نشر الموقع حديث الظهور على شبكة الانترنت "ايفنت جيت" eventgate.net اليوم الأحد صورة مثيرة يظهر فيها نائب الفيوم أحمدي قاسم المنتمي لحزب الحرية والعدالة يترك مهام عمله الشرعية في المجلس الموقر ليمارس مهمة شرعية أخرى هي "الرقية" طبقا للموقع.
الصورة واضحة ولا تترك مجالا للشك إلا فيما يخص اسم النائب الذي تجرى عليه طقوس "الرقية الشرعية"، ربما لا أعرفه جهلا مني بأسماء معظم النواب لأنهم لم يثبت لهم دور في المجلس أصلا عدا تمرير القرارات التي يتم اتخاذها خارج المجلس أصلا بالموافقة عليها.
لكن الصورة لا تمنحنا الفرصة للتمعن فيها لأنها تحيلنا إلى العديد من المواقف التي جعلتنا نوقن أن مجلسنا الموقر ليس "برلمان الثورة" على الإطلاق وإنما برلمان لبعض من "ركبوا الثورة" أو لبعض ممن أرادوا "إجهاض الثورة" بل ولبعض من لا يعرفون معنى كلمة "ثورة" باعتبار أن كثيرين يجلسون تحت قبة البرلمان "الثوري" كانوا ممن اعتبروا الثورة حراما علنا وحرموا الخروج على مبارك، وبعضهم الآن "يلحس" تلك التصريحات.
كنا في العادة نسخر من تصرفات بعض السادة النواب لأنهم للأسف الشديد يستحقون السخرية كونهم لا يقدرون قيمة المجلس التشريعي الذي يجلسون فيه ولا يدركون المسئولية التي وضعها على أعناقهم الناخب الذي اختارهم، سواء من اختارهم برغبته أو مكرها تحت ضغوط دخول الجنة ومحاربة العلمانيين الفسقة، أو حتى أولئك الفقراء الذين خضعوا للابتزاز المالي والزيت والسكر وخلافه.
الوضع الآن يا سادة لم يعد يحتمل السخرية من النواب، فيبدو أنهم بحكم الوقت والعادة باتت جلودهم لا تتأثر بالسخرية مهما كانت لاذعة، ويبدو أنهم أدركوا "وهذا ربما الشيء الوحيد الذي أدركوه" أن مبارك كان الشعب يسخر منه لكنه لا يملك حياله أي شيء أخر.. وهم الآن بالتالي يخرجون ألسنتهم للشعب على طريقة "خليهم يتسلوا".
سخرنا من نائب "الأذان" ثم سخرنا من نائب "الإنجليزية" وسخرنا من نائب "المناخير"، وتعجبنا من تعطيل قانون الحد الأقصى والأدنى للأجور وقانون استقلال النقابات وقانون حرية التظاهر، وربطنا بينها وبين إصدار قانون العزل السياسي في أيام. حتى هذا القانون الذي أصدره المجلس مستعجلا لم يحقق الغرض منه وبقي أحمد شفيق مرشحا للرئاسة رغما عن البرلمان المطعون في دستورية قانونه الصادر وحتى دستورية البرلمان نفسه.
كيف لنا أن نسخر الآن من برلمان يتشدق منذ شهر ونصف بأنه سيسحب الثقة من الحكومة رغم أنه يعلم جيدا أنه لا يملك ذلك.. وكيف نملك السخرية من برلمان يقول رئيس الحكومة علنا عن رئيسه أنه "كاذب" فيما يخص تصريحات وجود قرار بحل البرلمان في درج رئيس المحكمة الدستورية العليا؟، كيف بنا أن نسخر من برلمان قرر تعليق جلساته أسبوعا اعتراضا على عدم إقالة الحكومة ثم سافر عشرات من أعضائه في وفد عار إلى السعودية يقدمون واجب التقبيل لأقدام ولي النعم؟.
كيف نسخر من برلمان أوقف الجلسات نكاية في الحكومة ثم عاد ليواصل الانعقاد وأعضاء الحكومة قابعين في صفوفه الأولى يستهزئون بالمجلس ورئيسه ونوابه الذين استشاطوا غضبا معلنين أنهم لن يهدأ لهم بال حتى تقال الحكومة بينما الحكومة وكأنها لا تراهم أصلا.
لن أسخر من البرلمان بعد اليوم، فليس بذي صفة حتى أسخر منه، ولن أحلل ما يقال فيه مجددا فهو بلا موقف حتى نحلل، لكني مبسوط جدا من وصول "الرقية الشرعية" إلى القاعة وليت النواب ورئيس المجلس الموقر يعلنون علينا تخصيص ساعة يوميا لمن يريد الرقية ويعلنون قائمة الأسعار.
ربما تكون الرقية الشرعية فائدة وحيدة نخرج بها من المجلس الموقر كما أنها من الممكن أن تدر على بلادنا وفرة مالية في ظل ظروف صعبة تعيشها خاصة وأن ملايين المصريين الآن يعانون صداعا مزمنا وتوترا حادا بسبب الأحداث المتوالية التي لا تتوقف.
وبدلا من الصداع ليل نهار بما قيل في المجلس وما جرى بين أعضائه تعالوا نفكر في برنامج مسابقات كبير تعرضه قناة "صوت الشعب" يضم فنون "الرقية الشرعية" و"الحجامة" و"إرضاع الكبير" و"بول الإبل" وربما لو صح هذا شرعيا "حلقات الزار" بما لا يخالف شرع الله.
نشر في موقع البديل
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق