي بطلة فيلم إيطالي يحمل نفس الإسم
للمخرج فيتو بالميري وهي طفلة خجولة لكنها ذكية بالفطرة تعاني في حياتها من أمرين
فقط أولهما يتعلق بالدراسة التي لا تروقها كيفية سيرها ومعلمتها التي لا تتفهم
أسلوب التعامل مع الأطفال إضافة إلى العناية بأدوات حلاقة الشعر المملوكة لأمها
مما يجعلها تلجأ إلى وسائل غير تقليدية للتغلب على تلك المشكلات.
وافتتح مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة
فعاليات دورته الـ16 مساء الثلاثاء 4 حزيران/ يونيو ويختتم مساء غد الأحد التاسع من نفس
الشهر بتوزيع الجوائز على الفائزين وتكريم المنتج والمخرج الإيطالي جيان فيتوريو
بالدي والمخرجة المصرية تهاني راشد.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق