الثلاثاء، 2 يوليو 2013

وهذا سلامة عبد الحميد يحييكم من على الحافة قبل انطلاق فعاليات الحرب الأهلية المصرية




كثير من كلام الصالونات يتردد في الفضائيات وفي وسائل الإعلام..
الواقع في مصر مختلف تماما.. الحلول السياسية وصلت مرحلة متقدمة من الإنسداد نظرا لأن أنصار النظام الحاكم يرون أن سقوطه ينذر بنهايتهم جميعا بناء على الكثير من التهديدات والتصريحات الصادرة من المعارضين خاصة مع انضمام كل فلول النظام والشرطة لهم.
والإنسداد قائم أيضا لأن المعارضة تعيش نشوة انتصار لم يتحقق بعد، سببه الحشود التي ملئت الشوارع يوم الاحد وبيان القيادة العامة للقوات المسلحة يومن الاثنين.
الوضع الأن مرشح بقوة للإشتعال وعندما يشتعل لا يعرف ما ينتهي غليه الوضع إلا الله، فالإسلاميين وأنصار الرئيس لا يعولون على أي شيء فيما يخص وجودهم وحريتهم وحقوقهم ومصالحهم في حال سقوطه خاصة في ظل تهديدات صريحة صدرت عن معارضون وعناصر من الشرطة وبالتالي هم يخوضون معركتهم الأخيرة للوجود التي لا يمكن أن يتخلوا فيها عن النصر إلا فوق ألاف الجثث.
وفي المقابل المعارضة ترى أن انتصار مرسي هذه المرة نذير خطر عليهم لأنه لن يرجع مسالما أو مهادنا كما كان سابقا خاصة بعد أن باتت المواجهة في الشارع صريحة ومطالب اسقاطه وحبسه وربما قتله متواترة وبالتالي فهم أيضا يخوضون معركتهم الأخيرة، وإن كانت الحشود لن تشارك في تلك المعركة المتوقع في حال وقوعها أن يخوضها بلطجية النظام القديم وعناصر الشرطة المتحفزة لأقصى درجة.
الطرف الأكثر غموضا الأن في الواقع المصري هو القيادة العسكرية التي تقدم خطوة وتؤخر الأخرى، فبعد بيان عصر الاثنين الصادم للإسلاميين ورافضي حكم العسكر باعتباره انقلاب كامل على الشرعية والذي اعتبره المعارضون انتصارا ساحقا لمطالبهم وانضماما من الجيش لهم وإن لم يخف بعضهم الخوف من عودة الحكم العسكري.. بعد بيان الاثنين عصرا صدر بيان أخر مساء نفس اليوم أثار الكثير من البلبلة باعتباره يؤكد أموار ربما تكون معاكسة تماما للبيان الأول.
التطورات السياسية والمقابلات والتصريحات والحشد والحشد المقابل المستمر منذ الأربعاء الماضي في الشارع لا يغيب عنه العامل الديني، فالأزهر يدعو إلى ابعاد الدين عن السياسة والأحزاب الإسلامية والحركات التي تقف خلفها تستخدم الحرب على الإسلام شعارا رئيسيا، في حين أن تصريح البابا تواضروس أيضا كان مباغتا ويعد اعلانا صريحا بتضامنه مع المعارضة بما يعني تأثيرا روحيا على كل المسيحيين.
بقي أن العوامل الخارجية ليست غائبة وتصريحات أوباما واتصاله بالرئيس مرسي مساء أمس يظهر اهتماما دوليا بالموقف، باعتبار أن مصر بلدا محوريا في منطقة ملتهبة بالأساس.
الكل الأن مدعون لتجنب حرب أهلية باتت على الأبواب يدفع باتجاهها كل الرموز السياسية من كل الاتجاهات والتيارات برفض الحوار وادعاء الانتصار وضرورة سقوط الأخر الذي لن يحدث إلا بالدماء...



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

هناك تعليق واحد:

  1. البيان الاول كان لتهيج الفلول و الثاني لتثبيت المؤيدين

    ردحذف