الجمعة، 30 يناير 2009

هؤلاء قتلوا السادات" كتاب يتهم الكبار بالتورط في اغتيال الرئيس



"


اتهم كتاب حديث صدر في العاصمة المصرية القاهرة قبل أيام مسئولين مصريين كبار لازال بعضهم أحياء بالتورط في حادثة مقتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات مستغربا عدم معاقبتهم أو حتى توجيه التهم لهم في القضية التي اتهم فيها عدد من ضباط الجيش الصغار.
حمل الكتاب عنوان "هؤلاء قتلوا السادات" من تأليف أنيس الدغيدي وإصدار دار نشر مدبولي الصغير ويقع في 400 صفحة من القطع المتوسط وتوزع معه اسطوانة مدمجة تضم عددا من الصور ولقطات الفيديو التي يتحدث عنها الكتاب إضافة إلى نصه الكامل.
وقال المؤلف أنيس الدغيدي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الكتاب محاولة لكشف الكثير من الغموض الذي اكتنف القضية المصرية الأهم في السنوات الخمسين الأخيرة والتي تؤكد حالة الحساسية التي تحيط بها وجود متورطين كثيرين لم يتم الكشف عنهم مشيرا إلى أن هدفه الأول إعادة فتح ملف القضية وإظهار كل ما تم إخفاؤه عنها للعامة كحق دستوري أصيل.
وأضاف أنه يهيب بكل الشرفاء في مصر للتضامن معه في هذا المطلب منوها إلى أنه أرسل نسخا من كتابه إلى جميع أفراد عائلة السادات باعتبارهم أصحاب الحق في المطالبة بإعادة التحقيق رغم أن بعضهم كان أول المتخاذلين عن المطالبة بهذا الحق عند نظر القضية بشكل يجعلهم متورطين مثل غيرهم في اغتيال الرئيس.
ويسرد مؤلف الكتاب منذ السطور الأولى تفاصيل حادثة اغتيال الرئيس السادات المعروفة باسم حادثة المنصة التي وقعت يوم 6 تشرين أول/ أكتوبر 1981 مع التعليق على الكثير من التفاصيل وصولا إلى وجود تواطؤ واضح من جهات عدة قبل وبعد وقوع الحادثة بناء على تعليمات من أشخاص نافذين.
ويتهم الكتاب كثيرين غير المتهمين الذين تمت محاكمتهم بينهم نائب رئيس الجمهورية وقتها والرئيس الحالي حسني مبارك ووزيري الدفاع والداخلية وقتها عبد الحليم أبو غزالة والنبوي إسماعيل اللذان تم الإبقاء عليهما في منصبيهما رغم أنهما مسئولان بشكل مباشر بحكم موقعيهما عن الحادثة إضافة إلى اتهامات للمخابرات العامة والمخابرات العسكرية والحرس الرئاسي وصولا إلى زوجة الرئيس جيهان السادات.

يبدأ الكتاب بسرد الرواية الرسمية لحادثة الاغتيال منذ بدء المجموعة المنفذة التخطيط لها بطريقة السرد السينمائي مع التعليق على الأحداث لإظهار مواضع القصور التي تؤكد إدانة الكثيرين بدءا من وزير الداخلية الذي وصلته تقارير وشرائط فيديو تؤكد استعداد مجموعة من المنتمين للجماعات الإسلامية لاغتيال الرئيس وقيامهم بالتدريب على ذلك دون أن يلقي القبض عليهم.
ويروي كيفية إشراك خالد الإسلامبولي المتهم الأول في العرض العسكري رغم أنه ممنوع بتعليمات أمنية كون شقيقه معتقل سياسي ثم كيفية إشراك المتهمين الثلاثة الآخرين واثنان منهما ليسا من عناصر الجيش أصلا وهو ما يورط المخابرات العسكرية في الحادثة.
ويستنكر مؤلف الكتاب بالتفاصيل مرور المجموعة المنفذة من كل نقاط التفتيش المتعددة بأسلحة محشوة بذخيرة حية وعدد 4 قنابل وهو ما يورط كل أجهزة التأمين ويؤكد ضلوع أشخاص نافذين في الحادثة التي استمرت لفترة تقترب من 6 دقائق بحسب الكتاب لم يطلق فيها رصاصة واحدة على الجناة من أي من الأجهزة المسئولة عن تأمين الرئيس.
ويسرد الكتاب كيفية تنفيذ عملية الاغتيال مؤكدا أن عددا من الجالسين بجانب الرئيس في المنصة متورطين في مقتله وربما أطلق أحدهم الرصاص عليه من مسدس أخفاه في ملابسه مستدلا بالرصاصات التي ظهرت في بطنه وجانبه في الصورة التي نشرتها صحيفة "الميدان" المصرية قبل أعوام لجثمان الرئيس عاريا وأحدثت جدلا واسعا في الشارع المصري.
ويؤكد الكتاب أن موقع منفذي الاغتيال أسفل المنصة لا يتيح لأحدهم إصابة الرئيس السادات في بطنه بينما ظهرت أثار رصاصات عدة في البطن توقع أن من أطلقها أحد الجالسين إلى جواره خاصة وأن تلك الرصاصات لم يأت ذكرها على الإطلاق في التقرير الطبي الرسمي للرئيس الذي أكد إصابته في العنق والترقوة والقدم فقط.
بعدها يصل إلى التحقيقات التالية التي شهدت أخطاء بالجملة حيث تمت المعاينة الأولى لمسرح الجريمة بعد يومين كاملين من وقوعها وأظهر تقرير المعاينة أن المكان كان نظيفا تماما وتمت إزالة كل ما فيه من رصاصات ودماء حتى المقاعد وبالتالي ضاعت كل الأدلة التي يمكن أن تدين أشخاص نافذين أو مقربين من الرئيس.
وينهي مؤلف الكتاب سرده لتفاصيل الحادثة مؤكدا أن "المسألة ليست إلا خيانة وغدرا قام بها بعض كبار رجال الدولة الذين قدموا المساعدة للجناة لتجاوز كل المعوقات".
ويشكك الكتاب في كل التقارير الرسمية التي صدرت عن وزارة الداخلية والنيابة العامة التي تولت التحقيق معتبرا أن الكثير من الحقائق تم إخفاؤها عمدا خاصة نصوص التحقيقات مع المتهمين التي لم يظهر منها إلا النذر اليسير الذي لا يسمح للعامة بمعرفة الحقيقة.
ويضم كتاب "هؤلاء قتلوا السادات" العديد من الشهادات الخاصة بمقربين منه على حادثة اغتياله بينها شهادة الرئيس حسني مبارك في حواره لأسبوعية "المصور" المصرية بعد 24 يوما من الحادثة ثم حوارات مع صحيفة الأهرام وأسبوعية "أكتوبر" و"نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" و"السياسة" الكويتية في نفس الفترة ثم حواره التليفزيوني مع عماد أديب عام 2005.
يذكر أن مؤلف الكتاب أنيس الدغيدي أعلن مؤخرا عن مسلسل يروي سيرة حياة الرئيس أنور السادات بموافقة أسرته لكن الأسرة نفت الموافقة وأقامت ابنته رقية السادات دعوى قضائية للمطالبة بوقف تنفيذ المسلسل تحدد للفصل فيها يوم 14 شباط/ فبراير القادم.

هناك تعليقان (2):

  1. أنيس الدغيدي صحفي جبار جدا وكاتب جرئ نتوقع منه كل جنون وعبقرية

    ردحذف
  2. صحيح كاتب جبار وجرئ ومقاتل بس هادا الكتاب جريئ مرة ومخيف أظنه سيواجه مصاعب وقلاقل بسبب هذا الكتاب بس سينجح ويتخطاها وسيكشف لنا كل كذابين السلطة في العالم العربي اللي نهبوا كل شيئ ما دريتم عن كتابه اللي صدر من يومين بعنوان :
    فساد آل سعود ؟
    مصيبة والله وجرأة غير غير غير أي شيئ

    ردحذف