متابعات: سلامة عبد الحميد
فاجئ الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد المعارض والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية رواد صفحته على موقعي "فيس بوك" و"تويتر" اليوم الخميس بكتابة "تدوينة" طويلة بعنوان "صبرا جميلا على فراق جميلة" يعلن فيها ولأول مرة انفصاله الرسمي عن الإعلامية جميلة إسماعيل بعد أكثر من عام ونصف على نشر أنباء انفصالهما.
وظل أيمن نور طيلة تلك الفترة ينفي خبر طلاقه لجميلة مؤكدا أن الطلاق لا يمكن نفيه لو وقع ولا يمكن أيضا إخفاءه معتبرا أن الأمر لا يعدو كونه محاولة جديدة من النظام الرسمي لهدم أسرته باعتباره معارض شرس.
وكتب نور الذي حل تاليا بعد الرئيس حسني مبارك في انتخابات الرئاسة الماضية على صفحته الخاصة في "فيس بوك" تدوينة طويلة يعبر فيها عن حنينه إلى رفيقة دربه وأم أولاده وعن غضبه وضيقه من كل من كتبوا عن علاقتهما الشخصية سلبا أو إيجابا قبل أن يعلن عن انتهاء علاقتهما الزوجية قبل يوم واحد.
"مصراوي" تنشر "التدوينة" كاملة دون أدنى تدخل.
النص:
"الوسيلة الوحيدة لتخفيف شعورك بالألم، هى التحدث علانية عنه" هذا ما قاله نيلسون مانديلا عام 1998، وهو يعلن خبر طلاقه من زوجته "ويني" بعد خروجه من السجن، وبعد 30 عاما من الزواج.. فالذى ذاق الظلم يعرف طعمه ومرارته، ويملك أن يحس الفارق بين ظلم كالحنضل وآخر كالسم.
ظلمت في حياتي كثيرا، وكنت أنتصر في النهاية على ظلمي ومن ظلموني بالصبر والجلد والمواجهة، لكن أقصى أنواع الظلم هو ذلك الذي لا تملك أن تواجهه أو تدفعه عن نفسك، أو الذي ينفجر تحت جلدك.
هذا ما شعرت به مساء السادس من أبريل 2009 يوم أن نشرت بعض الصحف الحكومية والمستقلة والفضائيات خبراً مفاده طلاقي من زوجتي جميلة إسماعيل بعد 20 عاما من الزواج وثلاثة أعوام من الخطوبة.
أظلم ما تضمنه الخبر ليس الطلاق، بل هو إصرار الإعلام على وقوع شىء لم يقع، وتجاهل حقيقة قانونية مفادها أنني الوحيد الذي يملك إيقاع هذا الطلاق، ولا يمكن أن يتم دون علمي كما أنه واقعة "مادية" لا يمكن أن أنكرها أوأخفيها يوماً إذا وقعت بالفعل، وسجلت في أوراق ودفاتر رسمية.
الخبرالظالم أنتج كما هائلا من الإتهامات والأكاذيب والشائعات الظالمة في تفسير وتبرير حدث لم يحدث أصلا.. بل بلغ الظلم مداه عندما بدأ البعض يوجه لي سهام النقد من زاوية: لماذا يكذب وينكر الحقيقة التي لم تكن حقيقة إلا وفقا لخيالهم.
إتهامات أكثر شراسة وظلما تتحدث عن الجحود وغياب الوفاء لزوجة وقفت في شدة وتركت في رخاء وإتهامات أكثر وقاحة تقول: وكيف لمن لم يحفظ بيته ويصونه أن يحفظ وطنا.. لاأحد من هؤلاء أراد أن يصدق حقيقة أني لم أطلق زوجتي في سرية تامة منذ أربعة أيام كما نشرت صحف وفضائيات يوم 6 أبريل 2009.
لم يرد أحد أن يسمع ما أكدته أنني لم أطلق زوجتي ولم أفكر في هذا قط ولم أسمع عن طلب للطلاق إلا من خلال الصحف والفضائيات، لم يصدق أحداً قدر تمسكي بها.
أؤمن أن الحياة الخاصة للشخص العام ليست ملكاً خالصاً له، لكنها لا يمكن أن تكون ملكاً شائعاً ومساحة للعبث والإختلاق والتدخل الثقيل من قبل الدولة وإعلامها المرئي والمكتوب الذي لم ينشر عني خبراً واحداً منذ خروجي من السجن إلا خبر وقوع طلاق لم يقع ولم يعتذر أحد عن النشر الكاذب لعام ونصف وظلوا يكررون هذه الأكذوبة بسبب أو بدون سبب.
بيتي ككل البيوت لا يخلو من منغصات ومتاعب وأفراح وأتراح، آمال وآلام ومواجع ، والخلاصة فهو بيت مثل كل بيت، تصفو فيه الأجواء ساعات وتتعكر ساعات، تتوترأحيانا وتهدأ معظم الأحيان.
الشىء الوحيد الغريب هو أني أمسكت بيد النظام وأمنه وإعلامه متلبساً – عن عمد وقصد – بتفجير هذا البيت وأبطلت مفعول ألغامه مرات تلو المرات.
فمنذ الإنتخابات الرئاسية والنظام يضع نصب أعينه إغتيالي سياسيا ومعنوياً، وفى سبيل ذلك لم يدخر جهداً منذ 2005 للآن لنسف ذلك التحالف العائلي بيني وبين زوجتي التي وصفها أحد رموز النظام أنها بالنسبة لى كشعر شمشون وأحد مصادر قوته.
لم يكتف النظام بمنعها من عملها الإعلامي في ماسبيرو وكافة الفضائيات المصرية وغير المصرية، بل امتد الأمر لأسرتها حيث أغلقت القناة السياحية التي تملكها والدتها المخرجة الدكتورة فريدة عرمان، وهدد شقيقاها في رزقهما وحياتهما، حتى إبتعد الكبير واستسلم الصغير مؤخرا لسلسلة من الأدوار المدارة من جهات معلومة.
بلغت الضغوط حدوداً قذرة – لم أكشف عنها من قبل – مثل الترويج لشائعات وضيعة واختلاق تسجيلات تليفونية ملفقة وممنتجَة بصورة فاضحة كانت تصلني في سجني وقبله والطرف الآخر فيها ضابط بوزارة الداخلية.
تحملت هذا وأكثر منه وربما تعرضت زوجتي هي الأخرى لضغوط مشابهة، بل وصل الأمر أني تقدمت ببلاغ للنائب العام في شأن هذه الواقعات التي لم يحقق فيها بعد ولن يحقق فيها أبداً في ظل وجود هذا النظام المتورط في هذه الأفعال القذرة.
تحملت منذ عام ونصف العام أن أتهم بالجحود والغدر – ظلماً- وكنت لا أجد ما أقوله غير الصمت والدعاء لها والإمتنان لما قدمته، والإنتظار للحظة عودتها لبيتها الذي كان ومازال مفتوحاً لها.
تحملت لعام ونصف عام حياة باردة ووحدة قاتلة وتصريحات صحفية – غير مبررة – عن حياة إجتماعية إنتهت، والحقيقه أنها لم تنته إلا من طرف واحد إنفرد والإعلام بهذا القرار.
هكذا فعل الإعلام في حياتي "الخاصة" وكلما كانت المسافات تقترب كان الإعلام يلعب لعبته، بتصريح لها أو لشقيقتها، يعيد الأمورللمربع صفر أو بتقديمها في البرامج والصحف بوصفها طليقتي بينما هي أمام الله زوجتي وحبيبتي وأم أولادي.
18 شهرا من الإرتباك والإلتباس، لازواج .. ولا طلاق، خياري كان هو "الإنتظار" الذي كنت مستعداً أن يطول ويمتد لشهور، ولأعوام وطول العمر، لولا شبهة أن يتحول هذا الخيار إلى إجبار لإنسانة أحبها، علي مالا تحبه أو تختاره بإرادتها المثمنة لدي.
ماقيمة أن ترغب –من طرف واحد– في حياة لاتستقيم إلا برغبة الطرفين، فكل ما إحتملته من أزمات وضغوط وطعنات أقل ألماً بكثير من شعورك أنك تُجبرُ من تحب علي مالا يُحب أو تكره عزيزاً عليك للبقاء في مركز إجتماعي وعاطفي قرر أن يغادره.
كانت جميلة زوجة وأم وصديقة ورفيقة نضال، وكانت سيفا بألف وسكناً لحب كبير دام ( 24 عاما) وباتت منذ 24 ساعة أما وصديقة ورفيقة نضال وسكناّ لذكريات رائعة لاتنسى.
يوم أن نفيت الخبر الكاذب قلت أن الطلاق – لاقدر الله – ليس عجبا، ولا سراً لأنفيه أو أخفيه، وإذا قدر الله وحدث سأعلنه ولن أنتظر أن يكشف عنه أحدا وكأنه سبق صحفي.. وها أنا أفي بما سبق وقلت ووعدت .. وقدرالله وما شاء فعل.
باقه تحوي من الحب والإحترام والتقدير أعظمه وأجزله لأربعة وعشرين عاماً، هي أكثر من نصف عمري وعمرها داعياً الله أن يوفقها في حياتها الجديده وأن يلهمني صبراً جميلا، علي فراق جميلة.
سطوري السابقة هي بيان فيه من الإبانة مايسمح لي بإغلاق هذا الأمر وللأبد ملتمساً ممن أعطوا لأنفسهم الحق سابقاً في الإجتهاد في غير محله، أن يعلموا أنه لاحق لأحد في الإجتهاد بعد اليوم .. وسامح الله الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق