الجمعة، 14 أكتوبر 2011

أروى والمدرسة الجاهلة.. أنقذوا أطفالنا



أروى بنت الجيران، عمرها سبع سنوات ونصف تقريبا ولدت في نفس شهر ولادة ابني الكبير لأسرة ميسورة الحال الاب متدين والأم محجبة وينتمون لأصول صعيدية.
التدين السمة الغالبة على الأسرة كلها لذا فقد قرر الأب أن يدرس أبناءه دراسة أزهرية حتى يتعلمو أصول دينهم ويتفقهو فيه، إلى هنا وكل الظروف طبيعية.
مبكرا بدأ الأب البحث عن معهد أزهري لابنته، وجد معهدا خاصا قريبا بمصروفات مقبولة.. الميزة الأهم أنه لازال حديثا وبالتالي عدد المتقدمين له قليل ومن ثم تم قبول الطفلة التي أكملت الخامسة بالكاد في الصف الأول الدراسي بالمعهد الأزهري.
أروى الأن في السنة الثالثة الإبتدائية.. شهادة يعني.. عمرها صغير وتدرس موادا كثيرة إضافية لما يدرسه أقرانها في التعليم العام حيث تضاف لها المواد الأزهرية مع المواد العادية.
في يومها العاشر تقريبا في السنة الثالثة عادت أروى من المعهد الأزهري باكية تحمل "كراسة المتابعة"، في الكراسة تعنيف شديد للطفلة على تقصيرها في أداء الصلاة.. انزعجت الأم فعلا من تقصير ابنتها في الصلاة وكادت تكمل تعنيفها لكنها أرادت أن تستوضح منها الموقف كاملا قبل ذلك.
حكت أروى أن المدرسة المنتقبة بدأت الحصة بسؤال للجميع عمن أدى صلاة الفجر في موعده، مضيفة أن معظم الأطفال أجابو بالإيجاب مؤكدين أنهم صلوا في الموعد بينما بعضهم زاد أنه صلى في المسجد رغم أنها تعلم أن معظمهم لا يصلون أصلا.
مشكلة أروى أنها ردت ببراءة طفلة في السابعة أنها استيقظت متأخرة ولم تلحق بصلاة الفجر، الإجابة أغضبت المدرسة لدرجة أنها عنفتها ووصفتها بالمقصرة وتوعدتها بأن الله لن يغفر لها وأنها ستدخل النار لتفريطها في الصلاة.
وانفجرت الطفلة في بكاء شديد لتكمل لأمها أن المدرسة أمرتها أن تخرج ألوانها ثم قامت بتكسيرها جميعا وألقت بها من النافذة أمام الجميع وطلبت من زملاءها أن يقاطعوها قائلة: إن من يحدث أروى طيلة اليوم سيعاقب فتجاهلها الجميع.
إلى هنا بدأ غضب الأم يزيد ويتحول إلى حنق ضد المدرسة التي عاقبت ابنتها الطفلة على استيقاظها متأخرة بجعلها منبوذة وحرمانها من ألوانها التي تحبها فهدأت من روع الطفلة وأبلغتها أنها لن تسكت على هذا.
في كراسة المتابعة كتبت أم أروى لمدرستها أن ما حدث منها تجاه ابنتها غير مقبول وأنها لا تسمح لها بهذا أبدا ولو تكرر فإنها ستتخذ إجراء شديدا، فما كان من المدرسة إلا أن قررت تصعيد الأمر وتقدمت بشكوى للمدير معتبرة أن ما كتبته الأم تهديد صريح لها مطالبة باستدعاء الأم لتعتذر.
وصل أم أروى بالفعل طلب استدعاء ولي أمر من المدرسة، فذهبت لتفهم كيف وصل الأمر إلى هذا الحد وكيف يتعامل معلمون مع أطفال بتلك الطريقة؟.. فسمعت فور دخولها مكتب المدير تعنيفا لها على لهجتها التي كتبت بها للمدرسة في كراسة المتابعة وطلب منها ضرورة الإعتذار للمدرسة أمام المدير وابنتها عما فعلت.
فجأة "طق العرق الصعيدي في نفوخ الأم" وقررت أن تمنح هؤلاء درسا لا ينسوه حتى لا يكرروا ما فعلوه مع ابنتها مع أطفال أخرين، فعلا صوتها وأسمعت المدير وكل العاملين في المدرسة أنهم فاشلون ويستحقون المحاكمة وتوعدتهم بأنها ستخرج من المعهد إلى قسم الشرطة لتتقدم ببلاغ فيهم تتهمهم بارهاب ابنتها كما ستتوجه إلى المنطقة الأزهرية لتتقدم ضد المعهد بمذكرة تكشف فيه مدى السوء الذي يتعاملون به مع الأطفال.
تغيرت اللهجة سريعا خاصة مع تكرار الأم لعدد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن تعليم الصلاة للأطفال وطريقة التعامل معهم في هذا السن الصغير، لكن التهديد بالبلاغات للشرطة والمسئولين كان الأكثر تهديدا.

الواقعة ناقوس خطر لما يفعله معلمو أطفالنا بهم، معظمهم جهلاء لم يحصلو على تعليم تربوي مناسب ورغم ذلك يشكلون مستقبل أولادنا وبالتالي بلادنا.
أروى نموذج لكل أطفالنا الذين يذهبون يوميا لمدارسهم لتحصيل العلم فيعودون بعقد ومشكلات، فهذه المدرسة الجاهلة المتشددة كادت تجعل الطفلة تكره الصلاة وأمثالها يوقعون في نفوس أطفالنا تمييزا بين المسلمين والمسيحيين وبعضهم يجعل الأطفال يكرهون التعليم من أساسه.





يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق