تظاهرة سياسية معارضة للنظام المصري في حفل افتتاح مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة
من: سلامة عبد الحميد=
الإسماعيلية (مصر) 5 حزيران/ يونيو (د ب أ)- تحول حفل افتتاح مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر إلى تظاهرة سياسية مناهضة لوزير الثقافة المصري الجديد وحكم الرئيس محمد مرسي فيما انسحب محافظ المدينة المضيفة قبل بدء الحفل اعتراضا على هتافات ضد نظام الحكم الذي ينتمي إليه.
واستبق عدد من الأشخاص الحفل الذي أقيم مساء أمس الثلاثاء بتنظيم وقفة إحتجاجية أمام مقر حفل افتتاح المهرجان في مدينة الإسماعيلية على شاطئ قناة السويس حملوا فيها لافتات منددة بقررات وزير الثقافة المصري علاء عبد العزيز الذي غاب عن حفل إفتتاح المهرجان الذي تنظمه وزارته من خلال المركز القومي المصري للسينما.
وفي داخل قاعة الحفل وقبل بدء مراسم الإفتتاح الذي تأخر نحو الساعة عن موعده المقرر مسبقا اقتنص المخرج مجدي أحمد علي رئيس المهرجان في دورته الماضية مكبر الصوت ووجه عددا من الإعتراضات المباشرة لوزير الثقافة الحالي ومن عينوه في موقعه مطالبا بإقالته ومشددا على أنه وغيره من السينمائيين والمثقفين لن يتوقفوا حتى إقالته من منصبه.
وقال مجدي أحمد علي لجمهور غير كبير في قاعة حفل الإفتتاح إن الدورة السابقة للمهرجان التي تولى رئاستها كانت مهددة بالإلغاء لكنه وغيره من السينمائيين أصروا على إقامتها وهو الأمر الذي بات أمرا واقعا في العام الحالي على حد قوله قبل أن يهتف "يسقط يسقط حكم المرشد" في إشارة إلى مرشد جماعة الإخوان المسلمين الذي تروج المعارضة أنه الحاكم الفعلي للبلاد.
وهتف عدد المتواجدين في قاعة الحفل عدة هتافات مناهضة لوزير الثقافة والحكومة المصرية برمتها مطالبين بإقالتها في حين هتف بعضهم مطالبا بسقوط الرئيس محمد مرسي.
واعترض محافظ الإسماعيلية لواء الجيش السابق جمال إمبابي على توجيه إهانات إلى النظام الحاكم الذي يمثله هو في محافظته خاصة بعدما نشبت ملاسنة بين المخرج مجدي أحمد علي وعضو برلماني عن حزب الوفد في الإسماعيلية اعتبر ما قاله المخرج في قاعة الحفل محاولة لإفساد حفل الإفتتاح والدفع بشأن سياسي في مهرجان سينمائي حكومي.
وانسحب المحافظ ولم يحضر الحفل الذي كان مقررا أن يعلن فيه افتتاح المهرجان كمسئول حكومي في ظل غياب وزير الثقافة في حين ظهر على المسرح أحد نواب المحافظ ليشكر الحاضرين ويتمنى لهم مهرجانا ناجحا دون أن يعلن أيضا افتتاح المهرجان رسميا.
وخلا حفل الافتتاح من أية فعاليات فنية مصاحبة على خلاف العادة في معظم المهرجانات الفنية التي تضم أوبريت غنائي أو فقرات موسيقية في حفل الإفتتاح.
وقال كمال عبد العزيز رئيس المهرجان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عقب حفل الإفتتاح إنه فوجئ بما جرى ولم يكن في حسبانه أن تتطور الأمور بهذا الشكل معتبرا أن ما جرى ظاهرة صحية في إطار حرية الرأي والتعبير لكنها كادت أن تعصف بحفل الإفتتاح كله خاصة وأن عدد من مواطني المدينة كانوا متحفزين لرفض ما يجري خوفا على المهرجان الذي يقام في مدينتهم الصغير سنويا.
وأضاف رئيس المهرجان أنه لم يكن يتمنى أن تسير الأمور على هذا النحو مهما كان الخلاف محتدما مع وزير الثقافة أو الإعتراض على الحكومة خاصة وأن هذا جرى داخل قاعة الحفل وقبل افتتاح المهرجان منوها إلى أن ما جرى لو تطور عن حده لكان سببا في ضياع مجهود كبير استمر شهورا لعدد كبير من الأشخاص في مجالات مختلفة عملت على إنجاز المهرجان.
واحتفى مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في افتتاح دورته الـ16 بمؤسسه ورئيس أولى دوراته المخرج المصري الكبير توفيق صالح الذي ألقى كلمة موجزة في الحفل نسب فيها الفضل في تطور المهرجان وسمعته الدولية إلى من خلفوه في رئاسته.
وعرض المهرجان في الحفل الفيلم البريطاني "المحتال" للمخرج بارت لايتون الذي يروي جانبا من حياة شاب فرنسي إعتاد إنتحال شخصيات مزيفة وبلغ عدد الشخصيات التي انتحلها أكثر من 500 شخصية رصد الفيلم منها واقعة إنتحال شهيرة لشخصية مراهق أمريكي متغيب عن أهله منذ 3 سنوات استطاع الشاب الفرنسي إقناع ذويه بأنه المراهق الغائب وقد عاد.
ويرأس المخرج والمنتج الإيطالي جيان فيتوريو بالدي لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية بمشاركة عضوين هما المخرجة الجزائرية صافيناز بوسيبا والمخرجة المصرية تهاني راشد.
ويرأس الفرنسي ميشيل دريجيز لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة والرسوم المتحركة ومعه عضوين هما اللبناني شادي زين الدين والمخرج المصري الشاب شريف البنداري.
وتضم قائمة الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية للدورة الـ16 لمهرجان الإسماعيلية 52 فيلما تنتمي إلى 30 دولة بينها العديد من الدول العربية إلى جانب برنامج سينمائي خاص للإحتفاء بمدن قناة السويس الثلاث وهي بورسعيد والسويس والإسماعيلية يضم 15 فيلما من أرشيف المركز القومي المصري للسينما.
وينظم المهرجان في إطار فعالياته "منتدى الإسماعيلية للإنتاج المشترك" باعتباره المنتدى الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط الذي يتخصص في الأفلام الوثائقية ويتنافس على جوائزه 10 مشروعات لأفلام قيد التطوير وفيلمين في مرحلة ما بعد الإنتاج ويبلغ مجموع الجوائز 20 ألف دولار وترأس السينمائية المصرية الألمانية فيولا شفيق لجنة تحكيمه مع عضوين هما السينمائية اللبنانية هانيا مروّه ورئيس برنامج الأفلام في الجامعة الأميركية بالقاهرة مالك خوري.
ويكرم المهرجان هذا العام المخرج والمنتج الإيطالي جيان فيتوريو بالدي والمخرجة المصرية تهاني راشد.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق