السبت، 4 فبراير 2012

شهادة والد أول شهيد في ستاد بورسعيد: جثة ابني كانت معجونة من الضرب لأنه حاول فتح الأبواب ليخرج زملاؤه



والد شهيد: وجدت جثتة ابني أسفل سلم المستشفى.. وتسلمتها في كيس أسود
اثنين من الألتراس المصابين: تم تفتيش مشجعي الأهلي فقط قبل دخول المباراة.. والجناة أغلقوا أبواب الخروج باللحام واستخدموا المطاوي والسيوف في القتل والإصابة 

 
قال أحمد خاطر، والد الشهيد محمد، الذي راح ضحية أحداث العنف في استاد بورسعيد، إنه تسلم جثة ابنة في كيس أسود وكانت ملقاة تحت السلم في المستشفى بدون أي تقرير طبي ولكن فقط تصريح دفن، رافضًا هذه الدرجة من إهانة الموتى والشهداء .
وأضاف في إتصال هاتفي، اليوم السبت، مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج "صباحك يا مصر" على قناة دريم أن ابنه هو الشهيد الأول الذي سقط في "مجزرة بورسعيد"، حيث كان يحاول فتح الأبواب لجماهير الأهلي للخروج ثم سقط وقد عجن جسده تماما.
وأشار إلى أنه عاجز عن الحركة وابنه محمد رحمه الله البالغ من العمر 22 عامًا هو من كان يعوله واثنين من شقيقاته البنات ، متوجها للمسئولين بالقول "حسبنا الله ونعم الوكيل ، أريد حق ابني من اللي حرموني منه ، نريد القصاص ولا عشان إحنا فقراء يتعمل فينا كدة ، أعيش في غرفة وصالة ومرتبي 400 جنية لا أريد من الدولة شئ أخذوا روحي ليه ".
من جهته قال الدكتور صالح فرج، والد الشهيد مهاب، أن هناك مؤامرة مدبرة وراء مقتل شهداء بورسعيد فمازال سوزان مباراك ولواءات حبيب العادلي وكل الموجودين في طرة يحكمون البلاد، هناك خطة لقتل كل شباب مصر وغدًا ستدور الدائرة على آخرين لأنهم لا يريدون مصر حرة.
وبصوت خنقه البكاء تحدث فرج أن ابنه طالب الهندسة مات هو وثلاثة من زملائه في الجامعة في نفس المكان، وكلهم كانوا مسالمين لا يحملون سلاحا وهم من ثوار التحرير ، متسائلا لماذا يقتل الشباب كل يوم ومبارك يأتي من مستشفى خمس نجوم في طائرة خاصة وهو يستطيع الحركة ولا يعاني من أي مرض؟ .
وتعهد والد الشهيد بالخروج في كل التظاهرات والمسيرات حتى يأتي بحق الشهداء ، مطالبا بسرعة إعدام مبارك وأعوانه لانقاذ مصر وشبابها .
وخلال الفقرة ، تحدث محمد مجدي ، أحد أعضاء ألتراس النادي الأهلي المصابين، والذي كشف إنهم قرأوا على صفحة ألتراس بورسعيد إن من يأتي المباراة عليه أن يكتب وصيته، ولكنه ظن أنها رسالة من شاب طائش، مشيرًا إلى أنه ضرب بمطواة في رأسه وضربه شخص آخر بشومه على يده وأنقذه مواطن ليبي يعيش في بورسعيد وتم تهريبه داخل شنطة سيارة إلى الشرقية.                                             
وقال أنه قبل دخول المباراة تم تفتيش ألتراس الأهلي فقط وتم إطفاء النور عليهم قبل خروجهم وأغلقوا باب الخروج باللحام، ومن كان يستطيع الخروج خارج الإستاد يجد أيضا من ينال منه.
وأشار مجدي إلى أن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية شخص جيد وحاول إصلاح البلاد لكن حوله زمرة من الفاسدين ، متسائلا "كيف يمكن لنا الهدوء والقضاء لم يأت بحق إخواتنا الذين ماتوا في أحداث سابقة كثيرة التباطؤ لن يفيد". 
وشدد مجدي على أن وزارة الداخلية مبنى حيوي وإحراقها يعني تدمير البلاد ، بغض النظر عن الشخصيات الفاسدة الموجودة داخل المبنى.
وخلال اللقاء تحدث أيضا محمد عصام ، أحد عناصر ألتراس النادي الأهلي، أنهم ذهبوا إلى المباراة دون أي نوايا سيئة يريدون فقط تشجيع فريقهم ، ولكن منذ بداية المباراة وألتراس بورسعيد يلقون بالشماريخ والطوب عليهم ، كما كان بعضهم يحمل سيوفا ومطاوى.
وتحدث عن أن شخص من ألتراس بورسعيد طلب منه خلع التيشرت الذي يرتديه فاستجاب له فسارع إلى ضربه على ذراعة بخشبه كبيرة وآخر ضربه على كتفه بكرسي فأصيب بكسور، مشيرًا إلى أنهم قطعوا ذراع شخص آخر بمطواة حتى يسقط على الأرض ويدهس ويموت.
وأشار عصام إلى أن الجروب الخاص بالألتراس الأهلي سرق بالأمس ونزلت عليه بيانات إننا قررنا إشعال نار في الداخلية وأقسام الشرطة ، وذلك أثناء التواجد في عزاء نظم بالأمس في نادي الأهلي للشهداء ، قائلا "إحنا مشغولين بإخواتنا ودماغنا مش رايحة لأي إنتقام"
ومن جانبه ، قال اللواء الدكتور طارق خضر ، أستاذ القانون الدستوري ورئيس أكاديمية الشرطة السابق، إن هناك تقصير أمني في أحداث بورسعيد بنسبة مائة بالمائة ، ولكن لا يوجد أي تواطؤ من قبل المجلس العسكري والشرطة .
وأضاف بأن هناك من يعبثون بمقدرات الوطن ، إلا أن مصر لم ولن تسقط ولابد من سرعة كشف الحقائق وبأن يكون العقاب رادعا وسريعا للمذنبين.
وطالب بنوعين من الإجراءات لإخراج البلاد من المأزق أولها تشريعية من جانب مجلس الشعب بضرورة سرعة مراجعة قانون الرئاسة وإختيار لجنة صياغة الدستور حتى يتحقق الإنتقال السلمي الآمن للشرطة ، فضلا عن إجراءات شعبية يقودها عقلاء وحكماء الأمة بتحذير المواطنين بأن إسقاط وزارة الداخلية والدفاع يعني إسقاط الدولة .
كما قال اللواء عبدالحميد عمران، خبير أمني، إن من يعبث بمقدرات الوطن يستخدم عملاء بالداخل والمتضرر الوحيد من نجاح الثورة المصرية هي إسرائيل التي تسعى إلى خلق المشاكل حتى لا يكتمل البناء الدستوري .
وأضاف بأن كل يوم يسقط 10 شهداء يخرج آخرين ليطالبوا بحقوقهم فيموت منهم عدد كبير لابد من وقف هذه الدائرة الجهنمية ، فالفوضى هي التي تعطي لإسرائيل ولفلول النظام السابق الفرصة لتدمير البلاد .
وأشار عبدالحميد إلى تصريحات لمدير الإستخبارات الإسرائيلية بضرورة تأجيج الإحتقان الطائفي والإجتماعي لضرب الدولة المصرية حتى يعجز أي نظام بعد مبارك في معالجة الإنقسام .


يسمح بنقل أو استخدام المواد المنشورة بشرط ذكر المصدر أي نوع من التعدي يعرض صاحبه للمسائلة القانونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق