الاثنين، 30 سبتمبر 2013

قصة الحاكم "عحا" أول ملوك مصر الفرعونية.. بين التأريخ العلمي والتفسير الشعبي

العمل في الحفريات الاثرية

* سلامة عبد الحميد

في الرابع من شهر سبتمبر 2013 نشرت ريبيكا موريل المحررة العلمية في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرا حول ما اعتبر كشفا جديدا في تاريخ الحضارة الفرعونية يتعلق بترتيب ملوك الأسرة الأولى التي حكمت مصر الموحدة في الفترة الزمنية التقريبية 4 ألاف عام قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
وكشف التقرير بعضا من تفاصيل بحث علمي لستة من الباحثين المتخصصين أشرف عليهم البروفيسور ميشيل دي من مختبر بحوث الآثار بجامعة أوكسفورد البريطانية، التي تعد أحد أهم جامعات العالم، وموضوع البحث عن اكتشاف تفاصيل حقبة زمنية جديدة في التاريخ المصري القديم تتعلق بترتيب ملوك الأسرة الأولى.
أكد فريق العلماء الذي يترأسه البروفيسور دي باستخدام تحليلات الكربون المشع وبعض النماذج الحسابية الإلكترونية الحديثة أن التحول من دولة الأراضي الزراعية المتفرقة إلى دولة مدنية يحكمها ملك قد تمت بسرعة أكثر مما كان يعتقد سابقا.
لكن الكشف الأهم الذي احتفى به كثيرون من غير المتخصصين في علم المصريات أو الاثار عموما، خاصة في مصر، كان اسم أول ملوك الأسرة الأولى بعد مؤسسها الملك مينا نارمر الشهير بأنه موحد القطرين الشمالي والجنوبي في دولة واحدة تعد أولى دول العالم وفق المتعارف عليه حاليا لما يطلق عليه الدولة.
تحدث علماء جامعة أوكسفورد عن الحاكم الأول في الحضارة المصرية القديمة الذي كان اسمه الملك الفرعون "حور عحا" والذي حكم مصر الموحدة كأول ملك حقيقي يجلس على عرش البلاد عام 3100 قبل الميلاد تقريبا. ليتحول اسم الملك إلى أهم ما في الكشف العلمي على الرغم من أنه ليس الأهم على الإطلاق، وعلى الرغم من أن اسمه معروف مسبقا قبل أكثر من مئة عام.
كان علماء المصريات يكتبون في أوائل القرن العشرين أسماء الملوك الفراعنة دون فصل "حور" عن اسم الملك، إلا أن توالي الكشوفات الأثرية ومعرفة المزيد من أسماء الملوك أكدت أن إضافة "حور" لاسم الملك الفرعون ليست إلا تشريفا له بنسبته إلى إله المصريين القدماء الأبرز "حورس" بما يعني أن ملكنا المقصود كان اسمه "عحا" وليس "حورعحا".
وتعني "عحا" في اللغة المصرية القديمة "المحارب" أو "الصقر المحارب" Fighting Hawk وتختلف النظريات في نسب الملك الفرعون لكن الأكثر شيوعا أنه ابن الملك الفرعون مينا نارمر وزوجته الملكة "نيت حوتيب".
ويشير كثير من علماء المصريات إلى "عحا" باعتباره أول ملوك مصر وأول ملوك الأسرة الأولى بينما قائمة ملوك الأسر التي وجدت في حفريات لاحقة تضعه في المرتبة الثانية بعد الملك "مينا نارمر" الذي يعد والد كل ملوك الأسرة الأولى، وهو أمر يجعل العلماء أيضا يتعاملون مع "عحا" باعتباره الملك الفرعون الأول في الأسرة الأولى وأن المؤسس هو الأب فقط.
ووفقا لتقويم Aegyptiaca للكاهن الفرعوني مانيتون  Manetho، أحد كهنة معبد الإله "رع" والذي كتب في الفترة من (285- 246) قبل الميلاد ويعتد به في معرفة تواريخ ملوك الفراعنة، فإن الملك "عحا" حكم مصر الموحدة مدة تتفاوت بين 62 عاما و64 عاما قام خلالها بتثبيت دعائم الدولة والقضاء على كل أعداءها.

شعار الملك عحا
المثير أنه تم الإحتفاء بالبحث البريطاني الجديد بشكل كبير عالميا من جانب علماء المصريات وعشاق الحضارة الفرعونية، وما أكثرهم، لكن في مصر كان الوضع مختلفا تماما حيث تجاهل كثيرون الكشف العلمي والبحث الأثري وجهد الباحثين، وركزوا على اسم الملك المصري الأول "عحا".
سبب التركيز كان في البداية ساخرا وتهكميا كون الاسم يرمز في الوعي الشعبي المصري إلى لفظة عامية شهيرة تعني الإعتراض أو الرفض هي "أحا" ويرجع كثيرون أصلها إلى الفرعونية ويؤكدون أنها جملة تم توارثها عبر الأجيال وفق الذاكرة السمعية مثل غيرها من الكلمات الفرعونية التي لازال المصريين يستخدمونها ومنها على سبيل المثال "أوبح" بمعنى "إحمل" و"إمبو" بمعنى "إشرب" وغيرها من الكلمات الفرعونية الباقية.
لكن هذا لا يعني أن هناك أيضا روايات رائجة أخرى حول أصل "أحا" وطريقة اشتقاقها بعضها يرجع إلى العصر الفاطمي وبعضها يرجع إلى عصور لاحقة، أشهرها أنه في العصر الفاطمي منع الحاكم المصريين من التلفظ بأي كلمة لها علاقة بكلمة (احتجاج) ومشتقاتها (أحتج، نحتج،...)... فقام المصريون بتحوير كلمة أحتج إلى (أحتا)، ثم بعدها وبمرور الوقت أصبحت (أحا). وعندما ألغي قانون تجريم التلفظ بكلمة (أحتج) ظل المصريين يستخدمون كلمة (أحا) بعد أن أصبحت من مفردات قاموسهم اليومي.
البعض يعتبرها أيضا لفظة عربية مشتقة من اللفظ "أح" الذي يعني في المعاجم التعبير بصوت مسموع عن الغضب أو قسوة المرض أو الرفض أو الإحتجاج.
ويعرف المصريون في أغلبهم استخداما شهيرا للفظة "أحا" في الحياة العامة كهتاف في مسيرات دون خجل ولا مواربة أو اعتبارها لفظة مذمومة أو بذيئة، وإن كانت الواقعة الشهيرة سياسية في المقام الأول بما يعني عدم الإلتفات عادة إلى كون الهتاف بذيئا، الواقعة جرت نهاية عام 1967 وتحديدا بعد هزيمة حرب الأيام الستة التي عرفت إعلاميا باسم "النكسة".
عندها قرر الرئيس جمال عبد الناصر في خطاب شهير أن "يتنحى" عن الحكم باعتبار مسئوليته المباشرة عن الهزيمة الفادحة.. لتخرج مظاهرات ومسيرات في أنحاء مصر تطالبه بالعدول عن قراره كان أحد أبرز هتافاتها "أحا أحا لا تتنحى".
ربما كانت الهتافات مدبرة من جانب النظام الحاكم، وهذا ما ردده كثيرون لاحقا خاصة ممن يكرهون عبد الناصر أو يعتبرونه حاكما مخادعا، لكن لا يشكك كثيرون في أن الهتاف كان من صنع النظام مثل المظاهرات، ومن يدري ربما كان مصنوعا أيضا!.

قطع أثرية محفور عليها اسم وشعار الفرعون عحا
الأهم أن ظهور اسم ملك مصر الأول "عحا" كان سببا في ظهور رواية جديدة لمعنى لفظة الإعتراض الشعبية المصرية الشهيرة، والتي بات معظم المصريون يعتبرونها لفظة بذيئة ولا يقبلون التلفظ بها في المجتمعات المحترمة أو في حضور النساء والأطفال.
الرواية الجديدة حول أصل لفظة "أحا" بات يتناقلها الشباب دون معرفة مصدرها الأصلي أو بالأحرى مؤلفها عبر مواقع التواصل الإجتماعي الإلكترونية بشكل واسع باعتبارها تفسير منطقي مقبول، من وجهة نظرهم التي لا تخلو من سخرية مريرة، لأصل الكلمة الشهيرة التي لم يعد التلفظ بها يخلو من طابع سياسي كما كل شيء في مصر.
النظرية الشائعة مفادها وفقا لما يتداوله الشباب وبعد كثير من التنقيح طبعا لما يقال:
كان المصري القديم قبل معرفته بالدولة كشكل رسمي معترف به للحكم، كان حرا في حياته، يزرع أرضه ويأكل من  ثمار ما يزرعه وليس مطالبا بالإذعان لأي حاكم أو والي أو فرعون أو ملك، وليس مطالبا بدفع الضرائب أو الخدمة الإجبارية كجندي أو العمل قسرا لدى الحاكم في بناء القصور والمقابر وغير ذلك.
كان المصري حرا يعيش مع عائلته في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد ويسير وفق منطق القوة في الأغلب، حتى جاء مينا نارمر ووحد القطرين وبدأت تظهر الدولة الرسمية بحاكمها وأمراءها ووزراءها وقادتها وجندها وجباة الضرائب فيها، إلى غير ذلك من التقسيمات الإدارية للوظائف في الدول.
في عهد مينا نارمر موحد القطرين لم تكن الدولة قد استقرت بعد ولم يكن للحاكم السيطرة الكاملة على البلاد خاصة وأنه كان لازال يعمل على توطيد حكمه ومحاربة مناوئيه وتخليص الدولة الناشئة من أعداءها، بينما في عهد خليفته "عحا"، وكثير من علماء المصريات يعتبرونه ابنه، كانت الدولة أكثر استقرارا وبدأت التقسيمات الإدارية والوظائف والمهام الرسمية وبالتالي القيود على مواطني الدولة.
كان مينا نارمر مشغولا عن الحكم وبهرجة الملك بتثبيت قواعد الدولة ومنع الإنقلاب عليها وعدم تفتتها مجددا بعدما وحد الشمال والجنوب، ومنعه هذا بلا شك من ممارسة أليات الحكم على المواطنين العاديين الذين كانو يخشون سطوة الملك وجنوده الذين لم يكن بالإمكان مخالفتهم كونهم في حالة حرب.
ربما ما وقع على المواطنين في تلك الفترة أشد خطرا وفتكا مما جرى في عهد خليفته، لكن المنطق الشعبي دائما يقول أن الشعوب المسالمة لا تتذمر أبدا في أوقات الحروب، إما خوفا من بطش الحاكم المحارب وإما خوفا من هزيمته والبطش بهم على أيدي عدوه.
بعدما استقرت الدولة في عهد مينا ثم زاد الاستقرار في عهد "عحا" خليفته الذي حارب الليبيين والسودانيين الذين كانو يعادون الدولة الناشئة وانتصر عليهم، بدأ الملك "عحا" يرتب شئون المملكة لتظهر مظالم المواطنين بشكل كبير خاصة المظالم المالية، حيث أن الملك الفرعون بات يمتلك كل الأراضي بمن عليها وما عليها ولم يعد للمواطن العادي ملكية خاصة أو حق الإعتراض حتى على تأميم الفرعون لأملاكه.
يرى أصحاب النظرية من المصريين أن لفظة الإعتراض الشعبية الشهيرة اتخذت من اسم الملك الفرعون "عحا" وسيلة للتعبير عن الغضب بما لا يعرض من يتلفظ بها للعقاب، كان يكفي أن تتلفظ باسم الفرعون أمام الأخرين ليفهمو، وفقا للذائقة الشعبية المتوارثة، أنك معترض أو ممتعض أو غاضب.
وكعادة كل الكلمات التي نقلت من حضارات سابقة في مصر وتواصل استخدامها لاحقا لتؤدي نفس المعنى، فإن تحويرا وتغييرات طفيفة طرأت على الكلمة وانتهت بها إلى ما هي عليه حاليا من "عحا" إلى "أحا".

النظرية الشعبية غير الموثقة أو الموثوقة، والتي ربما يكون فيها الكثير من التجاوز العلمي، وربما الغرض السياسي، لها بعض الشواهد في كتابات علماء التاريخ الفرعوني، وحتى في البحث الأخير الصادر عن علماء جامعة أوكسفورد الذي يؤكد أن المصري القديم عاش في عصر ما قبل الأسرات في مجموعات وقبائل على ضفاف النيل منذ 4000 عام قبل الميلاد، ولكن بعد بضع مئات من الأعوام تحول المجتمع الإقليمي الزراعي القائم في مصر إلى دولة يحكمها ملك واحد.
وقال البروفيسور ميشيل دي لبي بي سي إن الفترة الزمنية التي تحولت فيها مصر من مجتمع قبلي إقليمي زراعي إلى دولة مدنية لها حاكم واحد اكتشف أنها أقصر بحوالي 300 أو 400 سنة عما كان سائدا في السابق، مؤكدا أن هذا شيء مثير للإهتمام لأن هناك دولا مثل دول ما بين النهرين التي كانت تعتمد على الزراعة أيضا وتعيش في مجتمع مماثل للمجتمع المصري القديم استغرق الأمر فيها آلاف السنين قبل أن تقترب من أي مفهوم للدولة.
لم تنته القصة عند هذا الحد، بل برزت الكثير من القصص الأخرى التي تظهر جوانب عدة في حكاية الملك الفرعون "عحا" الذي بات وكأنه اكتشاف جديد لباحثي جامعة أوكسفورد رغم أن اسمه متداول بين علماء المصريات منذ أكثر من مئة عام وصدرت عنه كتب وذكر اسمه في الكثير من الكتب وله أثار باقية في مصر وقطع أثرية في عدد من متاحف العالم.

اسم الملك "عحا" ربما ظهر للعالم للمرة الأولى مع اكتشاف مقبرته في "أبيدوس" عام 1899 لكنه بات ذائع الصيت بعد اكتشاف مقبرة أخرى في "سقارة" عام 1937على يد عالم المصريات البريطاني المعروف البروفيسور والتر إمري Walter Bryan Emery "1902- 1971" الذي كتب في العام التالي للكشف الأثري كتابا عن "حور عحا" باعتباره أول ملوك الأسرة الأولى روى فيه قصة اكتشاف المقبرة وتفاصيلا حول الملك نتجت عن الاكتشاف الذي ضم الكثير من القطع الأثرية الباقية حتى اليوم.

والتر إمري شابا في مصر
وجاء البروفيسور والتر إمري إلى مصر من ليفربول عام 1923 وعمره 21 عاما فقط كمهندس سفن لا علاقة له بالأثار أو الإكتشافات الأثرية قبل أن يتحول إهتمامه بالكامل إلى هذا المجال ويتخصص فيه ليظل مقيما بالكامل في مصر حتى بداية الخمسينيات عندما عين أستاذا لعلم المصريات في جامعة لندن، ليبدأ مرحلة التنقل بين مصر وبريطانيا حتى وفاته بعد أن بات أحد أشهر علماء المصريات المتخصصين في الأسر الأولى وشارك وأدار وأشرف على الكثير من الإكتشافات الأثرية الهامة.
وللعالم البريطاني عدة كتب شهيرة حول الفترة التي عاش فيها الفرعون "عحا" بينها "مصر في العصر العتيق: الأسرتان الأولى والثانية" في 3 أجزاء صدرت بين 1949 و1958 وصدرت ترجمتها العربية الأولى عام 1961 وكتاب "مصر وبلاد النوبة" الصادر عام 1965 وغيرها.

وثيقة نادرة أخرى عبارة عن مقال لعالم الآثار المصري زكي يوسف سعد الذي كان أحد مساعدي والتر إمري عند اكتشاف مقبرة "سقارة" نشر في مجلة "الهلال" المصرية عدد شهر أغسطس عام 1938 بعنوان "کشف أثری خطیر: أول فرعون حوراحا یوحد مصر قبل مینا".
وكتب زكي يوسف سعد في المقال: اشتهر "مينا" بانه أول الملوك القدماء المصريين، ورسخ ذلك في أذهان الجميع إلى أن قلبت الحفريات الحديثة بسقارة هذه الفكرة من أساسها، وظهر أن "نعر مر" المشهور بمينا قد سبقه غيره من الملوك في الأسرة الاولى وأنه لم يكن هو بالذات الذي وحد الوجهين بل وحدهما ملك غيره.
ويكمل المقال: والذي ثبت الأن أن نسبة توحيد الوجهين إلى الملك "نعرمر" وأسبقيته إلى الحكم زعم لا يرتكن إلى براهين وطيدة كالتي رجحت كفة الملك "حور أحا" في هذا الصدد وجعلته بحق أول من حكم مصر وأول من وحد الوجهين.

زنكوغراف لجزء من مقال زكي يوسف سعد في مجلة "الهلال"
وفي إطار الدليل على ما قال كتب زكي يوسف سعد في المقال بعدما تحدث عن كيفية اكتشاف المقبرة والجهد المبذول في اكتشافها: وقد وجدنا كثيرا من الأختام تمثل أشياء لم تعلم لرجال الأثار قبل اليوم، وأغرب ما فيها مناظر لرمز الوجه القبلي يدب على رجلين ويسعى نحو الملك، وأخرى لرمز الوجه البحري بنفس الصورة، وفي ذلك الدليل البارز على علاقة هذا الملك المباشرة بتوحيد الوجهين وعلى أن صاحب هذه المقبرة هو أول ملك ضم الوجهين معا مكونا المملكة المصرية المتحدة التي أصبحت فيما بعد أقوى إمبراطورية في العالم القديم، دانت الملوك لفراعينهم وخضع لسلطانهم جيرانهم أجمعين.
ورغم أن تفاصيلا كثيرة حول كون "عحا" هو من وحد القطرين في مصر وليس "مينا نارمر" تم تفنيدها لاحقا من جانب علماء المصريات إلا أن مقال زكي يوسف سعد يظل وثيقة شاهدة على كشف أثري كبير وتاريخ لم يثبت بعد بالدليل القاطع كل تفاصيله وربما تظهر اكتشافات قادمة عكس كل ما فيه.

المثير للعجب أيضا تداول البعض اسم الملك الفرعون "عحا" وكأنه اكتشاف جديد، ربما لو توقف الأمر عند حد ما كتب عنه في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي أو بقاء اسمه داخل الكتب ومعامل الأبحات ودراسات علماء المصريات فقط، لكان أمر الجهل باسمه مقبولا بعض الشيء، لكن اسم الملك "عحا" تردد قبل سنوات قليلة بشكل واسع بعد اكتشاف مقبرة جديدة تضم ما اعتبر أقدم مومياء مصرية.
وأعلن المجلس الأعلى للأثار المصرية في 23 مارس 2003 عن الكشف الذي كان: العثور على "أقدم مومياء" تؤكد محاولات مبكرة في عمليات التحنيط في الحضارة الفرعونية، وتابوتا من خشب الأرز في مقبرتين شمال سقارة من زمن الأسرة الأولى (3200 قبل الميلاد).
وقال الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار في مصر وقتها في الإعلان عن الكشف الجديد إن "المومياء تعود إلى عهد الملك حور عحا أول ملوك الأسرة الأولى".
وأضاف "وجدنا المومياء مثل هيكل عظمي ملفوف بالكتان دفن على شاكلة الجنين في بطن أمه وهذه الطريقة تعتبر من أوائل محاولات التحنيط التي تميزت بها سمات الدفن في عهد الأسرة الأولى".
وأشار حواس إلى أن "العالم البريطاني الراحل والتر إمري كان أول من اكتشف مقابر الأسرة الأولى في منطقة سقارة ما أثار حيرة علماء الأثار لوجود مقبرتين باسم ملك واحد في أبيدوس (سوهاج) وفي سقارة".
وختم قائلا "قبل خمسة أعوام، استطاع العلماء أن يقرروا أن ملوك الأسرة الأولى دفنوا في أبيدوس أما المقابر في سقارة فهي تنسب إلى موظفي الأسرة الأولى".

والتر إمري شابا وعجوزا

كان "عحا" معروفا إذن، واسمه متداول ومنشور في الصحف العادية وليس فقط الدوريات الأثرية أو العلمية، لكن الاسم لم يلفت أبدا نظر كثيرين ولم يتم النظر إليه باعتباره قرينا أو أصلا للفظة الشعبية الدارجة المعبرة عن الغضب والرفض.
ربما يعيدنا هذا مجددا إلى التفسير السياسي، حيث بات إعلان الرفض والتعبير عن الغضب بعد الثورة في مصر، والربيع العربي عموما، أمرا عاديا وبات تفسير كل ما يجري وفقا لنظريات سياسية أو بالأحرى مؤامرات سياسية شائعا ومستساغا عما كانت عليه الأوضاع في السابق وبالتالي فلا غضاضة من إطلاق رواية شعبية جديدة للإعتراض على الحكام أو نظام الحكم باستخدام أحداث تاريخية أو واقعة مستقاة من التاريخ ظهرت على السطح فجأة رغم أنها كانت معروفة سابقة.




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق