الجمعة، 22 أبريل 2011

أعمال الفنان ماهر دياب تضيء معرض "عندما يحب الإنسان" باليونان


خاص: 
وسط ما يحدث في أنحاء العالم وخاصة في العالم العربي من اضطرابات وحروب، حيث يقاتل البشر من أجل حريتهم، يشارك الفنان اللبناني ماهر دياب في معرض دولي في أثينا باليونان تحت عنوان: عندما يحب الإنسان. وقد ولدت فكرة المعرض من مراجعة لكتاب التاريخ المثير لفن الجنس لأدوار لوسي سميث، ومرور 200 عام على ميلاد تشارلز دارون، ليصبح الحديث عن الجنس والحب أساسياً.. بالنظر حولنا نجد أن الجنس والحب مكونان أساسيان لحياتنا ويمكن اكتشافهما في العديد من الأشياء الموجودة حولنا في حياتنا اليومية. ويبدو الجنس والحب عنصرين مهمين أيضاً في الفنون الجميلة بمختلف أشكالها، فيمكن أن تظهر بشكل أساسي أو حتى بصورة ثانوية ضمن موضوع آخر، لكن يبقى الجنس موجوداً سواء بشكل واضح، ضمني، متشدد أو بدون تعمد، ليكشف الكثير عن الفنان وما بداخله. يبقى الجنس موجوداً في كل الحضارات والمجتمعات بشكل متواصل وأبدي.

معرض عندما يحب الإنسان من تنظيم بوز كوبراتيفا بالتعاون مع الفريق المنظم "Ko˩˩eCtivA2rt" ومنظمتي PRAKSIS وCENTRE FOR LIFE، حيث يقدمونللمرة الأولى في اليونان معرض يضم 23 فناناً من حول العالم من الجمعة 8 نيسان-أبريل حتى الأربعاء 4 أيار-مايو 2011. وسيتم عرض مجموعة مختلفة من الفنون البصرية التعبيرية والإبداعية مثل: الرسم، النحت، التصوير، الأعمال التركيبية، الفيديو، التمثيل، الرسوم التوضيحية، والتصميمات الصناعية التي تشكل مع الجمهور اليوناني تجربة لا يمكن تفويتها.
كل فنان عمل معزولاً على واحد أو أكثر من هذه الموضوعات، ليحكي أو تحكي قصة الحب والجنس من وجهة نظرهم في أعمالهم المعروضة التي تعبر عنهم. وقررت مجموعة Ko˩˩eCtivA2rt المحبة لحركة "FLUXUS" الفنية التي ظهرت في السبعينيات واتخذت شعار أي شخص يستطيع ابتكار فن، أن تعرض مجموعة من الفنون دون قيود بصرية أو فنية مثل الفن الصناعي، ولم تسمح Ko˩˩eCtivA2rt بأي حال من الأحوال أن يتم الحد من جماليات المعرض بأي قيود ممكنة، بقصد الحفاظ على الحرية الفنية.

أعمال ماهر الفنية ضمن معرض عندما يحب الإنسان عبارة عن سلسلة قامت على فكرة The Day I Was PORN | يوم أن اكتشفت الحب والجنس، والذي يدور حول كيفية اكتشاف العالم الجديد حين بدأ يفهم معنى الجنس والعاطفة التي لا تعرف حدوداً أمام عينيه، حيث بدأ الاكتشاف والإحساس بالأشياء من منظور مختلف.
كاترينا فانوراكي صاحبة فكرة المعرض ومنظمته، تصف ماهر بقولها: "الفنان متعدد المواهب، المصور اللبناني، والفنان البصري ماهر دياب كون مجموعة مصورة ولوحة ثلاثية حصرية لمعرضنا، المجموعة المصورة المعنونة الرجل المذهل تسخر من الرجل العصري، حيث ألبسه تنورة قصيرة تعبر عن العصر الحجري محدقًا في المتفرجين بشكل أبله، وصور وجه الفنان كما لو كان الرجل المذهل، أما اللوحة الثلاثية سلسلة الغراب تبدو منتزعة من أحد قصص كافكا، فيعبر عن الجانب المظلم في الإنسان العصري الذي تحولت حياته للبغاء، عندما ضحى بكل شيء من أجل المال".

يوضح ماهر كيف بدأ العمل على سلسلة الغراب: "هي مستوحاة من أعمال كافكا، التي صورت الجانب المظلم من الإنسان دون إشارة مباشرة لذلك، تماماً مثل الأعمال التي صنعتها والتي تعمدت فيها أن أصور الجنس ولكن دون تجسيد ذلك، فلم يتم استخدام الأجساد البشرية مثلاً، ولكن تعويضاً عن ذلك تم تصوير تلك الفكرة بعرض عالم غامض مليء بالسحر تتم حراسته من الغربان المخيفة والداكنة الألوان، والتي تحرس هذا العالم الذي نخشاه، فنحن بالفعل نخشى من فكرة الجنس في عالمنا ومجتمعنا الشرقي".
الأعمال الفنية جاءت متتالية لبعضها البعض، حيث يمكن ملاحظة سيناريو في ثلاثة أعمال فنية توضح تطور الجنس شيئاً فشيئاً، وصولاً للرغبة والشهوة في نهاية تلك السيناريوهات الثلاث:
اللوحة الأولى: يوم أن اكتشفت الحب والجنس، عالم جديد تماماً تكشّف أمام عيناي، يوم ميلادي... عالم الحب والجنس كان غير متوقعاً ومتحركاً طوال الوقت كما الرمال المتحركة، دوماً في حالة حركة ودوماً يغلب عليها التغير.
تدور حول فكرة أن العواطف القوية والفياضة تنبع من أكثر الأماكن برودة، تماماً مثلما يكتشف الطفل الصغير بداية علاقته بالجنس والحب من بداية فترة بلوغه، فهو لم يكن قد اعتاد على فكرة الجنس بعد ولكنه يكتشفها شيئاً فشيئاً.
اللوحة الثانية: يوم أن اكتشفت الحب والجنس، عالم جديد تماماً تكشّف أمام عيناي... وحينها بين الأماكن الخربة: تشكل الحب والجنس.
تترتب تلك اللوحة على ما قبلها حيث يذوب الجليد تماماً، وتزدهر الأرض بأزهار من ظلال مختلفة الألوان. في صورة مصغرة عن الربيع وازدهاره، تسلم الأزهار نفسها طواعية إلى لهيب الرغبة، وتتفجر بخيالات النشوة في منتصف الليل في سرية تامة تحت غطاء السرير الذي يكسوها ويحميها، رغم ضوء الشموع الموجه ناحيتها.شعور قوي ومكثف باللذة يغمر المكان، وضربات القلب تشبه طنين الطيور بينما تتحول الخيالات إلى واقع مادي وملموس.
اللوحة الثالثة: يوم أن اكتشفت الحب والجنس، عالم جديد تماماً تكشّف أمام عيناي، بداية النهاية التي تأتي معها بداية جديدة.
تدور الفكرة حول التحرر من غطاء السرير الخانق، لينطلق الطائر ذو الطنين في الفضاء الفسيح دون قيود باحثاً عن الحقيقة/ الشهوة.
لوحة الرجل المذهل: تقدم المجتمع الذكوري المصبوغ بصبغة الرجل البدائي مثل نقوش كهف لاسكو الشهيرة. ولكن الرجل داخلياً يرفض أن يصير هذا الكائن الممل آحادي اللون. فهو ذكر طاووس متوهج، يجمع كل محاسن النساء وكل كبرياء الرجال.

ماهر صمم أيضاً البوستر الرسمي للمعرض معتمداً على فكرة: أن الحب يمكنه إحياء الموت، وبث الروح في الأشياء الجامدة والميتة، وكيف يمكن للحب أن ينبت من أعماق نفوسنا من الداخل، فحسبما يؤكد ماهر: "الحب هو الحل لكل المآسي والمعاناة من حولنا، فالحياة تحتاج دوماً إلى الحب... حتى لو كان من خلال أعمال فنية... لأن ما يحدث في العالم من جوانب "شريرة" يجب مجابهتها دوماً بالحب.. لأنه هو ما يحمي البشرية ويجعلها مستمرة أياً كانت الكوارث التي نتعرض لها".
وتعلق كاترينا فانوراكي منظمة المعرض على البوستر الرسمي: "هو مستوحى من بدء الخليقة، جنة عدن، مع ثمار الخطيئة المحظورة، لم نكن نتوقع بداية أفضل من ذلك لمعرض عندما يحب الإنسان".




يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق