كتب: سلامة عبد الحميد
تحت عنوان "حديث الإنترنت" نشر الموقع الرسمي للحملة الشعبية لدعم الدكتور محمد البرادعي ومطالب التغيير تقريرا منقولا عن الصفحة الأولى لصحيفة "القدس العربي" اللندنية كتبه خالد الشامي بعنوان " 'فيتو' من المؤسسة العسكرية يحبط خطة للتوريث" يتحدث عن تقرير لمركز بحثي أمريكي معروف.
وبينما تم تداول التقرير الأمريكي في عدد من المواقع والمنتديات بنصه تداول أخرون النص الذي أعدته القدس العربي عن التقرير الذي يشير إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك اضطر إلى تغيير خطته لتوريث الحكم إلى نجله جمال بسبب اعتراضات من مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة العسكرية على توليه الرئاسة.
وفي حين نشر التقرير في عدد من المواقع المعروفة لكنه أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي خاصة "تويتر" كونه يتناول موضوعا يعد رئيسيا في الحياة السياسية المصرية طيلة العام الأخير، وتنوعت التعليقات بين من يعتبرون التقرير مدسوسا وبين من لا يعيرونه إهتماما كونه لا يضم مصدرا واحدا مذكورا باسمه إضافة إلى كونه منشور في صحيفة ممنوع توزيعها في مصر لما عرف عنها من هجوم حاد على النظام المصري.
بينما اعتبر البعض التقرير مؤشرا حقيقيا لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في مصر خلال العام المقبل الذي يشهد الإنتخابات الرئاسية التي لم يتحدد حتى اليوم إن كان الرئيس مبارك سيخوضها مجددا أم أن الحزب الوطني الحاكم سيرشح شخصية أخرى بديلة للرئيس.
وربطت "القدس العربي" بين التقرير الأمريكي والإجراءات الأخيرة ضد وسائل الإعلام الخاصة في مصر ، ونقلت "القدس العربي "عن مراقبين إن هذه الإجراءات تأتى لرغبة النظام في "تبريد" ملف الخلافة، وصرف الأنظار عن "المأزق" حول مصير سدة "الرئاسة"، وما قد تشهده البلاد من إعادة صياغة للمشهد السياسي خلال المرحلة المقبلة.
وحسب تقرير مركز "ستراتفور" الأمريكي فإن خطة نقل السلطة في مصر كانت تقضي بتعيين الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية نائبا للرئيس لمدة عام على أن يرشح الحزب الوطني الحاكم جمال للرئاسة في الانتخابات المقبلة، إلا أن وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان قائد الأركان، بحسب الصحيفة نقلا عن التقرير أبلغا الرئيس بوجود معارضة في المؤسسة العسكرية، لتولي جمال الرئاسة لكونه مدنياً، وأن الرئيس أجاب بأنه يحترم رغبة المؤسسة وأنه سيترشح لفترة رئاسية جديدة.
وقالت "القدس العربي " نقلا عن مراقبين إن الساحة السياسية شهدت تطورا ملحوظا خلال الفترة الماضية إذ تراجعت نسبيا الحملة الدعائية المؤيدة لترشيح جمال، بينما بدأ الرئيس مبارك ما يبدو أنه حملة انتخابية تمثلت في زيارات للمصانع والمرافق وبعض المحافظات، بعد فترة طويلة من انخفاض ملحوظ في نشاطه السياسي..
وبينما لم يذكر التقرير الأمريكي اسما واحدا من مصادره إلا أنه لاحظ أن مصر وصلت إلى مرحلة أصبح للمؤسسة العسكرية نفوذ كبير في تحديد شروط تولي السلطة، وأن جمال مبارك لا يملك القوة والكاريزما التي يتمتع بهما والده للحصول على المنصب الأعلى في البلاد."
من جانبها أوردت الصحيفة نقلا عن مصدر حكومي، فضل عدم نشر اسمه، نفيه ما جاء في التقرير، قائلا "إن الجيش مؤسسة وطنية وهو جزء من الشعب المصري، وسوف يتقبل من يختاره الشعب لشغل المنصب بانتخابات حرة، سواء كان عسكريا أو مدنيا"، مشيرا إلى أن "المؤسسة العسكرية تركز على أداء مهمتها الأساسية وهي الدفاع عن الوطن، ولا تتدخل في الأمور السياسية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق