الأحد، 22 أبريل 2012

صحيفة "الأسبوع" تصف باسم يوسف بالـ"أراجوز" وأون تي في بقنوات ساويرس"الفضائحية"







الأراجوز 'باسم يوسف' ينفذ مخطط 'معلمه' ويتهجم علي الشرفاء.. قناة 'ساويرس' الملاكي تحولت إلي بوق للفضائح والتشهير بالوطنيين
ساويرس يحرك البهلوان باسم يوسف
ساويرس يحرك البهلوان باسم يوسف
صحيفة الأسبوع
زعمت قناة ساويرس الفضائحية وعلي لسان صبيه الأول 'باسم يوسف' منتحل صفة الإعلامي أن مصطفي بكري يفبرك الوقائع التي نشرها في كتابه المتميز عن 'الجيش والثورة - قصة الأيام الأخيرة'.. ونحن لن نخوض في جدل عقيم مع أمثال هؤلاء الممثلين الجدد علي مسرح الإعلام.. ولكننا سننشر ما قاله بكري في كتابه الذي تلقفته مؤسسة أخبار اليوم وتولت طباعته بالنظر لما احتواه من أسرار.. وسننشر كذلك ما ذكره اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق في أحاديثه التي أدلي بها مؤخرًا وقبل قرار استبعاده من الترشح للانتخابات الرئاسية.. ليتأكد للقراء مدي التطابق في الروايتين.. وهو مايؤكد صدق المصادر التي اعتمد عليها بكري ودقتها الشديدة.. عكس ما تنشره قناة ساويرس وصبيها الملاكي من معلومات يستقونها من بتوع البطاطا.. ليتكشف حجم ضآلتهم وحقدهم علي من تصدي مع الشرفاء لأخطبوط المال والثروة الذي جسَّده خلال فترة تقربه لمبارك وعائلته قبل سقوطهم من كرسي العرش.. ثم ادعائه أنه من الثوار. 

قناة الفضائح زعمت أن الوقائع التي نشرها 'مصطفي بكري' حول الثورة 'مفبركة'.. ونحن ننشر التطابق الكامل بين ما انفرد به وما رواه 'عمر سليمان' حول محاولة اغتياله ويوم التنحي
تفاصيل محاولة اغتيال 'سليمان' ويوم التنحي كما وردت في كتاب 'الجيش والثورة'.
في كتابه 'الجيش والثورة.. قصة الأيام الأخيرة' روي 'مصطفي بكري' الوقائع الكاملة الدقيقة لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق يوم 30 يناير 2011، وأورد 'بكري' نص الوقائع الذي تطابق مع ما رواه 'سليمان' بعد عدة أشهر من طباعة وتوزيع الكتاب.
في صباح 30 يناير، اصطحب الرئيس معه نائبه عمر سليمان إلي مركز 'العمليات 66' التابع للقوات المسلحة، كان الرئيس قد طلب حضور حبيب العادلي غير أنه تأخر عن الحضور في الوقت المحدد، فقرر الرئيس أن يغادر مقر مركز العمليات، بعد أن طلب من نائب رئيس الجمهورية أن ينتظر حبيب العادلي، وأن يعقد اجتماعا بحضوره وحضور المشير لبحث آخر تطورات الأوضاع في البلاد في هذا الوقت قال عمر سليمان للرئيس بعد أن انتهي من اللقاء مع حبيب العادلي سأذهب إلي جهاز المخابرات العامة لجمع أوراقي، وفي أي وقت تطلبني فيه سأكون حاضرا علي الفور.. غادر عمر سليمان مركز العمليات '66' إلي جهاز المخابرات العامة، وهناك التقي عددا من كبار الضباط الذين هنأوه واستمعوا إليه وإلي رؤيته للوضع في البلاد.
في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصرا، اتصل به اللواء جمال عبدالعزيز مدير مكتب الرئيس وطلب منه الحضور مساء لمقابلة مبارك بالقصر الجمهوري بالاتحادية لأمر مهم.
كان عمر سليمان يركب دائماً سيارة 'مدرعة' مخصصة له من جهاز المخابرات العامة، وقد قرر في هذا الوقت ترك هذه السيارة لمدير المخابرات العامة الجديد، والذهاب إلي الرئيس بالسيارة 'X5' وهي سيارة مملوكة للجهاز أيضاً، علي اعتبار أن هناك سيارة أخري خصصتها له رئاسة الجمهورية وسوف يستلمها من القصر في أعقاب لقائه مع الرئيس مساء اليوم.
في هذا الوقت أبلغ حرس اللواء عمر سليمان أمن الرئاسة بأن النائب عمر سليمان سوف يأتي لمقابلة الرئيس بالسيارة 'X5' حتي يمكن فتح الطريق له للدخول إلي ساحة القصر.
عندما هبط عمر سليمان من مكتبه السابق بالمخابرات العامة ليستقل السيارة 'X5' ويذهب بها إلي رئاسة الجمهورية، ركب السيارة المدرعة التي تعود علي ركوبها دون أن يدري، بينما قام الحرس بركوب السيارة 'X5' دون أن يبلغوا أمن رئاسة بأن السيد عمر سليمان قد استبدل سيارته.
مضي الموكب المكون من ثلاث سيارات.. السيارة 'X5' في المقدمة، تليها السيارة المدرعة، تليها سيارة الحرس الجمهوري التي خصصت لحراسة نائب رئيس الجمهورية الجديد.
خرج الموكب من مبني جهاز المخابرات العامة، متجهاً إلي القصر الجمهوري، كان هناك من يراقب الأوضاع خطوة بخطوة، وكان هناك من يعرف أدق الأسرار والتفاصيل عن الموعد والمقابلة والسيارة التي يركبها عمر سليمان.
ما أن وصل الموكب بالقرب من مستشفي كوبري القبة حتي سمع دوي إطلاق رصاص من الجزيرة المواجهة لكوبري القبة وتحديدا بجوار مركز الأسنان!
كانت النيران متجهة إلي السيارة 'X5' التي أبلغ حرس عمر سليمان أن النائب سيكون فيها، كان إطلاق الرصاص عنيفا ومركزا تجاه هذه السيارة وليس غيرها، كانوا ثلاثة أفراد يختبئون وراء الأشجار في هذه الجزيرة، وكانوا يطلقون رصاصاتهم من رشاشات وبنادق آلية متقدمة!
فوجئت سيارة الحرس الجمهوري بإطلاق الرصاص فبادلهم جنود الحرس الرد علي مصدر النيران، كانوا يعرفون كل شيء، وكانت لديهم معلومات وتعليمات بانتظار نائب رئيس الجمهورية في موعد محدد لاغتياله في هذا المكان قبيل أن يتوجه إلي مقر الرئاسة ويبدأ في ممارسة مهام منصبه الجديد.
مضي الموكب سريعاً، خاصة أن طلقات الرصاص بدأت تصل إلي السيارة المدرعة، وبسرعة البرق تم قطع الطريق إلي الرئاسة مروراً بشارع الخليفة المأمون، ثم الاتحادية.
كان صوت الرصاص قد دوي في أنحاء المكان، وضع رجال الحرس الجمهوري أياديهم علي الزناد، فقد كانت هناك مخاوف من هجوم منظم ضد قصر الرئاسة، وكانت حصيلة الهجوم الذي استهدف سيارة عمر سليمان مقتل السائق وإصابة أحد الحراس.
تم نقل خبر إطلاق الرصاص علي الفور إلي الرئيس مبارك، ثم سرعان ما تم إبلاغه بأن نائب رئيس الجمهورية كان مقصوداً من وراء هذا الهجوم وأنه يجري البحث عن المهاجمين.
عندما وصل السيد عمر سليمان إلي مكتب الرئيس، سأله مبارك ماذا حدث، روي عمر سليمان تفاصيل الواقعة، وهنا طلب الرئيس من قائد الحرس الجمهوري اللواء محمد نجيب عبد السلام معرفة تفاصيل ما جري والتحري حول من يقف وراء محاولة الاغتيال، إلا أنه ثبت أنه لم تكن هناك جدية في التحريات التي تم إجراؤها أو بالأحري لم تكن هناك نية حقيقية للكشف عن الشخص المجهول الذي أعطي التعليمات بالاغتيال.
كان عمر سليمان قد تشكك كثيرا في هوية من دبر الحادث، وكانت الإجابة بالنسبة له تقود إلي أن شخصا ما يقف خلف هذه المحاولة وهذا الشخص من المؤكد أنه لم يكن راضيًا عن تعيين عمر سليمان في منصب نائب الرئيس.
بالقطع لم يكن شخصاً عاديا إنه شخص نافذ ولديه قدرة علي الاطلاع علي أدق الأسرار لدي جهاز أمن الرئاسة الذي كان وحده يعرف تفاصيل موعد وصول عمر سليمان لمقر الرئاسة، ويعرف أيضاً أنه كان يعتزم استبدال السيارة المدرعة التي كان يركبها بالسيارة 'X5' التي قرر المجيء بها، وأن فشل المخطط تم بسبب استبدال السيارة عن طريق السهو دون إخطار أمن الرئاسة!
وعن وقائع ما جري يوم تنحي مبارك عن الحكم جاءت رواية بكري في كتابه كما يلي:
كانت الساعة قد بلغت الثانية والنصف من بعد ظهر الجمعة 11 فبراير، الآن حانت لحظة الحقيقة والمواجهة، اقترب النائب عمر سليمان من الهاتف الأرضي بالصالون الملحق بمكتب المشير، جلس الثلاثة الكبار يتابعون إلي جواره وقائع أخطر عشر دقائق في تاريخ الثورة المصرية.
كان الرئيس يجلس في هذا الوقت داخل صالونه بفيلا شرم الشيخ، عندما قام اللواء حسين محمد بإبلاغه أن النائب عمر سليمان علي الهاتف ويطلب محادثته علي الفور.
> بدأ النائب عمر سليمان حديثه مع الرئيس: حمدًا لله علي سلامتك ياريس.
>> الرئيس: أهلا ياعمر.. إيه الأخبار.. خير إن شاء الله؟!
> عمر سليمان: الأوضاع بتزداد تدهور ياريس.. لازم نشوف حل!!
>> الرئيس: في إيه تاني؟!
> عمر سليمان: لأ الوضع صعب جدًا.
>> الرئيس: أنا قدمت كل ما عندي وفوضتك في كل المسئوليات اتصرف إنت.. البركة فيك.
> عمر سليمان: الناس رافضه التفويض ياريس.
>> الرئيس: ليه؟ عاوزين إيه؟ أنا تركت كل حاجة، وجيت علي شرم الشيخ، إيه المطلوب مني أكتر من كده؟!
> عمر سليمان: الناس موش مقتنعة، وبتقول ان دي تمثيلية!!
>> الرئيس: تمثيلية إزاي ياعمر، بالذمة ده كلام، أنا موش عاوز حاجة، أنا خلاص حرتاح من المسئولية والحكم ومشاكله.. اتصرف إنت!!
> عمر سليمان: أتصرف إزاي ياريس، المتظاهرين بيرفضوا أي قرار، وغير مقتنعين بأي كلام.
>> الرئيس: إطلع قول لهم بيان تاني، هو الجيش موش أعلن إنه بيتعهد بتنفيذ كل المطالب، إيه المطلوب؟!
> عمر سليمان: ياريس، الدنيا كلها قايمة، الناس كلها ضدي وضدك، افتح التليفزيون وتقدر تشوف!!
>> الرئيس: في إيه التليفزيون؟!
> عمر سليمان: ناس كتيره، مئات الآلاف وصلت لقصر الاتحادية، الوضع صعب للغاية، ولا بد من حل عاجل وسريع يهدئ الناس وينقذ البلد!!
>> الرئيس: طيب الحرس الجمهوري يمنعهم، همه عاوزين إيه أكتر من كده؟!
> عمر سليمان: أنا بنقل لك رغبتي ورغبة المشير في ضرورة أن تأخذ قرارًا تاريخيًا لإنقاذ مصر!!
>> الرئيس: إيه المطلوب مني؟!
> عمر سليمان: تتنحي ياريس!!
>> الرئيس: إيه اتنحي؟! هي دي آخرتها ياعمر، أمشي بالطريقة دي!!
> عمر سليمان: من أجل مصر من أجل شعب مصر، لازم تتنحي ياريس!!
>> الرئيس: أيوه بس إزاي؟ أنا عملت كل اللي عليّ، عينت نائب للرئيس، وشلت الحكومة وقلت: لا أنا ولا جمال حنترشح، أقلت كل قيادات الحزب، عملت التعديلات الدستورية طب إيه المطلوب مني أكتر من كده؟!
> عمر سليمان: أرجوك ياريس افتح التليفزيون، وانت بنفسك حتقدّر الموقف، وأنا واثق إنك حتاخد القرار الصحيح!!
>> الرئيس: يا عمر، انت عارف أنا ولا تفرق معايا، أنا خايف بس علي البلد من الفوضي، صدقني أنا موش عاوز حاجة، كفاية عليّ ستين سنة وأنا بخدم مصر، أنا بس خايف علي البلد!!
> عمر سليمان: الوضع في البلد يستوجب تنحيك عن الحكم، علشان الناس تهدا ياريس!!
>> الرئيس: يعني هو ده الحل الوحيد اللي عندكم ياعمر!!
> عمر سليمان: هذا الحل من أجل مصر ياريس.
>> الرئيس: طب والباقيين رأيهم إيه؟!
> عمر سليمان: هذا ليس رأيي وحدي، هذا قرار جماعي أنا موجود وإلي جواري الفريق أحمد شفيق والمشير طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان، كلنا متفقين علي هذا القرار.
>> الرئيس: طيب، إذا كان مفيش غير كده، ابعت ليّ التليفزيون واكتب الصيغة علشان أقولها في خطاب قصير للناس.
> عمر سليمان: مفيش وقت ياريس، إزاي أبعت تليفزيون لشرم الشيخ وانتظر، الأوضاع بتتفاقم، وأنا خايف أحسن البلد تدخل في بحور من الدم، أرجوك ياريس عاوزين نخلص!!
عمر سليمان يروي لـ 'اليوم السابع' تفاصيل محاولة الاغتيال كما رواها 'بكري'
التنحي الشامل جاء بعد اجتماع ثلاثي مع المشير والفريق شفيق وأبلغنا مبارك به تليفونياً فطلب عدم إذاعته إلا بعد وصول أولاده إلي شرم الشيخ.
في حواره مع الزميل خالد صلاح رئيس تحرير 'اليوم السابع' روي اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق تفاصيل محاولة اغتياله وكذلك وقائع يوم التنحي والتي تتطابق مع ما رواه مصطفي بكري في كتابه الذي يشكك صبي قناة ساويرس في معلوماته.
قال عمر سليمان: كنا في يوم 29 يناير عندما طلب مني الرئيس السابق أن أقبل تعييني نائبا لرئيس الجمهورية، ورغم أنني قاومت بشدة هذا المطلب، فإنني قبلت في النهاية لتعقيدات الموقف السياسي والأمني الداخلي، ووقتها قال لي مبارك 'أنا تعبت وإذا كان الناس مش عاوزاني أنا لازم أمشي'، وظني أنه لو كان قد قال هذه الكلمات في ذلك التوقيت لما حدث ما حدث، وبالتالي وافقت في حدود ما فهمته من نواياه حينها، وطلب مني أن أشاركه في اجتماع في غرفة عمليات المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وذهبنا إلي هناك، وتابعنا سويا شرح عمليات الانتشار للقوات المسلحة، ولم يكن لها أي علاقة بالأحداث علي الأرض، سواء مظاهرات أو شغب أو غيرهما، وهذه القوات نزلت لتنفيذ هدف واحد هو حماية الأهداف الاستراتيجية والمنشآت الحيوية للبلاد، ولم يكن لها أي تكليف آخر، وذهبنا إلي هناك، وشرح لنا القادة عمليات الانتشار علي الخريطة التي كانت اكتملت بنسبة 70% تقريبًا واستمعنا لاستغاثات المواطنين، وفي هذه الأثناء طلب الرئيس استدعاء حبيب العادلي الذي كان محاصرا في مبني وزارة الداخلية في هذا اليوم، وكان شاقًا عليه الخروج من مبني الوزارة، وجري إرسال سيارة مدرعة لإخراجه، ثم خرج إلي مدينة نصر ولم يأت مباشرة إلينا، وأثناء ذلك ترك الرئيس المقر وانتظرت أنا حبيب العادلي حتي وصل، واجتمعنا سويا واستمعت منه إلي كل ما جري، وفهمت بعض التفاصيل عن وضع الأمن.. بعد ذلك.
أنا ذهبت إلي مكتبي في جهاز المخابرات لأجمع الأوراق من مكتبي وأذهب إلي مكتبي في رئاسة الجمهورية كنائب للرئيس، وخلال ذلك اتصل بي سكرتير الرئيس، وقال لي إن الرئيس يريدني علي نحو عاجل، ومن ثم سارعت إلي ترك المكتب والتحرك إلي مقر الرئاسة، وسألوني وقتها عن السيارة التي سأركبها إلي مقر الرئاسة فقلت لهم إنني سأركب السيارة الـX5 وليس سيارة الجهاز المصفحة..
أنا كان لي عمر مكتوب، لأنني كنت أنوي ركوب هذه السيارة، وليس السيارة المصفحة، وهي ملك الجهاز، وكنت أنوي أن أتركها في الجهاز ثم أذهب للرئاسة، وأتنقل في سيارات الرئاسة بعد ذلك، ولكن عندما نزلت من المكتب كانت السيارة الــX5 تقف في الناحية الأخري من مبني المكتب، فركبت في السيارة المصفحة بدلا من انتظار السيارة الثانية حتي تصل إلي المكان الذي أقف فيه، وبالفعل تحركنا من مقر الجهاز، وأذكرك بأن البلاغ لديهم أنني كنت سأركب السيارة الــX5، وعندما وصلنا عند مستشفي كوبري القبة في الملف فوجئت بإطلاق النار علي السيارة الــX5، واستُشهد وقتها السائق، وهو موظف أمن مسلح ومحترف، وأصيب موظف الأمن الآخر الذي كان يجلس بجانبه، وهنا اشتبك الحرس الذي كان يسير خلف السيارة المصفحة مع مطلقي النار، وهرب الجناة من موقع الحادث، ثم خرج الناس من مستشفي كوبري القبة إلي السيارة الــX5 في محاولة لإنقاذ من فيها، أما السائق في السيارة المصفحة فقد قطع الطريق مسرعًا نحو مقر الرئاسة ليخرج بي من مكان هذا الكمين، وبعد أن تحركنا بسرعة فوجئت بكمين آخر يطلق النار علي السيارة المصفحة، لكننا انطلقنا بسرعة كبيرة حتي وصلنا إلي مقر الرئاسة.
وكشف سليمان عن أنه أبلغ مبارك بما حدث، واستدعي قائد الحرس لإبلاغه، لكن لم تكن هناك داخلية أو قسم شرطة، والدنيا كلها متوقفة، وبالتالي لم يحدث أي تحقيق، ومن الناحية السياسية لم يكن من الصواب أن نعلن عن هذه المحاولة في هذا التوقيت، والبلد مشتعل علي هذا النحو.
ويقول سليمان عن ترتيبات يوم التنحي لمبارك: أنا اتفقت مع الرئيس السابق أن يذهب إلي شرم الشيخ قبل صلاة الجمعة، وعندما اتصلت به وجدته لايزال في القاهرة، وقلت له: إننا اتفقنا علي أن تذهب إلي شرم الشيخ، وبعد مكالمتي تحرك بالفعل إلي هناك، ووقتها كان حجم التدفق نحو مقر الرئاسة يتزايد بشكل كبير، فقررنا أن ننتقل من قصر الاتحادية الرئاسي، ونذهب للعمل في مكان آمن، ثم غيرنا رأينا ودخلنا إلي قيادة الحرس الجمهوري لنتابع مع مركز عمليات القوات المسلحة ما يحدث حتي بعد الساعة الثالثة والنصف، ثم ذهبنا إلي وزارة الدفاع أنا وأحمد شفيق، وقابلنا سيادة المشير هناك لنفكر في الترتيبات والقرارات الواجب اتخاذها، خاصة بعد تصاعد حجم المتظاهرين والاستنفار في كل مكان، خاصة بعد البيان الأخير الذي تلاه الرئيس السابق، فقد كان رد الفعل فاشلا، وأدي البيان إلي تسخين الأجواء بطريقة كبيرة، وبدأت الهتافات تنتقل ضدي شخصيا في الميادين، أي أن تفويضي بالسلطة سقط شعبيًا بسبب هذا البيان، وخلال ذلك قال أحمد شفيق: إن الرئيس يجب أن يعلن رحيله فورا حتي يهدأ الناس، فسأل سيادة المشير: 'من يخبره بذلك؟'، فقلت: أنا سأكلمه. طلبته في التليفون بعد ذلك، وقلت له: أنت تشاهد التليفزيون والأمر ازداد صعوبة، وحتي تفويضي كنائب سقط شرعيا بعد الخطاب، وقلت له إن من الأفضل أن يعلن الرحيل تمامًا، فلم يُظهر أي معارضة، وقال لي: 'شوف مع المشير عايزين تعملوا إيه وأنا موافق'، ففكرنا في صياغة الموقف ثم طلبته مرة ثانية، وقلت له إنه يجب إعلان تنحيه، فقال: أرسلوا لي التليفزيون وجهزوا لي بيانًا وأنا سأقول ما تريدون، فقلت له: إننا لسنا لدينا كل هذا الوقت لكي يخرج البيان منه شخصيا، فوافق علي أن أجهز البيان وأتلوه علي الناس كما حدث.
ما طلبه مني هو أن أؤجل تلاوة البيان حتي يتحرك أبناؤه من القاهرة نحو شرم الشيخ خوفا عليهم واستجبنا لذلك، فقمت بتسجيل البيان وأرسلناه للتليفزيون، وأمر المشير بعدم إذاعة البيان حتي يصدر هو الأمر شخصيا، حسب ما وعدنا به الرجل، وقد كان.
زوجته لم تكن تريد الرحيل نهائيا، وقد قاومت كثيرا ذهابه إلي شرم الشيخ، كانت تقول: لماذا تريدونني أن أترك بيتي؟، ولماذا نرحل؟، وماذا فعلنا حتي نرحل؟، وكانت تقاوم هذا الشعور بالرحيل عن الرئاسة، وكانت متمسكة حتي اللحظة الأخيرة.
طالب بالعفو عن 'مبارك' وبكي من أجله ووصفه بالحاكم المسئول
شطحات 'المناضل' نجيب ساويرس
لا أحد يعرف عندما يتحدث 'المناضل' نجيب ساويرس، أي دوافع وأي بوصلة تحركه!!.. فأحاديث الرجل كثيرة ومتعددة.. متضاربة مرة.. وصاخبة مرة أخري.. ومستفزة متناقضة مرات ومرات.. فالمتابع لأحاديث ساويرس قبل ثورة يناير وأثناءها وما أعقبها من أحداث.. يعلم جيدًا حجم التناقض والتضارب بين ما يقوله اليوم وما يعلن عنه غدًا.
بالأمس القريب كان واحدًا ممن دافعوا عن النظام السابق باستماتة وجرأة لا يحسد عليها.. واليوم تخرج تصريحاته لتنسف ما قاله في السابق.. ليبقي القارئ والمشاهد في حيرة.. من يصدق نجيب ساويرس رجل الأعمال؟ أم نجيب ساويرس 'المناضل'؟
سؤال
يسأل رجل الأعمال نجيب ساويرس عبر مداخلة تليفونية بأحد البرامج التليفزيونية الأوربية أثناء عهد المخلوع حسني مبارك سؤالاً مباشرًا من مقدم البرنامج هل أنت مؤيد لمبارك أم لا؟
وقتها كان ساويرس في رحلة عمل في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت العلاقة بينه وبين نظام مبارك تسير في الاتجاه الذي رسمه لها منذ فترة بعيدة..
أجاب ساويرس بكل حماس وفخر: أنا مؤيد لمبارك بسبب ما نحن عليه الآن مع جميع البلاد.. وأضاف لدينا علاقات جيدة مع إسرائيل.. وأن مصر لم تبدأ في أي حروب خلال حكمه.. وأن الرئيس مبارك دائمًا ما يفعل الشيء الصحيح، فعندما نشبت الحرب في العراق كان مؤيدًا للغزو ضد صدام حسين، وأنه.. أي الرئيس السابق.. حاول التحرك من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
واستكمل ساويرس إجابته 'التاريخية' بالقول: 'فهو عمومًا رجل مدرك.. تعلم، فهو ليس أحمدي نجاد أو القذافي أو أي من هؤلاء..!! وأضاف: إنه رجل مسؤول تمامًا وفعل الكثير من أجل البلد، واعتقد أنه يمكنه تقديم الكثير من الإصلاحات في البلاد.
وفي حديث نادر له علي قناة bbc العربية سأل مقدم البرنامج ساويرس عقب اندلاع ثورة 25 يناير بأيام.. وفي أقل من دقيقة عن رؤيته للمشهد السياسي في مصر، وماذا بعد تشكيل لجنة 'الحكماء'؟..
أجاب ساويرس: شوف في رأيي لا لجنة حكماء ولا كده.. أنا عندي ثلاثة أحاسيس.. الإحساس الأول أن النظام الحالي - يقصد نظام مبارك - جاد في خطواته نحو ديمقراطية حقيقية.. هو وضع غير سهل لأنه في ظروف أمنية مفككة، جهاز الشرطة مفكك..
أنا موقن أيضًا أن هناك محاولات بالفعل خارجية لزعزعة الموقف الداخلي في مصر، وأنا موقن أيضًا أن محاولات خارجية.. وعندي قناعة أن جهات خارجية تستغل الوضع ده وعندي معلومات أيضا واستطرد قائلاً: بالتالي أنا رأيي الشخصي أن الشباب في التحرير ليس لديهم قيادة محددة حتي يستطيع الإنسان أن يتفاوض معهم، وأن المطالبة برحيل الرئيس مبارك مرفوضة من قطاع كبير جدًا من الشعب المصري.. عاطفيًا.. وأدبيًا ومكانًا وعسكريًا عمل كثير للبلد.. مش كل عهده كان سيئات ودي مش طبيعة شعبنا وأنا لا أقبل هذا..
وفور انتهاء الرئيس السابق حسني مبارك من إلقاء خطابه العاطفي الليلة التي سبقت موقعة الجمل.. انتابت رجل الأعمال نجيب ساويرس نوبة شديدة من البكاء أثناء مداخلة تليفونية مع برنامج '48 ساعة' علي قناة المحور وقال لمقدمي البرنامج هناء سمري وسيد علي تعليقًا علي الخطاب: إنه يجب بقاء الرئيس مبارك حفاظًا علي تاريخ وهيبة الرئيس ومهامه..
وفي منتصف أغسطس الماضي وفي مقابلة خاصة مع جريدة 'الرأي' الكويتية أجراها في الكويت، أكد رجل الأعمال 'نجيب ساويرس': أنه لا يعتقد أن الرئيس السابق حسني مبارك يستحق الإعدام، وعبر عن اعتقاده بأن مبارك لم يأمر بقتل المتظاهرين، رغم أن هذا الأمر مطروح أمام القضاء ولم يفصل فيه بعد.
وقال'ساويرس': إذا كنت أؤيد محاكمته ومحاسبته، فإنني لا أؤيد أن يُؤتي به بالسرير ضمن هذا المشهد، و لم أتمنَّ أن أري 'مبارك' في سرير المرض يحاكم بهذا المنظر، ومنطلقاتي إنسانية لأنه كان رئيسًا لمصر فترة 30 عامًا.
وأضاف .. إنه من الواجب محاسبة مبارك علي سوء التقدير؛ فقد أساء التقدير مرةً لجهة تمديد فترات رئاسته، التي لم يكن الشعب موافقًا عليها كونها كانت أكثر مما ينبغي، كما أنه أساء التقدير عندما سمح لموضوع التوريث أن يكون منهاجًا، وأساء التقدير عندما واتته الفرصة ولم يرحل وأسرته من مصر.
و قد دأب 'ساويرس' في تصريحاته الأخيرة علي الدفاع عن مبارك ونجليه، كحاله إبان الثورة المصرية، وقبلها بطبيعة الحال.
.. وقبل حديث ساويرس مع جريدة 'الرأي' الكويتية بأيام، دافع 'ساويرس'، رئيس حزب 'المصريين الأحرار' عن الرئيس السابق وزوجته 'سوزان ثابت' ونجليه علاء وجمال.
واعتبر 'ساويرس' في حديثه لبرنامج 'نص الحقيقة' علي قناة cbc ، أن الـ 30 عاما التي حكمها مبارك لم تكن كلها فسادًا إنما احتوت علي عدد كبير من الرجال الشرفاء الذين أقاموا مشاريع خدمت الاقتصاد المصري.
وأكد 'ساويرس' أيضًا أنه استفاد كثيرًا خلال فترة تولي 'كمال الجنزوري' رئاسة الوزراء في عهد النظام السابق حيث انفتاح الاستثمار وقال: أنا ضد كل من يأتي ويقول: إن كل ما حدث خلال الـ 30 عامًا الماضية كان وبالاً حيث إن أعمالنا كبرت وتوسعت خلال هذا العهد، إضافة إلي أنه من غير العدل أن نقول: إن 'مبارك' لم يفعل أي شيء جيد طوال 30 عامًا في حكمه، وأن السيدة زوجته لم تقم أبدًا بشيء 'كويس' يعني مثلاً لم تقم بإنشاء المدارس والمستشفيات؟!. وصحيح أنها أخطأت في موضوع التوريث لكن من منا لا يخطئ؟!.
ونفي أن تكون المشاريع التي قامت بها سوزان مبارك 'هجص وتمثيل' أو غير حقيقية، علي حد وصفه.
كما دافع عن نجلي مبارك، معتبرًا أن ما يتعرضان له من تشويه للسمعة وادعاء شراكة بالعنوة في بعض الشركات هي مجرد حملات افتراء ولا أساس لها من الصحة.
وأشار 'ساويرس' إلي أن عددًا كبيرًا من رجال الأعمال كانوا يهرولون لنيل القرب من نجلي مبارك، رغم أنه اتهم جمال مبارك بالوقوف وراء محاولات لإغلاق قناته 'أون تي في'.
وتعليقًا علي تأثير المقاطعة علي شركة 'موبينيل' لخدمات الهاتف المحمول، قال 'ساويرس' في مقابلته مع الصحيفة الكويتية: 'هذا كلام غير صحيح بالمرة، فالبعض يعتقد أنني سأتحمل خسائر فادحة بسبب المقاطعة، لكن في الواقع هذا ليس صحيحًا، فكما أشرت سابقًا إلي وضعي الحقيقي 'يا جبل ما يهزك ريح'، وإذا كانت قيم استثماراتي تراجعت بغض النظر عن نسبة هذا التراجع، حتي لو بلغت فرضيًّا 50 في المئة، فلن يحدث معي أي فارق, لأن وقتها سيكون بمقدوري الذهاب إلي الطبيب وإدخال أولادي إلي المدارس التي نفضلها، وما دمت أستطيع أن أغطي ذلك وغيرها من النفقات الضرورية فلا تفرق معي في معدل ما يسمونه بالخسارة، فالمال الزائد علي الحاجة غير المستغل لا يؤثر علي قراراتي'.
إنكار 'ساويرس' لتأثره بالمقاطعة يتنافي مع استنجاده بعدد من القوي السياسية، لمساعدته في إيقاف حملة المقاطعة، حيث استنجد مرة بالبابا شنودة الثالث، ومرة بالسفيرة الأمريكية، هذا بخلاف اعتذاره المبالغ فيه للمسلمين عما بدر منه من إساءة للإسلام، وهو الأمر الذي أطلق شرارة حملات المقاطعة ضده.
علي جانب آخر،ادعي ساويرس أن الإخوان لا يمثلون حجمًا كبيرًا في المجتمع، لكن وضعهم يظهر بسبب الأغلبية الصامتة، مردفًا أن هناك من يريد أن يسرق الثورة، وأن تأسيس حزب للإخوان هو إجراء شكلي، وأن الحزب والجماعة وجهان لعملة واحدة.
وعلي الدرب نفسه شخص ساويرس الأوضاع الاقتصادية في البلاد بأن مصر علي حافة الإفلاس وتحتاج بشكل عاجل إلي 12 مليار دولار.
وأطلق مبادرته المشؤومة عبر برنامج 'لقاء' علي قناة 'bbc' مع زين العابدين توفيق بتأييده العفو عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك لكبر سنه وسجله في خدمة مصر وإن عصره لم يكن كله سيئات كما يصور الإعلام.. وأضاف : "أنا مع الرحمة ومع هذه الأصوات التي تظهر الشعب المصري وقد سما فوق الانتقام".
.. وتابع بأن عهد حسني مبارك لم يكن بأكمله، كما يصوره البعض، خطأ وخرابا، لكنه يستدرك سريعا: "أعرف أن هذا الموقف ليس شعبيا".
هذا هو نجيب ساويرس وهذه هي أقواله وتصريحاته المستفزة والمثيرة للجدل أحيانًا كثيرة.. من انفلات إلي انقلاب.. إلي اتهامات وأخيرًا إلي تقمص شخصية البطولة والنضال لتعرف إلي أين يذهب؟ وماذا يريد؟ ومع من؟ ضد من؟.
إحياء فنون الأراجوز.. وخيال الظل.. والمحبظين.. وحبظلم بظاظا.. أراجوز ساويرس لا يسلي أحدًا.. لأنه يكذب.. ويتواقح.. ويتكلم بلسان سيده
يبدو، أننا لا يمكن أن ننفصل عن تراثنا العربي.. مهما دار الزمن.. وتباعدت الأيام.. وأنه قد حكم علينا بالعودة إلي ذلك التراث بين وقت وآخر كلما غامت الدنيا.. واكفهرَّ الجو.. وانفلتت الرياح والعواصف المحملة بالأتربة والنفايات من الأفعال والأقوال.. وربما بعض البشر أيضًا.. علمًا بأن تراثنا العربي لم يكن متجهمًا طوال الوقت.. أو جادًا متزمتًا مقطب الجبين علي الدوام.. ومن يفتش فيه سوف يجد مناطق من الظُّرف والفكاهة لا يتخيلها أحد.. والسخرية الحقيقية الهادفة التي أبدعها الأوائل.. للشكوي من الزمان.. والظروف.. ومجابهة الأفاقين واللصوص والعيارين والشطار.. والنمامين.. والمنافقين.. والدخلاء.. والفاسدين.. إلي آخر ما يمر بالدول والبشر.. ويصيبها.. وتعبر عنه، وتشكو منه.. بأساليبها الخاصة.. وأدوات التعبير التي تمتلكها.. ومازال العرب المعاصرون يعودون إلي تراثهم ليتمثلوا موقفًا.. أو يسترجعوا مشهدًا.. أو يتأملون قولاً مأثورًا.. وقد حظيت أقوال بعينها بكل الاهتمام.. والإعادة.. ودوام التكرار والاستشهاد.. ومنها أن الدينا تنقلب إلي جهنم التي لا تطاق في حالات بعينها.. يمكن تحديدها في ثلاث: إذا: عبدُ حكم.. أو نذل ورث.. أو قبيحة تزوجت.. ولا يقصد بحكم العبد ذلك المعني المباشر الفج.. وإنما المقصود هو خضوع الحكم لمن لا يستحقه.. سواء كان ذلك اغتصابًا.. أو احتيالا.. أو خلو مقعد الحكم من حاكم حقيقي لائق ومرضي عنه من الناس.. وساعتها تنشأ السخرية التي تركها لنا السلف كتبًا ومجلدات.. وفنونًا تخبو أحيانًا.. وتظهر دومًا كلمًا نشأت الظروف المهيئة لها.
ونعتقد أن الظروف الآن مهيأة.. والأوضاع الرخوة والملتبسة تدفع لكل أنواع التلاعب.. والمراوغة.. والمخاتلة.. والسخرية.. والتهكم.. وعودة فنون الأراجوز.. وخيال الظل.. والمحبظين.. وحبظلم بظاظا.. مع فروق بسيطة.. مردها أن العصر غير العصر.. والزمن غير الزمن.. ومن ثم فقد برع البعض في استغلال كل ذلك واستخدامه لتحقيق مصالح.. وأغراض.. وأهداف.. ومرام.. ليس أقلها تصفية الحسابات.. والسلوك الانتقامي.. وتلويث سمعة الشرفاء.. وقلب الموائد علي الخصوم.. واستئجار الأراجوزات.. وخيالات الظل.. والمآتة.. والمحبظين.. وعرائس الماريونيت للقيام بأدوار تكتب لهم.. ويتم تدريبهم عليها.. وتقدير أجورهم وأتعابهم وفق درجة الأخلاص والتفنن والاتقان في 'الأرجزة' وأخواتها.. والتحدث بلسان أولياء النعم.. ومقاولي البذاءات.. وتشويه سمعة الآخرين.. من أصحاب الرأي الذين يخشي من انتقاداتهم.. وتأثيرهم علي الرأي العام.
وعادة ما يبرع رجال الأعمال والعمايل.. في ارتكاب الأخطاء.. والهبوط إلي مدارك بعيدة.. لتحقيق مكاسب طائلة.. أو التمويه علي صفقات مريبة.. أو أعمال ما أنزل الله بها من سلطان.. وبقدر ما يبرعون في ذلك.. يبرعون أيضًا في استئجار الأراجوزات الذين تُهيأ لهم كل السبل وتُدفع الأجور.. ليثيروا لغطًا كبيرًا يغطي علي أفعال سادتهم.. ويبعد عنهم الأنظار.. ويقوم بكل ذلك علي سبيل التفكه والمسخرة.. وخفة الدم والعقل معًا.. والنميمة وقلة القيمة.. والتقافز السريع من مكان إلي مكان.. ومما يذكر لرجل الأعمال نجيب ساويرس أنه برع في استخدام هذه النوعيات من البشر.. والبحث عنها واستنباتها.. وتربيتها.. وكان آخر إنتاجه حتي الآن 'باسم يوسف' الذي إذا ذكر بين الأطباء قالوا: إعلامي.. وإذا ذكر بين الإعلاميين قالوا: طبيب.. والحقيقة أنه أدخل علي علوم الإعلام مناهج ومقررات وتفانين لم يعرفها الإعلاميون قبل ذلك.. وبالبديهة لم تعرفها الأوساط الطبية حتي الآن.. وقد برع باسم في تلوين شعره وطرق تصفيفه.. وإغماض عينيه.. وتسبيل جفنيه.. ومفاجأة المشاهد بتقديم عشرة بلدي حيث تتراقص 'الصاجات' بين أصابعه.. ويتمايل نصفه العلوي علي طريقة الراقصات المحترفات.. مع أنه لم يدرس التمثيل في معهد الفنون المسرحية، ولم يدرس الرقص في معاهد الأكاديمية.. علاوة علي أنها لا تقوم بتدريس الرقص الشرقي.. وقد بدأ 'باسم رأفت محمد يوسف' في إعداد برنامجه الساخر وبثه علي الإنترنت مع قيام ثورة 25 يناير 2011.. وخصصه لانتقاد بعض السلوكيات الإعلامية.. والتهكم علي بعض الممثلين والممثلات.. في قالب كوميدي ساخر وجديد.. لقي استحسانًا من بعض المشاهدين.. وكان ذلك مسوغًا لأن يلتقطه نجيب ساويرس ليزرعه في قناته المخصوصة 'أون تي في' ليشطح فيها وينطح.. ويبرطع كما يحلو له.. يرتدي أزياء المهرجين.. وأردية الطيور والحيوانات الأليفة والمفترسة ليُضحك الناس ويُسلي المشاهدين.. ويتهكم علي خصوم 'صاحب المحل' الذي لم تفلح محاولاته المتعددة في إيذاء من يعتبرهم خصومه.. من منتقديه.. وناصحيه.. والذين يحاولون إعادته إلي جادة الطريق.. كلما 'فلت عياره' وزاد جنوحه.. وانفلت لسانه.. وكان آخر من 'اعتمد عليهم' مذيعة بالقناة الثالثة.. وكان الهدف 'النائب مصطفي بكري' الذي تعفف عن مجاراته وآثر اللجوء إلي القضاء الذي كان يطارد المذيعة بقضاياها المتعددة في النصب وبيع وشراء العقارات.. والشيكات بدون رصيد.. وقد استغني عنها فيما يبدو لعدم الصلاحية وانتهاء المفعول.
وكانت فرصة ساويرس التي حرص علي استغلالها مهما كانت الظروف ذلك الطبيب السابق.. الذي استبدل الصاجات بالسماعة، واستبدل الغمز واللمز بالترمومتر.. وأستبدل الرقص البلدي بمبضع الجراح.. واستبدل المسخرة والإسفاف بحكمة جالينوس.. ومن المثير للدهشة أن الوافد الجديد.. 'بتاع المدارس.. خريج الطب.. الحكيم السابق' قد لبي إشارة 'صاحب المحل' وتوجيهه.. وكانت إشارته كالعادة باتجاه 'النائب مصطفي بكري' فلم يتأخر.. ولم يفكر.. وأمسك بآخر كتبه الذي أرَّخ لثورة 25 يناير 2011 منذ اللحظات الأولي لقيامها وموقف القوات المسلحة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي شكَّل حصن الثورة الحصين.. وقام بحمايتها.. وعندما دعا لاجتماع المجلس الأعلي بدون مبارك.. وعندما جلس المشير طنطاوي علي المقعد المخصص لرئيس المجلس الأعلي.. سقط مبارك علي الفور.. وانتهت الحكاية.. وكل ذلك لم يعجب ساويرس.. وغمز إلي رجله 'الطبيب الساخر' فترجم الأمور الجادة إلي هزل.. وارتدي ملابس الأراجوز أو أحد شخوص خيال الظل التي ابتدعها ابن دانيال.. وأخذ يهذي ويبرجس .. ويتملعن.. ويمارس خفة الظل.. والتفكه.. والسخرية والتهكم.. والتطاول علي النائب والكاتب المعروف.. وحاول التشكيك فيما كتبه.. وفيما أذاعه خاصا بالثورة ومن الكواليس.. وأغلب الظن أن النائب بكري سيتعامل معه كما تعامل مع مذيعة القناة الثالثة.. سيفضل الصمت علي الكلام مع من لا يستحق.. وسيتعفف عن الرد أو الدخول في مهاترات مع من اعتادوا اللغو.. وسفور القول.. وإثارة اللغط مدفوع الأجر.. وسوف يربأ بنفسه عن الهبوط إلي مستوي الأراجوزات.. وخيالات الظل والمآتة.. أما 'صاحب المحل' فسوف يتركه للناس التي أدمنت التصدي لنزواته.. وأدمن الاعتذار والاستغفار.. وسوف يتركه للقضاء يقتص منه جراء ما يقوم به وما تقوم به أمواله وشركاته علي الحدود مع العدو الصهيوني.. والأبراج التي شيدها هناك.. لأغراض يعرفونها ويعرفها الكافة.. وأغلب الظن أن 'صاحب المحل' وأراجوزه.. يلفون حبل النهاية حول أعناقهم دون أن يعلموا أو يفقهوا شيئًا.




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق