من
يوم الانقلاب على مرسي وأنا أكرر.. نفس الفيلم بيتكرر بنفس السيناريو بنفس الحوار.
باختلاف أسماء بعض الأبطال فقط... والبعض يخالفني ويقول إنه فيلم جديد.
لما
تنحى مبارك وافق الثوار على تولي العسكر المسئولية رغم أن مبارك هو من ولاهم وهم
عساكره وكلابه الذين سلطهم علينا طوال فترة حكمه لقمعنا وسرقتنا.. تم ترويج أنه: لم
يكن أمام الثوار من حلأخر وأن الثورة كانت وقتها قوية ولم تكن تخشى أحدا وقيل
بوضوح "العسكر فترة إنتقالية وتنتهي ومن قام بالثورة على مبارك لن يعيقه أي
أحد والمجلس العسكري يدرك هذا تماما" كلها طبعا كانت أكاذيب تم ترويجها عمدا
لخداع الثورة والثوار.
المهم
أن المجلس الطنطاوي قام بواجبه تجاه مبارك وعصابته على أكمل وجه، فهرب من هرب منهم
ومعه كل الأموال المسروقة من دم الشعب, ومن بقي منهم تم توضيب قضايا مهلهلة لهم
خرجوا على إثرها كلهم أبرياء، إلا قليلا منهم ينتظرون البراءة بما فيهم مبارك.
قام
المجلس العسكري بواجبه على أكمل وجه أيضا فيما يخص الثورة والثوار الذين نجح في بث
الفرقة بينهم إما بالشائعات أو بالإغراءات مستخدما الإعلام الذي ينتمي بالكامل إلى
عصر مبارك وتديره مخابراته وأجهزة أمن دولته.
وصلنا
في النهاية بعد كوارث متتابعة مثل الإنتخابات أولا واكتساح الاسلاميين لانتخابات
البرلمان إلى الانتخابات الرئاسية، لتبدو نجاحات المجلس الطنطاوي المباركي للعيان
في عدم الاتفاق على مرشح رئاسي ثوري، فالكل كان يظن نفسه ممثلا للثورة والأجدر
بالجلوس على كرسي الرئاسة، ودارت حرب ضروس بين عدد منهم "حمدين أبو الفتوح
مثالا"، وبالتالي وصل مرسي وشفيق إلى مرحلة النهاية ليتم اختيار مرسي
باعتباره أهون الضررين.
كانت
تلك المرحلة جزء مهم من خطة تصفية الثورة وعودتها للإرتماء في أحضان النظام الأمني
العسكري المباركي مجددا.. الدولة العميقة بالكامل تحالفت ضد مرسي واستخدمت كل نفوذها
والأموال الفاسدة التي تمتلكها لتشويه الإخوان الذين ساعدوا تلك الدولة بقوة
بالفعل من خلال التراخي والثقة الزائدة بالنفس وقمع الأراء المخالفة حتى ولو كان
فيها مصلحتهم والإنفراد بالقرار وتقريب المؤيدين وأهل الثقة والتراخي الشديد في
اتخاذ القرارت وغيرها الكثير من الأخطاء القاتلة التي قضت على دولتهم سريعا في
المخيلة الشعبية للكثيرين.
ومثلما
قال بعض كارهي الإخوان إن مرسي سيكون من السهل التخلص منه ومعارضته كمبرر لترشيحه
رغم أنهم رشحوه بالأساس نكاية في شفيق ليس أكثر، فإن البعش الأن يردد بنفس البلاهة
أن السيسي غير راغب في السلطة، وأن الجيش لا يريد أن يعمل بالسياسة، ويروج البعض
الأن "ضمن الخطة" أن العسكر "السيسي ومن معه" سيتخلون عن
السلطة مجددا مثلما فعل طنطاوي، وأن انقلابهم "يسمونه ثورة" قادر على
تغيير أي سلطة ولن يستطيع أن يقف في وجهه أحد، تماما مثلما ظن ثوار 25 يناير
بأنفسهم قبل أن يضربوا بالبيادة على قلوبهم.
التعديل
الوحيد في السيناريو هو خروج الفلول من خانة العدو إلى جانب حكم العسكر، ليكون
الإخوان هم العدو الوحيد دون العسكر والفلول الذين قاموا بالثورة على الإخوان أصلا..
السيناريو
واحد,.. ضحايا بالجملة ومعتقلين بالجملة. ثم تبدأ مجددا حملات عسكر كاذبون
ويهاجمها الناس في الشارع لأنها تشوه الجيش، ثم لا للمحاكمات العسكرية التي لن
يتعاطف معها أحد، ثم رئيس صوري ديكوري يحكم العسكر عليهم وعلى من يحكمهم من خلف
الستار، وإن قرر يوما الإستقلال بقراره ينقلبون عليهم فيما يدبو ثورة شعبية جديدة..
وهكذا دواليك...
شوفلنا
يا ابني تذاكر الطيارة اتحجزت ولا لأ نروح نقعد لنا عشرين تلاتين سنة بره البلد دي
لغاية ما الناس دي كلها تموت....
صورة غير حقيقية- تم وضع المأذون فيها بالفوتوشوب
|
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق