منذ بداية أحداث الخلاف الكروي بين مصر والجزائر ونحن كصحفيين نسمع حكاية تم تداولها بشكل واسع، فيما بيننا طبعا، دون أن تجد ولو مرة واحدة طريقها لأي وسيلة نشر معروفة لأنها كانت تروج اتهامات، وأكرر أنها مجرد اتهامات، لاثان من الشخصيات القوية النافذة في العالم العربي رغم أنهما ليسا في سدة الحكم ولا يوجد لديهما أية صلاحيات رسمية.
أحدثكما عن علاء حسني مبارك وسعيد بوتفلية، الأول ابن الرئيس المصري والثاني شيق الرئيس الجزائري، وكلاهما متنفذ في بلده ويملك صلاحيات واسعة ويمكنه أن يقول لأي مسئول مهما علا شأنه ما يمكن اعتباره أوامر لا تقبل الرفض أو الجدل.
علاء وجمال مبارك |
أولا المعلومات المنشورة أدناه لا تعتبر اتهامات وإنما هي مجرد أنباء متواترة يتكشف يوما بعد يوما أن بها أجزاء من الصحة بينما لا توجد، حتى الأن، مستندات تثبتها وبالتالي فسأنقلها لكم على عهدة مصادر نشرتها وهي تتحمل المسئولية كاملة.
البداية من موقع الكتروني باسم "موقع انقاذ مصر" ومقره العاصمة البريطانية والذي كان أول من تجرأ على نشر المعلومة التي كانت منتشرة بقوة وتفاصيلها نصا كما نشرها الموقع وقتها: "علم مراسلنا في القاهرة من مصادر رئاسية أن الخلافات ما بين الأسرتين الحاكمتين بمصر والجزائر تفجرت بسبب صفقة طائرات تقدر قيمتها بمليار دولار كان من المفترض ابرامها قبيل 3 شهور ما بين وكيل شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية بالقاهرة "علاء مبارك "نجل الرئيس المصري الأكبر وبين الدوائر الجزائرية مقابل حصول "علاء" علي عمولة تقدر بمائة مليون دولار".
"ومع اقتراب اتمام الصفقة بين علاء كممثل للشركة بالمنطقة وبين الجزائريين تدخل "سعيد بو تفليقة" شقيق الرئيس الجزائري والحالم يوراثته هو الآخر وتعاقد مع وكيل فرنسي لتوريد تلك الصفقة الضخمة لبلاده وأخذ العمولة لنفسه والتي كان من المفترض أن يحصل عليها علاء مبارك لو كان قد ورد الصفقة".
"وقد ترتب علي تلك الفعلة تدهور كبير في علاقات البلدين حيث تدخل القذافي لتنقية الاجواء ورتب لقاء في طرايلس الغرب بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلا أن نيران الحقد داخل مبارك وأسرته استمرت مستعرة إلى أن جاءت مباراة الجزائر حيث وجدها الطرفان فرصة لتصفية خلافاتهما وتوظيف الشعبين فيها".
"ومن هنا حرص علاء وجمال معا أن يشعلا نيران الفتنة ووجدنا علاء مبارك يخرج لأول مرة ويتصل بالفضائيات والإعلام ويحرض علي ضرب الجزائريين بالجزمة متسترا وراء كرة القدم كما وجدنا أبوه حسني مبارك يجمع أركان حربه ويدق طبول الحرب وقطع العلاقات مع الجزائر، ويركب الموجة باعتباره مدافعا عن كرامة المصريين رغم أن الأحداث هي أحداث شغب وفتنة ساهم فيها الطرفان ولا علاقة لكرامة مصر والمصريين بها لأننا لا نتحدث عن أعداء".
"وبناء عليه قام بهذه الحملات الإعلامية الجبارة لتحريض شبابنا وأبنائنا في مصر والجزائر ضد بعضهما البعض وتضخيم الفتنة بين الشعبين الشقيقين أصحاب التاريخ والمصير المشترك رغم أنف آل مبارك وآل بوتفليقة".
يمكنك قراءة النص على الموقع هنا:
ما فتح الملف المهمل مجددا ربما كان بدأ محاكمة نجلي مبارك وأبيهم، إضافة إلى ما نشرته بوابة الأهرام الإلكترونية اليوم الثلاثاء نقلا عن حلقة من برنامج "كورة أونلاين" والذي قال فيه أحد أفراد "الألتراس" أن علاء مبارك كان مشرفا على ضرب حافلة نقل الفريق الجزائري في القاهرة.
وقال نص الخبر: "أكد عمار فؤاد، وهو من قيادات الألتراس، قيام سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم بالتخطيط لضرب أوتوبيس منتخب الجزائر قبل لقائه مع منتخب مصر بالقاهرة قبل نحو عام ونصف العام، مشيرا إلى أن الاجتماعات التى كان يعقدها زاهر مع روابط المشجعين كانت تتم تحت إشراف علاء مبارك نجل الرئيس السابق وبعض قيادات الحزب الوطني".
وقال عمار "إن سمير زاهر هو الذى خطط لضرب أوتوبيس المنتخب الجزائرى، وعقد اجتماعات مع الروابط في حضور عدد من أعضاء المجلس الذين حضروا بعض هذه الجلسات، ومنهم محمود الشامي العضو المستقيل الذي يستطيع أن يقول الحقيقة في هذا الموضوع".
وأضاف أن بداية هذه اللقاءات كانت حماسية لتشجيع المنتخب قبل المباراة الفارقة في مسيرة المنتخب، وحتى يتأهل لكأس العالم، ولكن التشجيع أخذ أبعادا أخرى في الاجتماعات الأخيرة مثل التحريض على الضرب فاضطر إلى الانسحاب".
يمكن قراءة نص الخبر هنا:
تعالوا نحكي القصة الكاملة اعتمادا على المتوافر من معلومات: البداية كانت مع مباراة مصر الأولى في الجزائر وكان هذا بعد الصفقة التجارية التي اعتبرها علاء مبارك "قفا" حيث كانت الفرصة سانحة لسعيد بوتفليقة لاستغلال المباراة لتمرير عدة رسائل لنظيره المصري اعتبرت رسائل غزل وتحذير في نفس الوقت في محاولة منه للإعتذار من جهة واستعراض العضلات من جهة أخرى.
وتجلى ذلك بوضوح في فكرة "وردة" لكل لاعب مصري وفي مقالات التهدئة والتحذير على صفحات الجرائد الجزائرية، ووصلت الرسالة إلى القاهرة إلا أنه يبدو أن اعتذار "سعيد" رفض رفضا قاطعا من طرف علاء وشقيقه وتحذير الجزائريين لم يجد نفعا وكان الرد على أرض مصر.
سعيد بوتفليقة |
وجاءت مباراة القاهرة وكان الرد عنيفا والتصعيد واضحا في رسالة هزت العالم، فلقد فضلت أجهزة القاهرة مخاطبة الجزائريين باللغة التي يفهمونها بل واللجوء إلى التقنية المخابراتية الجزائرية التي استعملت ضد الاسلاميين في التسعينيات وهي ضرب الضحية وتحويله إلى جاني.
وتم التعدي على حافلة المنتخب الجزائري في عمل مخابراتي منظم وسط تعزيزات أمنية كبيرة حول البعثة الجزائرية وفي مكان ووقت يسهل بعده عملية توجيه الأصابع إلى الجزائريين لكن الخطة فشلت حيث ظهر فيها الكثير من القصور كما كان على ما يبدو الفريق الجزائري يأخذ احتياطاته لحدوث أمر مماثل بدليل وجود مراسلي وكالات الأنباء داخل الحافلة وشهاداتهم التي كانت فاصلة والتي عوبت بسببها مصر من الإتحاد الدولي ومنيت بفضيحة مدوية بعد فترة.
عقب الحادث مباشرة تعقدت الأمور أكثر فأكثر بسبب الإعلام الذي كان عصا الطرفين في الحرب التي تورط فيها الشعبين بلا داع، حيث تحرك الرياضيون الجزائريون لإلغاء المباراة لولا تدخل الرئيس مبارك واستغلال صداقته مع الرئيس بوتفليقة للحيلولة دون ذلك.
المهم مرت الرسالة لسعيد بوتفليقة ووصل التحدي واستفزت الأجهزة الجزائرية لرد علاء لتتحرك المخابرات في الجزائر وترد بنفس الطريقة تقريبا حيث روجت متل جزائريين في القاهرة ليتم تعريض المصريين في الجزائر لأخطار عدة، قبل أن يتم الرد القاسي ولكن على أرض محايدة حتى لا تتحمل المسئولية.
وجاءت مباراة الخرطوم لاستثمار كل ذلك خاصة وأن علاء وجمال وعدد من المشاهير من الفنانين والشخصيات العامة يشارك في تشجيع الفريق المصري في المباراة وهي ثغرة ربما كانت متعمدة لإحراج الجزائريين الذين كان متوقعا انتقامهم في السودان خاصة مع المعلومات حول طائرات عسكرية جزائرية نقلت المئات.
في المقابل تم تأمين الذهاب والإياب لإبني الرئيس المصري إلى أم درمان من خلال كوماندوز من القوات الخاصة لحماية الموكب الرئاسي والتحضير لمخطط مدروس للعودة بسرعة إلى القاهرة بعد المباراة في حال انفلات الأمور.
ربما كان من حسن حظ الجماهير المصرية أن انتهت النتيجة بفوز المنتخب الجزائري وإلا كنا شهدنا مجزرة حقيقية، بعيدا عن تلك المجزرة المزعومة التي تم الترويج لها والتي تأكد بعد فترة صيرة أن معظم ما ورد فيها كان تمثيلا غير محبوكا.
ما سبق كان فصلا من فصول الصراع القذر بين الأجهزة السرية في البلدين لصالح أشخاص سخروا كل امكانيات بلادهم المالية والأمنية والمخابراتية والإعلامية للإنتقام ليس إلا، دون أدنى اهتمام بالشعبين اللذان عاشا أياما سوداء قبل أن يعود المواطن المصري لوعيه ويفيق من غفلته بعد الثورة المجيدة.
بقي أن ندعو الله أن يحفظ مصر والجزائر من الفاسدين والفاشلين ورجال الأعمال الذين لا تعنيهم مصالح البلاد والعباد ولا يهمهم إلا جمع المال.
* كل المعلومات أعلاه منقولة من مصادر متعددة وهي تتحمل كل المسئولية عن صحتها
يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق