من:
سلامة عبد الحميد
قبل
ساعات من غلق باب الترشح للرئاسة في مصر المقرر له الأحد الثامن من أبريل بات عدد
المرشحين الرسميين شبه محسوما حيث كان أبرزهم اللواء عمر سليمان نائب رئيس
الجمهورية السابق الذي تقدم بأوراق ترشحه اليوم.
وكان
لافتا اعتماد المرشحين على عملية تقديم أوراق الترشح الرسمية كحدث هام ضمن الدعاية
الإنتخابية حيث تفنن المرشحون في تنظيمه واستخدام كل ما يتاح لهم من أدوات للظهور
بمظهر القوي خلال تلك الخطوة التي تحظى بتغطية إعلامية واسعة.
وكان
أحدث المرشحين عمر سليمان حضر لمقر اللجنة القضائية لإنتخابات الرئاسة المصرية السبت
وسط عدد من أنصاره الذين نظمو على مدار يوم الجمعة تظاهرة في ميدان العباسية
بالقاهرة لمطالبته بالترشح ردا على إعلانه قبل أيام عدم ترشحه.
وبدا
أن تقدم سليمان بأوراق الترشح صاحبها الكثير من عمليات التمويه والتأمين خاصة وأن
بيانا لحملته الرئاسية الرسمية قال إنه لم يشاركهم في مظاهراتهم بسبب تهديدات من
جهات لم يتم تسميتها باغتياله في حين كان الحشد الإعلامي المصاحب لسليمان السبت
كبيرا وكذا التشديد الأمني.
أما
اليوم الاحد وخلال عملية التقدم الرسمي بالأوراق فكان بارزا ظهور اللواء حمدي بدين
قائد الشرطة العسكرية في المشهد بنفسه لتأمين سليمان فيما اعتبره كثيرون دليلا على
أن سليمان مرشح المجلس العسكري أو أنه مرضي عن ترشحه خاصة وأن بدين لم يظهر في
مشهد الترشح سابقا.
وشهد
يوم الجمعة ترشح اثنان من المرشحين البارزين أيضا أحدهما الدكتور أيمن نور الذي
سبق أن حل ثانيا في انتخابات عام 2005 أمام الرئيس السابق حسني مبارك في مفاجأة
مدوية وقتها تلاها سجنه عدة سنوات بتعمة تزوير تم تبرئته منها مؤخرا.
وبدأ
نور مسيرته باتجاه مقر اللجنة القضائية لانتخابات الرئاسة من الجامع الأزهر عقب
صلاة الجمعة بصحبة المئات من أنصاره مستخدما الشعار التاريخي المصري "الهلال
مع الصليب" حيث ظهر في مسيرة الترشح متأبطا ذراعي شيخ مسلم وقس مسيحي كما ظهر
بين أنصاره الكثير من النساء بينهم محجبات ومنتقبات تحملن صوره وتدعون لانتخابه
رئيسا.
بينما
اعتمد المرشح حمدين صباحي شعار حملته الرئاسية "واحد مننا" في مسيرة
ترشحه أمس الجمعة التي بدأت من ميدان لبنان بحي المهندسين بمشاركة العديد من
الشخصيات العامة بينها الإعلامي حمدي قنديل والمخرج خالد يوسف والمنتج محمد العدل
والشاعر سيد حجاب والنائب البرلماني كمال أبو عيطة وأخرين.
وكان
الأبرز في مسيرة حمدين صباحي اعتمادها على ظهور عدد كبير من المواطنين المصريين
بالملابس التقليدية للفلاحين وأبناء الصعيد تجسيدا لشعار الحملة التي تعتبره كمرشح
مواطنا عاديا ينتمي إلى الشعب البسيط إضافة إلى استخدام الطبول والغناء الشعبي
طوال المسيرة.
أما
مسيرة ترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق ومرشح
حزب الحرية والعدالة التابع لها فإنها كانت أكبر حشدا وأكثر تنظيما حيث شارك فيها
الألاف من المنتمين للجماعة تعبيرا عن قوتها في الشارع المصري وكونها صاحبة الأكثرية
في البرلمان.
وتقدم
الشاطر بأوراق ترشحه الخميس 5 أبريل الماضي اعتمادا على توكيلات من أكثر من 250
عضوا بالبرلمان المصري من المنتمين لحزب الحرية والعدالة كونه أعلن عن ترشحه
متأخرا وبالتالي لم يعتمد على التوكيلات من المواطنين كباقي المرشحين البارزين
الذين تبارى كل منهم في جمع توكيلات يزيد عددها عن 30 ألف من 15 محافظة مصرية وفق شروط قانون الترشح.
في
حين تظل مسيرة ترشيح الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الجمعة 30 مارس الماضي هي الأكبر على الإطلاق في الإنتخابات الرئاسية المصرية
الحالية حيث ضمت عشرات الالاف من أنصاره الذين تحركو من حي الدقي بالجيزة باتجاه
اللجنة القضائية للإنتخابات الرئاسية في مسيرة حاشدة لم تعرفها مصر منذ مسيرات
الثورة.
ويعاني
أبو إسماعيل معوقات قد تمنعه من الترشح حاليا تختص بجنسية والدته الراحلة التي
لازالت الأنباء متضاربة حول حملها الجنسية الأمريكية من عدمه بما يخالف قانون
الترشح للرئاسة في مصر الذي ينص على ضرورة كون المرشح من أبوين مصريين.
وتقدم
المرشح الدكتور عبد أبو الفتوح بأوراق ترشحه الرسمية يوم الخميس 29
أذار/ مارس وسط حشد كبير أيضا كان واضحا فيه التنوع الكبير بين المشاركين من أطياف
مختلفة تعتبر أبو الفتوح المرشح الأنسب كونه ينتمي للتيار الديني المعتدل ويؤمن
بالليبرالية ليظهر في المسيرة أشخاص من انتماءات فكرية وسياسية ودينية متباينة.
وشهدت
الأيام الأخيرة أيضا دعابة محكمة من المطرب الشعبي سعد الصغير الذي اصطحب فرقته
الموسيقية في "زفة" كبيرة إلى مقر اللجنة القضائية للإنتخابات الرئاسية
معلنا عن ترشيح نفسه للرئاسة وسط الأغاني الشعبية والموسيقى الصاخبة قبل أن يعلن
لاحقا أنه قام بذلك تعبيرا عن غضبه من قيام المئات بالإعلان عن رغبتهم في الترشح
دون مراعاة لقيمة منصب الرئاسة.
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق