الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

سفير أمريكا في سوريا: بشار يمكن الاستغناء عنه وحكومته تكذب ولا توجد عصابات مسلحة


نص مقابلة السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد مع كريستيان أمانبور من برنامج هذا الأسبوع على محطة أي بي سي
التلفزيون السوري الذي يديره النظام الديكتاتوري لا مصداقية له ويبث كل أنواع الأكاذيب


سؤال: في هذا الصباح وردت أنباء تقول إن قوات الأسد تقوم الآن بسحق مدينة سورية أخرى. أفضل استجابة أظهرها العالم حتى الآن هي البيان الصادر عن الأمم المتحدة الذي يدين العنف ومحاولة الولايات المتحدة تشديد العقوبات. وقد أُرسل السفير الأميركي لدى سورية، روبرت فورد، إلى هناك مجدداً بعد استدعاءه إلى هنا لإجراء مشاورات عاجلة. وقد قابلته في وزارة الخارجية قبيل مغادرته مباشرة.
هل يعتبرونك عدواً للدولة في سورية؟
السفير فورد: إنهم غاضبون بالتأكيد بسبب رحلتي إلى حماة. فقد غضبوا جداً لهذا الأمر. لا أهتم لذلك بشكل خاص لأن علينا ان نظهر تضامننا مع المتظاهرين المسالمين. وقد أفعل ذلك مجدداً غداً إذا كان ذلك ضرورياً. وسأستمر بالتنقل في البلاد. لا أستطيع ان أتوقف.
سؤال: هل تخشى من أن حماة كانت في عام 1982 موقعاً قُتل فيه عشرات الآلاف على يد النظام، هل يقلقك ان يتكرر ذلك الآن...
السفير فورد: نعم
سؤال: ... وهذا الذي يجري حالياً هناك؟
السفير فورد: أعني، حرفياً، لقد قُتل العشرات من الناس في الأسبوع الماضي. واشعر شخصياً بخوف كبير حول مصير بعض الناس الذين قابلتهم. أخشى أنهم الآن إما قيد الاعتقال او قد قُتلوا.
سؤال: تتواصل أعمال العنف على الرغم من العقوبات الأميركية والبيان الصادر عن الأمم المتحدة هذا الأسبوع، ولذلك سألت السفير: هل سيشعر الأسد فعلاً بالضغط بسبب هذه التحركات؟
ولكن ما مدى التأثير والنفوذ الذي تتمتع به الولايات المتحدة هناك؟ ليس لديها الكثير من الشركات الصناعية هناك. وخلافاً للوضع مع مصر، ليس لديكم تعاون عسكري ثنائي او تعاون أمني هناك.
السفير فورد: أولاً وقبل كل شيء، هناك مجرد قوة وسمعة الولايات المتحدة. عندما زرت حماة، كان ذلك بمثابة بيان حظي باهتمام دولي نظرا لأن السفير الأميركي ذهب إلى هناك. هذا هو التأثير الذي نملكه.
علاوة على ذلك، ولأننا استهدفنا أفراداً معينين وعملنا سوية مع شركاء، وعلى وجه الخصوص في أوروبا، فإننا أصبحنا نرى بعض هؤلاء الأفراد وأناسا آخرين يخشون أن تضاف أسماءهم إلى قوائم العقوبات، وهم يأتون إلينا ليبلغونا أنه قد ينبغي عليهم إعادة التفكير بما كانوا يفعلونه.
روبرت فورد

سؤال: حسناً، دعني أسألك حول تلك الاستراتيجية. من الواضح أنك تتجاهل الحكومة السورية من حيث أنك لا تتكلم مع محطة التلفزيون الرسمية، بل تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية، كالفيسبوك. لقد استخدمت أنت والمتحدثون باسمك لغة قاسية جداً، قد يصفها البعض بأنها غير دبلوماسية، لإدانة العنف. فما هي استراتيجيتك...
السفير فورد: أود أن أطلق على ذلك كلاماً صريحاً، كريستيان.
سؤال: ما هي استراتيجيتك؟
السفير فورد: هدفي الكامل لوجودي في سورية هو التمكن من التواصل، ليس فقط مع الحكومة السورية فحسب بل وأيضاً مع الشعب السوري بوجه عام. سوف أكون صريحاً جداً مرة أخرى: محطة التلفزيون السورية التي تديرها الدولة،  التي يديرها النظام الديكتاتوري، لا مصداقية لها وتبث كل أنواع الأكاذيب. ولذلك فإننا نبحث عن طرف للوصول إلى عامة الشعب السوري من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية، من خلال أشياء مثل الفيسبوك، كما من خلال التنقل عبر البلاد.
سؤال: إذاً ستواصل تعمد إغضابهم. وستستمر في التلويح بنوع من العلم الأحمر أمام الثور الهائج بالطريقة التي تستطيعها؟
السفير فورد: من المهم أن نشهد على ما تقوم به الحكومة السورية. ففي هذا النوع من البيئة، حيث الصحافة الدولية، والرقابة التلفزيونية الدولية، لا تستطيع التنقل بحرية، من المهم حقاً أن يتمكن الدبلوماسيون من التنقل، لكي يفهموا حقيقة ما تفعله الحكومة السورية على أرض الواقع. إن الحكومة السورية لا تقول الحقيقة. ادعوا بأنه توجد عصابات مسلحة في حماة. حسناً فالسلاح الوحيد الذي شاهدناه كان مقلاعاً. وهكذا من المهم أن نشهد ومن المهم أن ننقل إليهم رسالة دعم.
سؤال: تريدون حصول تغيير على أرض الواقع. هل تريدون تنحي الأسد عن السلطة؟
السفير فورد: لقد قلنا بأنه فقد شرعيته. ولكن في نهاية المطاف، كريستيان، لا يهم بالحقيقة ما نقوله وما يقوله المجتمع الدولي بقدر ما يقوله الشعب السوري. وما يفعله الشعب السوري.
سؤال: يبدو بديهيا ما الذي يريده الشعب السوري: إنهم يريدون حصول تغيير ديمقراطي ويريدون سقوط هذا النظام. باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة، طلب من حسني مبارك الذي كان حليفاً لأميركا لفترة طويلة، أن يتنحى عن الحكم. ولكنه لا يفعل ذلك بالنسبة لهذا الشخص غير الحليف الذي يرتكب أعمال عنف أكثر بكثير، وهو بشار الأسد. فهل يتوجب على رئيس الولايات المتحدة ان يقول إنه حان الوقت لكي يتنحى بشار الأسد عن الحكم؟
السفير فورد: حسناً، إنك محقة تماماً في قولك إن بشار الأسد يستخدم العنف أكثر بكثير مما كان مستخدماً في مصر. لقد قلنا- وكنا واضحين جداً حول ذلك- بأننا لا نعتبر أن بشار الأسد لا يمكن الاستغناء عنه. لا نعتبر أن استمراره في السلطة مهم للمصالح الأميركية. وقلنا إننا نعتبره هو وحكومته مصدراً لعدم الاستقرار ومصدراً للعنف في سورية. أعتقد ان وجهات نظرنا واضحة جداً. فقد قال الرئيس إن حكومة الأسد سوف تكون شيئاً من مخلفات الماضي. والمعنى واضح، كريستيان.
سؤال: العديد من الأميركيين الذين يراقبون هذا الأمر وهو يتكشف يقولون حسناً انظروا، لقد انضمت الولايات المتحدة إلى ائتلاف لفرض منطقة حظر الطيران، للتدخل العسكري في ليبيا، على سبيل المثال. ولا يوجد أي شيء من هذا القبيل في الأفق بالنسبة لسورية. هل تستطيع أن تفسر لنا ذلك؟
السفير فورد: الوضع في ليبيا مختلف جداً عن سورية. على الأرجح ان أول وأهم شيء في مناقشتي خلال تنقلاتي عبر البلاد والتحدث مع الناس، حتى في حماة حيث تجري هذه الفظائع حالياً الآن، حتى في حماة عندما أتحدث مع الناس هناك وأسألهم "ما رأيكم في ما يتوجب على الاميركيين ان يفعلوه، أو ان يفعله المجتمع الدولي". وكانوا واضحين جداً في أجوبتهم، كريستيان. إنهم لا يريدون التدخل العسكري الأميركي. وأريد أن أشدد على ذلك. لا يريدون التدخل العسكري الأميركي.
سؤال: ماذا تعتزم الولايات المتحدة القيام به لتشديد الضغط في محاولتها التأثير على ما يحدث هناك؟
السفير فورد: حسناً، سوف نحاول أن نزيد الضغط. من وجهة نظرنا فإن العنف الذي تمارسه الحكومة السورية ضد المتظاهرين السوريين، هو أمر بشع وبغيض- وليس ذلك فقط من وجهة نظرنا بل من وجهة نظر المجموعة الدولية بكاملها. ولذلك نبحث عن اتخاذ إجراءات إضافية أحادية الجانب، ولكن أيضاً إجراءات يمكننا العمل حولها مع شركاء لجعل الحكومة السورية تتوقف عن إطلاق النار على المتظاهرين، ولكي تطلق سراح السجناء السياسيين، ولكي توقف حملات الاعتقالات هذه.
سؤال: السفير، شكراً جزيلاً لك على انضمامك إلينا.
السفير فورد: إنه لمن دواعي سروري.

يمكنكم سماع المزيد مما قاله السفير فورد حول محاولات أميركا تشديد ذلك الضغط على سورية على شبكة الإنترنت abcnews.com/thisweek.
 Read more: http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2011/08/20110809104731x0.5158306.html#ixzz1UXrON2kv



يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق