الخميس، 11 نوفمبر 2010

مقال وائل السمري في اليوم السابع عن أصدقاء مهرجان أبوظبي اللي اختشو ماتوا


كتب: وائل السمري
لن أدافع عن خبر نشرته أو موقف اتخذته، فالخبر الصحفى يدافع عن نفسه بقواعد المهنة وليس بالألسنة الطويلة، وخلاصة القول أننى نشرت ما نشرت حول المنتجة الإسرائيلية ليسلى وودن ومشاركتها فى مهرجان أبو ظبى بناء على ما أملاه على ضميرى المهنى، الذى لا يرضى أن يخفى معلومة عن قارئ استأمنه وآمن به واقتطع من وقته مساحة ليقرأ ما يكتبه، وغلقا لباب التلاسن حول مصداقية الخبر وصحة مصادره أعلن مسئوليتى التامة عنه ولدى من الوثائق ما يؤكد صحة ما نشرته.
أما مصادر المعلومات فقد أعلنت عن بعضها الزميلة فاطمة خليل فى تقريرها الذى كتبته ووافقت على نشره، أما البعض الآخر فأحتفظ به حرصا على مبدأ عدم إفشاء الصحفى عن مصادره إلا أمام القضاء، ومن الآن فصاعدا من يرى أنه متضرر من الخبر الذى نشره "اليوم السابع" حول مشاركة المنتجة الإسرائيلية لسيلى وودن فى مهرجان أبو ظبى فعليه أن يذهب للقضاء، بدلا من الشتائم والاتهامات والتلقيح الذى يحاسب عليه القضاء أيضا.



عذرا فقد باتت الأصول المهنية فى حاجة إلى أن نوضحها وأن نذكر بها من نسوها وأهملوها وهجروها رغبة فى دعوة يصيبونها أو منحة يستحوذون عليها أو فتات مائدة يلحسونها، ودون استطرادات إضافية أعلن اندهاشى من سلوك بعض الزملاء من الصحفيين الذين نصبوا أنفسهم ناطقين باسم مهرجان أبو ظبى للسينما بعدما انفرد "اليوم السابع" بنشر خبر مشاركة مخرجة إسرائيلية فى فعاليته.
وبالمناسبة فقد ذكر "اليوم السابع" أن هذه المخرجة تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والبريطانية، فلا داعى لأن يظن أحد أنه "جاب الديب من ديله" حينما يقول إنها بريطانية، ولم يفتر "اليوم السابع" على أحد ولم يتجن على المنتجة أو المهرجان، واستندنا فى خبر مشاركة المنتجة الإسرائيلية على موقع بريطانى رسمى ذكر صراحة وبالفم المليان أن هذه المخرجة ولدت وتربت فى إسرائيل فى عام 1957 ثم تأكد لنا الخبر عبر أكثر من مصدر موثوق بأن المخرجة نفسها أعلنت فى ندوة عقدها لها المهرجان بعد عرض فيلمها، أنها إسرائيلية وأنها تفتخر بجنسيتها، ثم تقمصت دور جميل راتب فى فيلم الصعود إلى الهاوية وقالت للحاضرين والابتسامة تملأ وجهها "إحنا ولاد عم" ظنا منها أن كل الحاضرين "عبلة" ومع ذلك لم ينتفض قلم ولم يعترض أحد.
وصعق المتواطئون حينما نشر "اليوم السابع" الخبر، ظنا منهم أن المعلومات حكر عليهم، ومع ذلك لم نكن لنمنع نشر أى توضيح من إدارة المهرجان، وكل ما طالبت به هو أن يعلن المهرجان موقفه من هذه المعلومة، أن يؤكد أو ينفى أو يوضح، لكن القائمين على المهرجان تكتموا على الموضوع برمته وكأن الأمر لا يخصهم، وساعدهم فى هذا تواطؤ عدد من الذين حضروا فعاليات المهرجان معهم وشاهدوا هذه المنتجة وهى تركب على ظهورنا "وتدلدل رجليها" وتعلن على الملأ إنها إسرائيلية وتفتخر بجنسيتها، وهذه هى معلوماتى المؤكدة.
وبالمناسبة ولم يقدر أحد على أن يكذب واقعة تصريح المنتجة ليسلى وودن بأنها إسرائيلية، وحينما اتصل بى أحد الأصدقاء الذين حضروا المهرجان ليعاتبنى على نشر الخبر ويحذرنى من أن تصبح العلاقات السياسية المصرية الإماراتية فى خطر من توابعه، سألته سؤالا واحدا هو: هل تنكر أن "وودن" ذكرت على الملأ أنها إسرائيلية، فقال لي: لا أنكر، ولكنها أرادت أن تورط إدارة المهرجان وحينما أدرك أنه "وقع بلسانه" لم يكمل المكالمة على وعد "لم يتحقق" بأن يتصل بى ثانية.
الخلاصة هنا عزيزى القارئ ستجد صورة ضوئية من موقع "معهد الفيلم البريطانى" مسجلا بها جنسية المنتجة الإسرائيلية ليسلى وودون ومكان ولادتها، والموقع موجود، والصورة أمامك، وما عليك إلا أن تبحث فى محرك جوجل عن كلمة ليسلى وودون + كلمة إسرائيل وستظهر لك الحقيقة كاملة، تعليقات المنتجة على الأخبار فى صحيفة ها آرتس، ونبذة عن حياتها فى موقع الفليم البريطاني، والكثير من النتائج الأخرى التى ستؤكد لك صحة ما نشره "اليوم السابع".

وللحق فقد أدهشنى مقدار الجرأة التى يدافع بها البعض عن إدارة مهرجان أبو ظبى وهم على علم تام بأن موقفهم خاو ودافعهم متهاو، فلجان المهرجان وإدارته أبت على نفسها أن تكذب أو أن تكذّب ما نشرناه لأنها تعلم علم اليقين مدى صحته، وتركت هذه المهمة للمتبرعين بالدفاع عنها لأسبابهم الخاصة، وما أعلم بالنوايا إلا الله.
لا أريد أن أتهم أحدا مثلما فعل غيرى، ولكنى أشفق على كثيرين ممن حضروا المهرجان ولم يذكروا هذه المعلومة، فهم بين نارين، الأول أنهم لم يكونوا على علم بما يجرى فى مؤتمر حضروه وهذه سبة مهنية، والثانى أنهم عرفوا ولكن، مؤدبا، أقول "تغاضوا" عن نشر المعلومة وهذه سبة أخلاقية.
لكننى أعرف أن الأمر لم يهز شعرة فى رأس هؤلاء وأولئك لولا موقف النقابات الفنية الشجاع الذى قرر مقاطعة المهرجان والتحقيق مع من حضروه ومناشدة نقابة الصحفيين بأن تحقق مع من حضر من أبناء المهنة ولم يكشف الواقعة أو ينسحب من فعاليات المهرجان، وأعرف أن الخبر الذى نشره "اليوم السابع فاجأ الجميع، وأعذر من أدهشته فكرة أن يقيم صحفى بالقاهرة ويعرف تفاصيل ندوة فى الإمارات، ظن حاضروها أنهم أوصياء على القارئ يحجبون عنه ما يشاؤون من معلومات، ويمررون إليه قصائد مدحهم فى مانحيهم الدعوات والمنح.
لكن ما حيلتنا نحن الذين ارتضينا أن نعمل "عند القارئ" وما حيلتنا أننا نتحصن بالمعلومات والوثائق التى تؤكد ما توصلنا إليه من نتائج، وما حيلتنا أننا نتحمل مسئولية الكلمة التى خلق الله بها الكون، وفى الحقيقة لم أكن أعلم أن مستوى الشرف فى الخصومة سينحدر إلى هذه الدرجة.
فخير لمن يدافعون عن مهرجان أبو ظبى أن يتبنوا وجهة نظر تتفق مع "طرمختهم" على الخبر، وأن يقولوا مثلا إنهم من أنصار التطبيع، وساعتها سأحترم وجهة نظرهم وأختلف معهم كما اختلفت مع غيرهم، لكن أن يلجأ المدافعون إلى تكذيب ما يعلمونه تمام العلم فهذا ما لا يقبله أى إنسان سوى، ولهذا أقول للإخوة المتضررين، رتبوا أواقهم ولا تنزلقوا فى الكذب مثلما انزلقتم فيما لا يعلمه إلا الله.



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق