فاجئت صحيفة الأخبار المصرية اليوم قراءها بمانشيت عريض
على صدر صفحتها الثالثة يبدو وكأنه انفراد كبير للصحيفة تحتفي به، حيث تنشر مخططا
لصنع تفجيرات في ذكرى الثورة المصرية الثالثة التي مرت قبل أيام بالرقص في التحرير
والقتل في باقي أحياء مصر حتى تجاوز عدد ضحايا اليوم السبعين على يد قوات الأمن.
وبغض النظر عن كون المنشور في الأخبار مجرد تسريب أمني
صريح لا يمكن للصحيفة أن تزيد فيما جاءها ممن ارسله حرفا أو تنقص منه حرفا، وناهيك
عن العناوين الساخنة والحرفية الضائعة في صياغة المعلومات وكتابة التقرير الصحفي،
لكن الكارثة كشفت جهلا فاضحا لدى من أرسل ومن نشر، وهو أمر ليس بمستغرب على
الإطلاق.
المانشيتات الساخنة تنسب إلى الفلسطيني أحمد الجعبري
مسئولية تنفيذ تفجيرات في ذكرى الثورة المصرية الثالثة في عام 2014، رغم أن الشهير
الجعبري قتله صاروخ اسرائيلي في 14 نوفمبر 2012 أي قبل 14 شهرا كاملة من الذكرى
الثالثة للثورة التي يتحدث عنها التقرير الذي ينشر أيضا ما يصفه بأنه وثيقة كدليل.
الشهيد أحمد الجعبري أيضا معروف لدى أجهزة الأمن المصرية
وخاصة المخابرات العامة والحربية وبالتالي لا يمكن أن يخفى عليهم خبر استشهاده،
فالجعبري شخصيا هو من سلم الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط صاحب القضية الشهيرة
وعملية تبادل الأسرى التي تحدث عنها العالم إلى اللواء رأفت شحاتة مدير المخابرات
المصرية وقتها، وظهرت صوره على التليفزيون المصري في عملية التبادل جنبا إلى جنب
مع مدير المخابرات.
والجعبري أيضا نقلت معظم الصحف المصرية خبر استشهاده في
وقته وبوابة الأهرام نشرت وقتها فيديو لاستشهاد الجعبري يظهر الطائرة الاسرائيلية التي أطلقت صاروخا على سيارته والسيارة المحترقة والأشلاء. لكن صحيفة الأخبار تصر
على أن الرجل كان مسئولا عن عمليات تفجير بعد أكثر من عام على استشهاده.
وطبعا المغفلين كتير وبيصدقو وهذا ما تعتمد عليه الأجهزة
التي سربت القصة المفبركة للأخبار وكذا الصحيفة التي لم تتحر الدقة ولا الحقيقة
كعادتها.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق